• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع: بعد العاصفة

هاجهم وجبريل معك:

روى البخاري، عن البراء: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لحسان بن ثابت يوم قريظة: اهجهم، أو: هاجهم وجبريل معك.
وفي نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآلـه» قال يوم قريظة لحسـان بن ثابت: اهج المشركين، فإن جبريل معك([1]).
ونقول:
إننا نشك في ذلك.
فأولاً: لم نجد لحسان ولا لغيره مهاجاة بينه وبينهم، بمعنى أنهم هجوه وهجاهم، بل وجدناه يهجوهم في مقطوعة سنذكرها فيما يلي، وسنرى: أنها إنما قيلت في غزاة بني النضير. وهناك مقطوعة أخرى، تشرح المصير السيء الذي لقيه بنو قريظة، وهي إنما قيلت بعد استئصال شأفتهم، مع وجود بعض الإشكالات فيها، كما سنرى. فلم يكن ثمة مهاجاة بينهم وبين حسان. فإن المهاجاة إنما تكون من طرفين ولم نجد أي ردة فعل منهم في مجال مهجاة حسان أو غيره. فلا يصح أنه «صلى الله عليه وآله» قال له: هاجهم، أو اهجهم.
إلا أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أمر حساناً بهجائهم بعد قتلهم. ولا نجد لذلك مبرراً مقبولاً أو معقولاً. كما أن المناسب والحالة هذه هي أن يقول له: اهجهم لا أن يقول له: هاجهم، لأن المهاجاة تكون من الطرفين.
ثانياً: إذا كان العدو الحاضر، بعد هزيمة المشركين، هم اليهود، فلا معنى لأن يأمر حساناً بهجاء المشركين دونهم. كما دل عليه النص الآخر..
وبعد.. فإن ما روي عن حسان في شأن بني قريظة هو ما يلي:
ألف: قال حسان بن ثابت:
لـقـد لـقيـت قـريـظـة مـا ساءها         ومـا وجـدت لــذل مـن نـصــير
أصــابهـــــم بـــلاء كــان فيـه            سـوى مـا قـد أصـاب بني النضير
غـــداة أتـــاهــم يهــوي إلـيهم           رسـول الله كـالـقـمـر المـــنـــير
لـــه خـيـل مجـنـبـة تـعـــــادى           بـفــرسـان عـلـيـهـا كــالصقور
تـركـنـاهـم ومـا ظـفـروا بشـيء        دمــاؤهــم عـلـيـهـا كـالـعـبـير
فـهـم صـرعـى تحوم الـطير فيهم               كـذاك يـدان ذو الـعـنـد الـفجور
فـأنـذر مـثـلـهـا نـصـحـاً قريشاً           مـن الـرحمـن إن قـبـلت نذيري([2])
لكن قوله: فهم صرعى تحوم الطير فيهم.. مما لا تؤيده النصوص التاريخية، لأنها تقول حسبما تقدم: إنه «صلى الله عليه وآلـه» خندق لهم خنادق وقتلهم وجعلهم فيها ورد عليهم التراب، فلم يكن ثمة مجال للطير لتحوم فيهم.
ب: قالوا: وقال حسان بن ثابت أيضاً في بني قريظة:
تـعـاقـد مـعـشر نـصـروا قـريشاً                 ولـيـس لهـم بـبـلـدتهـم نصـيــر
هـم أوتـوا الـكـتـاب فـضـيـعوه          وهـم عـمـي مـن الـتـوراة بـــور
كـفـرتـم بـالـقـرآن وقـد أتـيـتم           بـتـصـديـق الـذي قـال الـنـذيـر
فـهـان عـلى سـراة بـنـي لــــؤي                 حـريـق بـالـبـويـرة مـسـتـطير([3])
فأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقال:
أدام الله ذلــك مــن صــنــيــع            وحـرق في طـوائـفـهـا الـسـعـيـر
سـتـعـلـم أيـنــا مـنـهـا بـنــزه            وتــعــلـم أي أرضـيـنـا تـضـيـر
فـلـو كـان الـنـخـيـل بها ركـاباً           لـقـالـوا: لا مـقـام لكن فسيروا([4])
ونقول:
قد تقدم: أن هذه الأبيات قد قيلت في غزاة بني النضير. وهذا هو الأنسب بمضمونها لأنها إنما تتحدث عن حرق النخيل. وهو إنما كان في تلك الغزاة، لا في غزوة بني قريظة.
لكن روى أبو عوانة، عن محمد بن يحيى، عن الهيثم بن جميل، عن زائدة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي «صلى الله عليه وآله» حرَّق على بني قريظة، والنضير نخلاً لهم، فقال حسان (رض):
وهـان عـلـى سـراة بـنـي لـــؤي        حـريـق بـالـبـويـرة  مـسـتـطـيـر
قال الهيثم: كنت معه بأرض الروم، فحدثني بهذا الحديث وأمر بالحريق»([5]) ولا ندري مدى دقة ابن عمر في روايته هذه إن صحت عنه. ولم نعهد من هذا الرجل نباهة ودقة في النقل وهو الذي لم يحسن أن يطلق امرأته، وقصته في ذلك مشهورة([6]).

