• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثامن والسبعون « كمال الدين والنبوة بولاية علي(عليه السلام)»

(1) روى العياشي (رحمه الله) بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي : ياأنس اسكب لي وضوءاً قال : فعمدتُ فسكبتُ للنبي وضوءاً فاعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد الى البيت الى مجلسه ثم رفع رأسه اليَّ فقال : ياأنس اول من يدخل علينا أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغر المحجلين.
قال أنس : فقلت بيني وبين نفسي : اللهم اجعله رجلا من قومي، قال : فاذا انا باب الدار يقرع، فخرجتُ ففتحتُ فاذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فدخل فتمشى، فرايت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين رآه وثب على قدميه مستبشراً، فلم يزل قائماً وعلي يتمشى حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرايت رسول الله يمسح بكفّه وجههُ فيمسح به وجه علي ويمسح عن وجه علي بكفّه فيمسح به وجهه يعني وجه نفسه فقال له علي (عليه السلام) : يارسول الله لقد صنعت بي اليوم شيئاً ما صنعت بي قط .
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):وما يمنعني وانت وصيي وخليفتي والذي يبين لهم ما يختلفون فيه بعدي وتسمعهم نبوّتي (1)
(2) روى السيد ابن طاووس اعلى الله مقامه بسنده عن أنس بن مالك قال : كنتُ اخدم النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لي : ياأنس بن مالك يدخل عليّ رجل امام المؤمنين وسيّد المسلمين وخير الوصيين فضرب الباب فاذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فدخل يعرق، فجعل النبي يمسح العرق عن وجهه ويقول : انت تؤدي عني او تبلغ عني فقال : يارسول الله اولم تبلغ رسالات ربك ؟ قال : بلى ولكن انت تعلّم الناس (2).
(3) روى الحافظ الموفق بن أحمد الحنفي الخوارزمي بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال : ان اول شيء علمته من امر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قدمت مكة في عمرة لي فارشدونا الى العباس بن عبد المطلب فانتهينا اليه وهو جالس الى زمزم فجلسنا اليه فبينا نحن عنده اذ اقبل رجل من باب الصفا ابيض تعلوه حمرة، له وفرة جعدة الى انصاف اذنيه افنى الانف براق الثنايا ادعج العينين كث اللحية رقيق المسربين شديد الكفين حسن الوجه معه مرافق او محتلم تقفوهُ امراة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحَجَر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المراة ثم طاف بالبيت سبعاً والغلام والمراة يطوفان معه، فقلنا : ياابا الفضل ان هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم وشيء حدث ؟ قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد الله والغلام ابن اخي علي بن أبي طالب والمراة امرأته خديجة بنت خويلد ما على وجه الارض احد يعبد الله تعالى بهذا الدين الا هؤلاء الثلاثة (3).
(4) وروى الخوارزمي بسنده عن أبي رافع قال : صلى النبي (صلى الله عليه وآله) اول يوم الاثنين وصلت خديجه اخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد وصلى مستخفياً قبل ان يصلي مع النبي احد سبع سنين واشهر، وقال (عليه السلام) : انا ناصرتُ الدين طفلا وكهلا (4).
(5) روى الصدوق (رحمه الله) باسناده عن اسحاق بن اسماعيل النيسابوري ان العالم كتب اليه : يعني الحسن بن علي (عليه السلام) : ان الله تعالى بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه اليه بل رحمة منه اليكم لا اله الا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ولتتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج والعمرة وايقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به ابواب الفرايض، ومفتاحاً الى سبيله ولولا محمد (صلى الله عليه وآله)والاوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لاتعرفون فرضاً من الفرايض، وهل تدخل قرية الا من بابها ؟ فلما مَنَّ الله عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم (صلى الله عليه وآله) قال الله عزوجل : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً) وفرض عليكم لاوليائه حقوقاً فامركم بادائها اليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من ازواجكم واموالكم وماكلكم ومشربكم ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب، وقال الله تبارك وتعالى : (قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى) فاعلموا ان من يبخل فانما يبخل على نفسه ان الله هو الغني وانتم الفقراء اليه لا اله الا هو فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين (5).

«تمام الدين وكمال النعمة بولاية علي (عليه السلام)»(6).
(6) روى الصدوق اعلى الله مقامه باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يُعطيها أحداً قبلي ما خَلا النبي (صلى الله عليه وآله) : لقد فتحت لي السبل، وعُلِّمت الانساب واُجري لي السحاب، وعُلّمتُ المنايا والبلايا وفصل الخطاب، ولقد نظرتُ في الملكوت باذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا يكون ما فاتني من بعدي وما يأتي بعدي وان بولايتي اكمل الله لهذه الأمة دينهم واتم عليهم النعم، ورضي لهم اسلامهم اذ يقول يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله) يامحمد أخبرهم أني اكملت لهم اليوم دينهم واتممتُ عليهم نعمتي ورضيت لهم الاسلام ديناً كل ذلك مَنَّ مِنَ الله عليَّ فلهُ الحَمدُ (7).
