تمهيد
إن موضوع الإمام المهدي (ع) ، بات من المسائل الحساسة جدا .. ، وخاصة في هذه الفترة بالذات ، حيث بات بعض من الناس يستفسر عن أصل الموضوع وتفاصيله ، وثار جدل وخلاف فيه. ومع الأسف الشديد ، فقد أصبح القول بوجود الإمام المهدي (ع) مادة للتهاتر و السخرية ، وبدأ التشكيك في أصل القضية من قبل بعض الكتاب ضد الشيعة الإمامية (عج)الإثني عشرية) ، واتهامهم باختراع فكرة (عج)المهدي بن الحسن العسكري(ع)) من وهم الخيال ، و ادعائهم بأن الشيعة (عج)الإمامية) تحاول تعزيز هذه الفكرة أو النظرية بكل الوسائل ، حتى تصبح من فرضية وهمية إلى حقيقة بديهية ، لا تقبل الجدل أو الشك.
إن موضوع الخلاف حول وجود (عج)الإمام المهدي(ع)) وولادته قديم ، منذ مئات السنين ،حتى إن أفراداً معدودين كابن خلدون وأحمد أمين المصري ومن تبعهم ، يشككون في صدور هذه الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله .. والقرائن المتوفرة في أيدينا ، تدل على أن التشكيك من قبل هؤلاء ، أو الباعث على ترددهم ، لم يكن لضعف في الأخبار ، بل كانوا يجدون أن الروايات الواردة في المهدي (ع) مشتملة على مسائل لا تكاد تصدق - من وجهة نظرهم - أو إنهم لم يستطيعوا أن يميزوا الأحاديث الصحيحة عن غيرها.
على كل حال ، يلزمنا قبل كل شيء ، إن نوضح أن النصوص والروايات قد تواترت حول شخصية المهدي (ع) وعلامات شخصه ، حتى لم يعد هناك مجال للغموض في ذلك ، بل إن الروايات الواردة في المهدي (ع) من الكثرة بحيث لا يستطيع أي محقق إسلامي - من أي مذهب كان - أن ينكر تواترها ، بل إن أشد الفرق الإسلامية تزمتاً وتعصباً أذعنت لهذا الأمر ولم تنكره ، و أُلفت بعض الرسائل التي تثبت صحة الأخبار الواردة في المهدي (ع).
بالطبع ليس مجال بحثنا استعراض كل تلك الآيات القرآنية والروايات والنصوص حول المهدي (ع) ، لكنني سأكتفي بعرض إحصائيات وفهارس توضح حجم النصوص الواردة في الموضوع ، ومن ينشد المزيد ، يمكنه مراجعة القرآن الكريم وكتب تفسيره وكتب الحديث.