قال أحمد إسماعيل:
(وهذا الواقع يؤكِّد ما بيَّنته فيما تقدَّم من أنَّ وصف هذا الكتاب بأنَّه عاصم من الضلال بذاته يعني أنَّه لا يدَّعيه غير صاحبه الذي ذكره الرسول محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يدَّعيه فهو صادق، وهو صاحبه.
وهذا كافٍ كدليل تامّ وحجَّة قائمة على أحقّية [كذا] هذه الدعوة، فمن أراد الحقّ ومعرفة أحقّية [كذا] هذه الدعوة تكفيه الوصيّة وادّعائي أنّي المذكور فيها).
والجواب:
أنّا أوضحنا بطلان زعمه أنَّ رواية كتاب (الغيبة) كتاب عاصم من الضلال، وبطلان أنَّ الوصيّة لا يدَّعيها إلَّا صاحبها، وأنَّ من ادَّعاها فهو صادق، وبهذا تكون كلّ دعاوى أحمد إسماعيل ساقطة وباطلة.
إنَّ أحمد إسماعيل لمَّا عجز عن أن يثبت أنَّه سفير للإمام المهدي، ووصيّ له، وأنَّه إمام معصوم وغير ذلك من دعاواه، لجأ إلى هذه الحيلة الواهية لكي يخدع العوامّ الجهّال والسُّذَّج، فزعم أنَّ الوصيّة لا يدَّعيها إلَّا صاحبها، وهو في هذا لم يستند إلى أيّ دليل صحيح، لا من القرآن ولا من روايات أهل البيت عليهم السلام، وعجزه هذا أوضح دليل على أنَّه كاذب مبطل.
ونحن بيَّنّا فيما سبق أنَّ أحمد إسماعيل إنَّما لجأ إلى هذه الحيلة لعلمه أنَّ رواية كتاب (الغيبة) لا تدلُّ عليه بأيّ دلالة، ولهذا تنازل عن دلالة النصّ، ولجأ إلى أنَّ الوصيّة لا يدَّعيها إلَّا صاحبها.
وكلّ من نظر بأدنى تأمّل إلى أدلَّة هذه الدعوة الباطلة يجد أنَّها ليست أدلَّة، وإنَّما هي مجرَّد دعاوى لم يقم على صحَّتها دليل، بل قامت الأدلَّة على بطلانها وفسادها، ولهذا تراهم يلجؤون لإثبات دعوتهم بالأحلام، والاستخارات، وحسبك هذا دليلاً على أنَّهم لا أدلَّة لهم.
قال أحمد إسماعيل:
(وهناك أدلَّة كثيرة غيرها، كالعلم بدين الله وبحقائق الخلق، والانفراد براية البيعة لله، وأيضاً النصّ من الله مباشرة بالوحي لعباده بالرؤيا وغيرها من سبل شهادة الله عند خلقه لخلفائه في أرضه، فكما شهد للملائكة بخلافة آدم عليه السلام بالوحي فقد شهد الله عند عدد كبير من الناس المتفرّقين بحيث يمتنع تواطؤهم على الكذب بأنَّ أحمد الحسن حقّ، وخليفة من خلفاء الله في أرضه، وقد قال تعالى: (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) [النساء : ٧٩]، وقال تعالى: (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) [النساء: ١٦٦]).
والجواب:
أنَّ أحمد إسماعيل ذكر ثلاثة أدلَّة أُخرى غير الوصيّة تدلُّ على صحَّة دعوته، وهي:
١ _ العلم بدين الله وبحقائق الخلق.
٢ _ الانفراد براية البيعة لله.
٣ _ الرؤى والأحلام.
وهذه الأدلَّة سنتكلَّم عنها بشيء من التفصيل، فنقول:
أدلَّة أحمد إسماعيل على حقّية دعوته
- الزيارات: 186