(7) روى فرات الكوفي عن علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعناً عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال (8) : بينما النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة أيام الموسم اذا التفت النبي(صلى الله عليه وآله) الى علي (عليه السلام) وقال : هنيئاً لك وطوبى لك ياابا الحسن ان الله انزل عليَّ آية محكمة غير متشابهة، ذكري واياك فيها سواء فقال :(اليَوم اكمَلتُ لكم دينكم واتمَمتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً)(9) بيوم عرفة ويوم جمعة هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى ان الله يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركباناً غير رجال على نجائب رحائلها من النور، فتناخ عند قبورهم، فيقال لهم : اركبوا يا أولياء الله، فيركبون صفاً معتدلا أنت امامهم الى الجنة حتى صاروا الى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها : المثيرة، فتذري في وجوههم المسك الاذفر، فيُنادون بصوت لهم : نحن العلويون، فيقال لهم : ان كنتم العلوييّن فانتم الآمنون، ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون (10).
(8) قال علي بن ابراهيم (رحمه الله) في قوله تعالى (اليَومَ يئِس الذينَ كَفروُا مِنْ دينكم) قال : قال ذلك لما انزلت ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) (11).
(9) قال علي بن ابراهيم باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر(عليه السلام)قال:آخر فريضة أنزلها الولاية ثم ينزل بعدها فريضة ثم انزل (اليَوم اكمَلتُ لكم دينكم) بكراع الغميم فاقامها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالجحفة فلم تنزل بعدها فريضة (12).
(10) ابن بابويه باسناده عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا مع الرضا (عليه السلام)بمرَو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فاداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيِّدي فاَعلَمتُه خوضان الناس في ذلك فتبسم (عليه السلام) ثم قال : ياعبد العزيز جهل القوم وخدُعُوا عن أديانهم، ان الله عزوجل لم يقبض نبيِّه (صلى الله عليه وآله)حتى اكمل لهم الدين واَنزل عليهم القرآن فيه تفصيل كل شيء، وبيَّن فيه الحلال والحرام والأحكام وجميع ما يحتاج اليه الناس كملا فقال عزوجل : (ما فرطنا في الكتابِ من شيء ) واَنزَلَ في حجة الوداع وهي آخر عمرة (صلى الله عليه وآله) : (اليَوم اكملت لكم دينكم واتمَمتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الأسلام ديناً) فأمرُ الامامة من تمام الدين، ولم يمضِ حتى بيَّن لأمته معالم دينهم واوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق، وأقام لهم علياً عَلماً واماماً، وماترك شيئاً تحتاج اليه الأمة الا بيَّنهُ، فمن زعَمَ اَن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد ردَّ كتاب الله ورَدَّ كتاب الله فهو كفر (13).
(11) الطبرسي باسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت هذه الآية قال : الله اكبر على تمام الدين وكمال النعمة ورضى الربّ برسالتي وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بعدي وقال : من كنتُ مولاهُ فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصرهُ واخذل من خذله (14).
(12) وقال ابو علي الطبرسي المروي عن الامامين أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) انه لما انزل بعد ان نصب النبي (صلى الله عليه وآله) علياً علَماً للأنام يوم غدير خم عند منصرفه عن حجة الوداع قال : وهي آخر فريضة انزلها لم ينزل بعدها فريضة (15)
(13) الشيخ في أماليه، باسناده عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أعطيتُ سبعاً لم يُعطيها احد قبلي سوى النبي (صلى الله عليه وآله) : لقد فتحت لي السبل وعلمت المنايا والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرتُ الى الملكوت باذن ربّي، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا مايأتي بعدي، فان بولايتي اكمل الله لهذه الأمة دينهم وأتم عليهم الِنعَم ورضي لهم أسلامهم اذ يقول يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله) : يامحمد أخبرهم اني أكملتُ لهم دينهم واتممتُ عليهم النعم ورضيتُ لهم اسلامهم كل ذلك من الله عليّ فله الحمد(16).
