• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شعار النجمة السداسية

 عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن أبي الحسن الأسدي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول: همهمة همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى عليهما السلام)(٢١٤).
استدلّوا في (ص ٣٠٨) من كتابهم جامع الأدلَّة بهذا الحديث، وزادوا عليه هذه الزيادة: (ومسلَّم لدى المسلمين أنَّ نقش خاتم سليمان هو النجمة السداسية)، وجعلوا هذه الزيادة ضمن الأقواس التي ذكروا الحديث فيها، وبنفس حجم خطّ الحديث ومستوى وضوحه، ومغايراً لكلام الكاتب، وجعلوا ترقيم مصدر الحديث بعد هذه العبارة، بحيث يتوهَّم القارئ البسيط أنَّ هذا الكلام من ضمن الحديث.
وأوردوه بهذا الشكل: (خرج أمير الموَمنين (عليه السلام) ذات ليلة عتمة، وهو يقول: همهمة همهمة وليلة مظلمة، خرج عليكم الاِمام، عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى ع ومسلم لدى المسلمين ان نقش خاتم سليمان هو النجمة السداسية).
ومسلَّم في بديهيات الكتابة أنَّ من يقتبس كلاماً أو روايةً يلزمه أن يفصل بينه وبين غيره بفاصل، وقد استعمل نفس كاتب ذلك الكتاب ذلك ففصل روايات المعصومين عليهم السلام بذكرها بين قوسين لتمييزها عن باقي الكلام، وحين أدخل هذه الزيادة من الطبيعي سوف يتبادر للقارئ وخصوصاً غير المتابع للمصادر أنَّ هذه الزيادة هي لأمير المؤمنين عليه السلام، وفي الحقيقة هي من وضعهم وتحريفهم، لإيهام الناس والاحتيال عليهم باستدراجهم من معنى خاتم سليمان الذي له عدَّة دلالات إلى تخصيصها بالنجمة السداسية الذي هو شعار الصهيونية العالمية والذي يتبنَّونه هم شعاراً لحركتهم.
إذن هم يدَّعون أنَّ نقش خاتم سليمان هو النجمة السداسية، وهذا لم يدلّ عليه أيُّ دليل، وليس مسلَّماً بين المسلمين كما زعموا، وإنَّما هو من أكاذيب الگاطع وأتباعه، ويدلُّ على أنَّه لا دليل من الروايات تحريفهم للرواية كما أوضحناه أنفاً، ولو كانت هناك رواية تدلُّ على ذلك لاستدلّوا بها ولما احتاجوا إلى الكذب والتزوير، فإذا لم يكن هناك أيّ رواية تدلُّ على ذلك فكيف يكون ذلك الأمر مسلَّماً بين المسلمين؟!
ولنرجع إلى أئمَّتنا ولنسألهم عن ذلك النقش، ونرى ما هو مدى صحَّة كلامهم وادِّعائهم التسليم بأنَّ نقش خاتم سليمان هو النجمة السداسية.
روى ابن طاووس رحمه الله عن محمّد بن جعفر البزّاز، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن أورمة القمّي، عن الحسين بن موسى بن جعفر، قال: رأيت في يد أبي جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما السلام خاتم فضَّة ناحل. فقلت: مثلك يلبس مثل هذا؟! قال عليه السلام: (هذا خاتم سليمان بن داود)(٢١٥).
وروى الطبرسي رحمه الله عن محمّد بن عيسى، قال: سمعت الموفَّق يقول: قَدِمَ أبو جعفر الثاني عليه السلام، وأراني خاتماً في إصبعه، فقال لي: (أتعرف هذا الخاتم؟)، فقلت له: نعم أعرف نقشه، فأمَّا صورته فلا، وكان خاتم فضَّة كلّه وحلقته، وفصّه فصّ مدوَّر، وكان عليه مكتوباً: (حسبي الله)، وفوقه هلال وأسفله وردة، فقلت له: خاتم من هذا؟ فقال: (خاتم أبي الحسن عليه السلام)، فقلت له: وكيف صار في يدك؟ قال: (لمَّا حضرته الوفاة دفعه إليَّ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلَّا إلى علي ابني)(٢١٦).
يمكن أن نستنتج من الروايتين السابقتين عدَّة أُمور:
١ _ أنَّ الخاتم الموجود في يد الإمام الجواد عليه السلام هو خاتم سليمان عليه السلام، وذلك من خلال قوله عليه السلام: (هذا خاتم سليمان بن داود).
٢ _ أنَّ هذا الخاتم هو ما كان يتناقله أئمَّة الهدى عليهم السلام، وذلك من خلال قوله عليه السلام: (خاتم أبي الحسن عليه السلام)، فقلت له: وكيف صار في يدك؟ قال: (لمَّا حضرته الوفاة دفعه إليَّ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلَّا إلى علي ابني).
٣ _ أنَّ نقش الخاتم هو عبارة: (حسبي الله)، والصورة الموجودة فيه: (وفوقه هلال، وأسفله وردة).
الخلاصة: أنَّ خاتم سليمان بن داود عليهما السلام يتداوله الأئمَّة عليهم السلام واحداً بعد واحد، وشعاره (حسبي الله)، وصورته (هلال ووردة).
