2647/ 1- أخطب خوارزم في «المناقب» عن أحمد بن محمّد الدقّاق، عن أبيالمظفّر؛ وابن إبراهيم السيفيّ، عن علي بن يوسف بن محمّد بن حجّاج، عن الحسين بن جعفر بن محمّد الجرجانيّ، عن إسماعيل بن إسحاق بن سليمان، عن محمّد بن علي الكفرتؤتيّ، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال:
صلّى بنا رسولاللَّه صلى الله عليه و آله صلاة العصر، و أبطأ في ركوعه، حتّى ظنّنا أنّه قد سها و غفل، ثمّ رفع رأسه، و قال: «سمع اللَّه لمن حمده».
ثمّ أوجز في صلاته، و سلّم، ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر.. ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الأوّل... الثاني... الثالث يتفقّدهم رجلاً رجلاً...
ثمّ قال: مالي لا أرى ابن عمّي عليّ بن أبيطالب؟
فأجابه عليّ عليهالسلام من آخر الصفوف...
فنادى النبيّ صلى الله عليه و آله بأعلى صوته: اُدن منّي يا عليّ.
فما زال يتخطّى رقاب المهاجرين و الأنصار، حتّى دنا المرتضى عليهالسلام من المصطفى صلى الله عليه و آله.
و قال النبيّ صلى الله عليه و آله: ما الّذي خلّفك عن الصفّ الأوّل؟
قال: شككت إنّني على غير طهر، فأتيت منزل فاطمة عليهاالسلام فناديت: يا حسن! يا حسين!يا فضّة!
فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف من ورائي، و هو ينادي: يا أباالحسن! يا ابن عمّ النبيّ! التفت.
فالتفتّ فإذا أنا بسطل من ذهب، و فيه ماء، و عليه منديل، فأخذت المنديل، فوضعته على منكبي الأيمن، و أومأت إلى الماء، فإذا الماء يفيض على كفّي، فتطهّرت و أسبغت الطّهر، و لقد وجدته في لين الزّبد، و طعم الشهد، و رائحة المسك، ثمّ التفتّ و لا أدري من أخذه.
فتبسّم النبيّ صلى الله عليه و آله... ثمّ قال: يا أباالحسن! ألا اُبشّرك؟ أنّ السطل من الجنّة، و الماء و المنديل من الفردوس الأعلى، والّذي هيّأك للصلاة جبرئيل عليهالسلام، والّذي مندلك ميكائيل عليهالسلام.
والّذي نفس محمّد بيده؛ ما زال إسرافيل قابضاً بيديّ على ركبتي حتّى لحقت معي الصلاة، و أدركت ثواب ذلك، أفيلومني الناس على حبّك، واللَّه تعالى و ملائكته يحبّونك من فوق السماء؟ (1).
أقول: و في رواية المناقب، عن عبداللَّه بن عبّاس، و حميد الطويل، عن أنس، و فيه:
«و مسحت وجهي بالمنديل بعد ما كان الماء يصبّ على يدي، و ما أرى شخصاً... و قطرت على رأسي قطرة وجدت بردها على فؤادي
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: القدس من أقداس الجنّة، و الماء من الكوثر، و القطرة من تحت العرش، و المنديل من الوسيلة...
و في رواية «العمدة»: ابن المغازليّ في مناقبه، عن أحمد بن المظفّر العطّار، عن عبداللَّه بن محمّد بن عثمان، عن أبيالحسن- الراويّ بالبصرة- عن محمّد بن منده الإصفهانيّ، عن محمّد بن عبدالحميد، عن الأعمش، عن أبيسفيان، عن أنس بن مالك، قال:
قال رسولاللَّه صلى الله عليه و آله لأبيبكر و عمر: أمضيا إلى عليّ عليهالسلام حتّى يحدّثكما ما كان منه في ليلته، و أنا على أثركما.
قال أنس: فمضيا و مضيت معهما...
فقال عليّ عليهالسلام: أردت الماء للطهارة و أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة... فرأيت السقف قد انشقّ، و نزل عليّ منه سطل مغطّى بمنديل... فتطهّرت للصلاة، و اغتسلت، و صلّيت، ثمّ ارتفع السطل و المنديل...
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أمّا السطل؛ فمن الجنّة، و أمّا الماء؛ فمن نهر الكوثر، و أمّا المنديل؛ فمن استبرق الجنّة، من مثلك يا عليّ! في ليلتك و جبرئيل يخدمك؟
الطرائف: ابن المغازليّ بإسناده إلى أنس (مثله). (2).
وأقول أيضاً: لمّا ذكرت في الروايتين اسم فاطمة عليهاالسلام أوردتها و أشرت إلى بقيّة الروايات، و إن كانت عليهاالسلام مشمولة للبقيّة أيضاً بقرائن المقام، و قد اختصرت بعض الروايات قليلاً، و بعض الآخر كثيراً، فراجع «البحار» باب نزول الماء... و باب تحف اللَّه تعالى... فإنّ الروايات في هذا المعنى كثيرة، و كذلك في أبواب معجزات النبيّ صلى الله عليه و آله.
مثل: روايات تسبيح الجام، و تكلّمه بلسان فصيح، سمعه كلّ أحد، (إنَّما يُريدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً). (3).
و في ذلك قال العوني شعراً:
عليّ كليم الجام إذ جاءه به كريمان في الأملاك مصطفيان
و قال أيضاً غيره:
إمامي كليم الجانّ والجامّ بعده فهل لكليم الجانّ و الجامّ من مثل؟ ××زيرنويس=البحار: 39/ 130.
_________
(1). البحار: 39/ 116 و 117 ح 4، عن الطرائف.
(2). البحار: 39/ 115- 118 ح 2 و 5.
(3). الاحزاب: 33.
إنّ اللَّه تعالى أنزل الماء من الفردوس الأعلى ليطهر به عليّ و فاطمة
- الزيارات: 597