(14) وعنه باسناده عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أبي عبد الله (عليه السلام)عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : بناء الاسلام على خمس خصال على الشهادتين والقرينتين، قيل له : اما الشهادتين فقد عرفناها فما القرينتان ؟ قال : الصلوة والزكوة فانه لايقبل احدهما الا بالاُخرى، والصيام وحج بيت الله من استطاع اليه سبيلا، وختم ذلك بالولاية فانزل الله عزوجل : (اليَوم اكملتُ لكم دينكم واتممتُ عَلَيكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً)(17)
(15) وعنه، باسناده عن اسحق بن اسمعيل النيسابوري، عن الصادق جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال : حدثنا الحسن بن علي (عليه السلام) : ان الله عزوجل بمنِّه وبرحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه اليه بل رحمةً منه لااله الا هو ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ولتتسابقوا الى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج والعمرة واقام الصلوة وايتاء الزكوة والصوم والولاية وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحاً الى سبيله، ولولا محمد (صلى الله عليه وآله)والاوصياء من ولده (عليهم السلام) كنتم حيارى كالبهائم لاتعرفون فرضاً من الفرائض، وهل تدخلون قرية الا من بابها فلما منَ عليكم بامامة الاولياء بعد نبيكم (صلى الله عليه وآله) قال : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً) ففرض عليكم لأوليائه حُقوقاً وأمركم بادائها اليهم لتحلَّ لكم ماوراءَ ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ويعرفكم بذلك البركة والنما والثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال :(قل لا أسئَلُكمُ عليه أجراً الا المودة في القربى ) فاعلموا ان من يبخل فانما يبخل عن نفسه وان الله هو الغني وأنتم الفقراء اليه فاعلموا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردّون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبةُ للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين، سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : خُلقتُ من نور الله عزوجل وخُلِقَ أهلُ بيتي من نوري وخُلِقَ مُحِبوهُم من نورهم وساير الناس في النار (18)
(16) روى السيد الرضي في كتاب « المناقب» عن محمد بن اسحق عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جده قال : لما انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع نزل أرضاً يقال لها ضوجان فنزلت هذه الآية (ياأيها الرسُولُ بلغ ما اُنزل اليك مِنْ ربِّك وانْ لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يَعصِمُكَ من الناس ) فلما نزلت عصمته من الناس نادى الصلوة جامعة فاجتمع الناس اليه فقال : من أولى منكم بانفسكم ؟ فضجوا بأجمعهم وقالوا : الله ورسوله فأخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال : من كنتُ مولاهُ فعليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصرهُ واخذل من خذله، فانه مني وانا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لانبي بعدي وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على أمة محمد، ثم أنزل الله على نبيَّه : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً) قال ابو جعفر (عليه السلام) : فقبلوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلما أمرهم من الفرائض في الصلوة والصوم والزكوة والحج وصدّقوه على ذلك قال ابن اسحاق : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ما كان ذلك.
قال : سبع عشرة ليلة خَلَت من ذي الحجة سنة عشرة عند منصرفه من حجة الوداع وكان بين ذلك وبين وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) مأة يوم وكان سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم اثنا عشر رجلا (19)
(17) قال عبد الرحمن بن سمرة : قلت يارسول الله أرشدني الى النجاة ؟ قال : يابن سَمَرة اذا اختلَفت الأهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)فانه أمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي وهو الفاروق الذي يُميِّز بين الحق والباطل من سئَله أجابه ومن استرشَده ارشده ومن طلب الحق من عنده وجده، ومن التمس الهُدى لديه صادقه ومن لجأاليه آمنه ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هناه يابن سَمَرة سَلِمَ من يُسَلِّم له ووالاه، وهلك من ردَّ عليه وعاداه يابن سَمَرة ان علياً مني، ورُحُه من روحي وطينته من طينتي وهو أخي وأنا أخوه وهو زوج أبنتي فاطمة سيِّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وان منه أمامي أمتي وسيِّدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قآئم أمتي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجوراً (20)
(18) قال ابن عباس : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : معاشر الناس من احسنُ من الله قيلا وأصدق من الله حديثاً ؟
ان ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم علياً علماً للناس وخليفةً وأماماً ووصياً وأن اتخذهُ أخاً ووزيراً.
مَعاشر الناس ان علياً باب الهُدَى بعدي والداعي الى ربّي وهو صالح المؤمنين ومن أحْسَنُ قولا ممن دعا الى الله وقال أنني من المسلمين.
معاشر الناس ان علياً مني ولدهُ ولدي وهو زوج أبنتي وحبيبتي أمرهُ أمري ونهيهُ نهيي.
معاشر الناس علَيكُم بطاعته واجتناب معصيته، فان طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي.
معاشر الناس أن علياً صدِّيق هذه الأمة وفاروقها ومُحدثها وأنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، وأنه باب حِطتها وسَفينة نجاتها أنه طالوتها وذوقِرنيها معاشر الناس أنه جنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وأمام أهل الدنيا والعروة الوثقى.
معاشر الناس، ان علياً مع الحق والحق معه وعلى لسانه.
معاشر الناس، ان علياً قَسيم النار لا يدُخلها وليٌ له ولا ينجو منها عدوٌ له وانه قَسيمُ الجنة لايَدُخلها عدوٌ له، ولا يُزَحزح عنها وليٌ له.
معاشر أصحابي، قد نصحتُ لكم ولكن لاتحبون الناصحين.
