• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٢٠ -إنّ الحكومة لفاطمة عليها السّلام يوم القيامة تكون على الخلق أجمعين

 ۴٢١٨ / ١ - رواه الشيخ الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب «كامل الزيارات» عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الأصم، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
لمّا اسري بالنبيّ صلّى اللّه عليه و اله قيل له: إنّ اللّه مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك.
قال: أسلم لأمرك يا ربّ! يا ربّ! و لا قوّة لي على الصبر إلاّ بك فما هنّ؟
قيل له: أوّلهنّ؛ الجوع و الأثرة على نفسك و أهلك لأهل الحاجة.
قال: قبلت يا ربّ! و رضيت، و سلّمت و منك التوفيق و الصبر.
و أمّا الثانية؛ فالتكذيب و الخوف الشديد، و بذلك مهجتك في محاربة أهل الكفر بمالك و نفسك، و الصبر على ما يصيبك منهم من الأذى من أهل النفاق و الألم في الحرب و الجراح.
قال: يا ربّ! قبلت و رضيت، و منك التوفيق و الصبر.
و أمّا الثالثة؛ فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل:
أمّا أخوك عليّ عليه السّلام؛ فيلقى من امّتك الشتم فالتعنيف و التوبيخ و الحرمان و الجحد و الظلم، و آخر ذلك القتل.
فقال: يا ربّ! سلّمت و قبلت، و منك التوفيق و الصبر.
و أمّا ابنتك؛ فتظلم و تحرم و يؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها، و تضرب و هي حامل، و يدخل عليها حريمها بغير إذن يدخل منزلها، ثمّ يمسّها هوان و ذلّ ثمّ لا تجد مانعا و تطرح ما في بطنها من الضرب، و تموت من ذلك الضرب.
قلت: إنّا للّه، قبلت يا ربّ! و سلّمت، و منك التوفيق و الصبر.
و يكون لها من أخيك ابنان: يقتل أحدهما غدرا يسلب و يطعن، تفعل به ذلك امّتك.
قال: قبلت يا ربّ! إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و سلّمت، و منك التوفيق و الصبر.
و أمّا ابنها الآخر؛ فتدعوه امّتك إلى الجهاد ثمّ يقتلونه صبرا، و يقتلون ولده من بعده و من معه من أهل بيته، ثمّ يسبون حرمه، فيستعين بي و قد مضى القضاء منّي فيه بالشهادة له، و لمن معه، و يكون قتله حجّة على من في قطريها، فتبكيه أهل السماوات و أهل الأرضين جزعا عليه، و تبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته.
ثمّ أخرج من صلبه ذكرا به أنصرك، و أنّ شبحه عندي لتحت العرش.
-و في نسخة اخرى: ثمّ أخرج من صلبه ذكرا أنتصر له به، و أنّ شبحه عندي تحت العرش يملأ الأرض بالعدل، و يطبقها بالقسط، يسير معه الرعب يقتل حتّى يشتك فيه-
قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.
فقيل: ارفع رأسك.
فنظرت إلى رجل أحسن الناس صورة، و أطيبهم ريحا و النور يسطع من بين عينيه و من فوقه و من تحته، فدعوته فأقبل إليّ و عليه ثياب النور و سيماء كلّ خير حتّى قبّل بين عيني، و نظرت إلى ملائكة قد حفّوا به لا يحصيهم إلاّ اللّه.
فقلت: يا ربّ! لمن يغضب هذا؟ و لمن أعددت هؤلاء؟ و قد وعدتني النصر فيهم، فأنا أنتظره منك، فهؤلاء أهلي و أهل بيتي، و قد أخبرتني بما يلقون من بعدي، و لو شئت لأعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم، و قد سلّمت و قبلت و رضيت، و منك التوفيق و الرضا و العون على الصبر.
فقيل: أمّا أخوك؛ فجزاؤه عندي جنّة المأوى نزلا بصبره أفلج حجّته على الخلائق يوم البعث و أوليه حوضك يسقي منه أولياءكم، و يمنع منه أعداءكم، و أجعل جهنّم عليه بردا و سلاما يدخلها و يخرج من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من المودّة، أجعل منزلتكم في درجة واحدة في الجنّة.
