• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثاني: أحواله عليه السلام مع خلفاء زمانه‏

  وفيه ستّة موضوعات‏
 كانت لأئمّة أهل البيت: أدوار متعدّدة ومختلفة تجاه السلطات السياسيّة الحاكمة في أزمنتهم، حتّى تكـاد  أنشطتهم ومواقفهم تبدو للمتتبّع في وهلتها الأولى، وكأنّها متضادّة، ففي الوقت الذي نرى الإمام الحسين عليه السلام يقاتل أئمّة الظلم حتّى الرمق الأخير من حياته المباركة، نجد الإمام الحسن‏ عليه السلام قبله  يهادن معاوية، ويبرم معه وثيقة الصلح المعروفة ، فيما نجد الإمام الرابع زين العابدين‏ عليه السلام يلوذ بمدرسته القيّمة مدرسة الدعاء لتربية الناس وإعدادهم روحيّا عبر هـذه الوسيلة، وأنشطة تربويّة أُخرى بعيدة عن الأضواء.
وأمّا الإمام الباقر عليه السـلام ومن بعد الإمام الصادق عليه السلام فقد راحا يؤسسّان لمشروع علميّ إنتهى بإيجاد الجامعيّة الإسلاميّة الكبرى في مسجد الكوفة ، التي تضمّ بين جدرانها طلّابا تجاوز عددهم أربعة آلاف طالب، كلّ منهم يقول: حدّثني جعفر الصادق ‏عليه السلام، وهكذا بقيّة الأئمّة:، فنجد أحدهم يقبل ولاية العهد فيما يرفض الآخر الخلافة التي عرضت عليه، إذن فهذه المواقف تستدعي من الباحث القدير أن يقف عندها، ويدرس ظروفها دراسـة موضوعيّة، وعندئذ سيخرج حتما بنتيجة أنّ لأئمّة أهل البيت: هـدفا واحدا اختلفت وسائله،وتعدّدت آلياته، وبالتالي فـلا تضادّ بين مواقفهم، وهـي بعيدة عن التناقض لأنّها انطلقت من الواقع السياسيّ والإجتماعيّ الذي يعيشه كلّ إمـام في عصره ، بغية تحقيق مصلحة الإسلام العليا.
والإمام الهادي عليه السلامالذي عاصر ستّة من الخلفاء العبّاسييّن وهم: المعتصم، والواثق، والمتوكّل، والمنتصر، والمستعين، والمعتزّ، كان واحـدا{الفصـول المهمّة: ٢٨٣، س  ١١} من أئمّة أهل البيت:الذين تعرّضوا لواقـع سياسيّ واجتماعيّ مرير،واضطهاد أزلام السلطة ومضايقاتهم، ومع هذا كلّه فقد سجّل دورا مهمّا عبر مواقفه التي اتّسمت بالحزم والحكمـة ، وعبر أنشطته العلميّة التي كـان هدفها تقويض الآراء والأفكـار المنحرفـة ، التي اتّسعت رقعتها في عهده، وترسيخ الاعتقادات الصحيحة، والدفاع عنها، وهو مانراه فيما أورناه هنا.

 (أ) - خلفاء زمانه‏ عليه السلام
 (١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: كانت سنو إمامته عليه السـلام بقيّة ملك الواثق‏، ثمّ ملك المتوكّل، ثمّ أحمد المستعين، ثمّ ملك  المعتزّ. {دلائل الإمامة: ٤٠٩، س ٧}.
 (٢)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله؛: وكانت في أيّام إمامته [أي أبي الحسن الهادي ‏عليه السلام] بقيّة ملك المعتصم، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وسبعـة أشهر، {في تاج المواليد: تسعة أشهر} ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة، ثمّ ملك ابنـه المنتصر ستّة أشهـر، ثمّ ملك المستعين - وهـو أحمد بن محمّد بن المعتصم سنتين وتسعة أشهر، ثمّ ملك ‏{في تاج المواليد: تسعة أشهر، من دون ذكر سنتين} المعتزّ - وهو الزبير ابن المتوكّل - ثماني سنين وستّة أشهر.
{إعلام الورى: ٢/١٠٩، س ١٣ عنه البحار: ٥٠/٢٠٦، ضمن ح ٢١. تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: ١٣١، س ٩. الأنوار البهيّة: ٢٩٧، س ١٦}.
(٣)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: كان في سني إمامته عليـه السلام بقيّة ملك المعتصم، ثمّ الواثق، والمتوكّل، والمنتصر، والمستعين، والمعتزّ، وفي آخر ملك المعتمد استشهد مسموما.
{المناقب: ٤/٤٠١، س ١٩ عنه البحار: ٥٠/١١٤، ضمن ح ٢، وأعيان الشيعة: ٢/٣٦، س ٣٥}.
(٤)- ابن الصبّاغ رحمه الله: كانت أوايل إمامته عليه السلام في بقيّة ملك المعتصم، ثمّ‏ ملك الواثق خمس سنين وتسعة أشهر، ثمّ ملك المتوكّل أربعة عشر سنة، ثمّ ملك ابنـه المنتصر ستّة أشهر، ثمّ ملك المستعين ابن أخي المتوكّل، ولم ‏يكن أبوه خليفة ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثمّ ملك المعتزّ، وهو الزبير ابن المتوكّل. {الفصول المهمّة: ٢٨٣، س ١١}.
(٥) - ابن الصبّاغ رحمـه الله: معاصـره‏ عليـه السـلام الواثق، ثمّ المتوكّل أخـوه، ثمّ ابنـه المنتصر، ثمّ المستعين ابن أخي المتوكّل.{الفصول المهمّة: ٢٧٨، س ٢. نور الأبصار: ٣٣٤، س ١١}.