(19) العياشي عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : آخر فريضة أنزلها الله الولاية : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً) فلم ينزل في الفرائض شيء بعدها حتى قبض رسول الله (21).
(20) عن جعفر بن محمد بن محمد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أباعبد الله (عليه السلام) يقول : لما أُنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل فقال له : يامحمد ان الله يُقرئك السلام ويقول لك : قل لأمتك (اليوم اكملت لكم دينكم)بولاية علي ابن أبي طالب (عليه السلام) (واتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديناً) ولست أنزلت عليكم بعد هذا قد أنزلت عليكم الصلوة والزكواة والصوم والحج وهي الخامسة ولستُ أقبل عليكم بعد هذه الأربعة الأبها (22).
(21) عن أبي أذينة قال : سمعت زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) : أن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الآخرى فكانت الولاية آخر الفرائض فاَنزل الله (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً) فقال أبو جعفر (عليه السلام) : يقول الله أنه لا أُنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة (23).
(22) روى ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» يرفعه الى أبي هريرة قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له ستين شهراً، وهو يوم غدير خم بها أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقال : من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره.
فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب اَصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله تعالى :(اليوم اكملت لكم دينكم واتممتُ عليكم )الآية(24).
(23) قال ابو القاسم السيد علي بن موسى بن طاووس في طرائفه : قال : ومن طرائف ما رواه في فضيلة يوم نزول الآية : (اليوم اكملت لكم دينكم) ذكروه في صحاحهم وقد رواه مسلم في صحيحه عن طاووس بن شهاب قال : قالت اليهود لعمر : لو نزل علينا معشر اليهود هذه الآية (اليوم اكملت لكم دينكم) الآية ونعلم اليوم الذي انزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيداً (25).
(24) قال العلامة علي بن شهرآشوب (قدس سره) وهو من أجل علمائنا : المجمع عليه ان الثامن من ذي الحجة كان يوم غدير خم قال : والعلماء مطبقون على قبول هذا الخبر، وانما وقع الخلاف في تأويله، وقد بلغ في الأنتشار والاشتهار الى حد لا يوازي به خبر من الأخبار وضوحاً وبياناً وظهوراً وعرفاناً، حتى لحق في المعرفة والبيان بالعلم بالحوادث الكبار والبلدان، فلا يدفعه الا جاحد، ولايرده الا معاند، وأيُ خبر من الأخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه اكثر من الف مجلد من تصانيف الخاصة والعامة من المتقدمين والمتأخرين.
ذكره محمد بن اسحق، وأحمد البلاذري، ومسلم بن الحجاج، وابو نعيم الاصفهاني، وأبو الحسن الدار قطني، وأبو بكر بن مردويه، وابن شاهين المروزي، وابو بكر الباقلاني، وابو المعالي الجويني، وابو اسحق الثعلبي، وابو سعيد الخركوشي، وأبو المظفر السمعاني، وابو بكر بن شيبة، وعلي بن الجعد، وشعبة، والاعمش، وابن عياش، وابن السلاح، والشعبي، والزهري، والاقليسي، والجعاني، وابن اليسع، وابن ماجة، وابن عبد ربه، والالكاني، وشريك القاضي، وابو يعلى الموصلي من عدة طرق، وأحمد بن حنبل من عشرين طريقاً، وابن بطة بثلاثة وعشرين طريقاً .
وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير، وأحمد بن محمد بن سعيد كتاب من روى خبر غدير خم، وابن جرير الطبري كتاب الولاية، وهو كتاب غدير خم، وذكر فيه سبعين طريقاً ومسعود الشجري كتاباً في رواة هذا الخبر وطرقها (26).
(25) وقال مولانا الصادق (عليه السلام) : اِن حقوق الناس تعطى بشهادة شاهدين، وما أعطي أمير المؤمنين بشهادة عشرة آلاف أنفس، يعني يوم غدير خم ان هذا الاضلال عن الحق المبين (فماذا بعد الحق الا الضَلال فأنى تُصرَفون كذلك حُقت كلمة ربِّك على الذين فَسَقوا أنهمُّ لايُؤمنون) (27).
