• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المســألة الثانية: الصلاة البتراء في خطبةالبدير

المســألة الثانية: الصلاة البتراء في خطبةالبدير

   ختم البدير خطبته البتراء بقوله: ( اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وعلى الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعلى سائر الصحابة أجمعين ، والتابعين لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، بمنك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين) .
   وقد ارتكب في صيغة صلاته هذه على النبي صلى الله عليه وآله مخالفةً ، وبدعة !
   أما المخالفة فحذفه الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وآله ، في صلاته الختامية المفصلة مع أنه أتى بها في صلاته العادية المختصرة ! وقد اتفقت مصادر الجميع على أن المسلمين سألوا النبي صلى الله عليه وآله كيف نصلي عليك؟ فأمرهم بالصلاة عليه وعلى آله معاً ، وعلمهم صيغتها ! وهذا نصها من البخاري: (4797:قِيلَ يَارَسُولَ اللهِ أَمَّا السَّلامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) . (راجع أيضاً: الأحاديث: 3369، 3370، 6357، 6358، 4798 ، 6360).
   وتسمى الصلاة الإبراهيمية لأن فيها فقرة: كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وهي نص صريح في أن الله تعالى لايقبل منا الصلاة على نبيه إلا إذا قَرَنَّا به آله وأهل بيته صلى الله عليه وآله  .
   ويسمى هذا الأسلوب النبوي في علم أصول الفقه (صيغة تعليمية) وهي أقوى أساليب التحديد في الدلالة ، لأن النبي صلى الله عليه وآله في مقام البيان والتعليم .
   فصيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله صيغة توقيفية ، يجب اتباعها في الصلاة عليه في الصلاة وغيرها ، لأن السؤال مطلق: فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ فعلمهم ، ولم يسألوه كيف الصلاة عليك في صلاتنا ، حتى يتفلسف متفلسف فيقول نحن نتقيد بها في الصلاة ، ونحذف منها ونزيد عليها في غير الصلاة !
   فلماذا حذف منها هذا الشيخ الخطيب الذي يوجه المسلمين من على منبر نبيهم صلى الله عليه وآله ، ويحذرهم أن يشركوا بربهم تعالى ، أو يعصوا نبيهم صلى الله عليه وآله ؟!
   السبب لايخلو من أمرين:
   الأول:أن يكون قلد بني أمية في معصية النبي صلى الله عليه وآله وبغض آله الطاهرين عليهم السلام  فقد اعترف الحافظ الحنبلي الشهير ابن حجر بأن العلماء والرواة ارتكبوا تحريف أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وحذفوا منها الصلاة على آل النبي(تقيةً) من حكام بني أمية وجنودهم !
   قال في سبل السلام:1/192: (ودعوى النووي وغيره الإجماع على أن الصلاة على الآل مندوبة غير مسلمة ، بل نقول: الصلاة عليه(ص)لاتتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل ، لأنه قال السائل: كيف نصلي عليك ؟ فأجابه بالكيفية أنها الصلاة عليه وعلى آله ، فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها ، فلا يكون ممتثلاً للأمر ، فلا يكون مصلياً عليه (ص) . وكذلك بقية الحديث من قوله: كما صليت إلى آخره ، يجب ، إذ هو من الكيفية المأمور بها ، ومن فرق بين ألفاظ هذه الكيفية بإيجاب بعضها وندب بعضها ، فلا دليل له على ذلك .
   وأما استدلال المهدي في البحر على أن الصلاة على الآل سنة بالقياس على الأذان ، فإنهم لم يذكروا معه (ص) فيه ، فكلام باطل ، فإنه كما قيل لا قياس مع النص ، لأنه لا يذكر الآل في تشهد الأذان لا ندباً ولا وجوباً ، ولأنه ليس في الأذان دعاء له (ص) بل شهادة بأنه رسول الله ، والآل لم يأت تعبدٌ بالشهادة بأنهم آله .
   ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ، ليس على ما ينبغي ! وكنت سئلت عنه قديماً فأجبت إنه قد صح عند أهل الحديث بلاريب كيفية الصلاة على النبي(ص) وهم رواتها ، وكأنهم حذفوها خطأ تقيةً لمَّا كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم ، ثم استمر عليه عمل الناس متابعةً من الآخر للأول فلا وجه له. وبسطت هذا الجواب في حواشي شرح العمدة بسطاً شافياً ) . انتهى .
