• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٢ - الدعاء للإمام المهدي عليه السلام

من حقوق الإمام عليه السلام علينا أيضاً: الدعاء له، وخصوصاً الإكثار من الدعاء له بتعجل الفرج، وقد تقدم قول الشهيد الأول رحمه الله تعالى: ويستحب زيارة المهدي عليه السلام في كل مكان وكل زمان، والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته(٩١٠) فهو حجة الله تعالى على خلقه, ولولاه لساخت الأرض بأهلها، وبه يخرج الله بركات الأرض، وبه يدفع الله البلاء عن أهل الأرض، جعله الله تعالى عصمة وملاذاً وأماناً للناس، فينبغي الاجتهاد في الدعاء له في جميع الأحوال.
هذا وقد تضمنت الأدعية الخاصة بالإمام عليه السلام الدعاء له بالفرج والنصر، فمما خرج من التوقيع الشريف قوله عليه السلام في بعض أجوبته المباركة ومواعظه الشريفة: فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم.. الحديث(٩١١) ولا يخفى (أن الدعاء كما دلّت عليه الآيات والروايات من أعظم أقسام العبادات، ولا شك أنّ أجل أنواع الدعاء، وأعظمها الدعاء لمن أوجب الله تعالى حقّه، والدعاء له على كافّة البريات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات).(٩١٢)
وقد حدثني الخطيب الشهير العلامة الشيخ عبد الحسين الواعظ الخراساني رحمه الله تعالى في حديثه عن مولانا الإمام المهدي أرواحنا له الفداء قال: ماصليت مع السيد الخوئي قدّس سرّه صلاة إلا قنت بدعاء: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه.. الخ، فقد كان من المداومين على هذا الدعاء في الصلوات اليومية.
والجدير بالذكر أن نشير هنا إلى أنه قد أشبع هذا الموضوع بحثاً من جميع جوانبه التقي السيد ميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه القيم: (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام) في جزئين، ومن ذلك ماذكره في (الفصل الخامس) فقد ذكر فيه تسعين مكرمة من فوائد الدعاء للإمام عليه السلام، وقال: إن كمال تلك المكارم إنما يكون بتحصيل ملكة التقوى، وتهذيب النفس عمّا يغويها، وردعها عمّا يرديها، وذكر منها ما يلي:
زيادة النعم، وإظهار المحبة، وأنه علامة الإنتظار، ويُعدُّ إحياءً لأمر أهل البيت عليهم السلام، والنجاة من فتن آخر الزمان، وأنه أداء لبعض حقوقه العظيمة، وأنه تعظيم لله تعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وآله، والفوز بشفاعته في يوم القيامة، وأنه وسيلة إلى الله تعالى، واستجابة الدعاء، وأنه أداء أجر نبوة النبي صلى الله عليه وآله، وأنه يصير سبباً لقرب وقوعه، والرجوع إلى الدنيا في زمان ظهوره، وأنه أسوة بالنبيّ والأئمة عليهم السلام، وأنه الوفاء بعهد الله تعالى، وزيادة إشراق نور الإمام في قلب الداعي، وطول العمر وما يترتب على صلة الأرحام والإحسان إلى السادات، وأنه سبب لتباعد الشيطان وفزعه، وأنه تعاون على البّر، ونصر الله إلى الداعي، والأمن من العقوبات الأخروية، والرفق عند الموت، وإعانة المظلوم.
ومنها: دعاء مولانا صاحب الزمان في حقّ الداعي له بالفرج والنصر، قال: ويدل على ذلك، مضافاً إلى أنّه مقتضى شكر الإحسان، الذي هو أولى به من كلّ إنسان قوله صلوات الله عليه في حجابه المروي في مهج الدعوات بعد الدعاء لتعجيل فرجه ما لفظه: واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين، وفي سبيلك مجاهدين، وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين.. الخ(٩١٣) إذ لا ريب في أن الدعاء له، وبتعجيل فرجه اتّباع ونصرة له، فإن من أقسام النصرة للإيمان ولمولانا صاحب الزمان النصرة باللسان، والدعاء له من أقسام النصرة اللسانيّة، كما لا يخفى.. ويدل على المطلوب أيضاً ما ذكره علي بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)(٩١٤) قال: السلام وغيره من البر، إذ لا يخفى أنّ الدعاء من أفضل أنواع البّر، فإذا دعا المؤمن لمولاه عليه السلام بخالص الدعاء كافاه مولاه أيضاً بخالص الدعاء، ودعاؤه مفتاح كلّ خير، ومقلاع كلّ ضير.(٩١٥)
وقال أيضاً في موضع آخر: أن الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان علامة ثبوت الإيمان، وناشئ عن ثبات الداعي على دينه، وإذا كان شاكاً في صدق هذا الأمر (العياذ بالله) لم يكن داعياً متضرعاً لتحققه فيدخل في زمرة الثابتين الموعودين بذلك الثواب، بقوله (عليه السلام): فمن ثبت منهم.. (الخ).(٩١٦)
وثانيهما: إن هذا الدعاء يصير سبباً لكمال الإيمان، وثبوته للإنسان، بنجاته من فتن آخر الزمان، كما قال مولانا أبو محمد العسكري لأحمد بن إسحاق القمي: والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله عزَّ وجلَّ على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه.. الخبر(٩١٧).(٩١٨)
ونذكر هنا من جملة الموارد التي ورد فيها الدعاء للحجة عليه السلام ما يلي:
*************************************
(٩١٠) الدروس, الشهيد الأول: ٢ / ١٦، جواهر الكلام, الشيخ الجواهري: ٢٠ / ١٠٠.
 (٩١١) كمال الدين وتمام النعمة, الشيخ الصدوق: ٤٨٥، الاحتجاج, الطبرسي: ٢ / ٢٨٤ الغيبة, الطوسي: ٢٩٢، الخرائج والجرائح, الراوندي: ٣ / ١١١٥.
 (٩١٢) راجع: مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام: ١/ ٤٠٢ (الفصل الخامس).
 (٩١٣) مهج الدعوات: ٣٠٢، المصباح، الكفعمي: ٢١٩، بحار الأنوار، المجلسي: ٩١/ ٣٧٨ح١.
 (٩١٤) سورة النساء، الآية: ٨٦.
 (٩١٥) راجع: مكيال المكارم: ١/ ٢٨٤ - ٤٦٩ (الفصل الخامس)
 (٩١٦) والحديث هو ما جاء في كمال الدين وتمام النعمة: ص ٣٠٣: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة.
 (٩١٧) إعلام الورى بأعلام الهدى، الشيخ الطبرسي: ٢/ ٢٤٩.
 (٩١٨) مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني: ١ / ٣٩٩.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page