لن تغزوكم قريش:

ويقولون: إنه لما انقضى شأن بني قريظة قال «صلى الله عليه وآله»: «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا، ولكن تغزونهم» فكان كذلك([7]).
ورجع «صلى الله عليه وآله» عن بني قريظة يوم الإثنين لأربع خلون من ذي الحجة([8]).
ونقول:
قد تقدم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك بعد الخندق، وهذا هو الأنسب والأوفق بظاهر الحال، لأن قريشاً إنما غزت المسلمين في الخندق، لا في بني قريظة.
إلا أن يكون القضاء على بني قريظة قد زاد من يأس قريش، لأنها أدركت بذلك أنه لم يعد لها في منطقة المدينة من يمكنها أن تعتمد عليه في شيء.

ابن معاذ الشهيد:

وقد ذكرنا في الجزء السابق من هذا الكتاب: أن سعد بن معاذ كان قد أصيب بسهم في أكحله في غزوة الخندق، فدعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة، فاستجاب الله له.
وبعد أن حكم فيهم بحكم الله انفجر جرحـه، فـمات شهيـداً «رحمه الله»([9]).
وفي نص آخر: «فإذا سعد يسيل جرحه دماً له هدير»([10]).
ولا ندري مدى صحة هذه الفقرة الأخيرة!!
ويقولون: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان قد كواه مرتين، فانتفخت يده فيهما.
فدعا الله سبحانه: إن كانت الحرب قد وضعت بينهم وبين قريش أن يفجر الجرح، ففجره الله.
فأتاه «صلى الله عليه وآله» في نفر من أصحابه يعوده، فوجدوه قد سجي في ملاءة بيضاء، وهو في السياق.
وكان سعد رجلاً أبيض طويلاً، فجلس «صلى الله عليه وآله» عند رأسه، وجعل رأسه في حجره، ثم قال:
«اللهم إن سعداً قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك، وقضى الذي عليه، فاقبض روحه بخير ما تقبض فيه أرواح الخلق».
ففتح سعد عينيه حين سمع ذلك وقال: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أنك قد بلغت رسالته([11]). فوضع «صلى الله عليه وآله» رأس سعد من حجره، ثم قام وانصرف؛ فمات سعد بعد ذلك بساعة أو أكثر([12])
وقيل: حضر النبي «صلى الله عليه وآله» سعداً حين توفي([13]).
وزعم البعض: أن عنزاً مرت على سعد، وهو مضطجع، فأصابت الجرح بظلفها فما رقأ حتى مات([14]).

اهتز العرش لموت ابن معاذ:

ولما مات سعد لم يشعر أحد بموته، حتى نزل جبريل فأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بموت سعد، وأن عرش الرحمن قد اهتز لموته، فخرج «صلى الله عليه وآله» فزعاً إلى خيمة كعيبة، يجر ثوبه مسرعاً، فوجد سعداً قد مات، فاحتملوه إلى منزله؛ فخرج «صلى الله عليه وآله» في أثره([15]).
وقد روي حديث اهتزاز العرش لموت سعد، عن جابر، وأبي سعيد الخدري، وأسيد بن حضير، ورميثة بنت عمرو، وأسماء بنت يزيد بن السكن، وعبد الله بن بدر، وابن عمر، وحذيفة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، والحسن، ويزيد بن الأصم مرسلاً([16]).
وقال العسقلاني: «جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ، عن عشرة من الصحابة أو أكثر، وثبت في الصحيحين([17]).
وحضر جنازته سبعون ألف ملك، واهتز له عرش الرحمن([18]).
وحديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ، موجود في مختلف المصادر التاريخية([19]).
وقد قال رجل من الأنصار        :
وما اهتز عرش الله من موت هالك    عـلمنا به إلا لسـعـد أبي عـمـرو([20])
وقد حاول البعض: التشكيك في المراد من هذا الحديث.
فقد روي عن ابن عمر: اهتز العرش فرحاً بلقاء الله سعداً، حتى تفسخت أعواده على عواتقنا.
قال ابن عمر: يعني عرش سعد الذي حمل عليه([21]).
وعن البراء بن عازب: المراد: أن سرير سعد اهتز([22]).
ونقول:
1 ـ وقد أنكر جابر على البراء قوله هذا، وقال: كانت بين هذين الحيين من الأنصار ضغائن، سمعت رسول الله يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ([23]).
2 ـ كما أن العلماء لم يلتفتوا لقول البراء هذا([24]).
وقال القسطلاني: سياق الحديث يأباه، إذ إن المراد منه فضيلته، وأي فضيلة في اهتزاز سريره، إذ كل سرير يهتز إذا تجاذبته أيدي الرجال([25]).
وقال أيضاً: «قال جماعة: المراد اهتزاز سرير الجنازة، وهو النعش.
وهذا القول: باطل، يرده صريح الروايات التي ذكرها مسلم: اهتز لموته عرش الرحمن الخ..»([26]).
3 ـ هذا بالإضافة إلى شعر الأنصاري المتقدم الذي يصرح فيه باهتزاز عرش الله، هذا كله عدا عن صراحة الروايات الكثيرة بذلك أيضاً.
واعتراض العيني على كلام جابر: بأن البراء أيضاً هو من قبيلة الأوس مثل ابن معاذ([27])، والحقد إنما كان بين الأوس والخزرج، لا بين الأوس أنفسهم، غير مقبول، لأن جابراً يتحدث عن علم ومشاهدة، فقد يكون بين حيين أوسيين ضغائن أيضاً.
وأجاب العسقلاني: بأن جابراً كان خزرجياً، فكأنه تعجب من البراء الذي هو أوسي، ثم قال: أنا وإن كنت خزرجياً فلا يمنعني ذلك من قول الحق.
ثم اعتذر العسقلاني عن البراء: بأنه فهم ذلك، فجزم به، ولم يقصد تغطية فضل سعد([28]).
أما ابن عمر: فلعله ينطق في موقفه هذا من موقع كونه مهاجرياً، لا يريد إثبات فضيلة لسعد الأنصاري، الذي جعله رسول الله «صلى الله عليه وآله» سيد المهاجرين والأنصار على حد سواء، حسبما تقدم.
4 ـ وأخيراً، فإننا لم نستطع أن نفهم كيف صح إطلاق العرش، على النعش الذي يحمل عليه الميت، فإننا لم نجد مبرراً لذلك، لا في اللغة، ولا فيما بلغنا من نصوص عن العرب، شعرية أو نثرية.
وما يذكره أهل اللغة في كتبهم، فإنما هو نفس حديث اهتزاز العرش لسعد، ثم أقوال المفسرين للرواية، فراجع([29]).