(26) الشيخ المفيد في أماليه باسناده من طريق العامة عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام) قال : ان الله جل جلاله بعث جبرئيل الى محمد (صلى الله عليه وآله) ان يشهد لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)بالولاية في حيوته ويُسمِّيه بأِمرة المؤمنين قبل وفاته فدعا نبي الله (صلى الله عليه وآله)بسبعة رهط، فقال : انما دعوتكم لتكونوا شهداء في الأرض أقمتم أم كتمتم ثم قال : قم ياأبابكر فسلِّم على علي بأِمرة المؤمنين فقال : عن الله وعن رسوله ؟ قال : نعم، فقام فسلم عليه بأِمرة المؤمنين. قال : قم ياعمر فسَلِّم على علي بأِمرة المؤمنين فقال : عن أمرِ الله ورسوله تُسَمِّيه أمير المؤمنين ؟ قال : نعم فقال : فقامَ فسَلَّمَ عليه، ثم قال للمقداد بن أسود الكندي : قم فسَلِّم على علي بأِمرة المؤمنين، فقام فسَلَّم عليه. ثم قال لحذيفة بن اليمان : قم فسَلِّم على علي بأِمرة المؤمنين، فقام فسَلَّم عليه ثم قال : لعمار بن ياسر : قم فسَلِّم على علي بأِمرة المؤمنين ثم قال لبريدة : قم فسَلِّم على علي بأِمرة المؤمنين، فقام فسَلَّم، وكان بريدة أصغر القوم سناً .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنما دَعوتكم لتكونوا شُهدآء لله أقمتم ام تركتم» (28) .
(27) سعد بن عبد الله القمي بأسناده عن أبي أسامة زيد الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من المعتزلة، فسَأَله عن شيء من السُنن، فقال : ما من شيء يحتاج اليه ولد آدم الا وقد خرجت فيه السُنة من الله عزوجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله) ولولا ذلك ما أحتج الله عزوجل علينا بما أحتج فقال : له المعتزلي : وبما أحتج الله ؟ فقال ابو عبد الله (عليه السلام) بقوله : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً) حتى تمم الولاية فلو لم يكمل سُنةً وفريضةً ما أحتج به (29).
(28) قال العلامة الشيخ الأميني (قدس سره)(30) : ومن الآيات النازلة يوم الغدير في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله تعالى : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً)(31) وقال : اصفقت الامامية عن بكرة أبيهم على نزول هذه الآية الكريمة حول نص الغدير بعد اِصحار النبي (صلى الله عليه وآله) بولاية مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بألفاظ دُرِّيَّة صريحة، تتضمن نصاً جلياً عرفته الصحابة وفهمته العرب فأحتج به من بلغه الخبر وصافق الامامية على ذلك كثيرون من علماء التفسير وائمة الحديث وحفظة الآثار من أهل السُنَة وهو الذي يؤكدّه النقل الثابت في تفسير الرازي (32) عن أصحاب الآثار : انه لَما نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله) لم يُعمرِّ بعد نزولها اِلا احداً وثمانين يوماً او أثنين وثمانين وعيَّنه ابو السعود في تفسيره (33) بهامش تفسير الرازي (34).
وذكر المؤرخون منهم (35) اَن وفاته (صلى الله عليه وآله) في الثامن عشر من ربيع الأول وكان فيه تسامحاًبزيادة يوم واحد على الاثنين وثمانين يوماً بعد اخراج يومي الغدير والوفاة، وعلى أي حال فهو أقربُ الى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة، كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم (36) وغيرهما لزيادة الأيام حينئذ، على ان ذلك معتضد بنصوص كثيرة لامحيص للخضوع لمفادها.
وذكر العلامة الاميني (قدس سره)جملة من ثقاة العامة نوردها تباعاً.
(29) قال العلامة الحلي رفع الله درجته (37) : قوله تعالى : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً)(38) روى الجمهور عن أبي سعيد الخدري ان النبي (صلى الله عليه وآله) دعا الناس الى علي (عليه السلام) في يوم غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فَقُمَّ، فدَعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس الى بياض أبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية :(اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي وَرضيتُ لكم الاسلام ديناً).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي.
ثم قال : من كنتُ مولاهُ فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله.
واعترض الفضل الناصبي بقوله : في صحيح البخاري ومسلم ان هذه الآية نزلت في حجة الوداع ليلة عرفة حين قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الموقف ولا خلاف في هذا والذي ذكره من مفتريات الشيعة ! وان صح فقد ذكرنا قبل هذا إِن وصية غدير خم لم تكن نصاً بل وصيةً لأهله وأقاربه وتعريف علي بين العرب وليتخذوه سيِّد بني هاشم.
وقال العلامة المظفر (قدس سره) في رده على الفضل : حكاه العلامة الحلي (رضي الله عنه) في «منهاج الكرامة» عن أبي نعيم، وقال السيوطي في «الدر المنثور» : (أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً يوم الغدير فنادى له بالولاية هبط جبرئيل بهذه الآية (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) وقال أيضاً :
(أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة قال : لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر ذي الحجة قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من كنتُ مولاهُ فعليٌ مولاه، فأنزل الله : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ).