(ب) - أحواله‏ عليه السلام مع خليفة زمانه
١- الحسين بن عبد الوهّاب رحمـه الله؛: عن الحسن بن إسماعيل شيخ من أهل ‏النهرين قال: خرجت أنا ورجل من أهل قريتي إلى أبي الحسن عليه السلام بشي‏ء كان معنا،... فسلّمنا ما كان معنا إلى جاريـة، وأتاه رسـول السلطان، فنهض ليركب. {عيون المعجزات: ١٣٥، س ٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣٠}.
٢- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله.. أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال. حدث  لبعض أولاد الخليفة وليمة، فدعانا فيها ، ودعا أبا الحسن‏ عليه السلام معنا، فدخلنا.
{إعلام الورى: ٢/١٢٣، س ١٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٨}.

  (ج) - أحواله‏ عليه السلام مع المعتصم
١- العلّامة المجلسيّ رحمه الله؛: روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه عليهمـا وذكر أنّه عليـه السلام زار [أمير المؤمنين ‏عليه السلام] بها في يوم الغدير في السنة التي أشخه المعتصم. {البحار: ٩٧/٣٥٩، ح ٦. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٦٦٢}.

 (د) - أحواله‏ عليه السلام مع الواثق
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛. خيران الأسباطيّ قال: قدمت على أبي الحسن عليه السلام المدينة فقال لي: مـا خبر الواثق عندك؟
قلت: جعلت فداك، خلّفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به، عهدي به منذ عشرة أيّام.
قال: فقال لي: إنّ أهـل المدينة يقولون: إنّه مات، فلمّا أن قال لي الناس، علمت أنّه هـو. ثمّ قال لي: ما فعل جعفر؟
قلت: تركته أسوء الناس حالاً في السجن. قال: فقال: أما إنّه صاحب الأمر، ما فعل ابن الزيّات؟ قلت: جعلت فداك، الناس معه والأمر أمره.
قال: فقال: أمـا إنّه شؤم عليه قال: ثمّ سكت وقال لي: لا بدّ أن تجري مقادير اللّه تعالى وأحكامه، يا خيران! مات الواثق، وقد قعد المتوكّل جعفر، وقد قتل ابن الزيّات.
فقلت: متى جعلت فداك؟ قال ‏عليه السلام: بعد خروجك بستّة أيّام. {الكافي: ١/٤٩٨، ح ١. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٣٨}.
(٢)- الخطيب البغداديّ رحمه الله: أخبرنا محمّد بن أحمـد بن رزق، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرى‏ء النقّاش‏، حدّثنا الحسين بن حماد المقرى‏ء- بقزوين‏ - حدّثنا الحسين بن مـروان الأنباريّ، حدّثني محمّد بن يحيى المعازي قال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته -: من حلق رأس آدم حين حجّ؟ فتعابي القوم عن الجواب.
فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي ‏طالب:، فأحضر، فقال: يا أبا الحسن! من حلق رأس آدم؟ فقال‏ عليه السلام: سألتك [باللّه‏] يا أمير المؤمنين! إلّا أعفيتني. قال: أقسمت عليك لتقولنّ.
قال ‏عليه السلام: أما إذ أبيت فإنّ أبي حدّثني، عن جدّي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم: أمر جبريل أن ينزل بياقوتة مـن الجنّة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم ‏عليـه السلام، فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صارحرما.
{تاريخ بغداد: ١٢/٥٦ رقم ٦٤٤٠ عنه إحقاق الحقّ:  ١٢/٤٥٠، س ١٢، و ١٩/٦١٠، س ١٢. البحـار: ٥٠/٩٦، ح ٥٠، عن الـدرّ المنثور للسيوطـي، عن تاريخ بغداد. عـنه مستدرك الوسائل: ٩/٣٣٠،
ح ١١٠٢٢. الأنوار البهيّة: ٢٨٣، س ٧، عن الدرّ النظيم.  قطعة منه في (يمينه ‏عليه السلام) و(ما رواه عن النبيّ‏ صلى الله عليه و آله وسلم)}.

