• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السادس: الغنائم والأسرى

الغنائم:

قالوا: «وجمعت أمتعتهم، فكانت ألفاً وخمس مئة سيف، وثلاث مئة درع، وألفي رمح، وخمس مئة ترس وجحفة، وجمالاً كانت نواضح، وأثاثاً وآنية كثيرة، وماشية وشياهاً كثيرة. ووجدوا جرار خمر، فأهريق، ولم يخمس»([1]).
«وأمر بالسلاح والأثاث، والمتاع، والثياب، فحمل إلى دار بنت الحارث، وأمر بالإبل والغنم فتركت هناك ترعى في الشجر»([2]).

تخميس الغنائم وقسمتها:

ثم قسم «صلى الله عليه وآله» النساء، والأبناء والأموال، بعد أن أخرج الخمس، والصفي منها.
ويقولون: إنه «صلى الله عليه وآله» أسهم للفارس ثلاثة أسهم: سهم له، وسهمان لفرسه. أما الراجل، فأعطاه سهماً واحداً([3]).
وكانت خيل المسلمين: ستة وثلاثين([4]) أو ثمانية وثلاثين فرساً([5]).
ويزعم الواقدي: أنه كان للزبير فرسان، فأسهم له النبي «صلى الله عليه وآله» خمسة أسهم([6]). وقاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاثة أفراس، فلم يضرب إلا سهماً واحداً([7]).
قالوا: «ولم يكن يسهم للخيل إذا كانت مع الرجل إلا لفرسين»([8]).
قالوا: «ولم تقع القسمة ولا السهم إلا في غزاة بني قريظة»([9]).
وقالوا أيضاً: «كان هذا أول فيء وقعت فيه السهمان والخمس([10])، فعلى سنتها وما أمضى رسول الله «صلى الله عليه وآلـه» فيها وقعت المقاسم، ومضت السنة في المغازي»([11]).
وقال ابن سعد: «وأمر بالغنائم فجمعت، فأخرج الخمس من المتاع والسبي، ثم أمر بالباقي فبيع فيمن يزيد، وقسمه بين المسلمين».
زاد الواقدي قوله: «وقسمت النخل»([12]).
وكان المسلمون ثلاثة آلاف، والخيل ستة وثلاثين فرساً. فكانت السهمان على ثلاثة آلاف واثنين وسبعين سهماً([13]).
أما الأموال: فجزئت خمسة أجزاء وكتب في سهم منها لله، وكانت السهمان يومئذٍ بواء (أي سواء) فخرجت السهمان، وكذلك الرِثة، والإبل، والغنم والسبي، ثم فض أربعة أسهم على الناس.
وأحذى (أي أعطى من الغنيمة، وفي نص آخر: أخذ فيء رسول الله) النساء، اللاتي حضرن القتال يومئذٍ: صفية بنت عبد المطلب وأم عمارة، وأم سليط، وأم العلاء، والسمراء بنت قيس، وأم سعد بن معاذ([14])، وكبشة بنت رافع([15]) ولعلها أم سعد بن معاذ نفسها.
وأسهم لخلاد بن سويد، قتل تحت الحصن، ولأبي سنان بن محصن، مات ورسول الله «صلى الله عليه وآله» محاصرهم، وكان يقاتل مع المسلمين([16])، وكان «صلى الله عليه وآله» يسهم ولا يتخير([17]).
وبتعبير آخر: «وكذلك صنع من رثتهم، قسمت قبل أن تباع، وكذلك النخل عزل خمسه، وكل ذلك يسهم عليه خمسة أجزاء، ويكتب في سهم منها فيئه، ثم يخرج السهم، فحيث طار سهم أخذه، ولم يتخير»([18]).
وصار الخمس إلى محمية بن جزء الزبيدي، وهو الذي قسم المغنم بين المسلمين([19]).
ونقول:
إن لنا هنا وقفات، وتأملات، نشير إلى طائفة منها فيما يلي:

ألف: جرار الخمر في بني قريظة:

قد ذكرت بعض النصوص: أنهم وجدوا جرار خمر، فاهريق ما فيها.
«وهذا يدل على أن الخمر كانت محرمة قبل ذلك»([20]).
وقد تحدثنا عن أن تحريم الخمر قد كان في أول الإسلام، وقبل الهجرة في موضع آخر من هذا الكتاب فراجع.