ونقل السيَّد السعيد (رحمه الله) مثل ذلك عن ابن جرير الطبري وابن عقدة فيما جمعاه من طرق حديث الغدير. وعن الثعلبي وابن المغازلي والحافظ محمد الجرزي الشافعي في رسالته المسماة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب فظهر ان الذي ذكره المصنف (رحمه الله) من روايات القوم وهي كثيرة متعاضدة فهي حجة عليهم وأما ما نقله الفضل عن الصحيحين فهو من رواية عمر الذي هو اساس نقض عهد الغدير فكيف تعتبر روايته على ان رواية الفضل لاتقوم حجة على خصمه فكيف يحتج علينا بهذه الرواية التي نعتقد انها من موضوعات عمر أو أولياته، ثم ان قوله تعالى : ( وأَتمَمتُ عَليكم نِعمَتي) ادلُ دليل على نصب امام حيث انه اعظم النعم على الأمة وبدونه لن تتم النعمة، وكذا اكمال الدين فأنه أنما يحصل بنصب الامام بناء على أن الامامة من أصول الدين كما تقوله وسبق دليله، وبالضرورة والاجماع ان كان ثمة امام منصوب فهو أمير المؤمنين (عليه السلام) وأما قوله فقد ذكرنا قبل هذا الخ فقد عرفت مافيه، ومن المضحك قوله وتعريف علي بين العرب فأن علياً (عليه السلام) أغنى الناس عن التعريف شخصاً وشأناً فان كان هناك تعريف فليس هو الا بالامامة، ولا أعرف وجهاً للتخصيص ببني هاشم في قوله وليتخذوه سيَّد بني هاشم والا دفع سيادة أمير المؤمنين لخلفائهم خلافاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) اذ يقول : من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه، فان المولى هو السيد الأولى بالتصرف بالمولى عليه من نفسه كما يشهد له فهم الفضل لسيادته من الحديث وان خصها ببني هاشم، والعجب منه حيث لم تقر بما اقر به امامة عمر اذ قال لعلي (عليه السلام) : بخ بخ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وفي رواية قال له الشيخان ذلك كما سبق، ثم لا ادري أي عاقل يتصور أن تكون غاية النبي (صلى الله عليه وآله) فيما فعله بغدير خم مجرد جعل علي (عليه السلام) سيَّداً لبني هاشم، وما الفائدة في أتخاذ العرب له سيَّداً لبني هاشم، فنظر الى هؤلاء كيف خالفوا الضرورة لحجة فضل سيَّد المسلمين.

«رواة العامة»
1 ـ الحافظ ابو جعفر محمد بن جرير الطبري : المتوفي (310) روى في كتاب الولاية باسناده عن زيد بن أرقم نزول الآية الكريمة يوم غدير خم في أمير المؤمنين (عليه السلام).
2 ـ الحافظ ابن مردويه الاصفهاني : المتوفي (410) روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري. أنها نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم حين قال لعلي : «من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه» ثم رواه عن أبي هريرة وفيه : أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة في مرجعه من حجة الوداع (39).
وقال السيوطي في «الدر المنثور» (40) : أخرج ابن مردويه وابن عساكر (41)عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصَبَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً يوم غدير خم، فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم) وأخرج ابن مردويه والخطيب (42)وابن عساكر(43) بسند ضعيف ورجاله ثقات عن أبي هريرة قال : لما كان غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه فأنزل الله : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم)(44). وذكره الحافظ البدخشي في «مفتاح النجا» عن ابن عباس (رضي الله عنه) وفي آخره : فنزلت : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) الله اكبر على أكمال الدين وأتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب (45).
3 ـ الحافظ أبو نعيم الاصبهاني : المتوفي (430) روى في كتابه «منازل من القرآن في علي (عليه السلام)» بسنده عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، وذكر فيه واقعة الغدير ونزول الآية : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) فيها فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : الله اكبر على أكمال الدين وأتمام النعمة ورضى الرب برسالتي، وبالولاية لعلي (عليه السلام)من بعدي ثم قال :«من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصرُ من نصره وأخذل من خذله فقال حسان : إِئذن لي يارسول الله ان أقول في علي أبياتاً تسمعُهن، فقال :
قل على بركة الله فقام حسان فقال : يامعشر مشيخة قريش أَتبعَها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم                          بخُم فاسمع بالرسول مناديا
يقول : فمن مولاكم ووليكم                     فقالوا ولم يُبدوا هناك التعاميا
الهك مولانا وأنت ولينا                              ولم ترَ مَنا في الولاية عاصيا
فقال له : قم ياعلي فانني                     رضيتك من بعدي اماماً وهاديا
فمن كنتُ مولاه فهذا وليهُ                       فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا : اللهم والِ وليه                      وكن للذي عادى علياً معاديا
وبهذا اللفظ رواه التابعي سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله) في كتابه.
(4) الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفي (463)، روى في تاريخه(46): عن الحافظ الدارقطني بأسانيده عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كُتِبَ له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست أولى بالمؤمنين ؟ قالوا : بلى يارسول الله قال : من كنتُ موالاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) الآية.