سبب كراهة مالك لرواية هذا الحديث:

وروي عن مالك: أنه كره أن يقال: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ، ولم ير التحدث بذلك. مع صحة نقله وكثرة الرواة له([30]).
وقد تعجب السهيلي من هذه الرواية عن مالك: وقال: «لا أدري ما وجه ذلك، ولعلها غير صحيحة عنه، فقد خرجه البخاري»([31])، وهو حديث صحيح، وقال أبو عمر: هو ثابت من طرق متواترة([32]).
قال ابن سيد الناس، بعد أن ذكر صحة هذا الحديث: «قلت: هذا يقتضي أن يكون إنكار مالك محمولاً عنده على أمر عنده يرجع إلى الإسناد.. وليس كذلك. بل قد اختلف العلماء في هذا الخبر، فمنهم من يحمله على ظاهره، ومنهم من يجنح فيه إلى التأويل. وما كانت هذه سبيله من الأخبار المشكلة فمن الناس من يكره روايته، إذا لم يتعلق به حكم شرعي، فلعل الكراهة المروية عن مالك من هذا الوجه»([33]).
وقال ابن رشد في شرح العينية: إنما نهى مالك لئلا يسبق إلى وهم الجاهل: أن العرش إذا تحرك يتحرك الله بحركته، كما يقع للجالس منا على كرسيه، وليس العرش بموضع استقرار الله، تبارك الله وتنزه عن مشابهة خلقه([34]).
قال العسقلاني: «الذي يظهر: أن مالكاً ما نهى عنه لهذا، إذ لو خشي من هذا لما أسند في الموطأ حديث ينزل الله إلى سماء الدنيا، لأنه أصرح في الحركة من اهتزاز العرش.
ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة، وعلماء السنة: أن الله منزه عن الحركة، والتحول، والحلول، ليس كمثله شيء.
ويحتمل الفرق بأن حديث سعد ما ثبت عنده، فأمر بالكف عن التحدث به، بخلاف حديث النزول، فإنه ثابت، فرواه، ووكل أمره إلى فهم أولي العلم، الذين يسمعون في القرآن: ﴿..اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ..﴾([35])، ونحو ذلك.
وقد جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة، أو أكثر، وثبت في الصحيحين، فلا معنى لإنكاره»([36]).
ونقول:
إن السلف الذين يتحدث عنهم العسقلاني لا ينزهون الله على النحو الذي ذكره فإن عامة أهل الحديث، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل قائلون بالتشبيه والتجسيم، وكلماتهم تكاد تكون صريحة في ذلك، بل هي كذلك بالفعل.
فراجع كتاب العلامة السيد مهدي الروحاني «رحمه الله»: بحوث مع أهل السنة والسلفية. فإنه قد أوضح هذا الأمر، من خلال كلماتهم أيما إيضاح.

الخلاف في المراد من اهتزاز العرش:

وقد اختلفوا في معنى اهتزاز العرش لموت سعد، فقيل المراد: سرور أهل أو حملة العرش بروحه، فهو على تقدير حذف مضاف.
أو المراد: ارتياح العرش بروحه حين صعد به، لكرامته على ربه. أو تحركه فرحاً، أو غير ذلك من وجوه ذكرها المؤلفون([37]). وليس تحقيق ذلك بالأمر المهم..
لكن لا بد من اعتماد الوجوه التي لا تنافي أحكام العقل، وما ثبت بالنصوص الصحيحة والصريحة.

