السؤال : ما تقولون في حديث ورد في بعض الكتب عن الإمام الجواد (عليه السلام) ، أنّه أجاب على ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد ؟ فهل هذا ممكن عقلاً ؟ وهل يمكن إسناده إلى المعصوم (عليه السلام) ؟
الجواب : نعم ، جاء هذا الخبر في بعض مصادر الحديث بدون الإسناد إلى كلام الإمام (عليه السلام) ، بل إنّه من كلام إبراهيم بن هاشم راوي الواقعة (1) .
ومن هنا يجب أن نلاحظ نقطتين :
1ـ إنّ مراجعة الأئمّة (عليهم السلام) من قبل الشيعة وغيرهم أمر طبيعي ، خصوصاً عند وفاة الإمام السابق ، وابتداء إمامة اللاحق ، فكانوا يأتونه لمعرفة إمامهم والتيقّن من شخصه ، وتمييزه عن غيره في تلك الظروف الصعبة ، وعليه فالظاهر أنّ هذا الخبر ثابت من حيث المضمون .
2ـ ومع التسليم لأصل القضية ، يمكن توجيه مواصفاتها المذكورة بعدّة صور ، ذكر بعضها العلاّمة المجلسيّ في " بحار الأنوار " في ذيل الحديث (2) .
والذي يبدو منها قريباً إلى الواقع هو : إنّ الإمام (عليه السلام) قد تكلّم بقواعد عامّة تتفرّع منها مسائل كثيرة ، فيصحّ أن يعبّر في المقام : إنّه (عليه السلام) أجاب على كلّ هذه الأسئلة ، والعلم عند الله تعالى .
____________
1- الكافي 1 / 496 ، كشف الغمّة 3 / 156 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 290 .
2- بحار الأنوار 50 / 93 .
( ... . محمّد . ... ) إجابته على مسائل كثيرة في مجلس واحد
- الزيارات: 411