• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المطلب الأول: النصرانية:

 وهي من الديانات التوحيدية الكبرى، والرسول في هذه الديانة هو عيسى بن مريم الناصري (عليه السلام)(٢٢٥)، وتربّى (عليه السلام) في كنف والدته السيدة مريم العذراء (عليها السلام) التي ولدته من غير أب، كما ورد في قوله تعالى: ﴿قَالَت أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَام وَلَم يَمسَسنِي بَشَر وَلَم أَكُ بَغِيّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّن وَلِنَجعَلَهُ آيَة لِّلنَّاسِ وَرَحمَة مِّنَّا وَكَانَ أَمرا مَّقضِيّا﴾ (مريم: ٢٠-٢١). وعند ملاحظة نسب عيسى (عليه السلام) في الأناجيل ترجعه إلى داوود النبي فيعقوب ثم إسحق وصولاً إلى إبراهيم (عليهم السلام)(٢٢٦).
لقد جاءت الديانة النصرانية في خضمِّ الأحداث الجمَّة التي كانت تمرُّ بها الديانة اليهودية في ظلِّ الحكم الروماني الوثني، وكان اليهود يقدِّمون المبالغ الكبيرة كرسوم تدفع للحاكم الروماني هيرودتس(٢٢٧) آنذاك الذي ولد في عهده السيد المسيح (عليه السلام)(٢٢٨)، فعاش هذه الفترة في ضنك وضيق ماعدا الطبقة الارسطقراطية(٢٢٩) التي كانت تمثِّل طبقة التجَّار الذين تربطهم علاقات مودَّة مع الرومان، ولم يكن لهذه الطبقة التي هي طبقة الصادوقيون(٢٣٠) مواقف دينية متشدِّدة، بل اتَّسمت مواقفها بالتحرُّر حتَّى عندما جاء النبي عيسى بن مريم (عليهما السلام) فلم تقف ضدَّه كما فعل الفريسيّون(٢٣١) المتشدِّدون وهم علماء اليهود وأحبارهم المتشدِّدون المتسلِّطون على رقاب قومهم بتنفيذ أحكام التلمود المتشدِّدة(٢٣٢)، في هذه الأحداث التي ألمَّت باليهود ولد السيد المسيح (عليه السلام) في بيئة يهودية متديِّنة من السيدة الطاهرة مريم العذراء (عليها السلام)، ولد من غير أب لتتحقق بذلك إحدى المعاجز الربانية.
فجاءت مريم (عليها السلام) تحمل وليدها المبارك الذي تكلَّم في المهد وردَّ الشبهات عن والدته التي اتُّهِمَت بالبغي والإثم الكبير كما ورد في القرآن الكريم، وكيف أنَّ كلامه في المهد هو الذي أنقذ والدته من ذلك البهتان(٢٣٣).
لقد جاء النبي عيسى (عليه السلام) ليضفي الطابع الروحاني على الدين اليهودي، لقد جاء ليرسم السماحة والوداعة والمحبَّة ويبتعد عن التشدُّد، فالدين دين الرفق والرحمة وقد جاء مكمِّلاً للعقيدة التلمودية ويرفع عن بني إسرائيل بعض إصرهم ويحلَّ لهم بعض الذي حرَّموه على أنفسهم ولم، يأتِ بشريعة جديدة تهدِّم الشريعة السابقة(٢٣٤).
وعلى رغم ذلك فإنَّ النبي عيسى (عليه السلام) عانى كما عانى الأنبياء الذين سبقوه والأنبياء الذين جاءوا بعده (عليهم السلام)، عانى من الرفض والعناد والتشدُّد الذي لاقاه في طريق دعوته الإلهية، فقد واجهوه بكلِّ التهم والأباطيل، فعندما طلبوا منه المعجزة كي يثبت لهم انبعاثه من قبل السماء عندها بيَّن لهم معجزاته الباهرة مثل خلق الطير وشفاء المرضى، لكنهم كفروا واستيقنتها أنفسهم، وعادة اليهود هي اللجاجة والافتراء على الله، فلمّا وجدوا أنَّ النبي الجديد يهدِّد مصالحهم الاقتصادية والمعنوية، خاصَّة بعد أنْ كثر أتباعه وبعد أنْ اختار حوارييه(٢٣٥) الاثني عشر الذين أخذوا يتَّبعونه كظلِّه وينشرون تعاليمه معه(٢٣٦).
إنَّ كثرة أتباعه والداخلين في دينه صاروا يشكِّلون خطراً كبيراً على الدين اليهودي ومن هنا كان عداء اليهود لعيسى (عليه السلام) فأشاعوا عنه الشعوذة واتَّهموه بالسحر، ولما كانوا تحت حكم الرومان فقد أقنعوا الحاكم الروماني أن هياج الناس والاضطرابات الحاصلة بينهم هو بسبب عيسى الناصري(٢٣٧).