مراسم تجهيز وتشييع ودفن سعد:

ويقولون: إنه «صلى الله عليه وآله» أسرع المشي إلى سعد، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله، كما غسلت حنظلة.
فانتهى «صلى الله عليه وآله» إلى البيت وهو يغسَّل وأمه تبكيه، وتقول:
ويــــل أم ســـعـــد ســـعـــدا حــــــز أمــــــه وجـــــــــدا
فقال: كل نائحة تكذب إلا أم سعد([38]).
ودخل «صلى الله عليه وآله» على سعد، وما في البيت أحد، فجعل يتخطى، فسئل عن ذلك، فقال: ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه فجلست. ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: هنيئاً لك أبا عمرو، هنيئاً لك أبا عمرو([39]).
ثم غسل سعد، وكفن (في ثلاثة أثواب)، ورئي «صلى الله عليه وآله» يحمله بين عمودي سريره، حين رفع من داره إلى أن خرج([40]).
وغسله الحارث بن أوس بن معاذ، وأسيد بن حضير، وسلمة بن سلامة بن وقش بحضرة رسول الله «صلى الله عليه وآله»([41]).
وصلى عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله»([42]).
وكان سعد جسيماً «من أعظم الناس وأطولهم»([43]).
وسألوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن سبب خفة جنازته مع أنه كان جسيماً.
وقد ادَّعى المنافقون: أنه خف لأنه حكم في بني قريظة..
فقال «صلى الله عليه وآله»: كذبوا ولكنه خف لحمل الملائكة([44]).
قالوا: «ونزع رسول الله «صلى الله عليه وآله» رداءه، ومشى في جنازته بغير رداء»([45]).
وزعموا: أنه «صلى الله عليه وآله» مشى أمام جنازته([46]).
لكن هذا يخالف ما هو الثابت من طريق أهل البيت «عليهم السلام» من كراهة المشي أمام الجنازة([47]). ودفن بالبقيع([48]).
وفي نص آخر: دفن إلى أس دار عقيل بن أبي طالب([49]).
وذكروا: أنهم وهم يحفرون قبره كان يفوح عليهم ريح المسك([50]).
ونزل في حفرته أربعة نفر: الحارث بن أوس، وأسيد بن حضير، وسلمة بن سلامة بن وقش، وأبو نائلة، مالك بن سلامة([51])، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» واقف على قبره على قدميه([52]).
وكان عمره حين استشهد سبعاً وثلاثين سنة([53]).
وقد قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد أهديت له من صاحب دومة الجندل بغلة وحلة سندس: لمناديل سعد في الجنة أحسن (ألين، خير) من هذه([54]).

ضغطة القبر:

ويقولون: إنه لما وضع سعد في لحده تغير وجه رسول الله، وسبح «صلى الله عليه وآله» وسبح معه المسلمون ثلاث مرات، ثم كبر وكبروا ثـلاث مرات، حتى ارتج البقيع، فسئل «صلى الله عليه وآله» عن ذلك، فقال: تضايق على صاحبكم قبره، وضُمَّ ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد، ثم فرج الله عنه([55]).
وعن عائشة: إن للقبر لضمة لو كان أحد منها ناجياً لكان سعد بن معاذ([56]).
وروي من طريق محمد بن المكندر قال: قبض إنسان قبضة من تراب قبر سعد، فذهب بها، ثم نظر إليها بعد ذلك، فإذا هي مسك. فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: سبحان الله، سبحان الله، مرتين تعجباً من كون تراب قبره مسكاً.
ثم قال: الحمد لله، شكراً له على تفريجه عن سعد. لو كان أحد ناجياً من ضمة القبر لنجا منها سعد. ضم ضمة، ثم فرج الله عنه([57]).
واستفادوا من ذلك: «أن فيه إثبات عذاب القبر وأنه حق يجب الإيمان به»([58]).

سبب ضمة القبر لسعد:

وأما عن سبب ضمة القبر لسعد، فإنهم يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضُمَّ ضمة اختلفت منها أضلاعه، من أثر البول([59]).
وذكر بعض أهل سعد: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: إن سبب ضمة القبر له: «أنه كان يقصر في بعض الطهور من البول بعض التقصير»([60]).
قال الأشخر اليمني: «قلت: في النفس من صحة هذا الحديث شيء»([61]).
ونقول:
1 ـ لو صح هذ الحديث لأمكن تحاشي ضمة القبر، بأن يهتم المؤمنون بأمر الطهور من البول؛ فلا يقصرون فيه، وعلى هذا، فلا يبقى مبرر لقوله «صلى الله عليه وآله»: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد.
2 ـ هذا.. ولا ندري ما هو الربط بين الطهور من البول، وبين ضمة القبر!!
3 ـ ثم أليس قد نجت فاطمة بنت أسد من ضمة القبر، لأنه «صلى الله عليه وآله» ألبسها قميصه، واضطجع في قبرها حسبما قدمناه في هذا الكتاب حين الكلام عن وفاتها «رحمها الله» مع أن سياق الكلام يشير إلى أنه لا ينجو من ضمة القبر أحد؟
4 ـ ما معنى أن يضم سعد بن معاذ ضمة اختلفت منها أضلاعه، مع أن عائشة تقول: إنها قالت: يا رسول الله، ما انتفعت بشيء منذ سمعتك تذكر ضغطة القبر، وضمته.
فقال: يا عائشة، إن ضغطة القبر على المؤمن كضمة الأم يديها على رأس ابنها، يشكو إليها الصداع([62]).
5 ـ بل إن سياق العبارات التي تقدمت يقتضي أن لا ينجو أحد من ضمة القبر حتى الأنبياء «عليهم السلام»؛ لأنها تقول: لو نجا أحد لنجا سعد.
مع أنهم يقولون: خص «صلى الله عليه وآله» بأنه لا يضغط في قبره. وكذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ولم يسلم من الضغطة صالح، ولا غيره سواهم، وكذا ما في التذكرة للقرطبي إلا فاطمة بنت أسد ببركته «صلى الله عليه وآله»([63]).

