• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الشيعة أو الإمامية الإثنا عشرية أو «الجعفرية»

الشيعة أو الإمامية الإثنا عشرية أو «الجعفرية»([1])

 

التعريف: والشيعة هم أتباع الإمام علي (عليه السلام) ومن بعده أولاده المعصومين الأحد عشر: «الحسن، الحسين، علي بن الحسين، محمد الباقر، جعفر الصادق، موسى الكاظم، علي بن موسى الرضا، محمد الجواد، علي الهادي، الحسن العسكري، محمد المهدي (عليهم السلام)».

وقد يسمون بالجعفرية نسبة إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) المتوفى (148 هـ) وذلك لوفرة عطائه الفكري بالنسبة إلى بقية الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)ويعرفون بالإمامية الإثني عشرية في مقابل الفرقتين الشيعيتين، الزيدية والإسماعيلية.

النشأة: نشأت الشيعة في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو الغارس لبذرتها للراويات العديدة المأثورة عنه، من ذلك ما ذكر عن ابن عباس قال: لما نزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)لعلي (عليه السلام): «أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين»([2]).

الحجية: ويعتقد الشيعة بوجوب إتباع أهل البيت (عليهم السلام) «علي وأولاده» للنصوص الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، من ذلك:

1 ـ حديث الثقلين: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي»([3]).

2 ـ حديث السفينة: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»([4]).

مناطق الإنتشار: وينتشرون في مختلف أنحاء العالم، ويكثرون في إيران والعراق والهند وباكستان وأفغانستان وبلدان شرقي آسيا وساحل الخليج الأخضر وسوريا ولبنان.

من دولهم: وكانت لهم عدّة دول منها([5]):

* دولة الأدارسة في المغرب: 194 ـ 305 هـ

* دولة العلويين في الديلم: 205 ـ 304 هـ

* دولة البويهيين في العراق: 321 ـ 447 هـ

* دولة الحمدانيين في سوريا والموصل وكركوك: 293 ـ 392 هـ

* دولة الفاطميين في مصر: 296 ـ 567 هـ

* دولة الصفويين في إيران: 95 ـ 1133 هـ

علماؤهم: وقد أثرى علماء هذه الفرقة الفكر الإسلامي بمؤلفاتهم وبحوثهم في مختلف العلوم، منها علم الكلام أو العقائد نذكر لذلك جملة من هؤلاء العلماء وطائفة من المؤلفات، أمّا العلماء فمنهم:

1 ـ هشام بن الحكم.

2 ـ الفضل بن شاذان.

3 ـ الشيخ المفيد.

4 ـ نصير الدين الطوسي.

5 ـ العلامة الحُلي.

6 ـ الشيخ الطوسي.

7 ـ الشيخ محمد رضا المظفر.

8 ـ الشيخ جعفر سبحاني.

9 ـ الشيخ مصباح اليزدي.

ومن مؤلفاتهم العقائدية:

1 ـ أوائل المقالات / الشيخ المفيد.

2 ـ التوحيد / الشيخ الصدوق.

3 ـ قواعد العقائد / نصير الدين الطوسي.

4 ـ كشف المراد / العلامة الحُلي.

5 ـ إرشاد الطالبين إلى منهج المسترشدين / مقداد السيوري.

6 ـ الإلهيات / الشيخ جفر سبحاني.

7 ـ دروس في العقيدة الإسلامية / مصباح اليزدى.

8 ـ عقائد الإمامية / الشيخ محمد رضا المظفر.

 

المنهج العقائدي لدى الشعية:

هناك عدّة مناهج يستفاد منها في البحث العقائدي وتشمل:

أ ـ المنهج الفلسفي أو العقلي: الذي يعتمد على المعلومات العقلية كمبدأ العلية مثلاً.

ب ـ المنهج العلمي أو الإستقرائي: الذي يعتمد على الحس والتجربة وحساب الإحتمالات.

ج ـ المنهج النقلي: الذي يعتمد على الآيات والروايات.

فالمنهجان الأول والثاني يستخدمان في إثبات القضايا العقائدية الكبرى كالتوحيد، النبوة، الإمامة، المعاد.

والمنهج الثالث يستخدم في الإرشاد إلى القضايا المتقدمة بالإضافة إلى معرفة التفصيلات الأخرى.

معتقدات الشيعة: من هذه المعتقدات:

* توحيد الله في الذات والصفات والأفعال والعبادة([6]).

