• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ابن تيمية وأهل البيت (التنقص منهم وتجريحهم)

ابن تيمية وأهل البيت
ج - التنقص منهم وتجريحهم:

لم يقف ابن تيمية عند الدفاع عن خصوم أهل البيت، ثم التكذيب بمنزلتهم ومناقبهم، بل تعدى وراء ذلك فأطلق عليهم لسانا لم تعرفه هذه الأمة إلا عند النواصب الذين امتلأت قلوبهم غيضا وحقدا على آل الرسول.. وهذه نبذ من كلامه فيهم:
إنه ينفي أن تكون هناك مصلحة من وجود أهل البيت، ويقول: " لم يحصل بهم شئ من المصلحة واللطف ".
(منهاج السنة 2: 84)
هذا والنبي (ص) يقول: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". (سنن الترمذي: ح / 3788، مسند أحمد 3: 17، المستدرك 3 * 148 وغيرها)
وفي حديث آخر: " إني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور... وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ". (صحيح مسلم ح / 2408 أخرجه بعدة طرق)
لكن ابن تيمية أتى على هذه الأحاديث فأولها تأويلا يضحك منه حتى البسطاء.. فقال: " الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي قد قاله فليس فيه إلا الوصية باتباع الكتاب، وهو لم يأمر باتباع العترة ولكن قال: أذكركم الله في أهل بيتي "!! (منهاج السنة 4: 85)
ترى ألم يقل (ص): " إني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله "، ثم واصل الحديث حتى ذكر أهل البيت، فإن كان الأمر باتباع الكتاب وحدة فأين هو الثقل الثاني إذن؟؟
حقا إن الهوى يعمي ويصم!!
استغراقه في الطعن على علي (ع) والنيل منه، متمسكا بالقصة الموضوعة في خطبته ابنة أبي جهل، والفاطمة الزهراء عنده، وكرر الكلام فيها في أكثر من موضع من كتابه منهاج السنة! هذه القصة التي نسجها المسور بن مخرمة، أو كذبها عليه الكرابيسي.
وكان الرجلان معا ناصبيين مشهورين ببعض علي والانحراف عنه وبتعظيم أعدائه وموالاتهم.. وهذا معلوم جدا من حال الكرابيسي. (شرح نهج البلاغة 4: 64)
أما المسور بن مخرمة، فكان لا يذكر معاوية إلا صلى عليه!! ومع ذلك فقد كان حليفا للخوارج، يجتمعون عنده ويستمعون حديثه، بل كانوا ينسبون إليه فيعدونه قدوة لهم!! (أنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3: 390 - 393)
أليس من دواعي الشك والاستغراب أن تقبل رواية هؤلاء في النيل من علي بن أبي طالب؟!
أما ابن تيمية فتنبسط أساريره لهذه القصة المختلقة ظنا منه أنه سينال حقا من منزلة علي.. أو على الأقل يشفي بعض ما في صدره!!
وفي حروب علي (ع) يقول:
علي إنما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعة الله!!
ويضيف قائلا: فمن قدح في معاوية بأنه كان باغيا قال له النواصب: وعلي أيضا كان باغيا ظالما.. قاتل الناس على إمارته وصال عليهم.. فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون، والله تعالى يقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)، فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة!! (راجع منهاج السنة 2: 202 - 205، 232 - 234)
وعلى هذا النحو مضى في صفحات عديدة من كتابه منهاج السنة هذا الكتاب الذي شحن بالبدعة من أوله إلى آخره كما هو واضح من كل ما نقلناه عنه في هذا المقتضب، هذا مع أن الذي جاء في الحديث الصحيح في حروب علي صريح في شرعية حروبه ووجوب نصرته فيها. ومن ذلك:
- قوله (ص): " إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " فاستشرف له القوم وفيهم أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال (ص): " لا ".
