1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع)
2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة .
3 - شهادة ذوالنفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن.
(1) ولادة الامام الثاني المام الحسن المجتبى (ع):
الف – تاريخ ولادته:
أصحّ ما قيل في ولادته أنّه ولد بالمدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، و كان والده (عليه السلام) قد بنى بالزهراء فاطمة(عليها السلام) و تزوّجها في ذي الحجة من السنة الثانية، و كان الحسن المجتبى(عليه السلام ) أوّل أولادها .
ب – كيفية ولادته:
عن جابر : لمّا حملت فاطمة(عليها السلام) بالحسن فولدت كان النبي (صلّی الله عليه و اله) قد أمرهم أن يلفّوه في خرقة بيضاء، فلفّوه في صفراء، و قالت فاطمة (عليها السلام) : يا عليّ سمّه، فقال: ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله (صلّی الله عليه و اله) ، فجاء النبيّ (صلّی الله عليه و اله) فأخذه و قبّله، و أدخل لسانه في فمه، فجعل الحسن(عليه السام) يمصّه ، ثم قال لهم رسول الله (صلّی الله عليه و اله) : ألم أتقدّم اليكم أن لا تلفّوه في خرقة صفراء؟! فدعا (صلّی الله عليه و اله ) بخرقة بيضاء فلفّه فيها ورمي الصفراء ، و أذّن في اُذنه اليمني و أقام في اليسري، ثم قال لعليّ (عليه السّلام) : ما سمّيته؟ قال: ما كنت لأسبقك بإسمه، فقال رسول الله(صلّی الله عليه و اله) : ما كنت لأسبق ربّي بإسمه، قال: فأوحي الله عزّ ذكره إلی جبرئيل (عليه السّلام) أنّه قد ولد لمحمد ابن ، فاهبط اليه فاقرأه السلام و هنّئه منّي و منك، و قل له: إنّ عليّاًَ منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل على النبي و هنّأه من الله عزّ وجلّ و منه، ثم قال له: إنّ الله عزّوجل يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون، قال: و ما كان اسمه؟قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن ، فسمّاه الحسن .
و عن جابر عن النبي : أنّه سمّى الحسن حسناًَ لأنّ بإحسان الله قامت السماوات و الأرضون .
ج – سنن الولادة:
و عقّ رسول الله (صلّی الله عليه و اله) بيده عن الحسن بكبش في اليوم السابع من ولادته، و قال: «بسم الله ، عقيقة عن الحسن، اللهمّ عظمها بعظمه و لحمها بلحمه و دمها بدمه و شعرها بشعره، اللهمّ اجعلها و قاءً لمحمد و آله، و أعطي القابلة شيئاً ، و قيل: رجل شاة، و أهدوا منها الى الجيران، و حلق رأسه ووزن شعره فتصدّق بوزنه فضة ورقاً .
د – رضاعه:
و جاء عن اُمّ الفضل زوجة العباس – عمّ النّبي (صلّی الله عليه و اله) – أنّها قالت: قلت: يا رسول الله ! رأيت في المنام كأنّ عضواً من أعضائك في حج=ري، فقال (صلّی الله عليه و اله) : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه، فوضعت فاطمة الحسن (عليه السّلام) فدفعه اليها النّبي (صلّی الله عليه و اله) فرضعته بلبن قثم بن العبّاس .
ه - كنيته و ألقابه:
أما كنيته فهي: «أبو محمّد» لا غير.
و أما ألقابه فكثيرة، و هي : التقيّ و الطيّب و الزكيّ و السيّد و السبط و الوليّ ، كلّ ذلك كان يقال له و يطلق عليه ، و أكثر هذه الألقاب شهرة «التقيّ» لكن أعلاها رتبة و أولادها به ما لقّبله به رسول اله (صلّی الله عليه و اله) ، حيث وصفه به و خصّه بأن جعله نعتاً له، فإنّه صحّ النقل عن النبي (صلّی الله عليه و اله) فيما أورده الأثمة الأثبات و الرواة الثقات أنّه قال: «إبني هذا سيّد» ، فيكون اُ ولي ألقابه «السيّد» .
و – نقش خاتمه:
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ثم كان في خاتم الحسن و الحسين( عليهما السّلام) : «حسبي الله».