ممّا أدّى إلى مطاردة السلطات للنبي (عليه السلام) للقبض عليه، حتَّى وصلوا إلى مكانه إذ كان يجتمع مع حوارييه الاثني عشر، وكانوا رتَّبوا الفصح في الغرفة العليّة له ولتلاميذه، فيما يُدعى اليوم بالعشاء الأخير. وهناك في العليّة أَسَّس يسوع العهد الجديد الذي يُدعى عهد الافخارستية أو القربان المُقدس (ولما كان المساء اتَّكأ مع الاثني عشر. وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم أنّ واحداً منكم يسلّمني. فحزنوا جدّاً وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب. فأجاب وقال. الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. إنّ ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد. فأجاب يهوذا مسلِّمُهُ، وقال: هل أنا هو يا سيدي. قال له أنت قلت وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم. لأنَّ هذا هو دمي الذي يسفك للعهد الجديد من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم إنِّي من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي)(٢٣٨).
لكن أحدهم خرج ووشى به يقال إنَّه يهوذا الاسخريوطي(٢٣٩) فتم القبض على السيد المسيح ومحاكمته على يد نائب الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، وأمر بصلبه، وذلك بعد هيجان علماء اليهود وخوفه من أن يتَّهم في البلاط الروماني بأنَّه خائن ومتهاون في إرساء العدل وحكم المنطقة بحزم(٢٤٠).
فتمَّ صلبه وتمَّ دفنه بعد موته ولكنَّه قام من قبره وصعد إلى السماء محقِّقاً بذلك مبدأ الفداء والخلاص من الخطيئة المسيحي. ومن هذه العقيدة تنبعث عقائد الثالوث والأقانيم التي تؤمن بها المجامع النصرانية والتي تؤمن بتجسُّد الله في المسيح فهو (كلمة الله وابنه الحبيب)(٢٤١).
(نؤمن بإله واحد/ الأب الضابط الكل/ وخالق السماء والأرض/ وكل ما يُرى وما لا يُرى/ وبربٍّ واحد يسوع المسيح/ ابن الله الوحيد/ المولود من الأب قبل كل الدهور /.../ وتجسّد من الروح القدس / من مريم العذراء /وصار إنساناً / وصلب عوضنا في عهد بيلاطس البنطي / تألَّم ومات / ودفن وقام في اليوم الثالث كما في الكتب / وصعد إلى السماء / وجلس عن يمين الله الأب)(٢٤٢).
ثم يبدأ تجسيد عقيدة المنقذ في الديانة النصرانية من خلال النص التالي: (وأيضاً سيأتي بمجده العظيم / ليُدين الأحياء والأموات/ الذي ليس لملكه انقضاء /ونؤمن بروح القدس الرب المحيي/ المنبثق من الأب والابن / ومع الأب والابن /يُسجد له ويُمجد الناطق بالأنبياء/... / لمغفرة الخطايا / وننتظر قيامة الموتى / وحياة جديدة في العالم العتيد آمين)(٢٤٣).
وعلى ما يبدو أنَّ هذه العقيدة لم تكن واضحة جدّاً، لذا فهمت بعدَّة أشكال ورؤى ومستويات إدراكية، بسببها مرَّت الديانة النصرانية بعدَّة انقسامات وفرق(٢٤٤).
وقد واصل الحواريّون التبشير بالديانة ونشر تعاليمها بعد السيد المسيح (عليه السلام) رغم أنَّها تعرَّضت إلى الانحرافات الكثيرة في مسيرتها الطويلة، وقد أدّى نشر تعاليمها إلى الاصطدام مع السلطات خاصة الوثنية منها، ممّا أدّى إلى استشهاد الرسل (الحواريين) بعد أنْ تمّت كتابة الأناجيل التي تسمّى بالعهد الجديد تميُّزاً لها عن التوراة التي سمِّيت بالعهد القديم لتتَّخذ منه كتاباً للدين النصراني(٢٤٥).
***************
(٢٢٥) اتَّخذت تسمية الناصري لنشأة عيسى (عليه السلام) في مدينة الناصرة وهي مدينة من مدن الجليل في فلسطين بدليل ما ورد في العهد الجديد ما نصه: (وأتى في مدينة اسمها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنّه سيدعى نصرانياً) (إصحاح ٢/٢٢).
(٢٢٦) إنجيل متّى، (١- ١٧).
(٢٢٧) هيردوس أنتيباس: ثاني ملوك عائلة هيرودس، تقاسم مع أخويه مملكة أبيه، وكانت حصته حسب القسمة الجليل وشرق الأردن، وقد دعي في الأناجيل بأمير الربع، أي ملك ربع بلاد فلسطين، وقد ساكن زوجة أخيه فيليبس فكان ذلك سبب كرهه له الشارع اليهودي، وقد تسبب له بتوبيخ يوحنا المعمدان، وكان هو من أصدر الأمر بقتله، نعته يسوع بالثعلب، إنجيل يوحنا، (١:٣)، (٣٢:١٣)، (٢٣: ٧-١٢)؛ إنجيل مرقس، (١٧:٦).
(٢٢٨) إنجيل متّى، (٢:١).