و أمّا ابنك المقتول المخذول و ابنك المقتول المعزول صبرا؛ فإنّهما ممّا بهما عرشي و لهما من الكرامة سوى ذلك ممّا لا يخطر على قلب بشر، لما أصابهما، فعليّ فتوكّل.
و لكلّ من أتى قبره من الخلق كرامة، لأنّ زوّاره زوّارك، و زوّارك زوّاري، و عليّ كرامة زائري، و أنا أعطيه ما سأل و اجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عظمتي إيّاه و ما أعددت له من كرامتي.
و أمّا ابنتك؛ فأوقفها عند عرشي، فيقال لها: إنّ اللّه قد حكّمك في خلقه، فمن ظلمك و ظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فإنّي اجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة.
فإذا وقف من ظلمها امرت به إلى النار، فيقول الظالم: وا حسرتاه! على ما فرّطت في جنب اللّه، و يتمنّى الكرّة، و يعضّ الظالم على يديه، و يقول: يٰا لَيْتَنِي اِتَّخَذْتُ مَعَ اَلرَّسُولِ سَبِيلاً* يٰا وَيْلَتىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاٰناً خَلِيلاً  ١ .
و قال: حتّى إذا جاءنا قال: يٰا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ اَلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ اَلْقَرِينُ* وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ اَلْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي اَلْعَذٰابِ مُشْتَرِكُونَ  ٢ .
فيقول الظالم: أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أو الحكم لغيرك؟
فيقال لهما: أَنْ لَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلظّٰالِمِينَ* اَلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ يَبْغُونَهٰا عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ كٰافِرُونَ  3 .
و أوّل من يحكم فيه محسن بن عليّ عليهما السّلام و في قاتله، ثمّ في قنفذ.
فيؤتيان هو و صاحبه، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلّت من مشرقها إلى مغربها، و لو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصير رمادا، فيضربان بها.
ثمّ يجثوا أمير المؤمنين عليه السّلام للخصومة بين يدي اللّه مع الرابع، و يدخل الثلاثة في جبّ فيطبق عليهم لا يراهم أحد و لا يرون أحدا.
فيقول الّذين كانوا في ولايتهم: رَبَّنٰا أَرِنَا اَلَّذَيْنِ أَضَلاّٰنٰا مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا لِيَكُونٰا مِنَ اَلْأَسْفَلِينَ .  4 
قال اللّه تعالى: وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ اَلْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي اَلْعَذٰابِ مُشْتَرِكُونَ . 5 
فبعد ذلك منادون بالويل و الثبور، و يأتيان الحوض، فيسألان عن أمير المؤمنين عليه السّلام و معهم حفظة، فيقولان: اعف عنّا و اسقنا و خلّصنا.
فيقال لهم: فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هٰذَا اَلَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ  6 ، ارجعوا ظماء مظمئين، فما شرابكم إلاّ الحميم و الغسلين، و ما تنفعكم شفاعة الشافعين.  7 
 ۴٢١٩ / ٢ - جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
كان الحسين عليه السّلام مع امّه تحمله، فأخذه النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و قال:
لعن اللّه قاتلك، و لعن اللّه سالبك، و أهلك اللّه المتوازرين عليك، و حكم اللّه بيني و بين من أعان عليك.
قالت فاطمة الزهراء عليها السّلام: يا أبة! أيّ شيء تقول؟
قال: يا بنتاه! ذكرت ما يصيبه بعدي و بعدك من الأذى و الظلم و الغدر و البغي، و هو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، و كأنّي أنظر إلى معسكرهم و إلى موضع رحالهم و تربتهم.
قالت: يا أبة! و أين هذا الموضع الّذي تصف؟
قال: موضع يقال له: «كربلاء» ، و هي دار كرب و بلاء علينا و على الامّة، يخرج عليهم شرار امّتي، لو أنّ أحدهم شفع له من في السماوات و الأرضين ما شفّعوا فيه، و هم المخلّدون في النار.