   وفي كلام ابن حجر إنصاف وإدانة لمن ظلم آل النبي حقهم صلى الله عليه وآله
   والثاني: أن يكون البدير قلد عبدالله ابن الزبير ، الذي كان في خلافته يصلي الجمعة فلا يذكر النبي صلى الله عليه وآله  أبداً !! أو إذا ذكره لايصلي عليه صلى الله عليه وآله ! فسئل عن ذلك فقال: (إن هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره أشرأبت أعناقهم ، وأبغض الأشياء إليه ما يسرهم ! لايمنعني ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها!
   وفي رواية أنه قال ذات مرة : إن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره ! ) .
( راجع الصحيح من السيرة: 2/153 ، عن العقد الفريد:4/413 ط دار الكتاب العربي ، وشرح النهج:20/127، وأنساب الأشراف:4/ 28 وقاموس الرجال: 5/452 ، ومقاتل الطالبيين ص474).
   ونحن نرجح أن البدير كابن الزبير ، وأنه ترك الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وآله  عمداً حتى لايَسُرَّ (المشركين)بأهل البيت عليهم السلام  ، وهم كل المسلمين الذين تحت منبره وهم الشيعة وأهل المذاهب الأربعة ! لأنهم يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وآله  وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ويتبركون ببقاعهم الطاهرة !
   لكن ينبغي لهذا الشيخ أن يتعمق في فقه ابن الزبير ، فإن عدم ذكر النبي  صلى الله عليه وآله بالمرة عنده أحوط ، وأقرب الى الله تعالى !!
   وأما البدعة التي ارتكبها البدير، فهي إضافته الصلاة على الصحابة الى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله فقد وضعهم بدل الآل الذين حذفهم ! قال: (اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعلى سائر الصحابة أجمعين...الخ.).
   فإن كان يوجد عنده حديث يجوِّز له قَرْنَ الصحابة بالنبي صلى الله عليه وآله في الصلاة عليه فهو معذور ، وإلا فعمله يكون استدراكاً على النبي صلى الله عليه وآله وبدعة ! وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ! وحكم البدعة بفتوى ابن تيمية أن يستتاب صاحبها ، فإن لم يتب يحكم بكفره ويقتل !
   قال الحافظ الصديق المغربي في رسالته (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع) طبع طنجة بالمغرب 1986،ص12:(وننبه هنا على خطأ وقع من جماهير المسلمين ، قلد فيه بعضهم بعضاً ولم يتفطن له إلا الشيعة ، ذلك أن الناس حين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكرون معه أصحابه ، مع أن النبي صلى الله عليه وآله  وسلم حين سأله الصحابة فقالوا: كيف نصلي عليك؟ أجابهم بقوله: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد . وفي رواية: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، ولم يأت في شئ من طرق الحديث ذكر أصحابه مع كثرة الطرق وبلوغها حد التواتر .
   فذكرُ الصحابة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله زيادةٌ على ما علمه الشارع ، واستدراكٌ عليه ، وهو لا يجوز .
   وأيضاً فإن الصلاة حقٌّ للنبي ولآله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا دخلَ للصحابة فيها ، لكن يترضى عنهم ). انتهى . وهو كلام قويٌّ من عالم سني منصف .
   وقد رد الألباني على الصديق المغربي في مقدمة كتابه: سلسلة الأحاديث الضعيفة:3/ 8 ، رداً مطولاً جداً ، ومما قاله:
   (قلت: ليس في هذا الكلام من الحق إلا قولك الأخير: إنه لاتجوز الزيادة على ما علمه الشارع..إلخ ، فهذا حق نقول به ونلتزمه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا . ولكن ما بالك أنت وأخوك خالفتم ذلك ، واستحببتم زيادة كلمة (سيدنا) في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم ترد في شئ من طرق الحديث؟! أليس في ذلك استدراك صريح عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، يامن يدعي تعظيمه بالتقدم بين يديه ؟! أما سائر كلامك فباطل لوجوه:
   الأول: أنك أثنيت على الشيعة بالفطنة ونزهتهم عن البدعة ، وهم فيها من الغارقين الهالكين . واتهمت أهل السنة بها وبالبلادة والغباوة ، وهم والحمد لله مبرؤون منها ، فحسبك قوله (ص)في أمثالك: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم . رواه مسلم . . .
   وتابع الألباني قائلاً: هذا العموم المزعوم أنت أول مخالف له لأنه يستلزم الصلاة عليه(ص) بهذه الصلوات الابراهيمية كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، وما رأيتك فعلت ذلك ولو مرة واحدة في خطبة كتاب أو في حديث ذكر فيه النبي(ص)ولاعلمنا أحداً من السلف فعل ذلك والخير كله في الإتباع(!).