(5) الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفي 477 في كتاب الولاية باسناده عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري، الى آخر اللفظ المذكور بطريق أبي نعيم الاصبهاني.
(6) أبو الحسن الواسطي المعروف بابن المغازلي الشافعي المتوفي (483) روى في مناقبه عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان باسناده المتصل بشهر بن حوشب عن أبي هريرة(47).
(7) روى الحافظ أبو القاسم الحسكاني في «شواهد التنزيل»(48) بأسناده عن أبي سعيد الخدري قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت هذه الآية : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) قال : الله اكبر على أكمال الدين وأتمام النعمة ورضى الرب برسالتي، وولاية علي بن أبي طالب من بعدي، وقال : من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله.
(8) الحافظ أبو القاسم بن عساكر الشافعي الدمشقي المتوفي (571) روى الحديث المذكور بطريق ابن مردويه عن أبي سعيد وأبي هريرة كما في الدر المنثور : (49).
(9) أخطب خوارزم المتوفي (568) قال في المناقب (50) : أخبرنا سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي وبأسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري أنه قال : ان النبي (صلى الله عليه وآله) يوم دعا الناس الى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقُمَّ وذلك يوم الخميس ثم دعا الناس الى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس الى أبطيهما حتى نزلت هذه الآية :
(اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) الخ الحديث بلفظ أبي نعيم الحافظ.
وروى في المناقب (51) عن الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي عن الحافظ أبي عبد الله الحاكم الى آخر ما مر عن الخطيب سنداً ومتناً.
(10) أبو الفتح النطنزي روى في كتابه «الخصائص العلوية» عن أبي سعيد الخدري الخ ما مرَّ من أشعار حسان بن ثابت التي مرَّت(52).
(11) سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي (654) ذكر في «تذكرة الخواص»(53) ما أخرجه الخطيب البغدادي.
(12) أبو حامد سعد بن الدين الصالحاني قال شهاب الدين أحمد في «توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل» وبالأسناد المذكور عن مجاهد (رضي الله عنه) قال : نزلت هذه الآية : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) بغدير خم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي رواه الصالحاني.
(13) روى شيخ الاسلام الحمويني الحنفي المتوفي (722) في «فرائد السمطين» (54) قال أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب الخازن  الخ مافي خبر الخوارزمي سنداً ومتناً (55) وروى عن سيّد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي بسنده عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الناس الى علي الى آخر الحديث الذي مر عن الحافظ أبي نعيم الاصفهاني ثم قال : الحديث له طرق كثيرة الى الحذري.
(14) روى عماد الدين ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي (774) في تفسيره(56): من طريق ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما قالا : ان الآية نزلت يوم غدير خم في علي (عليه السلام).
وروى في تاريخه(57) حديث أبي هريرة بطريق الخطيب البغدادي.
(15) روى الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفي (911) في «الدر المنثور»(58) من طريق ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بلفظ مرَّ عن ابن مردويه قال في «الاتقان»(59) في عَدّ الآيات السفرية : منها : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم ) في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع، له طرق كثيرة لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم، وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه : أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع.
(16) ميرزا محمد البدخشي ذكر في « مفتاح النجا» ماأخرجه ابن مردويه .
(17) روى الآلوسي في «روح المعاني»(60) قال : أخرج الشيعة عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت بعد أن قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي كرم الله وجهه في غدير خم : من كنتُ مولاه فعليٌ مولاه، فلما نزلت قال عليه الصلاة والسلام : الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي كرم الله تعالى وجهه بعدي. ثم ذكر الآلوسي كلاماً يُدل على جهله في أسانيد الحديث أو على خبث ضميره تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
«انتهى ما ذكره العلامة الأميني (قدس سره) من طرق العامة».

الهوامش
(1) البحار ج38 : 78 / 128 عن تفسير العياشي.
(2) اليقين : 183 و184، البحار ج38 : 29 / 17 .
(3) مناقب الخوارزمي : 20 .
(4) مناقب الخوارزمي : 21 .
(5) علل الشرايع : 6 / 249 .
(6) البحار : ج39 ح5 : 336.
(7) رواه في الخصال : ج2 : 42 و43.
(8) البحار ج36 : ح86 ص 133.
(9) المائدة : 3 .
(10) رواه فرات في تفسيره : ص19 وفيه : الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
(11) الحديث : 1 ص434، تفسير البرهان : ج1 ص434 ـ 446 الاحاديث : 1 و2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و10 و11 و14 و15 و16 و20 و22 و24 و26 و28 .
(12) الحديث : 1/ 434 .
(13) الحديث 2ص 435.
(14) الحديث 3 : 435.
(15) الحديث 4 ص435.
(16) الحديث 5 : 435.
(17) الحديث 6 : 435 .
(18) الحديث 7 : 435 / 436 .