* نفي رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة لأنه ليس كمثله شيء([7]).

* أفعال الإنسان([8]): إن الإنسان غير مسير ولا مفوض إليه، بل هو في ذلك المجال بين أمرين بين الجبر والتفويض، التسبيب كالجوارح والعقل والمقدمات الأخرى من الله تعالى، والمباشرة للفعل بالإستفادة من تلكم المقدمات نابعة من إختياره.

* الحسن والقبح العقليان([9]): حيث ان العقل يدرك حسن بعض الأفعال أو قبحها بمعنى أن نفس الفعل من أي فاعل صدر يتصف بأحدهما، فيرى مقابلة الإحسان بالإحسان أمراً حسناً ومقابلة الإساءة بالإساءة أمراً قبيحاً.

* العصمة([10]): فالأنبياء والأئمة معصومون عن الكبائر والصغائر منذ الولادة وحتى الوفاة.

* تنصيب الإمام([11]): إن تنصيب الإمام بالنص عليه من قبل الله وإبلاغ الرسول (صلى الله عليه وآله) وليس بالشورى والإنتخاب، وأمّا في زمان الغيبة فتكون النيابة عن الإمام للفقيه العادل الكفوء.

* مرتكب الكبيرة([12]): مؤمن فاسق.

* الإحباط والتكفير([13]): فالإحباط: هو سقوط ثواب العمل الصالح بالمعصية المتأخرة، والتكفير: هو سقوط الذنوب المتقدمة بالطاعة المتأخرة وغاية القول بهما في الموارد التي ورد فيها النص كما في التوبة من المعصية، وكما في الموت على الكفر بعد الإيمان.

* الوعد والوعيد([14]): فالوعد: هو ما تعهد به الله تعالى من الثواب للمطيعين، والوعيد: هو ما أنذر وهدد به الله العاصين من العذاب، والله تعالى يلتزم بما وعد به لأنه مقتضى العدل والإنصاف، ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد لأن العقاب حق الله تعالى فيجوز له إسقاطه تماماً.

* الإمام المنتظر (عج)([15]): وهو الإمام محمد المهدي (عج) الذي ولد: (255 هـ) وغاب بأمر الله تعالى سنة: (260هـ) وهو يحيى حياة طبيعية كسائر الناس غير أن الناس لا يرونه ولا يعرفونه، وسوف يظهره الله تعالى ليحقق حكومة العدل الإلهي.

* البداء([16]): وهو ما أشار إليه الله تعالى في قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب). الرعد / 39، ومعنى ذلك أن الله قد يظهر شيئاً على لسان نبيه أو وليه أو في ظاهر الحال، لمصلحة تقتضي ذلك الإظهار، ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أولاً، مع سبق علمه تعالى لذلك، كما في قصة إسماعيل (عليه السلام) لما رأى أبوه في المنام أنه يذبحه ثم بدل ذلك الأمر وفداه بذبح عظيم.

* التقية([17]): هي التكتم وعدم إظهار المعتقدات الحقة دفعاً للضرر وحقناً للدماء، وإستصلاحاً لحال المسلمين وجمعاً لكلمتهم.

* الرجعة([18]): بمعنى أن الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز فريقاً ويذل فريقاً آخر، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين وذلك عند قيام المهدي (عج).

* الشفاعة([19]): النبي (صلى الله عليه وآله) يشفع لأهل الكبائر من أمّته بإسقاط العقاب عنهم.

 

آراء حول نشأة التشيع أو الشيعة([20]):

ذكرت عدّة آراء وتفسيرات حول نشأة التشيع أو الشيعة، وهي:

1 ـ إن التشيع نشأ بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) مباشرة، ومن القائلين بهذا الرأي: اليعقوبي في تاريخه، المستشرق «جولد تسهير» في «العقيدة والشريعة»، والدكتور أحمد أمين في «فجر الإسلام» حيث قال: «وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) أن أهل بيته (عليهم السلام) أولى الناس أن يخلفوه»([21]).

2 ـ إن التشيع ولد في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ومن الذاهبين لذلك إبن حزم.

3 ـ تنسب ولادة التشيع إلى أيام خلافة الإمام علي (عليه السلام)، حيث توفرت الظروف الملائمة لبروز هذه الحالة، وقد أشار إلى هذا الرأي الشهيد الصدر (رضي الله عنه)حيث قال: «ومنهم من يرد ظاهرة التشيع إلى عهد خلافة الإمام علي (عليه السلام)، وما هيأه ذلك العهد من مقام سياسي وإجتماعي على مسرح الأحداث»([22]).