   والسر في ذلك أن هذا العموم المدعى إنما هو خاص بالتشهد في الصلاة كما أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري:11/154، الطبعة السلفية فليراجعه من شاء ، والإمام الشافعي في رسالته على ما ذكره الحافظ السخاوي في القول البديع ، والرافعي ، والشيرازي ، والنووي ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر ، وغيرهم كثير وكثير جداً لا يمكن حصرهم ، ما زال كل واحد منهم يصلي على النبي(ص)في خطبة كتبه ويصلي على أصحابه معه ، كما أفعل أنا أحياناً اقتداءً بهم ، وبخاصة أن الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره الإجماع على جوازه (!)، ومع ذلك كله رميتني بسبب ذلك بدائك وبَدَّعتني! أفهؤلاء الأئمة مبتدعةٌ عندك ويحك ؟! أم أنت تزن بميزانين وتكيل بكيلين؟!....
   ثم قال الألباني: وهو يعلم أن النبي(ص)كان يصلي على أصحابه بمناسبات مختلفة ، ومن ذلك حديث: كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل عليهم فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في الإرواء ،853، وغيره . . . ولا دليل على أن ذلك من خصوصياته (ص) بل قد صح عن ابن عمر أنه كان يقول في الجنازة: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض رسولك. رواه ابن أبي شيبة في المصنف:10/414 ، وسنده صحيح على شرط الشيخين . وبعد هذا كله فإني أرجو أن يكون ظهر للقراء جميعاً من هو المبتدع ! ) . انتهى.
   هذا لبُّ ماذكره الألباني من كلامه الطويل الذي لم يأت فيه بدليل على جواز قرن الصحابة بالنبي في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله  ، وغاية ما ذكره ثلاثة أدلة:
   الأول: قوله:(والسر في ذلك أن هذا العموم المدعى إنما هو خاص بالتشهد في الصلاة ، كما أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي، فيما ذكره الحافظ في فتح الباري..الخ) . انتهى. ويقصد الألباني أنه لاعموم لصيغة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين للصلاة عليه في كل حال ، بل هو تعليم نبوي خاص بتشهد الصلاة ، ففي غير الصلاة يجوز لك أن تحذف الصلاة على الآل ، وتضع مكانهم الصحابة ، ولا حرج !
   لكن ما هو دليل الألباني على تخصيصها بتشهد الصلاة ، وحديثها في البخاري وغيره عامٌّ مطلقٌ ليس فيه حصرٌ في التشهد ، قالوا: (فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ...) ؟!
   يقول الألباني دليلي على تخصيصها: ( أفادته بعض الأحاديث الصحيحة ، ونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري) . انتهى.
   فقد ادعى وجود أحاديث نبوية صحيحة تحصر صيغة الصلاة النبوية التعليمية للمسلمين في تشهد الصلاة..فأين هي هذه الأحاديث الصحيحة ؟!
   وجوابنا: يبعث لك الله ، فلا توجد أحاديث لاصحيحة ولاضعيفة ! وإلا لأتى بها الألباني في رده الطويل الذي أخذ أكثر من عشر صفحات ، وهو متخصص في الحديث !
   فإن قيل: هل يكذب الألباني ؟
   فالجواب: إنهم يستحلون الكذب لرد أهل البدع ، وللدفاع عن الصحابة !
   ثم قال الألباني:(ونبه عليه الإمام البيهقي فيما ذكره الحافظ في فتح الباري...)
   يقصد أن هؤلاء العلماء الذين ليس فيهم واحد قبل القرن السادس! نبهوا على تخصيص صيغة الصلاة التعليمية النبوية بالتشهد دون غيره !
   ونظن أنها كذبة أخرى ، ولو صدقناه فيها لقلنا:
   لابأس ، فما هو دليلهم على هذا التخصيص ؟
   ولا بد أن يكون جوابه الأحاديث الصحيحة التي وعد بها ، ولا وجود لها !!
   أرأيتم أيها المسلمون كيف يتجرؤون على تقييد صيغة الصلاة النبوية التعليمية التوقيفية العامة المطلقة ، ويحصرونها في داخل الصلاة ، ليذبحوها خارج الصلاة ؟!
   الدليل الثاني: قال الألباني: (وهو يعلم أن النبي(ص)كان يصلي على أصحابه بمناسبات مختلفة ، ومن ذلك حديث: كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صلِّ عليهم ، فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى . رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في الإرواء ،853 ، وغيره....). انتهى .
   والجواب: إن هذا الدليل تدليس في الإستدلال مع الأسف ! لأن موضوعنا كيف يحب أن نصلي نحن على النبي صلى الله عليه وآله ؟ فما باله يستدل عليه بصلاة النبي  صلى الله عليه وآله على المسلمين ؟!