النظرة الأخيرة:

«وجاءت أم سعد تنظر إليه في اللحد، وقالت: أحتسبك عند الله. وعزاها رسول الله «صلى الله عليه وآله» على قبره، وجلس ناحية، والمسلمون يردون التراب على القبر حتى سوّي، ورش عليه الماء.
ثم وقف «صلى الله عليه وآله» فدعا، ثم انصرف»([64]).

الحزن على سعد:

قالت عائشة: «فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل: ﴿رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾([65]).
قال علقمة: فقلن: أي أمه، فكيف كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يصنع؟!
قالت: «كانت عينه لا تدمع على أحد. ولكنه كان إذا وجد، فإنما هو آخذ بلحيته»([66]).
ونقول:
1 ـ نحن بدورنا لا نستطيع أن نقبل كلام عائشة هذا، فقد تواتر النقل عنه «صلى الله عليه وآله»: أنه بكى في أكثر من مورد، حين استشهاد أو موت بعض أصحابه، مثل جعفر، وحمزة، وعثمان بن مظعون، وزيد بن حارثة، وعلى ولده إبراهيم، وقد قال في مناسبة موت ولده: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب.
وقد قدمنا بعض الكلام في ذلك: في أواخر غزوة أحد في سياق الكلام عن استشهاد حمزة وقول النبي «صلى الله عليه وآله»: أما حمزة فلا بواكي له. فراجع.
2 ـ إننا نذكر القارئ بما هو معروف عن عمر في تشدده بالمنع من البكاء على الأموات حيناً، وسماحه بذلك حتى لنفسه حيناً آخر([67]).

أم سعد تبكي ولدها وترثيه:

وقد قال النبي «صلى الله عليه وآله» لأم سعد: «ألا يرقأ دمعك، ويذهب حزنك، بأن ابنك أول من ضحك الله له، واهتز له العرش»([68])؟
ويلاحظ التعبير ب‍ : «ضحك الله» الذي يشم منه رائحة التجسيم.
وعن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: انتهى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأم سعد تبكي، وتقول:
ويـــــل أم ســـعــــد ســـعــدا جــــــــــــــلادة وحــــــــدّا
فقال عمر بن الخطاب (رض): مهلاً يا أم سعد، لا تذكري سعداً.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: دعها يا عمر، فكل باكية مكثرة إلا أم سعد، ما قالت من خير فلم تكذب([69]).
وفي رواية ابن هشام:
ويــــــل أم ســعــد ســعـــدا               صـــــــرامــــــة وحــــــــدّا
وســـــــــؤدداً ومجــــــــــدا               وفـــارســـــــاً مـــعــــــــدّا
ســــــــد بــــــــه مســـــدا                 يـــقــــدّ   هـــامـــــاً  قـــــدّا
يقول رسول الله: كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ([70]).
لكن رواية أخرى تعكس هذا المضمون ليفيد ضد المعنى.
فهي تقول: إن أم سعد كانت تبكي وتقول:
ويــــــــل أم ســعــد ســعـدا               حـــــــزامــــــــة وجــــــدّا
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟!
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: دعوها فغيرها من الشعراء أكذب.

ونتوقف هنا أمام أمرين:

