• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول

مصادر الحديث واختلاف صوره

أخرج الحديث كثير من أئمة الصحاح والسنن والمسانيد, وأرباب التاريخ والسير من قُدامى ومحدثين.
وسأكتفي بذكر ثلاثة عشر مصدراً من خيرة المصادر الأولى المعتبرة عند المحققين من علماء المسلمين، فأذكر المصدر حسب وفاة مؤلّفه مع تعيين محلّ ذكر الحديث فيه، ثم صورة لما ذكره، وقد أذكر بعض ما يمتّ إلى ذلك تبعاً.
فالأول من المصادر هو سيرة ابن إسحاق(1) (ت 151 هـ)
قال: أنا يونس، عن يونس بن عمرو، وعن أبيه عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: لمّا ولد حسن سميته حرباً، قال: فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني بُني ماذا سمّيتموه؟ فقلت: سميته حرباً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لا ولكن اسمه حسن، فلمّا ولدت حسيناً سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميّتموه؟ فقلنا: سمّيناه حرباً، فقال: لا ولكن اسمه حسين، فلمّا ولدت الثالث سميته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ماذا سميتموه؟ فقلنا: سمّيناه حرباً، فقال: لا ولكن اسمه محسن، ثم قال: إنّي سميتهم ببني هارون: شبّر، وشبيراً، يقول: حسن وحسين.
الثاني من المصادر هو مسند أبي داود الطيالسي(2) (ت 204 هـ)، فقد ورد فيه الحديث مرّة واحدة كما يلي:
حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا قيس عن أبي إسحاق قال: سمعت هانئ بن هانئ يحدّث عن عليّ قال: لما ولد الحسن بن عليّ قلت: سمّوه حرباً _ وقد كنت أحب أن أكتني بأبي حرب _ فأتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فدعا به، قلنا: سمّيناه حرباً، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): بل هو الحسن, فلمّا ولد الحسين سمّيناه حرباً, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): هو حسين.
وراجع منحة المعبود في ترتيب مسند أبي داود للساعاتي(3) تجد الحديث أيضاً.
الثالث من المصادر: الطبقات الكبرى لابن سعد(4) (ت 231 هـ ) الطبقة الخامسة, جاء فيه الحديث بصورتين:
1 _ قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدّثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ, عن عليّ قال: لمّا ولد الحسن سمّيته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً, قال: بل هو حسن، فلمّا ولد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسين، فلمّا ولد الثالث سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً, قال: بل هو محسّن, ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّرا.
2 _ قال: أخبرنا الحسن بن موسى, قال: حدّثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق قال: لما ولد الحسن سمّاه عليّ حرباً، قال: وكان يُعجبه أن يكنّى أبا حرب، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): وما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً، قال: ما شأن حرب وهو حسن.
فلمّا ولد حسين سماه عليّ حرباً, فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً، فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما شأن حرب؟ بل هو حسين, فلمّا ولد الثالث سمّاه حرباً, فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً, فقال: ما شأن حرب هو محسِن أو محسّن.
الرابع من المصادر هو مسند أحمد بن حنبل(5) (ت241 هـ )، فقد ورد فيه الحديث كما يلي:
حدّثنا عبد الله, حدّثني أبي, حدّثنا يحيى بن آدم, حدّثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميته؟ قال: قلت: حرباً, قال: بل هو حسن, فلمّا ولد الحسين سميته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميته؟ قلت: حرباً، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميته؟ قلت: حرباً، قال: بل هو محسن، ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
وأورده مرّة ثانية وثالثة(6)بسند آخر, وتفاوت في اللفظ وإليك نصّه:
حدّثنا عبد الله, حدّثني أبي, حدّثنا حجاج, حدّثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً, قال: بل هو حسن، فلمّا ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسين، فلمّا ولد الثالث جاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حرباً, قال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
وأخرجه عن أحمد الديار بكري في تاريخ الخميس، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب(7)، وأخرجه أحمد أيضاً في كتاب الفضائل كما في (الحسين والسنة)(8).
والغريب أنّ من الشيعة من أخرج ذلك دون التنبيه إلى ما فيه من خفايا البلايا, كما مرّ في ذكر المصادر الشيعية التي تسرّب إليها الحديث.
الخامس من المصادر هو الأدب المفرد للبخاري(9) (ت 256 هـ )، جاء فيه الحديث بصورة واحدة:
حدّثنا أبو نعيم, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن2 سميته حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسن.
