المولود سنة ١٢٧٤ والمتوفى سنة ١٣٦٢
يا سيد الكون يا أعلى الورى نسباً * * * يا خير منتجبٍ من خيرة النُجبا
يا من سما في سما العلياء مرتقياً * * * حتى علا نورُه الأنوارَ والحجبا
كفاه فخراً بأن كان النبيُّ له * * * جداً وفاطمُ أماً والوصيُ أبا
فما ترى شرفاً في كلِّ منتسبٍ * * * منهم إلى شرف إلا له نسبا
عليهم فرض الباري ولايته * * * فمن تقرّب منهم بالولا قربا
وقد أبى الله أن يغشى برحمته * * * من كان في الخلق طراً للولاء أبى
فما من الماء والأثمار مُرّ فمن * * * بغضٍ وبالحب بعضٌ طاب أو عذُبا
وليس يوجد من خلق بعالمه * * * إلا وقد كان في إيجاده سببا
فمن تولاه يلقى خير منقلبٍ * * * ومن قلاه هوى في النار منقلبا
ومن أراد مناجاة الإله ولم * * * يمدد به سبباً لم يستطع طلبا
يا سيداً كان في عرش الجليل له * * * نورٌ كسى النيرين النور والشُهبا
يا آية الحق حقاً يا أمانته * * * والباب والوجه والسر الذي حجبا
يا عروة الله والحبل المتين ومن * * * هو الكتاب الذي في غيبه كتبا
وهو الذي نزل القرآن فيه فسل * * * حم يس عمّ المرسلات سبا
يا خاتم الأوصياء الغرّ يا خلفاً * * * به الخلافة قامت لا ترى عقبا
ياناصر الدين ياغوث الصريخ ويا * * * مجيب دعوة من ناداه منتدبا
أنت الذي وعد الله العباد به * * * في آخر الدهر يجلو عنهم الكربا
وأنت من تملأ الدنيا عدالتُه * * * كما من الجور قدماً نالت النوبا
وليس عنديَ شكٌ في حياتك بل * * * لولاوجودك في ذا الكون لا نقلبا
فالغوث من عصبة ضلّت وقد تخذت * * * من بغيها وشقاها دينكم لعبا
وألبستنا بما نالت وما ابتدعت * * * ثوب الأسى وعلينا الذّل قد ضربا
وقد أبت أن ترى من نسلكم أحداً * * * إلا أنالته من طغيانها العطبا
وإن نسيت فلا أنسى وحلمك من * * * بكفه أمّك الزهراء قد ضربا
وألصق الباب أحشاها وأضغطها * * * ظلماً وأسقطها يا عظم ما ارتكبا
وردّ شاهدها العدل الذي هو في * * * أم الكتاب عليٌّ وافترى كذبا
ومن دنا نحو بيت الوحي مجترئاً * * * وقد أتى بجموع جمّعت حطبا
ليضرم النار فيه وهو يعلم من * * * فيه ليبلغ من مأموله إربا
يريد إطفاء نورٍ كان متقداً * * * والله عما يريدُ الظالمون أبى
وليتهم قنعوا منها بما ارتكبوا * * * وإن يكن جلَّ في الإسلام مرتكبا
ولم يقودوا علياً في حمائله * * * قودَ البعير بعين الله مكتئبا
ملبباً برداء الصبر مشتملاً * * * مُسلماً أمرهَ لله محتسبا
يُدعى إلى بيعةٍ كان الأحق بها * * * من الأولى عبدو الأوثان والصلبا
واُشربوا العجل حباً في قلوبهم * * * وقلبُه غير حب الله ما شربا
وخالفوا أحمد المختار حيث نهى * * * من التخلف عنه أينما ذهبا
الشيخ عبد اللَّه بن معتوق
- الزيارات: 121