و عن الرضا(عليه السلام) : كان نقش خاتم الحسن (عليه السّلام): «العزّة لله» .
ز – حليته و شمائله:
عن جحيفة أنّه قال : رأيت رسول الله (صلّی الله عليه و اله) و كان الحسن بن علي يشبهه. و عن أنس أنّه قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلّی الله عليه و اله) من الحسن بن علي .
و من هنا وصف الإمام الحسن بن علي بأنه كان أبيض مشرّباً حمرئً ، أدعج العينين ، سهل الخدّين، دقيق المسربة ، كثّ اللحية، ذا وفرة كأنّ عنقه إبريق فضّة عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل و لا القصير، مليحاً من أحسن الناس وجهاً ، و كان يخصضب بالسواد، و كان جعد الشعر ، حسن البدن .
لقد كان الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) خير الناس أباً و اُمّاً و جدّاً و جدّة و عمّاً و عمّة و خالاً و خالةً ، و توفّرت له جميع عناصر التربية المثلى ، و انطبعت حياته منذ ولادته ببصمات الوحي الإلهي و الأعداد الربّاني على يدي خاتم الأنبياء و سيّد الأوصياء و سيدة النساء.
فالحسن ابن رسول الله جسماً و معنىً ، و تلميذه الفذّ ، و ربيب مدرسة الوحي التي شععت على الناس هدىً و رحمة.
(2) بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة:
بعث الامام الحسين مسلم بن عقيل إلى الكوفة في (15) شهر رمضان سنة (60 ه( و معه جواب رسائل اهل الكوفة، وجاء في جواب الامام الحسين
و مسلم هو ابن عقيل بن تبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، من ذوي الرأي و العلم و الشجاعة و حينما وصل إلى الكوفة أخذ بيعة 18000 رجلاً من اهلها و كتب للحسين بذلك، و لكن لم يلبث أياماً الا و قد عذروا به و قتل رضوان الله تعالى عليه سنة (60 ه( .
(3) شهادة ذو النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن:
في (15) شهر رمضان نال محمد بن عبد الله ذو النفس الزكية شرف الشهادة سنة (145 ه( و كانت ولادته سنة (93 ه ( .
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله، الملقبل بالأرقط و بالمهدي و بالنفس الزكية: أحد الأمراء الأشراف من الطالبيين . ولد و نشأ بالمدينة . و كان يقال له صريح قريش، لأن أمه و جدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد. و سماه أهل بيته بالمهدي. و كان غزير العلم، فيه شجاعة و حزم و سخاء. و لما بدأ الانحلال في دولة بني أمية بالشام، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سراً ، و فيهم بعض بني العباس، و قيل:كان من دعاته أبو العباس (السفاح) و أبو جعفر (المنصور) ثم ذهب ملك الأمويين، و قامت دولة العباسيين، فتخلّف هو و أخوه إبراهيم عن الوفود على السفاح، ثم على المنصور. و لم يخف على المنصور ما في نفسه، فطلبه و أخاه، فتواريا بالمدينة ، فقبض على أبيهما و اثني عشر من أقاربهما، و عذبهم، فماتوا في حبسه أقاربهما، و عذبهم، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين. و قيل: طرحهم في بيت وطيّن عليهم حتي ماتوا. و علم محمد (النفس الزكية) بموت أبيه، فخرج من مخبئه ثائراً، في مثتين و خمسين رجلاً ، فقبض على أمير المدينة، و بايعه أهلها بالخلافة. و أرسل أخاه إبراهيم إلی البصرة فغلب عليها و على الأهواز و فارس. و بعث الحسن بن معاوية إلی مكة فملكها. و بعث عاملاً إلی اليمن. و كتب إليه «المنصور» يحذّره عاقبة عمله، و يمنّيه بالأمان و واسع العطاء ، فأجابه: « لك عهد الله إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك و ولدك» و تتابعت بينهما الرسل، فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسي بن موسي العباسي، فسار إليه عيسي بأربعة آلاف فارس، فقاتله محمد بثلائمئة على أبواب المدينة. ثبت لهم ثباتاً عجيباً ، فقتل منهم بيده في إحدي الوقائع سبعين فارساً. ثم تفرق عنه أكثر أنصاره، فقتله عيسي في المدينة، و بعث برأسه إلی المنصور.