وأمَّا عبد الله الأفطح فيبطل إمامته أن لا قائل بالإمامة في عقبه، بل من قال بإمامته إمَّا أن يتوقَّف بالإمامة عنده، أو ينتقل بالإمامة منه إلىٰ أخيه الإمام الكاظم عليه السلام.
ويبطل الأوَّل(١٥٢) النصوص المشار إليها، المتضمّنة أنَّ الأئمّة اثنا عشر، علىٰ اختلاف ألسنتها.
كما يبطل الثاني(١٥٣) أُمور:
١ _ نصوص جريان الإمامة في الأعقاب، وأنَّها لا تنتقل إلىٰ الأخ والعمّ والخال وقد مرَّ ذكرها.
٢ _ أنَّ من بعده من الأئمّة عليهم السلام مجمعون علىٰ بطلان إمامته، كما يشهد بذلك النصوص الواردة عنهم في تعداد الأئمّة عليهم السلام، وإجماع شيعتهم.
٣ _ أنَّه لو كان إماماً متوسّطاً بين أبيه وأخيه عليهما السلام لزم كون الإمام الثاني عشر هو الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وهو باطل قطعاً:
أوَّلاً: للإجماع والنصوص الكثيرة التي رواها الشيعة والجمهور المتضمّنة أنَّ الإمام الثاني عشر اسمه اسم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وكذا النصوص الكثيرة الدالّة علىٰ أنَّ المهدي اسمه اسم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
وثانياً: لأنَّه عليه السلام قد توفّي، فيلزم خلوّ الأرض عن الإمام، وهو ممتنع بمقتضىٰ النصوص الكثيرة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام كما سيأتي.(١٥٤)
٤ _ أنَّ هذه الطائفة قد انقرضت، ولم يبقَ لها جماعة ظاهرة تحمل دعوتها.
وبذلك يتعيَّن انتقال الإمامة من الإمام الصادق عليه السلام إلىٰ الإمام الكاظم عليه السلام رأساً من دون توسّط عبد الله في البين.
********************************
(١٥٢) أي توقّف الإمامة عنده.
(١٥٣) أي انتقال الإمامة منه إلىٰ أخيه الإمام الكاظم عليه السلام.
(١٥٤) راجع (ص ١٨٣)، تحت عنوان: (وجوب معرفة الإمام والتسليم له).
بطلان إمامة عبد الله الأفطح
- الزيارات: 162