أولهما: موقف عمر من رثاء أم سعد لابنها العظيم.
فإن كان مراده النهي عن البكاء الذي تكرر منه أكثر من مرة، رغم أنه هو نفسه يبكي ويأمر بالبكاء على بعض الناس، ورغم نهي النبي «صلى الله عليه وآله» المتكرر له عن التعرض لمن يبكون موتاهم([71])،
إذا كان مراده ذلك: فإننا لا نستطيع قبوله منه هنا لأنه هو نفسه يبكي على سعد حسبما تقدم عن عائشة.
وإن كان مراده: أن لا تذكر أم سعد فضائل سعد، وخصائصه الكريمة، ولا تذكر الناس بها،.
فذلك يعني: أنه كان ينفس على سعد خصائصه، ومزاياه تلك. وكان لا يحب أن يكون لأنصاري مقام رفيع كهذا، حتى بعد موته، وحتى لو كان شهيداً، وفي سبيل الله؟!
وهذا الموقف أيضاً غير مقبول منه، لأن ذلك يخالف روح الإسلام، ويتنافى مع صريح نصوصه.
ثانيهما: إن الرواية الأخيرة، قد نسبت الكذب إلى أم سعد في شعرها ولكنها قالت: إن غيرها من الشعراء أكذب منها!!
وليت شعري أي كذب يوجد في شعر أم سعد. ألم يكن سعد بن معاذ يتحلى بتلك الخصال التي وصفته بها؟!
أم أن المقصود هو تزوير الحقيقة، وتشويه صورة سعد، الذي لم يكن يرتاح له المهاجرون وخصوصاً قريش؟
وقد أثار حكمه حفيظة بعض الناس من قومه الأوس أيضاً. وهم الذين وصفهم سعد بأنهم لا خير فيهم؟!
حسان يرثي سعداً وجماعة معه:
وقال حسان بن ثابت يبكي سعداً وجماعة ممن استشهد يوم بني قريظة:
ألا يـا لـقـومـي هـل لمـا حم دافـع       وهل ما مضى من صالح العيش راجع
تذكرت عصراً قد مضى فتهـافتـت      بـنـات الحـشـا وانهل مني  المدامع
صـبـابـة وجـد ذكــرتـنـي إخـوة      وقـتـلى مـضـى فيهـا طفيل ورافع
وسعد فأضحوا في الجنان وأوحشت   منـازلهم فـالأرض منـهم بـلاقـع
وفوا يوم بدر..                              الأبيات..([72]).     
ولحسان مقطوعات أخرى يهجو فيها بني قريظة، فمن أرادها فليراجعها في مصادرها([73]).

تآمر اليهود من جديد:

وكان يهود بني النضير في خيبر، ويهود خيبر ينتظرون نتائج حصار بني قريظة، فبلغهم ما جرى عليهم، فأنحوا باللائمة على حيي بن أخطب، وبلغ النساء، فشققن الجيوب، وجززن الشعور، وأقمن المآتم. وضوى إليهن نساء العرب.
وفزعت اليهود إلى سلام بن مشكم، وسألوه عن الرأي، فقال لهم: محمد قد فرغ من يهود يثرب، وهو سائر إليكم، فنازل بساحتكم، وصانع بكم ما صنع ببني قريظة.
قالوا: فما الرأي؟
قال: نسير إليه بمن معنا من يهود خيبر، فلهم عدد، ونستجلب يهود تيماء، وفدك، ووادي القرى، ولا نستعين بأحد من العرب، فقد رأيتم في غزوة الخندق ما صنعت بكم العرب، بعد أن شرطتم لهم تمر خيبر، نقضوا ذلك وخذلوكم، وطلبوا من محمد بعض تمر الأوس والخزرج، وينصرفون عنه. مع أن نعيم بن مسعود هو الذي كادهم بمحمد ومعروفهم إليه معروفهم.
ثم نسير إليه في عقر داره، فنقاتل على وتر حديثه وقديم.
فقالت اليهود: هذا الرأي.
فقال كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق: إني قد خبرت العرب، فرأيتهم أشداء عليه، وحصوننا هذه ليست مثل ما هناك، ومحمد لا يسير إلينا أبداً لما يعرف
فقال سلام بن مشكم: هذا رجل لا يقاتل حتى يؤخذ برقبته.
فكان ذلك والله محمود([74]).

 