   إن النبي صلى الله عليه وآله يعرف تكليفه كيف يصلي هو علينا وعلى غيرنا ، وقد بين لنا تكليفنا كيف نصلي نحن عليه ، وحدده يصيغة تعليمية توقيفية صحيحة !
   فهل يجوز لنا أن نقول: كلا ، نريد أن نصلي عليك كما نحب ، ونضم في الصلاة عليك من نحب ، ونحذف منها لا نحب ! لأنك أنت تفعل ذلك ؟!
   الدليل الثالث: قال الألباني: (ولا دليل على أن ذلك من خصوصياته(ص) بل قد صح عن ابن عمر أنه كان يقول في الجنازة: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض رسولك . رواه ابن أبي شيبة في المصنف:10/414 ، وسنده صحيح على شرط الشيخين ). انتهى.
   يقول الألباني بذلك لقد ثبت بأثر صحيح عن ابن عمر أنه قال لميت (اللهم بارك فيه وصل عليه) فالصلاة على المسلمين ليست من مختصات النبي صلى الله عليه وآله  ، بل يجوز لأي مسلم أن يقول لمسلم آخر (اللهم صل عليه) ، ونحن نقول: اللهم صل على الصحابة ، فما المانع ؟!
   والجواب: أن الألباني يعرف أن المسألة ليست جواز الصلاة على مسلم بقولنا:(اللهم صل عليه) ، بل هي: هل يجوز أن نتعدى تعليم النبي صلى الله عليه وآله بالصلاة عليه ، ونحذف آله من صلاتنا عليه ، ونضع بدلهم الصحابة ؟!
   فانظر كيف غيَّر الموضوع أيضاً ، وشطَّ عنه بعيداً ؟!! وكذلك يفعلون !
   وحقيقة الأمر: أن حذفهم لآل النبي صلى الله عليه وآله ووضعهم الصحابة بدلهم ، معضلةٌ لايستطيع أن يحلها البدير ولا أساتذته ! بل هي ست معضلات فقهية كاملة :
   1- هل يجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وآله ، ومن أمر النبي بالصلاة عليه ؟
     2- هل يوجد دليل يخصص صيغة الصلاة النبوية بتشهد الصلاة؟
   3- هل يجوز حدف آل النبي صلى الله عليه وآله من الصلاة عليه ؟
   4- هل يجوز وضع الصحابة مكانهم وقرنهم بالنبي صلى الله عليه وآله ؟
   5- هل يجوز أن ننوي بصلاتنا على آل النبي صلى الله عليه وآله جميع ذريته من فاطمة وعلي‘وكل ذرية بني هاشم وعبد المطلب الى يوم القيامة ، ونقرنهم بالنبي صلى الله عليه وآله وفيهم من ثبت أنهم أعداء لله ورسوله ، وفيهم اليوم نصارى وملحدون وقتلة وأشرار ؟! فهل يمكن أن يأمرنا الله تعالى أن نصلي على هؤلاء الكفار والفجار ونقرنهم بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله ؟!
   وهل يصح التخلص من هذا الإشكال بأن نقول (وآله المؤمنين) ؟!
   6- إذا حلينا أصل مشكلة ضم الصحابة وقرنهم بالصلاة مع النبي صلى الله عليه وآله فهل يجوز لنا أن نعمم الصلاة عليهم جميعاً بدون تخصيص أو تقييد ، لأنا بقولنا (وعلى أصحابه أجمعين) نقرن أكثر من مئة ألف شخص بالنبي صلى الله عليه وآله وهؤلاء فيهم من شاركوا في محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله ليلة العقبة ، وفيهم من ثبت نفاقهم بنص القرآن ونص النبي صلى الله عليه وآله  ، وفيهم جماعة شهد النبي صلى الله عليه وآله بأنهم لن يروه بعد وفاته ، وأنهم سوف ينقلبون من بعده ، ويمنعون من ورود حوضه يوم القيامة ويؤمر بهم الى النار !
   فهل يجب التخلص من هذا الإشكال بأن نقول: (عليه وعلى أصحابه المؤمنين ، أو المرضيين) ؟!
   لقد أوقعوا أنفسهم في كل هذه المشكلات ، لأنهم استدركوا على النبي  صلى الله عليه وآله ولم يتَّبعوا !
   ووقع البدير في أسوئها لأنه حذف آل النبي صلى الله عليه وآله من صلاته عليه ، ووضع بدلهم آخرين !
   أما نحن فلا مشكلة عندنا ، لأنا لانستحل أن نقرن بنبينا في الصلاة عليه  صلى الله عليه وآله إلا آله وأهل بيته الطهرين عليهم السلام الذين أمرنا بقرنهم به، وهم عندنا مصطلح نبوي خاص حدده النبي صلى الله عليه وآله بعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي عليهم السلام  .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page