فأين النجمة السداسية التي يدَّعون أنَّ أمرها مسلَّم به عند المسلمين!؟ فهذه الرواية واردة عن أئمَّة المسلمين تُكذِّبهم وتردُّ مكرهم، ليس فيها لا من قريب ولا من بعيد إشارة إلى نجمتهم المزعومة.
تذكير:
وأُحِبُّ أن أُذكِّر الإخوة المؤمنين بكيفية تعامل الصهيونية العالمية مع فكرة التطبيع الاجتماعي من خلال أبسط الأساليب بحيث لا يُلتَفت إليها، وهي قيام بعض الشركات الإسرائيلية بدفع ملايين الدولارات لشركات عربية ومصرية خصوصاً بوضع بعض الشعارات على بعض قطع الحلوى التي تشير ولو من بعيد إلى أحد الرموز الثقافية أو الدينية لليهود.
والحيلة من ذلك: هي ليعتاد أطفال العرب والمسلمين على تلك الشعارات، وينشؤوا على تقبُّلها تدريجياً من غير أن يشعر في بادئ الأمر بخطورتها، وإذا حصل الاعتياد حصل القبول الثقافي، وبعدها يحصل القبول الاجتماعي، ثمّ الديني، فإذا وصل مستوى التطبيع إلى هذه الدرجة للفرد أو الجماعة لا يرى أيَّة ضرورة للدفاع أو مجابهة اعتداءات هؤلاء على مقدَّسات المسلمين وأرواحهم، وقيام تلك الاعتداءات على عنصرين أساسيين في التفكير الصهيوني، وهما: الشعور بتميُّز عنصري الدين والقومية، وأحد أساليب تحقيقهما (قطعة حلوى)!
فما بالك في رفع الشعار العامّ والرئيسي للصهيونية العالمية، حيث اختارت الحركة الصهيونية عام (١٨٧٩م) نجمة داود رمزاً لها، واقترح تيودور هرتسل في أوَّل مؤتمر صهيوني في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزاً للحركة الصهيونية، بل أيضاً رمز الدولة اليهودية مستقبلاً(٢١٧).
وتمَّ استعمال هذا الرمز أيضاً من قِبَل لجنة الطلَّاب (إخوة صهيون) في عام (١٨٨١م)، وفي عام (١٨٨٢م) اختار مؤيِّدو حركة (البيلو) نجمة داود في ختمهم الرسمي، ومن الجدير بالذكر أنَّ حركة محبَّة صهيون (البيلو) كانوا من طلائع اليهود الذين بدؤوا بالهجرة إلى فلسطين من (١٨٨٢م) إلى (١٩٠٣م)، والذي يُسمّى أيضاً بالهجرة الأُولى(٢١٨).
وبعد إعلان دولة إسرائيل بستَّة أشهر قرَّر مجلس الدولة المؤقَّت بتاريخ (٢٨/ أُكتوبر ١٩٤٨م) اعتماد نجمة داود كشعار على العَلَم الإسرائيلي)(٢١٩).
ورغم مساعي الصهاينة تلك على تحقيق هدفهم وبشتّى السبل، يُراد رفع شعارهم في مكان ما كانت تحلم أن يطأه قدمها، وهو ثقل أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ورمزهم التاريخي والديني (النجف الأشرف)، وهو آخر رموز قلاع الصمود في وجه هجومهم الخفيّ والمعلن، بعد ما سقطت الأُمم والشعوب الواحد تلو الآخر في فخاخهم الاقتصادية والسياسية والمخابراتية وغيرها. إنَّه حقَّاً يُعَدُّ هذا انتصاراً وإنجازاً مهمَّاً للموساد وأتباعها وجنودها، ووصف هذا الإنجاز بالانتصار هو بالدقَّة ما نطق به أحد أتباع أحمد إسماعيل حين تداولوا وضع شعار لهم، قال: (ففاجئنا السيِّد أحمد _ حسب تعبيره _ بأن أخرج لنا الشعار، وإذا به النجمة السداسية، وقال: هذا شعارنا. فقلت في نفسي _ والكلام لا يزال لأحد أتباع الگاطع _: إنَّ هذا يحتاج إلى جرأة كبيرة، وإنَّ هذا لانتصار كبير لدعوتنا أن يرفع شعارنا (النجمة السداسية) في وسط النجف والحوزة)(٢٢٠).
وللقارئ الكريم أن يحكم بنفسه أنَّ هذا الانتصار المزعوم حقيقةً هو لمن!؟
***************
(٢١٤) الكافي ١: ٢٣١ و٢٣٢/ باب ما عند الأئمَّة من آيات الأنبياء/ ح ٤.
(٢١٥) سعد السعود: ٢٣٦.
(٢١٦) مكارم الأخلاق: ٩٢.
(٢١٧) راجع: الموقع الالكتروني: (www.arabi.ahram.org.eg).
(٢١٨) راجع: الموقع الالكتروني: (www.qudsway.com).
(٢١٩) راجع: الموقع الالكتروني: (www.president.gov.il).
(٢٢٠) موقع أتباع أحمد إسماعيل گاطع. تحت عنوان (كيف عرفت السيِّد أحمد الحسن).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page