الفصل التاسع عشر: دليل آخر على عدم جواز تكفير المسلمين
ومما يدل على بطلان مذهبكم ما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رأس الكفر نحو المشرق وفي رواية الايمان يماني والفتنة من هاهنا حيث يطلع قرن الشيطان وفي الصحيحين ايضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وهو مستقبل المشرق ان الفتنة هاهنا وللبخاري عنه مرقوعا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا او في نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا وفي نجدنا قال الثالثة هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ولاحمد من حديث ابن عمر مرفوعاً اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي صاعنا وفي مدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال هاهنا يطلع قرن الشيطان وقال من هاهنا الزلازل والفتن (انتهى) اقول اشهدان رسول الله صلى الله عليه وسلم لصادق فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى اله وصحبه اجمعين لقدادى الامانة وبلغ الرسالة قال الشيخ تقي الدين فالمشرق عن مدينته صلى الله عليه وسلم شرقا ومنها خرج مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وهو اول حادث حدث بعده واتبعه خلائق وقاتلهم خليفته الصديق (انتهى) وجه الدلالة من هذا الحديث من وجوه كثيرة نذكر بعضها (منها) ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان الايمان يماني والفتنة تخرج من المشرق ذكرها مراراً (ومنها) ان النبي صلى الله عليه وسلم دعى للحجاز واهله مراراً وابى ان يدعو لاهل المشرق لما فيهم من الفتن خصوصاً نجد (ومنها) ان اول فتنة وقعت بعده صلى الله عليه وسلم وقعت بارضنا هذه فنقول هذه الامور التي تجعلون المسلم بها كافر من لم يكفره ملاءت مكة والمدينة واليمن من سنين متطاولة (بل بلغنا) ان ما في الارض اكثر من هذه الامور في اليمن والحرمين وبلدنا هذه هي اول من ظهر فيها الفتن ولا نعلم في بلاد المسليمن اكثر من فتنها قديماً وحديثاً وانتم الأن مذهبكم انه يجب على العامة اتباع مذهبكم وان من اتبعه ولم يقدر على اظهاره في بلده وتكفير اهل بلده وجب عليه الهجرة اليكم وانكم الطائفة المنصورة وهذا خلاف هذا الحديث فان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره الله بما هو كائن على امته الى يوم القيمة وهو صلى الله عليه وسلم اخبر بما يجري عليهم ومنهم فلو علم ان بلاد المشرق خصوصاً نجد بلاد مسيلمة انها تصير دار الايمان وان الطائفة المنصورة تكون بها وانها بلاد يظهر فيها الايمان ولا يخفى في غيرها وان الحرمين الشريفين واليمن تكون بلاد كفر تعبد فيها الاوثان وتجب الهجرة منها لاخبر بذلك ولدعى لاهل الشرق خصوصاً نجد ولدعى على الحرمين واليمن واخبرانهم يعبدون الاصنام وتبرأ منهم اذ لم يكن الاضد ذلك فانه صلى الله عليه وسلم عم المشرق وخص نجد بان منها يطلع قرن الشيطان وان منها وفيها الفتن وامتنع من الدعاء لها وهذا خلاف زعمكم وان اليوم عندكم الذين دعى لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار والذين ابا ان يدعولهم واخبر ان منها يطلع قرن الشيطان وان منها الفتن هي بلاد الايمان تجب الهجرة اليها وهذا بين واضح من الاحاديث ان شاء الله .