وردت في هذه اللغة معانٍ عديدة لهذه المفردة، لكن هذا المعنى الذي نورده الآن هو الأشمل والجامع لكل مرادفات تلك المعاني، (המושיע) المنقذ، المخلص، المنجي، الغائث، من الفعل العبري الثلاثي (ישע) انقذ، خلص، أنجى وأغاث، والمصدر منه (ישועה) غوث وخلاص وانقاذ)(١٩) و(משיח)، أمّا المشيح هو لقب لملك أو منصب الذي يمسك بالسمنر المقدس مثل الكاهن، والمنقذ هو لقب المنقذ الموعود لشعب إسرائيل الذي سيأتي في آخر الزمان بعد ظهور مبشره الياهو النبي(٢٠).
وعلى ذلك فإنني اعتقد بأنَّ المنقذ في الاصطلاح العبري هو ذلك الشخص المقدس المسدد الذي سينقذ البشرية من الظلم والجور ويقودها إلى عبادة الله ويمنحها الحرية التي أوصى الله بها. ويعد المنقذ أمل العالم لدى جميع الشعوب، وبذلك أصبحت كلمة المنقذ هي تلك الكلمة التي ترتبط ارتباطاً مباشراً ودقيقاً بمن سينقذ البشرية وهو ذلك المبشِّر والمهدي والفادي في الأديان. وكلها مصطلحات يراد بها ذلك الشخص الموعود والمكلَّف من قبل الله سبحانه وتعالى بأن يكون خلاص الأُمَّة على يديه.
فكلمة منقذ (تخصّ بعملية انقاذ الشيء - سواء كان عاقلاً أم غير عاقل - من الهلاك ولكن بعد أن أُطلقت هذه الكلمة على ذلك الشخص المسدَّد الذي سيعمل على تحرير الأُمَّة من الظلم والقهر أصبح لها مدلول ديني، أي أنّها أصبحت مصطلحاً دينياً مرتبطاً بذلك الشخص الذي سيكون واجبه هو خلاص البشرية)(٢١).
والمشيحانية: هي مجموعة عقائد دينية لنهاية الزمان، النقطة المركزية في هذه العقائد هي شخصية المنقذ الذي سيقود شعبه، وتضم الأفكار والآمال والأماني الموعودة التي تعود إلى فترة خيرة جدّاً (عهد وزمن المنقذ)؛ فالحركة المشيحانية هي التعبير الفعلي للعقائد المشيحانية والمشيح اصطلاحاً هو الشخصية المركزية في العقيدة اليهودية التي ستقود اليهود في نهاية الزمان، ويتميَّز عهدها بأنَّه عهد خير ورفاهية وتمثِّل الركن الأساس في العقيدة المشيحانية التي ستحقق أهداف اليهود وطموحاتهم وأمالهم(٢٢).
***************
(١٩) דוד שגיב، מילון עברי- ערבי، כרך ראשון، ירושלים ١٩٨٥ م، עמ' ٧١١، ٨٦٩.
(٢٠) אבן שושן، אברהם، המילון המרוכז، (תל אביב ٢٠٠٨) עמ' ١٤١.
(٢١) אבן שושן، אברהם، המילון המרוכז، עמ' ١٤١.
(٢٢) مقابلة شخصية مع الدكتور عدنان الحميداوي، أستاذ اللغة العبرية، كلية اللغات، جامعة بغداد، في قسم اللغة العبرية، بتاريخ (١٩/٣/١٤٣٧هـ- ١٦/١١/٢٠١٥م)، وقد أذن بالإشارة لها.
ثالثاً: المنقذ في اللغة العبرية:
- الزيارات: 112