الملاحظ أنَّ كلّ واحد من أحمد البصري والقادياني قد بدأ دعوته بالأحلام.
قال أحمد القادياني في كتابه (التبليغ):
(ولمَّا بلغت أشدّ عمري وبلغت أربعين سنة جاءتني [كذا] نسيم الوحي برَيَّا عنايات ربّي، ليزيد معرفتي ويقيني، ويرتفع حجبي، وأكون من المستيقنين، فأوّل ما فُتِحَ عليَّ بابه هو الرؤيا الصالحة، فكنت لا أرى رؤيا إلَّا جاءت مثل فلق الصبح، وإنّي رأيت في تلك الأيّام رؤيا [كذا] صالحة صادقة قريباً من ألفين أو أكثر من ذلك، منها محفوظ في حافظتي وكثير منها نسيتها، ولعلَّ الله يكرّرها في وقت آخر ونحن من الآملين)(٣٠٤).
ثمّ بعد أن زعم أنَّه رأى في إحدى رؤاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسر تلك الرؤيا بقوله:
(فألقى الله في قلبي أنَّ الميّت هو الإسلام، وسيحييه الله على يدي بفيوض روحانية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريكم لعلَّ الوقت قريب، فكونوا من المنتظرين، وفي هذه الرؤيا ربَّاني رسول الله بيده وكلامه وأنواره وهديَّة أثماره، فأنا تلميذه بلا واسطة بيني وبينه، وكذلك شأن المحدَّثين)(٣٠٥).
إلى أن قال:
(ثمّ بعد تلك الأيّام، فُتحت عليَّ أبواب الإلهام، وخاطبني ربّي وقال: يا أحمد بارك الله فيك، الرحمن علَّم القرآن، لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل: إنّي أُمرت وأنا أوّل المؤمنين، يا عيسى إنّي متوفّيك ورافعك إليَّ، ومطهّرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتَّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، إنَّك اليوم لدينا مكين أمين، أنت منّي بمنزلة توحيدي وتفريدي، فحان أن تُعان، وتعرف بين الناس، ويعلِّمك الله من عنده، تقيم الشريعة وتحي الدين، إنّا جعلناك المسيح ابن مريم...، يا أحمدي أنت مرادي ومعي، أنت وجيه في حضرتي...).
وقال أيضاً:
(اصطفاني ربّي لتجديد دينه، وإظهار عظمة نبيّه، ونشر ريّا ياسمينه صلى الله عليه وسلم، وأمرني لدعوة الخلق إلى دين الإسلام، وملَّة خير الأنام، ورزقني من الإلهامات والمكالمات والمخاطبات والمكاشفات رزقاً حسناً، وجعلني من المحدَّثين)(٣٠٦).
وذكر في كتابه (التبليغ) كثيراً من الأحلام التي رآها، وزعم أنَّها تحقَّقت كفلق الصبح.
وهكذا حال أحمد إسماعيل البصري فإنَّه ادَّعى الإلهام عن طريق الأحلام.
قال في بيان لقائه المزعوم بالإمام المهدي عليه السلام:
(وأرى من المهمّ أن أعرض إلى هذا اللقاء ولو إجمالاً وباختصار، باعتباره يمثّل انعطافة تاريخية في حياتي؛ لأنَّها المرَّة الأُولى التي يوجّهني فيها الإمام المهدي للعمل وبشكل علني وصدامي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف على مشرفه آلاف التحيّة والسلام. وقصَّة هذا اللقاء هي أنّي كنت في ليلة من الليالي نائماً، فرأيت رؤيا في المنام، كأنَّ الإمام المهدي واقف بالقرب من ضريح سيّد محمّد أخو [كذا] الإمام العسكري، وأمرني بالحضور للقائه، وبعد ذلك استيقظت، وكانت الساعة الثانية ليلاً، فصلَّيت أربع ركع من صلاة الليل، ثمّ عدت للنوم، فرأيت رؤيا ثانية قريبة من هذه الرؤيا، وأيضاً كان فيها الإمام المهدي يحدِّد لي لقاء معه...، مرَّت الأيّام والأشهر، وشاء لي الله أن ألتقي الإمام، وأرسلني هذه المرَّة إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف؛ لأطرح ما أخبرني به على مجموعة من طلبة الحوزة العلمية...)(٣٠٧).
وفي موقع أنصاره تحت عنوان: (سيرة الإمام أحمد الحسن عليه السلام وتاريخ دعوته باختصار)، بعد عنوان فرعي هو: (متى بدأت الدعوة وأين؟)، ذُكِرَ ما يلي:
(قبل عام ١٩٩٩ بسنين كان السيّد أحمد عليه السلام يلتقي بوالده الإمام المهدي سلام الله عليه في عالم الشهادة [أي الأحلام]، وكان ينهل من علمه ويسير على خطواته، وفي نهاية عام ١٩٩٩ بدأ وبأمر الإمام المهدي بنقد الباطل في الحوزة بشدَّة، وطالبهم بالإصلاح العلمي والعملي والمالي، وبعد مسيرة نقد ومطالبة بالإصلاح استمرَّت حتَّى عام ٢٠٠٢ أمر الإمام المهدي السيّد أحمد الحسن بإبلاغ الناس بأنَّه رسول من الإمام المهدي، وبدأت دعوة الناس للإيمان بالسيّد أحمد الحسن في الشهر السابع عام ٢٠٠٢م والموافق شهر جمادي الأوّل عام ١٤٢٣هجري في النجف الأشرف، حيث أمره والده الإمام المهدي أن يدعو الناس كافّة على أنَّه المذكور في وصيّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلة وفاته، وبدأ السيّد أحمد الحسن يدعو الناس).
***************
(٣٠٤) التبليغ: ١٠٥.
(٣٠٥) التبليغ: ١٠٧.
(٣٠٦) التبليغ: ١٢٨.
(٣٠٧) من خطاب صوتي مسجَّل له في موقع أنصاره باسم: (قصَّة اللقاء).
بدء دعوتهما بالأحلام
- الزيارات: 136