بمعنى أنَّ من خلالها يمكن تشخيص المهدي (عليه السلام) وعدم اشتباهه بغيره أبداً، ونذكر طريقين في هذا المجال:
الأوَّل: سؤاله عمَّا يعجز غيره عن الإجابة عنه:
كسؤاله عن معضلة تاريخية أو مسألة علمية عجز عنها أهل الاختصاص كلّهم، وما شابه ممَّا يعجز عنه الناس كلّهم، ولا يستطيع أن يجيب عنها إلَّا الإمام المفترض الطاعة من الله (عزَّ وجلَّ)، وعلى غرار قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «سلوني قبل أن تفقدوني»(٤٧٠).
عن المفضَّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبتين: يرجع في أحدهما إلى أهله، والأُخرى يقال: هلك، في أيِّ وادٍ سلك؟»، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: «إن ادَّعى مدعٍ فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله»(٤٧١).
الثاني: سؤاله المعجزة:
فإنَّ الله تعالى يؤيِّد رسله وحججه بالمعجزات الخارقة للعادة، والتي لا يستطيع أيّ إنسان عادي أن يأتي بها، والإمام يمكنه القيام بذلك فيما إذا اقتضت الحكمة الإلهية ذلك، فإنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) عنده القدرة على ذلك بلا شكّ، وأوضح ما ورد في ذلك ما جاء في إقامة الإمام المهدي (عليه السلام) المعجزة الواضحة للحسني عندما يطالبه بها لإثبات أنَّه الحقّ(٤٧٢).
***************
(٤٧٠) نهج البلاغة ٢: ١٣٠/ ح ١٨٩.
(٤٧١) الغيبة للنعماني: ١٧٨/ باب ١٠/ فصل ٤/ ح ٩.
(٤٧٢) راجع: الهداية الكبرى: ٤٠٤.
النحو الأوَّل: طرق تشخيصية
- الزيارات: 183