ب: أول فيء جرت فيه السهمان:

قالوا: إن فيء بني قريظة كان أول فيء جرت فيه السهمان.
ونقول:
قال الحلبي: «فيه نظر، لأن ذلك إنما كان في بني قينقاع، فإن الفيء الحـاصل منهم خمس خمسة أخمـاس، أخـذ «صلى الله عليه وآلـه» واحـداً، والأربعة لأصحابه»([21]).
وخمَّس أيضاً الغنائم في بدر، بل وفي موارد أخرى أيضاً. حسبما ذكرناه في طيات هذا الكتاب، في موارده المناسبة.
فلعل الصحيح هو: أنه «صلى الله عليه وآله» «أسهم للخيل، فكان أول يوم وقعت فيه السهمان لها»([22]).
وعلى حد تعبير اليعقوبي: «كان أول مغنم أعلم فيه سهم الفارس»([23]).
لكن من الواضح: أن الخيل كانت موجودة في غزوة بدر، فلا بد من التحقيق إن كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد جعل لها سهماً أم لا.

ج: سهام الخيل:

وذكرت الروايات المتقدمة: أنه «صلى الله عليه وآله» أعطى للفرس سهمين، ولصاحبه سهماً واحداً، وكان للزبير فرسان فأعطاه خمسة أسهم.
ونقول:
أولاً: لا ندري ما هو المبرر لإعطاء الفرس سهمين، ولصاحبه سهماً واحداً، فهل للفرس نشاط حربي يزيد على ما لصاحبه؟!
ثانياً: قد روي عن الزير بن العوام أنه قال: شهدت بني قريظة فارساً، فضرب لي سهم، ولفرسي سهم([24]).
ثالثاً: قال اليعقوبي والشيخ المفيد: «قسمت أموال بني قريظة ونساؤهم وأعلم سهم الفارس، وسهم الراجل، فكان الفارس يأخذ سهمين، والراجل سهماً»([25]).

سبي بني قريظة:

لم يكن الإسلام مهتماً بالرق، وبالاسترقاق، لولا أنه يريد دفع غائلة الآخرين عنه. وقصة سبي بني قريظة، كما يرى البعض، تدل على أنه «صلى الله عليه وآله» قد أنشأ الرق على أعدائه في ميدان القتال، معاملة لهم بالمثل، إذ لو أسروا المسلمين لاسترقوهم بل كان المشركون يسترقون الآخرين من غير قتال، بل كانوا أخذوا بعض المسلمين غدراً كما تقدم في غزوة الرجيع فباعوهم، وأذاقوهم أشد العذاب.
فالنبي «صلى الله عليه وآله» سبى في الحرب واسترق عملاً بمبدأ المقابلة بالمثل، لكن أعداءه استرقوا من المسلمين بغير حرب([26]).

الصفي من السبي:

وكان «صلى الله عليه وآله» قد أخرج الخمس من المغنم قبل بيعه، وتقسيمه، فكان يعتق من هذا الخمس، ويهب منه، ويخدم منه من أراد([27]).
وروي: أنه كان لرسول الله «صلى الله عليه وآله» جارية يقال لها: ربيحة، أخذها من سبي بني قريظة، وجعلها في نخل له يدعى نخل الصدقة.
وقد يظهر من بعضهم: أنها نفس ريحانة الآتي ذكرها([28]).
واختار من سبي بني قريظة جارية يقال لها: تكانة بنت عمرو، وكانت في ملكه فلما توفي «صلى الله عليه وآله» تزوجها العباس([29]).
وذكروا أيضاً: أنه «صلى الله عليه وآله» قد اصطفى عمرة بنت خنافة([30]).
وقال اليعقوبي: «إنه «صلى الله عليه وآله» اصطفى من السبي ست عشرة جارية، فقسمها على فقراء بني هاشم، وأخذ لنفسه منهم واحدة، يقال لها: ريحانة»([31]).
وقد كان يحق للنبي أن يصطفي من المغنم قبل قسمته، وقبل إخراج خمسه.
وكان من الواضح: أن النبي لم يكن يهمه إلا حل مشكلات الفقراء والمعوزين، فلم يكن يستفيد مما يصطفيه استفادة شخصية، ليزيد من ثروته المالية، أو ليشبع نهماً غريزياً له بالنساء.

