و لم تنص المصادر المترجمة للإمام أبي جعفر (ع) على أنه كان ينظم الشعر، و انما نصت على أنه فتق أبوابا كثيرة من العلوم، و اسس معظم قواعدها، و انه ممن أوتي الحكمة و فصل الخطاب، غير أن السيد علي صدر المدني نسب له هذه الأبيات:
عجبت من معجب بصورته و كان من قبل نطفة مذرة
و في غد بعد حسن صورته يصير في القبر جيفة قذرة
و هو على عجبه و نخوته ما بين جنبيه يحمل العذرة 1
و سواء أصح أن الامام (ع) كان ينظم الشعر أم لم يصح فان-من المقطوع به-انه كان في طليعة البلغاء، و قد دللت على ذلك المجموعة الضخمة من كلماته الحكمية التي هي من الطراز الأول في فصاحتها و بلاغتها.
و قبل أن أطوي الحديث عن مواهب الامام أبي جعفر (ع) أرى من الحق أن ابين اني لم اذكر الا نماذج يسيرة، و صورا موجزة من علومه و معارفه و حكمه، و لا أزعم أني احطت بها أو الممت ببعضها، فذلك من غير الممكن لي، فقد تركت الباب مفتوحا لغيري من البحاث للكشف عنها و عن، سائر جوانب حياته المشرقة التي هي امتداد ذاتي لحياة آبائه العظام الذين اضاءوا الحياة الفكرية للناس.
____________
1 ) أنوار الربيع ۶ / ٣٠٠ .
نظمه للشعر:
- الزيارات: 577