فلما ولد الحسين2 سميته حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حرباًَ، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو محسن، ثم قال: إنّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
وعقّب المحقق على ذلك فقال: ليس في شيء من الكتب الستة, وجاء في كتاب فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد(10)، تأليف فضل الله الجيلاني استاذ في الجامعة العثمانية ما يلي: أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب من طريقين كلاهما عن إسرائيل إلى آخره, والحاكم وقال: صحيح الاسناد، وأحمد، وقال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح.
السادس من المصادر هو أنساب الأشراف للبلاذري(11) (ت 279 هـ )، فقد جاء فيه:
حدّثني أبو عمرو الزيادي، حدّثنا عبد الله بن رجاء, حدّثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق أنّ علياً قال: لمّا ولد الحسن سميته حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، فقال: هو الحسن, فلمّا ولد الحسين سميناه حرباً, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، فقال: هو الحسين، فلما ولد الثالث جاء فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً قال: هو محسن, إنّما سميتهم بأسماء ولد هارون شبر شبير ومشبر.
حدّثنا عبد الله بن صالح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق بنحوه, ورواه أيضاً بسندٍ آخر عن ابن سعد, ذكره في ترجمة الحسين(عليه السلام)(12).
السابع من المصادر هو التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت 279) فقد جاء فيه: حدّثنا خلف بن الوليد أبو الوليد قال: نا اسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ عن علي قال: لما ولد الحسن فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث جاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حرباً، قال: بل هو محسن(13).
الثامن من المصادر هو المعجم الكبير للطبراني(14) (ت360 هـ )، جاء فيه الحديث بخمسة أسانيد:
1 _ حدّثنا عثمان بن عمر الضبّي, حدّثنا عبد الله بن رجاء, أخبرنا إسرائيل, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن سميته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت: حرباً, فقال: بل هو حسن، فلمّا ولد الحسين سميناه حرباً, فأتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: ائتوني بابني ما سميتموه؟ فقلت: حرباً, فقال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت: حرباً, فقال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبّر.
2 _ حدّثنا محمّد بن يحيى بن سهل بن محمّد العسكري، ثنا سهل بن عثمان, ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة, عن أبيه, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن ابن عليّ2 جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سميته حرباً, قال: بل هو حسن، فلمّا ولد الحسين بن عليّ2 جاء فقال مثل قوله, فقلت: سميته حرباً, فقال: بل هو حسين, فلمّا ولد الثالث جاء فقال مثل قوله, فقلت: سميته حرباً, فقال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر.
3 _ حدّثنا محمّد بن أبان الأصبهاني, حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: كنت أحبّ أن أكتني بأبي حرب، فلمّا ولد الحسن سميته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: ما سميتم؟ فقلت: سميته حرباً, فقال: هو الحسن.
4 _ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي, ثنا أبو كريب, ثنا إبراهيم بن يوسف, عن أبيه, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولد الحسن سميته حرباً، فقال لي: لا ولكن سمّه حسناً، ثم ولد الحسين فسميته حرباً، فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما سميته؟ فقلت: حرباً, قال: بل سمّه حسيناً, ثم ولد آخر فسميته حرباً, فقال(صلى الله عليه وآله): ما سميته؟ قلت: حرباً، قال: سمّه محسناً.
5 _ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي, ثنا عبد الله بن عمر بن أبان, ثنا يحيى بن عيسى الرملي التميمي, ثنا الأعمش, عن سالم بن أبي الجعد قال: قال
عليّ2: كنت رجلاً أحب الحرب، فلمّا ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً, فسمّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً فسمّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) الحسين، وقال(صلى الله عليه وآله): إنّي سميت ابنيّ هذين باسم ابني هارون شبراً وشبيراً.
التاسع من المصادر هو المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري(15) (ت405 هـ )، جاء فيه بصورتين:
1 _ أخبرنا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، ثنا سعيد بن مسعود, ثنا عبيد الله بن يونس، أنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ2 قال: لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسن.
فلمّا ولدت الحسين جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسين, ثم ولدت الثالث جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو محسن، ثم قال: إنّما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
وعقّب الحاكم على الحديث بقوله: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه, وتبعه الذهبي في التلخيص, فذكر الحديث مبتدءاً بالسند من هانئ بن هانئ ثم قال في آخره: صحيح, رواه إسرائيل عن جدّه.