4 ـ وهناك من الباحثين من يفترض ولادة التشيع يوم واقعة صفين من هؤلاء عبد العزيز الدهلوي، حيث قال: «ظهر لقب الشيعة في سنة (37 هـ)، وفي هذه السنة حصلت واقعة صفين»([23]).

5 ـ يعتبر التشيع ظاهرة أفرزتها واقعة كربلاء، ومن القائلين بهذا الرأي الدكتور كامل مصطفى الشبيبي في كتابه «الصلة بين التصوف والتشيع» وبروكلمان في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية».

6 ـ نسبة التشيع إلى الأصول اليهودية وإلى المدعو عبدالله بن سبأ الذي قالوا عنه: «كان عبدالله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، أمّه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام، ثم قال لهم: إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وكان علي (عليه السلام)وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، محمد خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) خاتم الأوصياء»([24])، ومن القائلين بهذا الرأي الطبري في تاريخه، محمد فريد وجدي في دائرة المعارف.

7 ـ نسبة التشيع إلى الأصول الفارسية، حيث قال بهذا الرأي أكثر المستشرقين وعدد من الكتاب المسلمين أمثال أبي زهرة في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» وأحمد عطية الله في كتابه «القاموس الإسلامي»، يقول أبو زهرة: «وفي الحق إنّا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته، والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح، ويزكي هذا أن أكثر أهل فارس إلى الآن من الشيعة، وأن الشيعة الأولين كانوا من الفرس»([25]).

8 ـ نسبة التشيع في زمن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، ومن القائلين بهذا الرأي الدكتور محمد عمارة في كتابه «الإسلام وفلسفة الحكم».

والحقيقة أن هذه الآراء في نشأة التشيع تعود إلى أحد سببين:

الأول: الجهل بأحداث التاريخ: فإن الشيعة من الناحية التاريخية نشأت في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) وكان هو الغارس لشجرتها، ومن الأدلة على ذلك:

أ ـ قول الرسول (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) يوم الغدير: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»([26]).

ب ـ ما ورد عن ابن عباس قال: «لما نزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين»([27]).

وغير ذلك من النصوص.

الثاني: العداء للتشيع والشيعة: لا سيما بالنسبة لأولئك الذين نسبوا التشيع لعبدالله بن سبأ تلك الشخصية التي إنفرد بذكرها الطبري والتي قال العديد من المحققين بأنها مختلقة وكذلك بالنسبة للذين نسبوا التشيع إلى الفرس في حين أن شخصيات التشيع ما كانوا في صدر الإسلام وخلال معارك الإمام علي (عليه السلام)إلاّ من العرب، وبعضهم من الأنصار والمهاجرين.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] شرف الدين، المراجعات.

سبحاني، الملل والنحل: 7.

الفضلي، مذهب الإمامية.

الفضلي، موجز علم الكلام.

الصدر، المرسل: 22، 47.

[2] الشبلنجي، نور الأبصار: 80.

[3]، 3 شرف الدين، المراجعات: 30 ـ 38.

 

[5] مغنية، الشيعة والتشيع: 136.

[6]، 2 المظفر، عقائد الإمامية: 37 ـ 40.

 

[8] سبحاني، الملل والنحل: 6 / 278، 280.

[9] سبحاني، الملل والنحل: 6 / 278، 280.

[10]، 3 المظفر، عقائد الإمامية:.

 

[12] الملل والنحل: 6 / 277.

[13] الملل والنحل: 3 / 355 ـ 366.

[14] سبحاني، الملل والنحل: 3 / 419.

[15] سبحاني، الملل والنحل: 6 / 302.

[16] المظفر، عقائد الإمامية: 64.

[17] المظفر، عقائد الإمامية: 130 ـ 131.

[18] المظفر، عقائد الإمامية: 144 ـ 145.

[19] سبحاني، الملل والنحل: 3 / 416.

[20] الغريفي، التشيع: 25 ـ 32.

[21] أحمد أمين، فجر الإسلام: 266.

[22] الصدر، بحث حول الولاية: 10.

[23] الترمانوني، أحداث التاريخ الإسلامي: 1 / 360.

[24] الطبري، تاريخ الطبري: 3 / 378.

[25] أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية: 1 / 41.

[26] شرف الدين، المراجعات: 30.

[27] الشبلنجي، نور الأبصار: 80.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page