ريحانة جارية رسول الله :

وكان في جملة سبي بني قريظة جارية اسمها ريحانة، وقد اختلف في نسبها.
فهل هي ريحانة بنت عمرو بن خنافة (حذافة، قنافة، حصافة)([32]) أم هي بنت زيد([33])؟
أم بنت شمعون بن زيد بن خنافة، بن عمرو، بن قريظة([34]).
وشمعون هو نفس عمرو([35]). إلى آخر ما هنالك مما يمكن ملاحظته في المصادر المختلفة.
وقالوا: إنها كانت من بني النضير، متزوجة من رجل من بني قريظة اسمه: الحكم([36])
وعند ابن حبيب: عبد الحكم([37]).
وقد اصطفاها النبي «صلى الله عليه وآله» لنفسه([38]) وكانت جميلة وسيمة([39]).
قال الواقدي وغيره ما ملخصه: إن النبي «صلى الله عليه وآله» اصطفاها، فأبت أن تسلم فوجد «صلى الله عليه وآله» في نفسه.
ثم ذكر ذلك لثعلبة بن سعية القرظي، فأقنعها بالإسلام، فأسلمت، فسر بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ثم أرسلها إلى بيت سلمى بنت قيس، أم المنذر، فبقيت عندها حتى حاضت وطهرت، فخيَّرها النبي «صلى الله عليه وآله» بين أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، وبين أن تكون في ملكه.
فاختارت الثاني: فبقيت في ملكه، يطؤها حتى ماتت عند([40]) مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع([41]).
ويدل على ذلك ما عن ابن سيرين: أن رجلاً لقي ريحانة بالموسم فقال لها: إن الله لم يرضك للمؤمنين أماً فقالت: وأنت فلم يرضك الله لي ابناً([42]).
ونقول:
إن لنا في هذا المقام نقاشاً نلخصه فيما يلي:
1 ـ أما بالنسبة لما ذكره الواقدي وغيره عن ريحانة، فإننا نقول:
أولاً: إن عدداً من المؤرخين يصرح: بأنها بقيت في ملكه «صلى الله عليه وآله» حتى مات([43]).
ثانياً: قولهم: إنه «صلى الله عليه وآله» قد عرض عليها أن يتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، ينافيه ما تقدم في قصة خيانة أبي لبابة: عن أم سلمة، وكذا ما تقدم في الجزء الحادي عشر من هذا الكتاب صفحة 83 عن عائشة: من أن الحجاب لم يكن قد فرض على نساء النبي حينئذٍ.
ثالثاً: إنهم يقولون: كانت بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» تحتجب في أهلها، وتقول: لا يراني أحد بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله». قال الواقدي: فهذا أثبت الحديثين عندنا([44]).
رابعاً: إنهم يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أعتقها وتزوجها([45]) بعد أن أسلمت، وحاضت، وأصدقها اثني عشرة أوقية ونشاً، أي نصفاً. وأعرس بها في المحرم سنة ست([46]).
وقيل: بل جعل صداقها عتقها([47]).
خامساً: قد ذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» طلقها بسبب غيرتها الشديدة، ثم راجعها، وكان يقسم لها كسائر نسائه([48]).
سادساً: قال ابن شهرآشوب: إن ريحانة لم تسب في غزوة بني قريظة، بل أهداها المقوقس إليه هي ومارية القبطية.
قال: ويقال: إنه أعتق ريحانة ثم تزوجها([49]).
ولم أجد هذا في أي مصدر آخر، واتفاق المؤرخين على سبيها يبعِّده كثيراً.
2 ـ أما بالنسبة لما نقله ابن سيرين، عن قصة ريحانة مع ذلك الرجل في موسم الحج، فقد يناقش فيه: بأن من الممكن أن يكون ذلك الرجل قد التقى بها في الموسم قبل زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بها في سنة ست.
وهو كلام غير مقبول: إذ لم يمكن للمسلمين الحج إلى مكة إلا بعد فتح مكة في سنة ثمان.
إلا أن يقال: إن عدم إمكان الحج إنما هو بالنسبة للنبي والمسلمين، لا بالنسبة لسبي بني قريظة، وبعض الأفراد الآخرين من الناس العاديين.
ولكن هذا الكلام أيضاً بعيد: فإن قريشاً لم تكن تسمح لأحد من المسلمين بالحج في تلك الظروف الصعبة.. فلا تصلح رواية ابن سيرين، لا للاستدلال ولا حتى للتأييد.
فالراجح بعد كل ما تقدم هو: أنها قد بقيت بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله».
لكن يبقى ثمة حالة من الشك فيما يقال عن: تزوج النبي «صلى الله عليه وآله» منها، أو أنها بقيت في ملكه.
وقد يكون الراجح هو: عدم الزواج منها، طبقاً للروايات الأخرى، ومنها ما ذكره ابن سيرين.
ملاحظة هامة: إن ما يلفت نظرنا هو: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يُكره ريحانة على الإسلام، ولم يقدِّم لها مغريات مادية في هذا السبيل، إذ لا إكراه في الدين، ولأنه «صلى الله عليه وآله» يريد لها أن تقتنع بالإسلام الصافي النابع من عمق ضميرها، وصافي وجدانها ولتقبل إليه عن قناعة عقلية وقلبية، وتفاعل مشاعري وروحي.
ملاحظة أخرى: لعل عدم إسلام ريحانة قد كان في بادئ الأمر، حين عرض عليها ذلك. ثم لما استقر بها المقام وأعادت النظر في الأمور ظهر لها خطأ موقفها الأول، وعرفت الحق، فقبلته.

