• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

العلامة الأُولى والثانية: السفياني والخسف في البيداء

 يعتبر السفياني من البلايا والاختبارات الصعبة التي تمرُّ بها الأُمَّة الإسلاميَّة المؤمنة على مشارف الظهور، ويمكن متابعة حركته من خلال ثلاثة مواقف متسلسلة تاريخياً:
الموقف الأوَّل: مبدأ ظهوره وتحرّكه:
تُحدِّثنا الروايات الشريفة بالتالي:
عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: «السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أوَّل خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستَّة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوماً»(٤٨٤).
إشارة مهمَّة جدَّاً:
يظهر من الأخبار أنَّه حين يتوجَّه إلى العراق والكوفة، فإنَّه يقع قتلاً بشيعة علي (عليه السلام)، فعن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «كأنّي بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس [رجل من] شيعة علي فله ألف درهم، فيثبُ الجار على جاره يقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أمَا إنَّ إمارتكم يومئذٍ لا تكون إلَّا لأولاد البغايا...»(٤٨٥).
ولكن ينبغي الالتفات إلى أنَّ أصل خروج السفياني هو من الأُمور الحتمية كما نصَّت الروايات على ذلك، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه إذا خرج فإنَّ علينا أن نخنع له، وأن نستسلم له، وأن ننتظر سيفه ليصل إلى أعناقنا، كلَّا أبداً، إنَّ هذه الفكرة هي ما يحاول البعض أن يقنع بها الشيعة والمنتظرين، ممَّا يُولِّد الخوف والفزع عندهم من السفياني، والحال أنَّه يمكن أن نقول التالي:
١ - إنَّ أهل البيت (عليهم السلام) حينما ذكروا لنا ما يفعله السفياني بالشيعة، لا يعني هذا أنَّهم يأمروننا بأن نستسلم لهذا الأمر، وإنَّما يعني أنَّهم يريدون تحذيرنا منه، ممَّا يعني أنَّهم يدعوننا إلى أخذ الحيطة والحذر منه، وإلى الاستعداد تمام الاستعداد لتحرّكه في أيّ وقت.
٢ - وهذا يعني أنَّه لو اتَّحد المؤمنون يداً واحدة، ووقفوا ضدّ أطماع السفياني التوسّعية، وانضووا تحت لواء قياداتهم المخلصة ومرجعياتهم الدينية، لأمكن أن يقفوا في وجه السفياني، وأن يمنعوه من إيقاع القتل والتشريد فيهم.
٣ - إذن، لا ينبغي للمؤمن أن يعيش حالة الخوف والفزع من السفياني بقدر ما يلزم عليه أن يُهيّئ نفسه لمواجهته في أيَّة لحظة.
الموقف الثاني: بعثه بالجيش خلف المهدي (عليه السلام) والخسف به:
يظهر من بعض الروايات أنَّ السفياني إذا ظهر في الشام وملك كورها الخمسة، فإنَّه سيعلم - من طريق جواسيسه المنتشرين في بقاع الأرض - أنَّ ثمَّة ظهوراً جزئياً للمهدي (عليه السلام) في المدينة، فيبعث السفياني بجيش ليقتله، ولكن الإمام (عليه السلام) يخرج إلى مكّة، فيصل الجيش ويعلم بذلك، فيتبعه، ولكن مكّة حرم الله الآمن، والمهدي (عليه السلام) هو الموعود لتطبيق الوعد الإلهي، فتقتضي الحكمة الإلهية أن يُخسَف بذلك الجيش في البيداء، ولا ينجو منه إلَّا المخبر عن ذلك الخسف.
ويظهر أيضاً أنَّ ذلك الجيش فيه بعض من كره قتال المهدي (عليه السلام)، ولكنَّه خرج مكرهاً، وسيشمله الخسف، ولكن في يوم القيامة سيُحاسب على نيَّته الواقعية.
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كان ببيداء من الأرض يُخسَف بهم»، فقلنا: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهاً؟ قال: «يُخسَف به معهم، ولكنَّه يُبعَث يوم القيامة على نيَّته»(٤٨٦).
الموقف الثالث: القضاء عليه:
بعد حصول الخسف بجيش السفياني، تحصل عنده حجَّة واضحة بأنَّ الحقّ مع المهدي (عليه السلام)، فيقرُّ بذلك، ويلتقي بالإمام (عليه السلام) في الكوفة، وفي محاولة من الإمام المهدي (عليه السلام) لهدايته، يبايعه السفياني، ولكنَّها بيعة لا عن اعتقاد قلبي راسخ، وإنَّما عن خوف وفرق منه (عليه السلام)، ولذلك حينما يرجع إلى أخواله - وهم قبيلة كلب - يُعيِّرونه بذلك، فينكث بيعته، فيقاتل المهدي، فيقتله الإمام (عليه السلام)، وبذلك تنتهي حركة السفياني إلى الأبد.
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إذا بلغ السفياني أنَّ القائم قد توجَّه إليه من ناحية الكوفة، يتجرَّد بخيله حتَّى يلقى القائم، فيخرج فيقول: أُخرجوا إليَّ ابن عمّي، فيخرج عليه السفياني فيُكلِّمه القائم (عليه السلام)، فيجيء السفياني فيبايعه، ثمّ ينصرف إلى أصحابه، فيقولون له: ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت، فيقولون له: قبَّح الله رأيك، بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً، فيستقبله فيقاتله، ثمّ يمسون تلك الليلة، ثمّ يصبحون للقائم (عليه السلام) بالحرب، فيقتتلون يومهم ذلك. ثمّ إنَّ الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم، فيقتلونهم حتَّى يفنوهم، حتَّى أنَّ الرجل يختفي في الشجرة والحجرة، فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن، هذا رجل كافر فاقتله، فيقتله...»(٤٨٧).
***************
(٤٨٤) الغيبة للنعماني: ٣١٠/ باب ١٨/ ح ١.
(٤٨٥) الغيبة للطوسي: ٤٥٠/ ح ٤٥٣.
(٤٨٦) صحيح مسلم ٨: ١٦٧.
(٤٨٧) بحار الأنوار ٥٢: ٣٨٨/ ح ٢٠٦.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page