([1]) صحيح البخاري ج3 ص23 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص30 عنه. وراجع: البداية والنهاية ج4 ص131 وقال: وقد رواه البخاري، ومسلم، والنسائي من طرق، عن شعبة، بدون الزيادة التي ذكرها البخاري: يوم بني قريظة.
([2]) البداية والنهاية ج4 ص135 و 136 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص30 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص259.
([3]) البداية والنهاية ج4 ص136. وسبل الهدى والرشاد ج5 ص31 والإكتفاء ج2 ص196 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص259.
([4]) البداية والنهاية ج4 ص136 والإكتفاء ج2 ص196 وسيرة ابن كثير ج3 ص259 و 260.
([5]) مسند أبي عوانة ج4 ص97.
([6]) فتح الباري ج7 ص54 ومسند أحمد ج2 ص51 وصحيح مسلم ج4 ص180 و 181 والكامل في التاريخ ج3 ص65 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص192 والغدير ج10 ص39.
([7]) راجع: سيرة مغلطاي ص56 وعيون الأثر ج2 ص76 والسيرة الحلبية ج2 ص343 و 344 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص19.
([8]) المحبر ص114 والجامع للقيرواني ص280.
([9]) تاريخ ابن الوردي ج1 ص163 وراجع: مرآة الجنان ج1 ص10 وحدائق الأنوار ج2 ص598 وصحيح البخاري ج3 ص23 وعيون الأثر ج2 ص75.
([10]) السيرة النبوية لدحلان ج2 ص19.
([11]) المغازي للواقدي ج2 ص525 وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص252 وتاريخ الإسلام (المغازي) ج2 ص267.
([12]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص526 وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص252 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20.
([13]) المغازي للواقدي ج2 ص526.
([14]) عيون الأثر ج2 ص76 وعمدة القاري ج17 ص193 وطبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص78 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص19 وتاريخ الخميس ج1 ص499 والمواهب اللدنية ج1 ص118.
([15]) المغازي للواقدي ج2 ص526 وراجع المصادر التالية: دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص28 و 29 ومجمع البيان ج8 ص352 والبحار ج20 ص212 ومرآة الجنان ج1 ص10 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص262 وبهجة المحافل وشرحه ج1 ص276 والإكتفاء ج2 ص187 و 188 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص265 والسيرة الحلبية ج2 ص344 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص244 وعيون الأثر ج2 ص75 و 76 وحدائق الأنوار ج2 ص599 و 598 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والبداية والنهاية ج4 ص127.
([16]) عمدة القاري ج16 ص268 وراجع: الروض الأنف ج3 ص286 فقد ذكر أيضاً قسماً منهم.
([17]) فتح الباري ج7 ص94.
([18]) سيرة مغلطاي ص57 ومرآة الجنان ج1 ص10 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص246 و 248 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص28 و 29 والسيرة الحلبية ج2 ص344 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 وبهجة المحافل ج1 ص277 و 276 وإرشاد الساري ج6 ص331 والبداية والنهاية ج4 ص127 و 128 وعمدة القاري ج16 ص268 وج 17 ص193 والمواهب اللدنية ج1 ص118 وتاريخ الخميس ج1 ص499 وحاشية السندي على البخاري ج3 ص23 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص264 وراجع ص268 و 270 والروض الأنف ج3 ص280 وراجع: عيون الأثر ج2 ص76.
([19]) راجع: بالإضافة إلى المصادر التي ذكرناها في الهامش السابق: الإكتفاء ج2 ص188 وجوامع السيرة النبوية ج156 والروض الأنف ج3 ص385 وهامش صحيح مسلم ج7 ص150 وإرشاد الساري ج6 ص158 وصحيح البخاري ج2 ص200 وفتح الباري ج7 ص93 و 94 وشرح النووي على صحيح مسلم ج16 ص22 وشذرات الذهب ج1 ص11 وحدائق الأنوار ج2 ص598 و 599 والثقات ج1 ص279 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص263. ومجمع البيان ج8 ص352 والبحار ج20 ص212 إلى غير ذلك من المصادر الكثيرة التي لا مجال، بل لا حاجة لتتبعها، واستقصائها.
([20]) مرآة الجنان ج1 ص10 وتاريخ الخميس ج1 ص499 والإكتفاء ج2 ص188 = = والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص249 والبداية والنهاية ج4 ص129 و 130 وبهجة المحافل ج1 ص276 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص263.
([21]) إرشاد الساري ج6 ص158 وفتح الباري ج7 ص93 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص128 وراجع: تاريخ الإسلام (المغازي) ص270 وراجع: لسان العرب ج6 ص313.
([22]) الروض الأنف ج3 ص286 وصحيح البخاري ج2 ص200 والبداية والنهاية ج4 ص128 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص247.
([23]) راجع: الهامش السابق.
([24]) الروض الأنف ج3 ص286.
([25]) إرشاد الساري ج6 ص158.
([26]) المواهب اللدنية ج1 ص118.
([27]) عمدة القاري ج16 ص268 وفتح الباري ج7 ص93.
([28]) راجع: فتح الباري ج937.
([29]) راجع: لسان العرب ج6 ص313.
([30]) الروض الأنف ج3 ص286 وعيون الأثر ج2 ص77 و 78 وشرح بهجة المحافل ج1 ص276 وفتح الباري ج7 ص94 عن كتاب: العتيبة.
([31]) الروض الأنف ج3 ص286 وعيون الأثر ج2 ص77 و 78 وراجع: شرح بهجة المحافل ج1 ص276.
([32]) الروض الأنف ج3 ص286.
([33]) عيون الأثر ج2 ص77 و 78.
([34]) فتح الباري ج7 ص94.
([35]) الآية 54 من سورة الأعراف والآية 3 من سورة يونس والآية2 من سورة الرعد والآية59 من سورة الفرقان والآية4 من سورة السجدة والآية4 من سورة الحديد.
([36]) فتح الباري ج7 ص94.
([37]) راجع: جوامع السيرة النبوية ص156 والروض الأنف ج3 ص285 وهامش صحيح مسلم ج7 ص150 وإرشاد الساري ج6 ص158 وعمدة القاري ج16 ص268 وفتح الباري ج7 ص93 و 94 وشرح النووي على صحيح مسلم ج16 ص22 وشرح بهجة المحافل ج1 ص277 والمواهب اللدنية ج1 ص118 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص344 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص28 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص246 و 278 ولسان العرب ج6 ص313.