عدد السبايا:

قالوا: «وكانت نساؤهم وذراريهم سبع مئة وخمسين»([50]).
وقيل: تسع مئة([51]).
وقيل: كان السبي ألفاً من النساء والصبيان([52]).

بيع السبي:

وأمر «صلى الله عليه وآله» فبيع السبي فيمن يريد (أو يزيد)([53]) فاشترى أبو الشحم اليهودي امرأتين مع كل واحدة منهما ثلاثة أطفال غلمان، وجوار بخمسين ومئة دينار.
وجعل يقول: ألستم على دين اليهود؟
فتقول المرأتان: لا نفارق دين قومنا حتى نموت عليه، وهن يبكين([54]).
وباع من عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف طائفته([55]).
وجعل عثمان لكل من جاء من سبيهم زيادة على الثمن الذي دفعه، وصار أكثر العجائز في سهم عثمان، فربح عثمان بذلك مالاً كثيراً، لأن المال كان يوجد عند العجائز ولا يوجد عند الشواب([56]).
ويقال: لما اقتسما ـ أي عثمان، وابن عوف ـ جعلا الشواب على حدة، والعجائز على حدة، ثم خيره عبد الرحمن، فاختار عثمان العجائز([57]).
قال ابن سبرة: وإنما لم يؤخذ ما جاءت به العجائز، فيكون في الغنيمة؛ لأنه لم يوجد معهن إلا بعد شهر أو شهرين، فمن جاء منهن بالذي وُقِّت لهن عتق، فلم يتعرض لهن([58]).

تفاوت الاهتمامات:

ونود أن يتنبه القارئ العزيز إلى اهتمامات هذين الصحابيين المعروفين: عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، هنا، ويقارن بينها وبين قول علي «عليه السلام»: يا دنيا غري غيري، ثم موقفه «عليه السلام» من سلب عمرو بن عبد ود الذي عاتبه فيه المعاتبون، وقد قدمنا ذلك في غزوة الخندق، فراجع.

