قال قطب الدين الراوندي رحمه الله تعالى: حدّث أبو الوفاء الشيرازي قال: كنت مأسوراً بكرمان في يد ابن الياس مقيداً مغلولاً، فوقفت على أنهم همّوا بقتلي! فاستشفعت إلى الله تعالى بمولانا أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، فحملتني عيني، فرأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: لا تتوسل بي، ولا بابنتي، ولا بابني في شيء من عروض الدنيا، بل للآخرة، ولما تؤمل من فضل الله تعالى فيها.
وأما أخي أبو الحسن فإنه ينتقم لك ممن ظلمك، فقلت: يا رسول الله أليس ظلمت فاطمة عليها السلام، فصبر وغصب على إرثك فصبر، فكيف ينتقم لي ممن ظلمني؟!
فقال صلى الله عليه وآله: ذاك عهد عهدته إليه وأمر أمرته به، ولم يجز له إلا القيام به، وقد أدى الحق فيه، والآن فالويل لمن يتعرض لمواليه، وأما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين، ومن معرّة الشياطين، وأما محمد ابن علي وجعفر بن محمد فللآخرة، وأما موسى بن جعفر فالتمس به العافية, وأما علي بن موسى فللنجاة من الأسفار في البر والبحر، وأما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى, وأما علي بن محمد فلقضاء النوافل وبرّ الإخوان، وأما الحسن بن علي فللآخرة.
وأما الحجة فإذا بلغ منك السيف المذبح - وأومأ بيده إلى الحلق - فاستغث به فإنه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث به، فقلت: يا مولاي يا صاحب الزمان أنا مستغيث بك، فإذا أنا بشخص قد نزل من السماء تحته فرس وبيده حربة من نور، فقلت: يا مولاي اكفني شرّ من يؤذيني.
فقال: قد كفيتك، فإنني سألت الله عزَّ وجلَّ فيك، وقد استجاب دعوتي، فأصبحت فاستدعاني ابن الياس وحلّ قيدي، وقال: بمن استغثت؟ فقلت: استغثت بمن هو غياث المستغيثين حتى سأل ربه عزَّ وجلَّ، والحمد لله ربّ العالمين.(١٢٦٨)
************************************
(١٢٦٨) الدعوات, قطب الدين الراوندي: ١٩١ ح٥٣٠.
٤ - إستغاثة أبي الوفاء الشيرازي بالإمام عليه السلام وخروجه من السجن
- الزيارات: 542