• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل اليماني قائم آل محمد ومهدي آخر الزمان؟

 لا يخفى على القارئ العزيز أن دعاوى أحمد إسماعيل ﮔﺎطع وأنصاره في اليماني لا يراد بها في الأساس إثبات بعض المقامات العظيمة لليماني وكفى، وإنما يراد بها تحقيق أمرين:
الأمر الأول: محاربة إمام العصر الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، وتجريده عن كل فضيلة ثبتت له، وكل من يطّلع على ما كتبه اﻟﮕﺎطع وأنصاره لا يجد للإمام المهدي عليه السلام في كلامهم أي دور حتى بعد ظهوره المبارك، ولا يرى أنهم ينسبون له أي فضيلة، وكلّ ما أثبتَتْه الروايات إليه من الفضائل نسبوه إلى اليماني.
والأمر الثاني: تحويل جميع الفضائل التي أثبتتها الروايات المتواترة للإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى أحمد إسماعيل ﮔﺎطع، فزعموا أنه هو قائم آل محمد، وهو بقية الله، وهو الإمام المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، المؤيَّد بجبرئيل، المسدَّد بميكائيل، المنصور بإسرافيل، وغير ذلك.
ولتحقيق مآربهم الشيطانية اتّخذوا اليماني وسيلة لذلك، فنسبوا إليه كل تلك الفضائل الثابتة للإمام المهدي المنتظر عليه السلام، وزعموا في نفس الوقت أن هذا اليماني هو أحمد إسماعيل ﮔﺎطع.
ومما أثبتوه لليماني - وهو أحمد إسماعيل ﮔﺎطع بحسب دعواهم - أنه قائم آل محمد ومهدي آخر الزمان.
قال عبد الرزاق الديراوي تحت عنوان (اليماني هو قائم آل محمد ومهدي آخر الزمان):
ورد في الكافي عن أبي عبد الله، قال: (كل راية تُرفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله)(٢٠٧).
هذه الرواية تعني أن كل راية على الإطلاق تُرفع قبل القائم هي راية ضلال، وصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله، لا يُستثنى من هذا الحكم غير راية القائم فقط.
ولكنا علمنا مما تقدّم أن راية اليماني - وهي قبل الإمام المهدي عليه السلام - هي راية هدى، بل أهدى الرايات، فكيف نخرج من التعارض بين رواية اليماني والرواية الواردة في الكافي أعلاه؟
ليكن واضحاً لنا أن أيّ حل للتعارض لا بدّ أن يُبقي على مضموني كلتا الروايتين دون أن يُسقط منهما شيئاً.
والحل الوحيد الذي يمكن أن نتحصّله في حالتنا هو أن نقول: أن راية القائم وراية اليماني هما راية واحدة، وهذا يقوّي حقيقة أن القائم هو نفسه اليماني. وهذه الحقيقة أشارت لها الرواية التي نصّت على أن أمير جيش الغضب أو قائد الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر هو خليفة يماني.
وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (إذا أُذِن الإمام دعى [كذا] الله باسمه العبراني، فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف)(٢٠٨).
والجواب: أن قوله عليه السلام: (كل راية تُرفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عزّ وجل) غير ناظر إلى راية اليماني ونحوها؛ لأن المراد بالرايات التي أصحابها طواغيت يُعبَدون من دون الله تعالى هي الرايات المضادّة لدعوة الإمام المهدي عليه السلام كراية السفياني وما شاكلها، أو الرايات المجهولة التي لا يُعلم صدق أصحابها أو كذبهم، فإن أصحابها طواغيت يُعبدون من دون الله وإن كانوا في ظاهرهم يدْعون إلى الحق.
وأما الرايات التي نصَّ الإمام المعصوم عليه السلام على أنها رايات هدى كراية اليماني والخراساني، وأخبر أن أصحابها سيقومون بنصرة الإمام المهدي عليه السلام على عدوّه، وإعانته في دعوته، وكشف لنا عن أنهم صادقون في دعوتهم، وأنهم لا يريدون بنصرتهم شيئاً من أغراض الدنيا، فإن راياتهم لا شك في أنها غير مرادة برايات الضلال المذمومة، ولا شك أن هؤلاء الرجال لا يمكن أن يكونوا طواغيت يُعبدون من دون الله تعالى.
وبتعبير آخر أقول: إن هذه الرايات غير داخلة في عموم قوله عليه السلام: (كل راية تُرفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عزّ وجلّ)؛ لأنها منصوص على أنها رايات هدى، فتكون مخصِّصة لذلك العموم، بل هي خارجة تخصّصاً؛ لأن راية الهدى لا يمكن أن يكون صاحبها طاغوتاً يُعبَد من دون الله، وهذا يفيدنا بأن الحديث ناظر إلى رايات الضلال الأخرى، أو الرايات التي لم يُنَصّ على أنها رايات هدى.
إذا عرفت ذلك يتّضح بطلان ما قاله عبد الرزاق الديراوي من أن راية اليماني وراية القائم عليه السلام راية واحدة، بل هما رايتان مختلفتان، إحداهما تدعو إلى الأخرى.
واليماني قائد عسكري، يكون خروجه علامة على قرب ظهور الإمام القائم عليه السلام، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ورد ذلك متواتراً في الأحاديث التي رواها الشيعة وأهل السنة من غير خلاف بينهم في ذلك.
والمطّلع على روايات أهل البيت عليهم السلام وغيرهم يجد أنها دالة على أن اليماني يخرج قبل قيام القائم عليه السلام بأشهر، ويكون خروجه علامة على قرب الظهور المقدّس، وأن اليماني ينصر الإمام المهدي عليه السلام، ويمهّد له، وأنه يخرج من اليمن، وأما القائم عليه السلام فيخرج من مكة المكرمة، وغير ذلك من وجوه الافتراق التي تورث القطع بأن اليماني رجل آخر مختلف تماماً عن الإمام القائم مهدي هذه الأمة عليه السلام، ومع ذلك فأنا لا أتعجّب من هؤلاء القوم الذين ينكرون الواضحات، ويجادلون في البديهيات، ويردّون المتواترات، وينكرون الحق الواضح وهم يعلمون.
ثم إن راية اليماني إنما استحقّت أن تكون راية هدى؛ لأن اليماني يدعو إلى الإمام المهدي عليه السلام، ولا يدْعو إلى نفسه، وفي الحديث الذي جعله اﻟﮕﺎطع وأنصاره أعظم حجّة لهم، وهو حديث الإمام الباقر عليه السلام ورد قوله: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم)(٢٠٩)، ومن الواضح أن المراد بقوله: (لأنه يدعو إلى صاحبكم) أنه يدعو إلى صاحب الأمر عليه السلام، ولو كان اليماني هو الإمام القائم عليه السلام لما صحّ مثل هذا التعبير، ولما صحّ التعليل بذلك؛ لأنه على ما قاله الديراوي من اتّحاد شخصية اليماني والقائم عليه السلام يكون معنى هذه الفقرة هو أن علّة كون راية اليماني أهدى الرايات أنه يدعو إلى نفسه، وهذه علّة غير صحيحة؛ لأن جميع أصحاب الرايات يدْعون إلى أنفسهم، فكيف صارت راية اليماني راية حق من دون سائر الرايات؟!
وأما زعمه أن اليماني هو أمير جيش الغضب فقد أبطلناه فيما سبق(٢١٠)، فراجعه.
***************
(٢٠٧) الكافي ٨/٢٤٦.
(٢٠٨) جامع الأدلة: ١٢١.
(٢٠٩) الغيبة للنعماني: ٢٦٤.
(٢١٠) في صفحة: ٦٨.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page