بيع السبايا وشراء السلاح:

وبعث «صلى الله عليه وآله» سعيد (سعد) بن زيد الأشهلي مع سبايا من بني قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلاً وسلاحاً([59]).
ويقولون أيضاً: إنه «صلى الله عليه وآله» بعث بطائفة من سبي بني قريظة مع سعد بن عبادة إلى الشام، يبيعهم، ويشتري بهم سلاحاً وخيلاً([60]).
قال الحلبي: «فاشترى بذلك خيلاً كثيراً قسمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» على المسلمين»([61]).
ولعله «صلى الله عليه وآله» قد أرسل إلى نجد وإلى الشام معاً.
ونقول:
ألف: إن شراء السلاح يدخل في سياسة الردع السلبي، من خلال ما يثيره هذا السلاح الوفير من خوف ورعب لدى أعداء الدعوة الإسلامية. ولا سيما إذا كانت مضاعفة القوة التسليحية قد جاءت بعد حروب قوية ومصيرية، كحروب بدر، وأحد والأحزاب، وبعد القضاء على شوكة اليهود في محيط عاصمة الإسلام بعد استئصال شأفة بني قينقاع، والنضير، وبني قريظة.
ب: والملفت للنظر هنا: أنه «صلى الله عليه وآله» قد قسم الخيل والسلاح الذي اشتراه على المسلمين. الأمر الذي يعطي انطباعاً بأن على الدولة أن تخطط للتسليح الكافي والوافي، ولا تقتصر على ما يتوفر لدى الناس العاديين.
ج: ونكاد نطمئن إلى أن الذين باعهم في نجد، وفي الشام لم يكونوا من جملة الغنائم التي تعود ملكيتها للمقاتلين، بل هي من الخمس الذي يعود البت فيه إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه.
إلا إذا قلنا ـ وذلك بعيد ـ: إن أرض بني قريظة لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فتعود ملكية كل ما يحصل منها إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله». ويكون إعطاء الرسول «صلى الله عليه وآله» سهماً للمقاتلين مع عدم حصول قتال، تفضُّلٌ منه «صلى الله عليه وآله» وكرم.
ويكون ما قالوه: من تراشق بالنبال والحجارة بين المسلمين وبين بني قريظة غير دقيق، أو لم يصل إلى درجة يعد معها: أنه قد جرى قتال بين الجيشين.
وأما إرسال أكابر أصحابه لفتح الحصن، ففشلوا، ثم كان الفتح على يد علي «عليه السلام»، فهو لا يعني حصول اشتباكات قتالية بين الفريقين أيضاً.
إذ قد يكون رعبهم من بني قريظة، أو احترامهم لهم، قد منعهم من قتالهم، فآثروا الهزيمة على الصمود. فلما جاء علي «عليه السلام» ونادى: يا كتيبة الإيمان، أدركوا أن علياً لن يكون كسلفه، فأخذهم ما قرب وما بعد، وكان الاستسلام الذليل.
وكل ذلك يبقى مجرد رأي. ولعلنا نجد في بيع سبي بني قريظة في الشام قرينة لذلك.

لا يفرق بين الأم وولدها:

وقد نهى «صلى الله عليه وآله» أن يفرق بين سبي بني قريظة في القسمة والبيع بين النساء والذرية.
وقال يومئذٍ: لا يفرق بين الأم وولدها حتى يبلغوا.
فقيل: يا رسول الله، وما بلوغهم؟!
قال: تحيض الجارية، ويحتلم الغلام([62]).
وكان «صلى الله عليه وآله» يومئذٍ يفرق بين الأختين إذا بلغتا، وبين الأم وابنتها إذا بلغت([63]).
وكانت الأم تباع وولدها الصغار لمشركي العرب، وليهود المدينة، وتيماء وخيبر، يخرجون بهم، فإذا كان الوليد صغيراً ليس معه أم لم يبع من المشركين، ولا من اليهود، إلا من المسلمين([64]).
وابتاع يومئذٍ محمد بن مسلمة امرأة من السبي معها ابناها بخمسة وأربعين ديناراً([65]).



