كلمات مرزا غلام أحمد القادياني في الطعن في علماء عصره كثيرة وقبيحة، ومن كلامه فيهم قوله:
(فاعلم أنّي طالما حضرت مجالس هذه العلماء، وخلوت بهم كالأحبّاء، وربَّما جئت بعضهم بزيٍّ نكَّرتُه كالغرباء أو الجهلاء، وجرَّبتُهم عند محبّتهم والشحناء، والبؤس والرخاء، وعلمتُ دخلة أمرهم ومبلغ هممهم وما عندهم من الإتّقاء، فظهر لي أنَّ أكثرهم للإسلام كالداء لا كالدواء، وللدين كالهجوم المطلم والهوجاء، لا كالسراج المنير والضياء، جمعوا كلّ عيب في السيرة والمريرة، ولطَّخوا في أنفسهم بالمعايب الكثيرة، يجلبون أموال الناس إلى أنفسهم من كلّ مكيدة، بأيّ طريق اتَّفق وبأيّ حيلة، يقولون ولا يفعلون، ويعظون ولا يتَّعظون، ويتمنّون أن يحصدوا ولا يزرعون، قلوبهم قاسية، وألسنتهم مفحشة، وصدورهم مظلمة، وآراؤهم ضعيفة، وقرائحهم جامدة، وقلوبهم ناقصة، وهممهم سافلة، وأعمالهم فاسدة... يتكبَّرون بعلم قليل يسير، وليسوا إلَّا كحمير، يأمرون الناس بترك الدنيا وزخرفها، ثمّ يطلبونها أزيد من العوامّ، ويسعون أن يتعاطوها ولو بطريق الحرام...)(٣٢٩)، إلى آخر كلامه، فإنَّه ما ترك صفة قبيحة إلَّا ألصقها بهم، ولا منقصة عظيمة إلَّا وصفهم بها.
وقال في مورد آخر:
(ولا تنظر إلى وجوه مشايخ الإسلام وكبراء الزمان، فإنَّهم وجوه خالية من نور الرحمن ومن زيّ العاشقين)(٣٣٠).
وشبيه بذلك موقف أحمد إسماعيل البصري من مراجع التقليد وعلماء الشيعة الذين يصفهم في كتبه وكلماته بأنَّهم علماء آخر الزمان، وكلماته في الطعن فيهم كثيرة.
منها: قوله:
(ولكن هؤلاء الفقهاء الذين خانوا أمانة الأنبياء والأوصياء، وحليت لهم السلطة العريضة والأموال الطائلة التي جمعوها باسم الإمام المهدي عليه السلام، لم يعجبهم أن يقع الاختيار الإلهي على أحد غيرهم، فكان أن وقفوا موقف الرفض والعناد، وصمّوا آذانهم عن الاستماع لأدلَّة الإخوة الأنصار، بل وأكثر من ذلك فقد شرعت ماكنتهم الإعلامية وجهاز الوكلاء المنتفعين المرتبط بهم بترويج الأكاذيب والإشاعات المغرضة بقصد صدِّ الناس عن الدعوة المباركة وتشويه أهدافها الإلهية السامية، ولم تقف المعركة مع فقهاء السوء عند هذا الحدّ، فهؤلاء الذين يخشون كثيراً على عروشهم المزيَّفة كانوا لا يستسلمون أبداً للهزائم الفكرية التي ألحقتْها بهم الدعوة المباركة)(٣٣١).
وقال في جواب سؤال حول تفسير آية قرآنية:
(الذي جادل إبراهيم عليه السلام هو نمرود لعنه الله، والذي بُهت هو كلّ كافر برسالات السماء: نمرود وغير نمرود، كبعض الشيعة أو من يدَّعون أنَّهم شيعة ويحاربون وصيّ الإمام المهدي عليه السلام، ويكفرون برسالات السماء وحجج الأنبياء والأوصياء، وقد وصفهم الباقر عليه السلام بأنَّهم ثمود، لعنهم الله وأخزاهم، وأسكنهم في قعر الجحيم مع أصحاب السقيفة الأُولى؛ لأنَّهم أصحاب السقيفة الثانية، علماء آخر الزمان غير العاملين الذين خدعوا الناس، وحرَّفوا الدين الإلهي، وشرَّعوا وأحلّوا وحرَّموا بأهوائهم)(٣٣٢).
وهذه المواقف الشديدة من العلماء غير مستغربة من كلّ صاحب دعوة منحرفة عن خطّ الإسلام؛ لأنَّ العلماء يقفون في وجه هذه الدعوات الباطلة، ويواجهونها بكلّ ما أُوتوا من جهد وطاقة، ويكشفون زيفها، ويبيّنون للناس باطلها وانحرافها وضلالها، ومن الطبيعي أن يقابلهم أصحاب تلك الدعوات بمثل هذه المواقف.
***************
(٣٢٩) الهدى والتبصرة لمن يرى: ٤٣.
(٣٣٠) إتمام الحجَّة (ضمن باقة من بستان العاشقين: ٧٦).
(٣٣١) الجواب المنير عبر الأثير ١ - ٣: ٤٢٣.
(٣٣٢) الجواب المنير عبر الأثير ١ - ٣: ٢٤٦.
الطعن في العلماء بطعون شديدة وقبيحة
- الزيارات: 172