ثم إنّ الحاكم أخرج الحديث مرّة ثانية(16) كما يلي:
2 _ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيباني بالكوفة, حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري, ثنا جعفر بن عون, ثنا يونس بن أبي إسحاق, عن أبيه, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ قال: لما أن ولد الحسن سميته حرباً, فقال لي النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميت ابني؟ قلت: حرباً، قال: بل هو الحسن، فلمّا ولد الحسين سميته حرباً، فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميت ابني؟ قلت: حرباً، قال: هو الحسين، فلما ولد محسن قال: ما سميت ابني؟ قلت: حرباً, قال هو محسن, ثم قال النبي(صلى الله عليه وآله): إنّي سمّيت بَنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه شبّراً وشبيراً ومشبّراً.
وعقّب الحاكم على الحديث بقوله: هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه, وذكره الذهبي في التلخيص مختصراً وعقب بقوله: قلت مرّ من حديث إسرائيل.
العاشر من المصادر هو السنن الكبرى للبيهقي(17) (ت 458 هـ)، جاء فيه:
أخبرنا أبو عليّ الروذباريّ, أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري بواسط، أنبأ شعيب بن أيوب, ثنا عبيد بن موسى, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ قال: لمّا ولد الحسن سمّيته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت: حرباً، فقال: بل هو حسن.
ثم ولد الحسين فسميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ماسميتموه؟ فقلت: حرباً، فقال: بل هو حسين, فلمّا ولد الثالث سميته حرباً، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حرباً, قال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
ثم قال البيهقي: رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، وقال في الحديث: إنّي سميت بَنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه، وروي في هذا المعنى أخبار كثيرة.
وجاء فيه أيضاً(18): أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان, أنبأ أحمد بن عبيد, ثنا عثمان بن عمر, ثنا ابن رجا, ثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, ح (حيلولة) وحدّثنا أبو عبد الله الحافظ, ثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيباني بالكوفة, ثم ساق الحديث سنداً ومتناً كما مرّ في الحديث الثاني عند الحاكم في المستدرك حرفاً بحرف, ثم عقّب البيهقي بقوله: لفظ حديث يونس، وفي رواية إسرائيل: أروني ابني ما سميتموه؟ والباقي بمعناه.
الحادي عشر من المصادر هوتاريخ دمشق لابن عساكر ( ت571 هـ ) ، (ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) بتحقيق المحمودي)(19)جاء الحديث فيه بثلاث صور:
1 _ أخبرنا أبو العز بن كادش, أخبرنا أبو محمّد الجوهري, أخبرنا عليّ بن محمّد بن أحمد ابن نصير، أخبرنا جعفر بن محمّد بن عتيب, أخبرنا محمّد بن خالد بن خداش, أخبرنا سالم بن قتيبة, أخبرنا يونس بن أبي إسحاق, عن أبيه, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ قال: لما ولد الحسن سميته حرباً, فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميت ابني؟ قلت: حرباً, قال: هو الحسن.
فلما ولد الحسين سميته حرباً, فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميت ابني؟ قلت: حرباً, قال: هو الحسين، فلما ولد محسن سميته حرباً، فقال النبي(صلى الله عليه وآله): ما سميت ابني؟ قلت: حرباً، قال: فهو محسن، ثم قال النبي(صلى الله عليه وآله): إنّي سميت بَنيّ هؤلاء تسمية هارون بنيه شبراً وشبيراً ومشبراً.
2 _ أخبرنا أبو غالب ابن البناء، أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوس، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني, أخبرنا محمّد بن القاسم بن زكريا, أخبرنا أبو كريب, أخبرنا إبراهيم بن يوسف, عن أبيه, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, أنّه حدّثه عن عليّ قال: لما ولد الحسن سميته حرباً, فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما سميته؟ قلت: سميته حرباً, قال: لا ولكن اسمه حسن, ثم ولد لي الحسين سميته حرباً, فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما سميته؟ قلت: سميته حرباً, فقال: لا اسمه حسين, ثم ولد لي فقال: ما سميته؟ قلت: سميته حرباً, فقال: لا اسمه محسن.
قال الدار قطني: تفرد به إبراهيم بن يوسف عن أبيه.
3 _ أخبرنا أبو عليّ بن السبط, أخبرنا أبو محمّد الجوهري, وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين, أخبرنا أبو عليّ ابن المذهب, قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر, أخبرنا عبد الله, حدّثني أبي, أخبرنا يحيى بن آدم, أخبرنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن هانئ بن هانئ, عن عليّ قال: لما ولد الحسن سميته حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً, قال: بل هو حسن.