([38]) تاريخ الإسلام (المغازي) ج2 ص267 و 268 وراجع ص269.
([39]) المغازي للواقدي ج2 ص526 و 527 والسيرة الحلبية ج2 ص344.
([40]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص527 والسيرة الحلبية ج2 ص345 وإمتاع الأسماع ج1 ص252.
([41]) إمتاع الأسماع ج1 ص252 وراجع: الثقات لابن حبان ج1 ص278.
([42]) إمتاع الأسماع ج1 ص252 وتاريخ الخميس ج1 ص500 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص20. والثقات ج1 ص279.
([43]) البداية والنهاية ج4 ص129.
([44]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص528 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص263 وإرشاد الساري ج6 ص159 وعيون الأثر ج2 ص76 وعمدة القاري ج16 ص268 وج17 ص193 عن الترمذي، وطبقات ابن سعد وفتح الباري ج7 ص94 والإكتفاء ج2 ص188 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص248 والبداية والنهاية ج4 ص129 وقال: إسناده جيد، والمواهب اللدنية ج1 ص118 وتاريخ الخميس ج1 ص499 عن ابن سعد، والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص344 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص265 وراجع ص268 وشرح بهجة المحافل ج1 ص278.
([45]) إعلام الورى ص94.
([46]) السيرة النبوية لدحلان ج1 ص20 والثقات ج1 ص279 وإمتاع الأسماع ج1 ص252.
([47]) راجع: وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص149.
([48]) تاريخ الإسلام (المغازي) ص270.
([49]) تاريخ الإسلام (المغازي) ص268.
([50]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص528 وتاريخ الخميس ج1 ص499 عن ابن سعد، والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص344 وعمدة القاري ج16 ص268 والروض الأنف ج3 ص280 والمواهب اللدنية ج1 ص118.
([51]) الثقات لابن حبان ج1 ص279 وإمتاع الأسماع ج1 ص252.
([52]) إمتاع الأسماع ج1 ص252.
([53]) تاريخ الخميس ج1 ص500.
([54]) عيون الأثر ج2 ص76 وصحيح البخاري ج2 ص200 وصحيح مسلم ج7 ص150 و 151 راجع: سيرة مغلطاي ص57 ومرآة الجنان ج1 ص10 والطبقات الكبير لابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص78 والبداية والنهاية ج4 ص129 وشرح بهجة المحافل ج1 ص278 والمواهب اللدنية ج1 ص118 وتاريخ الخميس ج1 ص500 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص271 السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص248 و 249 والسيرة الحلبية ج2 ص345 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20.
([55]) المغازي للواقدي ج2 ص529 وإمتاع الأسماع ج1 ص253 وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص263 والبداية والنهاية ج4 ص127 و 128 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص29 و 30 وتاريخ الخميس ج1 ص500 والمـواهب اللدنيـة ج1 = = ص118 والإكتفاء ج2 ص188. وراجع: تاريخ الإسلام (المغازي) ص264 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص344 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص245.
([56]) السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص263 وراجع: الروض الأنف ج3 ص280 والبداية والنهاية ج4 ص128 والإكتفاء ج2 ص188 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص269 وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص246 والسيرة الحلبية ج2 ص344.
([57]) السيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 عن ابن سعد، وأبي نعيم.
([58]) شرح بهجة المحافل ج1 ص277.
([59]) تاريخ الإسلام (المغازي) ص268.
([60]) الروض الأنف ج3 ص281 والبداية والنهاية ج4 ص128 وشرح بهجة المحافل ج1 ص277 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص265 والسيرة الحلبية ج2 ص345 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص30.
([61]) شرح بهجة المحافل ج1 ص277.
([62]) السيرة الحلبية ج2 ص345 وشرح بهجة المحافل ج1 ص277.
([63]) السيرة الحلبية ج2 ص345.
([64]) إمتاع الأسماع ج1 ص253 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص20. والسيرة الحلبية ج2 ص345.
([65]) الآية 29 من سورة الفتح.
([66]) راجع: مجمع الزوائد ج6 ص138 وراجع: مسند أحمد ج6 ص142 والكامل في التاريخ ج2 ص187 والبداية والنهاية ج4 ص124 وتاريخ الخميس ج1 ص499 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص266 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص253 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص238 وراجع: بهجة المحافل ج1 ص276.
([67]) راجع هذا الكتاب ج6 ص266 و 273.
([68]) تاريخ الإسلام (المغازي) ص270.
([69]) المغازي للواقدي ج2 ص527.
([70]) السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص264 والبداية والنهاية ج4 ص130 وبهجة المحافل وشرحه ج1 ص277 وإمتاع الأسماع ج1 ص252 وتاريخ الخميس ج1 ص500 والإكتفاء ج2 ص188 و 189 وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص345 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص249 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20 وفيه: أنه لما احتمل على نعشه بكت أمه، وقالت: الخ.. وتاريخ الإسلام (المغازي) ص267 و 268 وراجع ص269.
([71]) راجع: هذا الكتاب ج7 ص275 ـ 283.
([72]) البداية والنهاية ج4 ص136 وسبل الهدى ج5 ص32 والإكتفاء ج2 ص189 و 190 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص260.
([73]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص31 والبداية والنهاية ج4 ص130 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص282 و 286.
([74]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص530 و 531.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page