ومن جملة الروايات الدالّة على عدم إمكان تشخيص الوقت، ما دلَّ منها على أنَّ الفرج لا يجيء إلَّا بعد اليأس، حيث لا معنى لليأس من ظهوره (عليه السلام) إذا أمكن أن نقف على وقت ظهوره بالتفصيل.
ومن تلك الروايات رواية أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال الرضا (عليه السلام): «ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أمَا سمعت قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾ [هود: ٩٣]، ﴿فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ [الأعراف: ٧١]، فعليكم بالصبر، فإنَّه إنَّما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم»(٧٩).
ورواية محمّد بن منصور، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفيها: «لا والله ما يكون ما تمدّون إليه أعينكم إلَّا بعد إياس»(٨٠).
ومثلها روايته عن الباقر (عليه السلام)(٨١).
وقريب منها روايته عن الباقر (عليه السلام) أيضاً(٨٢).
وربَّما كانت هذه رواية واحدة اختلف طريق نقلها.
***************
(٧٩) كمال الدين: ٦٤٥/ باب ٥٥/ ح ٥.
(٨٠) الكافي ١: ٣٧١/ باب التمحيص والامتحان/ ح ٦.
(٨١) الغيبة للنعماني: ٢١٧/ باب ١٢/ ح ١٦.
(٨٢) المصدر السابق.
الرابع: روايات مجيء الفرج بعد اليأس
- الزيارات: 151