(19) الحديث 8 : 436 .
(20) الحديث 10 : ص443.
(21) (الحديث 14 ص 444 ).
(22) الحديث 15 : 444 .
(23) الحديث : 16 ص 445.
(24) الحديث : 20 ص 445.
(25) الحديث 22 ص 445.
(26) الحديث 24 ص 446.
(27) الحديث 26 ص 446.
(28) الحديث 28 ص 446.
(29) الحديث 27 ص 446.
(30) الغدير ج 1 ص 447 ـ 471.
(31) المائدة : 3.
(32) التفسير الكبير 11 / 139 (3 / 529).
(33) ارشاد العقل السليم الى مزايا القرآن الكريم : 3 / 7.
(34) (3 / 523).
(35) تاريخ الكامل : 2 / 134 (2 / 9 حوادث سنة 11هـ)، وامتاع المقريزي : ص 548، وتاريخ ابن كثير : 6 / 332 ( البداية والنهاية : 6 / 365 حوادث سنة 11هـ) وعدة مشهوراً، والسيرة الحلبية : 3 / 382 ( وفى ط : 3 / 353).
(36) صحيح البخاري : 4 / 1600 ح 4145، صحيح مسلم : 5 / 517 ح 3 كتاب التفسير.
(37) دلائل الصدوق ج2 : 151.
(38) المائدة : 3.
(39) تفسير ابن كثير 2 / 14.
(40) 2 / 259 و 3 / 19.
(41) تاريخ مدينة دمشق : 12 / 237 وفي ترجمة الامام من تاريخ دمشق : 2 / 85 ح 588.
(42) تاريخ بغداد : 8 / 290 رقم 4392.
(43) تاريخ مدينة دمشق : 12 / 235 وفي ترجمة الأمام الطبعة المحققة : 2 / 76 ح 577.
(44) روى عنه في الاتقان : ج1 ص 31 ط سنة 1360 بطريقين.
(45) نقله الأربلي بهذا اللفظ في «كشف الغمة» (ص95).
(46) (8 ص 290 ).
(47) روى عنه في «العمدة» (ص52)، وفي «المناقب» لابن المغازلي : ح24 ص 19 ط اسلامية.
(48) (ج1 ح211 ص 157 ط اعلمي).
(49) (ج2 ص259).
(50) ص 80.
(51) ص 94.
(52) وروى حديث الغدير عنه من العامة :
النيسابوري في تفسيره : ج 6 ص 194، والحمويني في فرائد السمطين بطريقين عن العبدي عنه (ج1 ص64 ـ 77 ح 30 ـ 44 ط بيروت تحقيق المحمودي)، والخوارزمي في «المناقب» (ص 80 )، وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» ص 27، والحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» ج9 ص 108، من طريق الطبراني في الاوسط، وابن كثير في تفسيره : ج2 ص4، نقلا عن ابن مردويه، وفي «البداية والنهاية»(ج7 ص349 و 350 )، والسيوطي في «جمع الجوامع وتاريخ الخلفاء» ص 114، وفي «الدر المنثور» ج2 ص 259، عن طريق ابن مردويه وابن عساكر (ص 298)، عن أبي حاتم السجستاني، والمتقي الهندي في «كنز العمال» ج 6 ص 390، عن عطية العوفي، وفي (ص 403 )، عن عميرة بن سعد شهادة أبي سعد لأمير المؤمنين (عليه السلام)بحديث الغدير يوم مناشدة الرحبة، والبدخشاني في « نزل الأبرار» (ص 20)، والآلوسي في «روح المعاني» (ج2 ص 349)، عن السيوطي، وصاحب تفسير المنار (ج6 ص363) عن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.
وروى أبو الفتح النطنزي عن جابر الانصاري أنهما قالا : لما انزلت : (اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم) الآية، قال النبي (صلى الله عليه وآله) : الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب بعدي وفي «الخصائص» باسناده عن الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) قالا : نزلت هذه الآية «آية التبليغ» يوم الغدير، وفيه نزلت :(اليوَم اكمَلتُ لكم دينكم) وقال الصادق (عليه السلام) : أي اليوم اكملت لكم دينكم بامامة حافظه واتممتُ عليكم نعمتي أي بولايتنا ورضيت لكم الاسلام ديناً أي : تسليم النفس لأمرنا وباسناده في خصايصه أيضاً عن أبي هريرة حديث صوم يوم الغدير بلفظ مر بطريق الخطيب البغدادي وفيه : نزول الآية في علي (عليه السلام) يوم الغدير.
(53) ص 18.
(54) ج1 ح39 ص 72 ـ 73 ط بيروت المحمودي الباب الثاني عشر.
(55) رقم 9.
(56) ج2 ص14.
(57) ج5 ص 210.
(58) ج2 ص 259.
(59) ج1 ص 31.
(60) ج2 ص 249.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page