([1]) الوفا ص695. وراجع: تاريخ الخميس ج1 ص496 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص17 والسيرة الحلبية ج2 ص339 و 340 والمغازي للواقدي ج2 ص509 و 510 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص19 وإمتاع الأسماع ج1 ص245 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص32 وطبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص75 وعيون الأثر ج2 ص74.
([2]) المغازي للواقدي ج2 ص512 و 513 وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص247 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص22. وطبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص75.
([3]) العبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص32 وراجع المصادر التالية: الثقات ج1 ص278 وجوامع السيرة النبوية ص155 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص256 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص24 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص242 وعيون الأثر ج2 ص75 والكامل في التاريخ ج2 ص187 والبداية والنهاية ج4 ص126 وبهجة المحافل ج1 ص276 والإكتفاء ج2 ص186. وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص252 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص17 والسيرة الحلبية ج2 ص339 والمغازي للواقدي ج2 ص521 و 525 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28.
([4]) راجع المصادر في الهامش السابق والمغازي للواقدي ج2 ص522 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 وطبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص75 والمواهب اللدنية ج1 ص117 ونهاية الأرب ج17 ص196.
([5]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص53 والإرشاد للمفيد ص65.
([6]) المغازي للواقدي ج2 ص525.
([7]) المغازي للواقدي ج2 ص522 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28.
([8]) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص252.
([9]) دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص24.
([10]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص256 وعيون الأثر ج2 ص75 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص242 والبداية والنهاية 4 ص126 والكامل في التاريخ ج2 ص187 وشرح بهجة المحافل ج1 ص276 والإكتفاء ج2 ص186 وإمتاع الأسماع ج1 ص252 وتاريخ الخميس ج1 ص499 والسيرة الحلبية ج2 ص339 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص24.
([11]) راجع المصادر في الهامش السابق باستثناء سيرة ابن كثير والبداية والنهاية.
([12]) طبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص75 وراجع: المواهب اللدنية ج1 ص117 ونهاية الأرب ج17 ص196 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص521 ـ 525 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28.
([13]) المغازي للواقدي ج2 ص522 وإمتـاع الأسماع ج1 ص250 وسبـل الهـدى = = والرشاد ج5 ص28 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص17 وراجع: نهاية الأرب ج17 ص196.
([14]) المغازي للواقدي ج2 ص522 إمتاع الأسماع ج2 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 و 29 وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص339.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص29 والسيرة الحلبية ج2 ص339.
([16]) المغازي للواقدي ج2 ص522 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص18 والسيرة الحلبية ج2 ص341.
([17]) المغازي ج2 ص524 و 523 وراجع: نهاية الأرب ج17 ص196.
([18]) إمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28.
([19]) المغازي للواقدي ج2 ص523 و 524 وراجع: طبقات ابن سعد ج2 ص75 والمواهب اللدنية ج1 ص117 وإمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 وراجع: نهاية الأرب ج17 ص196.
([20]) السيرة الحلبية ج2 ص339 و 340.
([21]) السيرة الحلبية ج2 ص339.
([22]) فتح الباري ج7 ص319 ووفاء الوفاء ج1 ص308.
([23]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص53 والإرشاد للمفيد ص65.
([24]) المغازي للواقدي ج2 ص524.
([25]) تاريخ اليعقوبي: ج2 ص53 والإرشاد للمفيد ص65.
([26]) راجع: خاتم النبيين ج2 ص955 و 956.
([27]) راجع: المغازي ج2 ص523 وإمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص75 والمواهب اللدنية ج1 ص117.
([28]) راجع: أنساب الأشراف ج1 ص543 و 453.
([29]) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) 1 ص209 عن تاج التراجم.
([30]) المصدر السابق ج1 ص252.
([31]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص52 و 53.
([32]) الثقات ج1 ص278 وراجع: الإصابة ج4 ترجمة ريحانة وجوامع السيرة النبوية ص155 و 156 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص256 وعيون الأثر ج2 ص75 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص242 والبداية والنهاية ج1 ص126 والكامل في التاريخ ج2 ص187 والسيرة الحلبية ج2 ص346 وقال: إن شمعون مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