فلما ولد الحسين سمّاه حرباً, فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً, قال: بل هو حسين, فلمّا ولد الثالث سمّيته حرباً, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حرباً, قال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر شبير مشبر.
الثاني عشر من المصادر هو أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير(20) (ت 630 هـ), جاء فيه في ترجمة الحسن:
قال عليّ بن أبي طالب2: لما ولد الحسن جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسن, فلما ولد الحسين سمّيناه حرباً, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حرباً، قال: بل هو حسين, فلمّا ولد الثالث جاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حرباً، قال: بل هو محسن, ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
وجاء أيضاً ثانياً (21) ذكر الحديث الآنف الذكر في ترجمة الحسين مع ذكر اسناده المنتهي إلى أحمد بن حنبل, وحيث تقدّم في المصدر الثالث فلا حاجة إلى إعادته.
وجاء فيه أيضاً(22) في ترجمة المحسن اعادة الحديث بنفس السند السابق.

الثالث عشر من المصادر هو (مجمع الزوائد) (1) للهيثمي (ت 807 هـ)، جاء فيه ذكر الحديث المروي عن هانئ بن هانئ, ثم قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار إلاّ أنّه قال: سميتهم بأسماء ولد هارون جبر وجبير ومجبّر. والطبراني, ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ، وهو ثقة.
ثم ورد في المصدر المذكور الحديث الآخر: وعنه _ عن عليّ _ قال: لما ولد الحسن سميته حرباً, وكنت أحب أن أكتني بأبي حرب, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فحنكه, فقال: ما سميتم ابني؟ فقلنا: حرباً, فقال: هو الحسن، ثم ولد الحسين فسميته حرباً, فأتى النبي(صلى الله عليه وآله) فحنكه فقال: ما سميتم ابني؟ فقلنا: حرباً, فقال: هو الحسين.
ثم قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني بنحوه بأسانيد, ورجال أحدهما رجال الصحيح.
الرابع عشر من المصادر هو عيون الأخبار وفنون الآثار(2) للداعي المطلق إدريس عماد الدين القرشي (ت 872 هـ )، جاء فيه ما لفظه:
وروي عن أبي غسان بإسناده عن عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: لما ولد الحسن بن عليّ سمته أمّه حرباً, فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً, قال: لا بل هو حسن.
فلما ولد الحسين سمته أمّه أيضاً حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً, قال: لا بل هو حسين, فلمّا ولد محسن سمّته أمه حرباً، فجاء النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: لا، بل هو محسن، ثم قال: إنّي سميتهم بأسماء أولاد هارون شبر وشبير ومشبر.
وعقّب المؤلف على ذلك بقوله: ومن هذه الرواية دليل على أنّ محسن ولدعلى عهد النبي(صلى الله عليه وآله)، والأشهر الذي عليه الإجماع أيضاً أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) سمّاه وهو في بطن فاطمة, وأنّها أسقطته حين راعها عمر بن الخطاب ودفع على بطنها الباب, والله أعلم بالصواب.

 


______________
1- سيرة ابن إسحاق: 247.
2- مسند أبي داود الطيالسي1: 19، ح 129.
3- منحة المعبود في ترتيب مسند أبي داود للساعاتي2: 129 _ 130.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد1: 240.
5- مسند أحمد بن حنبل 1: 98.
6- المصدر نفسه 1: 118.
7- تاريخ الخميس1: 418, كفايه الطالب:352.
8- الحسين والسنة: 15.
9- الأدب المفرد للبخاري: 213.
10- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد تأليف فضل الله الجيلاني2: 288.
11- أنساب الأشراف للبلاذري1: 404.
12- ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) 3: 144.
13- التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة 2: 87 ، تحقيق صلاح بن فتحي، نشر الفاروق للطباعة والنشر.
14- المعجم الكبير للطبراني3: 100_101.
15- المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري3: 165.
16- المصدر نفسه3: 168.
17- السنن الكبرى للبيهقي 6: 163.
18- المصدر نفسه 7: 63.
19- ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 17 _ 18.
20- اُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير 2: 10 _ 18.
21- المصدر نفسه 2: 18.
22- المصدر نفسه 4: 308.

23- مجمع الزوائد للهيثمي 8 : 52.
24- عيون الأخبار وفنون الآثار 4: 6.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page