قال عمر: أنا هو؟ قال (ص): " لا، ولكن خاصف النعل " وكان علي يخصف نعل رسول الله (ص). قال أبو سعيد الخدري: فأتينا فبشرنا، فلم يرفع به رأسه كأنه قد سمعه من رسول الله (ص). (وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 3: 82، وابن حيان في صحيحه ح / 6898، والحاكم في المستدرك 3: 123 ووافقه الذهبي فقال: صحيح على شرط الشيخين، والخطيب في تاريخ بغداد 8: 423، وابن كثير في البداية والنهاية 7: 375)
- وقوله (ص) لعلي وفاطمة والحسين (ع): " أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم ". (سنن الترمذي ح / 3870، سنن ابن ماجة ح / 145، مسند أحمد 2: 442، مصابيح السنة للبغوي 4: 190)
لكن ابن تيمية يكذب بهذا الحديث، وكعادته بلا أي دليل من نقل صحيح أو تحقيق علمي مقبول، وإنما يجادل فيه جدال امرئ عشق المراء حتى مع الكلام الله وكلام رسوله (ص)! (أنظر منهاج السنة 2: 234)
وفي علم علي يتكلم ابن تيمية كلاما يجل عنه أدنى طلبة العلوم قدرا.. فيقول: ليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إلى علي في فقهه..
فمالك أخذ علمه عن أهل المدينة، وأهل المدينة لا يكادون يأخذون عن علي!.. وأبو حنيفة الشافعي وأحمد تنتهي طرقهم إلى ابن عباس، وابن عباس مجتهد مستقل، ولا يقول بقول علي!! (منهاج السنة 4: 142 - 143)
هكذا يفعل الهوى بصاحبه، فما زال الهوى يحمله على قول بعد قول حتى غاص في لجج العناد، فهو لا يدري ما يقول.. حتى يضع نفسه موضع سخرية العلماء. بل والسالكين طريق التعلم.. اللهم إلا مقلديه الذين تمسكوا بأقواله أشد من تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله (ص)!!
لقد صنف الإمام الشافعي كتابا مفردا أثبت فيه انتهاء علم أهل المدينة إلى علي وابن عباس.. ونقل ابن قدامة في (المغني) عن ابن عباس أنه كان يقول: " إذا ثبت لنا عن علي قول لم نعده إلى غيره "، وعن ابن عباس أيضا:
" أعطي علي تسعة أعشار العلم، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي ". (طبقات الفقهاء: 42)
وفي الحسين السبط الشهيد له كلام لا تجد له نظيرا حتى عند وعاظ يزيد الذين كانوا يتزلفون له في حياته..
- فيقول مرة في خروج الحسين على يزيد: " هذا رأي فاسد، فإن مفسدته أعظم من مصلحته، وقل خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير "!! (منهاج السنة 2: 241)
إذن يا طلاب الحرية وعشاق الاستقلال ما أنتم إلا مفسدون.. وما عليكم إلا أن تذلوا للسلطان، وتمدوا ظهوركم لجلاديه وأعناقكم لسيافيه، فإن الشيخ ابن تيمية يقول: إن مطالبتكم بالحرية عمل فاسد، مفسدته أعظم من مصلحته!!
عجبا للباحث الكبير مالك بن بني كيف غفل عن هذه المقولة في نظريته التي أسماها " القابلية للاستعمار "!
لكن العقاد أجاد في تفسير هذه المقولة وأمثالها، فقال:
" إن القول بصواب الحسين معناه القول ببطلان تلك الدولة.. والتماس العذر للحسين معناه إلقاء الذنب على يزيد، وليس بخاف كيف ينسى الحياء وتبتذل القرائح أحيانا في تنزيه السلطان القائم وتأثيم السلطان الذاهب "!
(عباس محمود العقاد: أبو الشهداء: 106)
- ويقول مرة أخرى معتذرا ليزيد: " ويزيد ليس بأعظم جرما من بني إسرائيل، كان بنو إسرائيل يقتلون الأنبياء، وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء "!! (منهاج السنة 2: 247)
أرأيت عذرا أقبح من فعل كهذا؟!!
نكتفي بهذا القدر خشية أن نكون قد أطلنا في هذا الباب، لنقف على جوانب أخرى من مواقف ابن تيمية وعقيدته.

 

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page