قالت: يا أبة! فيقتل؟
قال: نعم؛ يا بنتاه! و ما قتل قتلته أحد كان قبله، و يبكيه السماوات و الأرضون و الملائكة و الوحش و النباتات و البحار و الجبال، و لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفّس.
و يأتيه قوم من محبّينا ليس في الأرض أعلم باللّه، و لا أقوم بحقّنا منهم، و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم، اولئك مصابيح في ظلمات الجور، و هم الشفعاء، و هم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم، و كلّ أهل دين يطلبون أئمّتهم، و هم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، و هم قوّام الأرض، و بهم ينزل الغيث.
فقالت فاطمة الزهراء عليها السّلام: يا أبة! إنّا للّه، و بكت.
فقال لها: يا بنتاه! إنّ أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه
حقّا، فما عند اللّه خير من الدنيا و ما فيها قتلة أهون من ميتة، و من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه و من لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمّد! أما تحبّين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟
أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟
أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟
أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه؟
أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار، يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من يشاء و يترك من يشاء؟
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك، و إلى ما تأمرين به، و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند اللّه، فما ترين اللّه صانع بقاتل ولدك و قاتليك و قاتل بعلك إذا أفلجت حجّته على الخلائق و أمرت النار أن تطيعه؟  8 
أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك و تأسف عليه كلّ شيء؟
أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان اللّه و يكون من أتاه بمنزلة من حجّ إلى بيت اللّه، و اعتمر و لم يخل من الرحمة طرفة عين، و إذا مات؛ مات شهيدا، و إن بقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي، و لم يزل في حفظ اللّه و أمنه حتّى يفارق الدنيا؟
قالت: يا أبة! سلّمت و رضيت و توكّلت على اللّه، فمسح على قلبها و مسح عينيها.
و قال: إنّي و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقرّ عيناك، و يفرح قلبك.
كامل الزيارات: محمّد الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الأصم، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام (مثله) . . . إلى قوله: بهم ينزل الغيث، ثمّ قال: و ذكر هذا الحديث بطوله.  9 
 ۴٢٢٠ / ٣ - محمّد الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن عبد اللّه الأصم، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
لمّا اسري بالنبيّ صلّى اللّه عليه و اله قيل له: إنّ اللّه مختبرك في ثلاث لينظر صبرك؟
قال: أسلّم لأمرك يا ربّ! و لا قوّة على الصبر إلاّ بك-ثمّ ساق الحديث- . . . إلى أن قال:
و أمّا ابنتك، فإنّي أوقفها عند عرشي، فيقال لها: إنّ اللّه قد حكّمك في خلقه، فمن ظلمك و ظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فإنّي اجيز حكومتك فيهم.
فتشهد العرصة، فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار. . . الحديث.  10 
أقول: اختصرت و أخذت السند من الحديث و موضع الحاجة، فراجع المأخذ.
____________
 ١ ) الفرقان: ٢٧  و  ٢٨ .
 ٢ ) الزخرف: ٣٨  و  ٣٩ .
 3 ) الأعراف: ۴۴  و  ۴۵ .
 4 ) فصّلت: ٢٩ .
 5 ) الزخرف: ٣٩ .
 6 ) الملك: ٢٧ .
 7 ) كلّيات حديث قدسي: ۴٩٩ - ۵٠٢  ح  ۴۶٨ / ١٣٩ .
 8 ) أقول: هذه العبارة تدلّ على أنّ فاطمة عليها السّلام تحكم و هي حاكمة يوم القيامة على الخلق أجمعين، و أمرها مطاع بإذن اللّه تعالى، و الحكم و الحساب إليها عليها السّلام.
 9 ) البحار: ۴۴ / ٢۶۴  ح  ٢٢ ، عن تفسير فرات: ۵۵  و  ۵۶ ، كامل الزيارات: ۶٩ .
 10 ) البحار: ٢٨ / ۶١ - ۶۴  ح  ٢۴ ، عن كامل الزيارات.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page