و تحدث (ع) في جملة من أحاديثه عن معالي صفات المتقين، و هذا
1 ) أصول الكافي باب درجات الايمان.
بعض ما أثر عنه.
أ-قال (ع) : «أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة، و اكثرهم معونة، إن نسيت ذكروك، و إن ذكرت أعانوك، قوالين بحق اللّه، قوامين بأمر اللّه. .» 2 
و هذه صفات الافذاذ الذين هم قوة الانسانية و مثلها الأعلى، و قادتها الى سبل الرشاد.
ب-قال (ع) : «إنما المؤمن إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل، و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق: و المؤمن إذا قدر لم تخرجه قدرته الى التعدي الى ما ليس بحق. .» ان من أميز صفات المؤمن بربه ان يكون متماسكا في شخصيته، و متميزا في سلوكه مد رائده الحق في جميع حالاته و شئونه.
ج-قال (ع) : «الغنى و العز يجولان في قلب المؤمن فاذا وصلا الى مكان فيه التوكل استوطناه. .»  3
و نظم هذه الحكمة الرائعة اليافعي بقوله:
يجول الغنى و العز في قلب مؤمن فان الفيا جوف القلوب توكلا
أقاما فأمسى العبد باللّه ذاعنا عزيزا و ان لم يلقياه ترحلا  4
د-الفرق بين الايمان و الاسلام:
و تحدث (ع) عن الفرق بين الايمان و الاسلام فقال: «الايمان ما كان في القلب، و الاسلام ما عليه التناكح، و التوارث، و حقنت به الدماء، و الايمان يشرك الاسلام، و الاسلام لا يشرك الايمان.»  5
ان الايمان يقيم في ضمائر المتقين و المنيبين الى اللّه تعالي، به يخشونه و يخافون عقابه، فلا يتركون واجبا، و لا يقترفون اثما، أما الاسلام فهو التلفظ بكلمة التوحيد، و اذا نفذ الى اعماق القلب صار المسلم مؤمنا و إلا فلا، و الى هذا تشير الآية الكريمة، «قٰالَتِ اَلْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ اَلْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ.»  6 و صرح (ع) بكلام آخر عن الفرق بينهما يقول (ع) : «الايمان اقرار و عمل، و الاسلام اقرار بلا عمل.»  7 
ه‍-عطاء اللّه للمؤمنين و منح اللّه المؤمنين المزيد من الطافه و فضله، و قد تحدث الامام (ع) عن العطاء الذي افاضه عليهم بقوله: «ان اللّه اعطى المؤمن ثلاث خصال:
العز في الدنيا في دينه، و الفلج في الآخرة، و المهابة في صدور العالمين. .»  8
هذه بعض احاديثه عن حقيقة الايمان و واقعه.
_____________
1 ) شذرات الذهب  ١ / ١۴٩ .
2) الخصال (ص  ١٠١ ) .
3 ) صفة الصفوة  ٢ / ۶١ .
4 ) مرآة الجنان  ١ / ٢۴٨ .
5 ) تحف العقول (ص  ٢٩٧ ) .
6 ) سورة الحجرات: آية  ١۴ .
7 ) تحف العقول (ص  ٢٩٧ ) .
8 ) الخصال (ص  ١٣٣ ) .

أضف تعليق