(٢٢٩) الطبقة الأرسطقراطية: هي تسمية لطبقة اجتماعية تتمتع وتمتاز ببعض الصفات الخاصة، وهي تمثل الأقلية الممتازة. وهي كلمة يونانية الأصل وتعني (حكم الأفضل)، وهذه الصفة متوارثة حتَّى هاجمتها الثورة الفرنسية. صارت لفظة الأرستقراطية تشير إلى جميع العوائل الإقطاعية في إنجلترا، فرنسا وروسيا وتشير إلى القوة والسلطة وصارت نمطاً من أنماط الحياة في العالم. ينظر: مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي، (مصر، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، ١٤٠هـ/١٩٨٣م)، ص٩.مساعدة)
(٢٣٠) الصادوقيون: هي طائفة يهودية من الكهنة وقد نشأت قبل الهدم الثاني لهيكل سليمان (عليه السلام) بقرنيين وكانت الطائفة الصادوقية تتكون من العوائل الغنية التجارية، وتتعامل مع الرومان بكل ودٍّ واحترام من دون المحاولة لمحاربة الرومان المستعمرين، وكانوا ينتمون إجمالاً إلى الكهنة ولا يرتبط اسمهم بكلمة صاديق أو صادوق الذي جعله سليمان على رأس كهنة أورشليم فأمّنوا خدمة الهيكل منذ ذلك الحين إلى وقت الجلاء. ولم يتصادموا مع يسوع مثل الفريسيين ومن الممكن أن يكون هذا السبب في عدم ذكرهم كثيراً في الأناجيل. المقدسي، الموجز في الأديان، ص١٢٨.
(٢٣١) الفريسيّون: وهي طائفة من المعلمين للشريعة ومن المحافظين على القوانين والنواميس الشرعية بحسب حرفية التوراة والناموس الموسوي، ولاسيّما في ما يتعلق بيوم السبت والطهارة الطقسية ودفع العشور وممارسة الشريعة ممارسة دقيقة، وسمّاهم خصموهم بالفريسيين (المنعزلين) وفي الأرامية (بريشي)، وأمّا اسمهم الحقيقي فهو الأحبار (حباريم. رفاق)، إذ كانوا هكذا يُسمون أنفسهم، وكان تأثيرهم على المجتمع اليهودي كبيراً بحيث كانوا القوة الدينية الحقيقية التي تدير الشعب روحياً، ولم يكن هدفهم سياسياً بل روحياً محضاً. المصدر السابق: ص١٢٨.
(٢٣٢) المقدسي، الموجز في الأديان: ص٢٩٩.
(٢٣٣) ينظر: سورة مريم، الآيات (١٦-٣٣)؛ العلوي، فكرة المهدي المنتظر نشأتها... تطورها، ص٥٨-٥٩.
(٢٣٤) جوزيف راتسنجر، مدخل إلى الإيمان المسيحي، ترجمة: نبيل الخوري، (بغداد، كلية بابل للفلسفة واللاهوت، د.ت)، ص٧٧.
(٢٣٥) الحواريون: هم صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم (ولهم صفات خاصة يتصفون بها)، وقيل سمّوا حواريين لأنَّهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يقصرونها وينقونها من الأوساخ ويبيضونها، من الحور وهو البياض الخالص. وعن بعض الأعلام أنَّهم لم يكونوا قصارين على الحقيقة، وإنَّما أطلق الاسم عليهم رمزاً إلى أنَّهم كانوا ينقون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة والكدورات ويرقونها إلى عالم النور من عالم الظلمات. ينظر: الطريحي، مجمع البحرين: ج١، ص٥٩٤ – ٥٩٥.
(٢٣٦) المقدسي، الموجز في الأديان: ص٣٠٨.
(٢٣٧) المصدر السابق: ص٣٠٩.
(٢٣٨) إنجيل متّى، (٢٦: ٢٠-٣٥).
(٢٣٩) يهوذا الإسخريوطي: هو واحد من تلاميذ المسيح الاثني عشر ويسمى أيضاً بيهوذا سمعان، ومعنى يهوذا بالعبرية (الحمد) وبحسب الأناجيل القانونية هو التلميذ الذي خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم على فعلته وردَّ المال لليهود وذهب وقتل نفسه. حسب المفاهيم المسيحية ينظر: النجار، عبد الوهاب، قصص الأنبياء، (بيروت، دار الجيل، د.ت): ص٥٠٤.
(٢٤٠) المقدسي، الموجز في الأديان: ص٣٠٩.
(٢٤١) إنجيل متّى: (٣/١٧).
(٢٤٢) إنجيل متّى: (٣:١٧).
(٢٤٣) الموسوعة المسيحية العربية، قانون الإيمان القسطنطيني (المعروف باسم النيقاوي القسطنطيني).
(٢٤٤) الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم (ت: ٥٤٨هـ/١١٥٣م)، الملل والنحل، تحقيق: عبد العزيز الوكيل، (القاهرة، مطبعة الحلبي، ١٣٨٨هـ /١٩٦٨م)، ج١، ص٢٢٠-٢٢١.
(٢٤٥) العلوي، فكرة المهدي المنتظر نشأتها.. تطورها: ص٥٢.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page