لإعطاء فلسفةٍ مميّزة لتصميم مشروع توسعة الحرم المقدّس بتسقيف الصحن الشريف تتناسب مع شخصيّة صاحب المرقد الشّريف أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) روعيت في التصميم نقاطٌ ومفاصل عدّة ومنها الخيام الزجاجيّة، فتصميمُها فيه دلالةٌ روحيّة تدلّ على أمرين:
• تُمثّل كلُّ واحدةٍ منها خيمةً من خيام العيال التي كان أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) كافلها وراعيها.
• يمثّل عددُها سنواتُ عمره الشّريف.
وحافظ السقفُ الجديد لصحن أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) على مساحةٍ شفّافيّة الرّؤية بنسبة (40%) من مساحته، والاحتفاظ بها كفضاءٍ مفتوح عند الحاجة بتحريك الخيام كهربائيّاً وفقاً لجهاز السيطرة، فهي تُشكّل حين إغلاقها نظامَ إضاءةٍ للتوسعة الجديدة -الحرم الجديد التي كانت صحناً- ما يُعرف بالإضاءة السّماويّة (Sky Light) التي توفّر استخدام الكهرباء للإضاءة نهاراً بسبب الشّمس.
فتسمح هذه الخيام بمرور الضّوء ورؤية جزءٍ من السّماء، من أجل أن يُبقي المشروع إيحائيّة الحرم السّابقة، حتى بعد تسقيف الصّحن وتمتاز بمميّزات هي:
أ‌. عدد الخيام الزُّجاجيّة 34 خيمةً.
ب‌. يبلغ وزن الواحدة منها (‏Tents ‎glass‏) مع الزّجاج (3,5) ثلاثة أطنان ونصف.
ت‌. الزجاج المغطى للخيمة بأبعاد (6م × 6م) وارتفاع (1,5متر).
ث‌. الزجاج بثلاث طبقات يبلغ سمكها (3,8سم) وبمعامل عزل (0,24).
ج‌. زجاج الخيمة مقسّم على خمس طبقات تتخلّلها طبقةٌ ‏من الجيلاتين لمنع تشظيه وكسره، وطبقاتٌ هوائيّة عازلة.
ح‌. طبقةٌ من مادّة النّانو (‎Nanotechnology) تُغطّي سطح الزّجاج الخارجي، لمنع تأثير حبيبات الرَّمل ‏على سطحه في العواصف الرَّمليّة، وذات لون شبيه بلون السَّماء؛ وذلك لتقليل وهج أشعّة الشّمس وتُساعد على كسر حدّتها، وإبراز جمال وزهوّ ألوان ‏الزّجاج في مواجهة أشعّة الشَّمس، وخصوصاً عند انعكاس التَّصميم على جدران وأرضيات العتبة المقدّسة، كذلك لزيادة إضاءة المكان وإضفاء لمساتٍ جماليّة عليه.
خ‌. القطع الزُّجاجية سهلةُ التَّركيب، وخفيفةُ الوزن، ومقاومة للكسر، وفائقة المرونة، ومقاومة للظروف الجوّيَّة، ومعالجة ضدّ ‏الأشعّة فوق البنفسجية.
د‌. الزُّجاج ذو متانة ومعامل تمدّد حراريٍّ عالٍ، وذو قابليّة عالية على عزل الصّوت والحرارة.
الشركة المصنّعة لهذا النوع من الزجاج هي شركة (‏PMB‏) الماليزيّة للزجاج، وهي من الشركات الرصينة ‏التي لها باعٌ طويل في أعمال الزجاج والخيام الزّجاجيّة، ولديها عدّة مشاريع مماثلة في مختلف بلدان العالم.
بعد أن تمّ الانتهاء من عمليّات تركيب هياكل الخيام وتركيب ‏زجاجها ومحرّكاتها الكهربائيّة رُكّبت على هذه الخيام مرشّات المياه (‏‎Water Sprayers) ‏لغرض أعمال غسلها ‏وتنظيفها دوريّاً حسب الحاجة، وهي مزوَّدة بضاغطات مياه تقوم ‏بعمليّة دفع المياه عبر المرشّات ‏ذاتيّاً وحسب الحاجة، وتُضخّ المياه عن طريق (4) مضخّات وزِّعت على أركان سطح الصّحن وتعمل كلّ واحدةٍ بـطاقة (‏‏75) أمبير، تقوم بضخِّ المياه بقوَّة ‏عن طريق المرشات المثبّتة على قاعدة سطح الخيمة الزّجاجيّة.
وتُصرَّف هذه المياه عبر ‏‏قنواتٍ محيطة بالخيمة، متَّصلة بأنابيب تنقل المياه للخارج، وهذه القنوات ‏مختصّة بمياه الغسل والأمطار معاً.

المصدر : شبكة الكفيل

أضف تعليق