([33]) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج1 ص209 والمغازي للواقدي ج2 ص520 و 521 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص27 والسيرة الحلبية ج2 ص346 وأنساب الأشراف ج1 ص454.
([34]) السيرة النبوية لدحلان ج2 ص19 والمحبر ص94. وراجع: أنساب الأشراف ج1 ص453 وراجع ص515 و 443.
([35]) السيرة الحلبية ج2 ص346 وراجع: أنساب الأشراف ج1 ص3 45 ولم يذكر اسمه.
([36]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص520 و 521 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص220 والسيرة الحلبية ج2 ص346 وغير ذلك كثير.
([37]) المحبر ص94.
([38]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص53 وجميع المصادر التاريخية التي ذكرت أحداث هذه الغزوة.
([39]) سبل الهدى والرشاد ج11 ص220 والسيرة الحلبية ج2 ص346 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص19.
([40]) المغازي للواقدي ج2 ص520 و 521 والسيرة الحلبية ج2 ص346 و 347 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص27 و 28 وأنساب الأشراف ج1 ص454 ووفاء الوفاء ج1 ص309.
([41]) السيرة الحلبية ج2 ص347 وراجع: وفاء الوفاء ج1 ص309.
([42]) أنساب الأشراف ج1 ص453.
([43]) راجع: البداية والنهاية ج4 ص126 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص242 و 243 ووفاء الوفاء ج1 ص308 وتاريخ الخميس ج1 ص4998 و 4990. وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص252 و 253 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص163 والإكتفاء ج2 ص186 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص256 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص262 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص24 والبحار ج20 من 278 والبدء والتاريخ ج4 ص220 والمحبر ص94 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص32. وجوامع السيرة النبوية ص155 و 156 وراجع عيون الأثر ج2 ص75.
([44]) المغازي للواقدي ج2 ص521 وراجع: أنساب الأشرف ج1 ص454.
([45]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص521 وإمتاع الأسماع ج1 ص249 وراجع: مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج1 ص209 وسيرة مغلطاي ص57 ووفاء الوفاء ج1 ص309.
([46]) السيرة النبوية لدحلان ج2 ص19 والسيرة الحلبية ج2 ص347.
([47]) أنساب الأشراف ج1 ص454.
([48]) أنساب الأشراف ج1 ص454 والسيرة الحلبية ج2 ص347.
([49]) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج1 ص209.
([50]) مجمع البيان ج8 ص352 والبحار ج20 ص212 وبهجة المحافل ج1 ص276.
([51]) بهجة المحافل ج1 ص276.
([52]) إمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص16 والسيرة الحلبية ج2 ص338 والمغازي للواقدي ج2 ص523.
([53]) المغازي للواقدي ج2 ص521 و 522 و 524 و 525 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص28.
([54]) المغازي للواقدي ج2 ص522 و 523 وإمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص29 وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص339.
([55]) المغازي للواقدي ج2 ص523 وإمتاع الأسماع ج1 ص250 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص29 وتاريخ الخميس ج1 ص499.
([56]) الشواب: جمع شابات.
([57]) المغازي للواقدي ج2 ص523 وإمتاع الأسماع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص29 وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص346.
([58]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص29.
([59]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص256 وعيون الأثر ج2 ص75 والبداية والنهاية ج4 ص126 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص29 وتاريخ الخميس ج1 ص499 ونهاية الأرب ج17 ص196 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص186 والمحبر ص93 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص262 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص252 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص346 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص24 ومجمع البيان ج8 ص352 والبحار ج20 ص212 و 278 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص242. وراجع: خاتم النبيين ج2 ص955 وبهجة المحافل وشرحه ج1 ص276.
([60]) إمتاع الأسماع ج1 ص250 و 251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص29 و 24 و 25 والمغازي للواقدي ج2 ص523 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص346 ومجمع الزوائد ج6 ص141 عن الطبراني في الصغير الأوسط.
([61]) السيرة الحلبية ج2 ص346.
([62]) المغازي للواقدي ج2 ص524 والإمتاع ج1 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص30 والسيرة الحلبية ج2 ص346.
([63]) المغازي للواقدي ج2 ص524 والسيرة الحلبية ج2 ص346.
([64]) المغازي للواقدي ج2 ص524. والإمتاع ج 1 ص252 وسبل الهدى والرشاد ج5  ص30 وراجع: والسيرة الحلبية ج2 ص 346.
([65]) المغازي للواقدي ج2 ص524.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page