السؤال : معنى كلامكم : أنّ الله تعالى اختارهم أئمّة لعلمه المسبق بأنّهم لا يعصونه بإرادتهم ، وهنا أطرح سؤالين :
الأوّل : كيف نفسّر بأنّ أهل البيت (عليهم السلام) قد وجدوا أنواراً حول العرش قبل خلق آدم ؟
الثاني : كيف نفسّر قول الإمام علي (عليه السلام) للمسلمين : " ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد " ؟ (1) .
هل يمكنكم إعطاء توضيح أكثر في التوفيق بين العصمة وبين الاختيار ؟
الجواب : قلنا أنّ العصمة عن الذنب هي عن مجاهدةٍ منهم ، وأنّهم يستطيعون أن يذنبوا ، ولكن لا يذنبون بإرادة منهم ، وأمّا العصمة عن السهو والنسيان والخطأ ، فإنّ الله خلقهم كذلك ، وذلك لسبق علم الله ، ومقصودنا من سبق علم الله قبل أن يوجدهم أنواراً حول العرش ، إذ لم يقل أحد بقدم هذه الأنوار .
وأمّا عن السؤال الثاني فنقول : ما هو مقصود أمير المؤمنين (عليه السلام) بقولـه : " لا تقدرون على ذلك " ؟ فإذا كان قصده لا تقدرون على ما يقدر عليه أهل البيت (عليهم السلام) المعصومون بالعصمة الإلهية ، والعصمة التي هي بإرادتهم ، فإنّه لا يرد عليه أيّ إشكال .
____________
1- شرح نهج البلاغة 16 / 205 .
( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة ) تعليق على الجواب السابق وجوابه
- الزيارات: 407