(ه') - أحواله عليه السلام مع المتوكّل
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمـه الله؛: وكان المتوكّل أشخصه مع يحيى ابن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سرّ من رأى، فتوفّي بها عليه السلام ودفن في داره.
{الكافي: ١/٤٩٨، س ١١. إرشاد المفيد: ٣٢٧، س ١١. إعلام الورى: ٢/١٠٩، س ٧. كشف الغمّة: ٢/٣٧٦، س ١٨}.
(٢)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، ذكره قال: لمّا سمّ المتوكّل نذر: إن عوفي أن يتصدّق بمال كثير.
فلمّا عوفي سأل الفقهاء عن حدّ المال الكثير؟ فاختلفوا عليه ، فقال بعضهم: مائة ألف، وقال بعضهم: عشـرة آلاف؛ فقالوا فيه أقاويل مختلفة، فاشتبه عليه الأمر.
فقال له رجل من ندمائه يقال له صفعان: ألا تبعث إلى هـذا الأسـود فتسأل عنه؟ فقال له المتوكّل: من تعني ويحك؟
فقال له: ابن الرضا، فقال له: وهو يحسن من هـذا شيئا؟ فقال: إن أخرجك مـن هـذا فلي عليك كذا وكذا، وإلّا فاضربني مائة مقرعة.
فقال المتوكّل: قد رضيت يا جعفر بن محمّد ، سر إليه، وسله عن حدّ المـال الكثير؛ فصار جعفر بن محمود إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام فسأله عن حدّ المال الكثير؟
فقال ‏عليه السلام: الكثير ثمانون. فقال له جعفر: يا سيّدي! إنّه يسألني عن العلّة فيه؟ قال له أبوالحسن ‏عليه السلام: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول:(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ){التوبة: ٩/٢٦}، فعدّدنا تلك المواطن فكانت ثمانين.
{الكافي: ٧/٤٦٣، ح ٢١ عنه حليـة الأبرار: ٥/١٩، ح ٥، ونور الثقلين: ٢/١٩٧، ح ٩٠، والبرهان: ٢/١١٢، ح ٢. تهذيب الأحكام: ٨/٣٠٩، ح ١١٤٧، بتفاوت. عنه عوالي اللئالي: ٢/٣١٤، ح ١٠.
المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٢، س ١٧، بتفاوت، عنه البحار: ٥٠/١٦٢، ح ٤١. الإحتجاج: ٢/٤٩٧، ح ٣٢٩ عنه وعن المناقب، البحار: ١٠١/٢١٦، ح ٦.
العيّاشيّ: ٢/٨٤، ح ٣٧، وفيه: عن يوسف بن السخت، مكاتبـة. عنه البحار: ١٠١/٢٢٧، ح ‏٥٦، والبرهان: ٢/١١٢، ح ٤.
كشف الغمّة: ٢/٣٦٨، س ٤، وفيه: محمّد بن عليّ بن موسى، وهو تصحيف كما أشار إليه المؤلّف. تفسير القمّـيّ: ١/٢٨٤، س ٢٢، بتفاوت، عنه نور الثقلين: ٢/١٩٦، ح ٨٩ عنـه وعن الكافـي، البحـار:١٩/١٦٥، ح ٨، و ١٠١/٢١٧، ح ٧، والبرهان: ٢/١١، ح ١. تحف العقول: ٤٨١، س  ١٢، عنـه وعن تفسير القمّيّ والتهذيب والكافـي والإحتجـاج، وسائل ‏الشيعـة:  ٢٣/٢٩٨، ح ٢٩٦٠٦.
تذكرة الخواصّ: ٣٢٢، س ٢٠، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٥٠، س ٢. مجمع البيان: ٣/١٧، س ١٧، باختصار.
تاريخ بغداد: ١٢/٥٦ رقم ٦٤٤٠، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٤٩، س ٨، و ١٩/٦١١، س ٢. إحقاق الحقّ: ١٢/٤٤٩، س ٢٠، عن كتاب نزهة الجليس لعبد الرحمان الصفوري البغدادى.
قطعة منه في (ألقابه ‏عليه السلام)، و(حكم من نذر أن يتصدّق بمال كثير)، و(التوبة: ٩/٢٦)}.
(٣)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمـه الله؛: الحسين بن الحسن الحسنيّ‏ {في البحـار: الحسين بن الحسن الحسينيّ} قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قدأعياني أمر ابن الرضا؛ أبى أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في‏ هذا. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصّاف‏ {قصف الرجل، قصفا وقصوفا: أقام في أكل وشـرب ولهـو. أقـرب المـوارد: ٣٥٤/٤، (قصف)} عزّاف يأكل ويشرب ويتعشّق. {العزف: اللّعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرهمـا ممّا يضرب والعازف: اللاعب بها والمغنّي. لسان العرب: ٩/٢٤٤، (عزف)} قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه به على الناس، ونقول: ابن الرضا. فكتب إليه وأُشخص مكرما، وتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد والناس علـى أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها، وحوّل الخمّارين والقيان إليه، ووصله وبرّه، وجعل له منزلاً سريّا حتّى يزوره هو فيه.{أي العالية والرفيعة} فلمّا وافى موسـى تلقّاه أبو الحسن عليه السـلام في قنطرة وصيف، وهـو موضع تتلقّى فيـه القادمون، فسلّم عليه ووفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قـد أحضرك ليهتكك، ويضع منك، فـلا تقرّ له أنّك شربت نبيذا قطّ.
فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال‏ عليه السلام: فلاتضع من قدرك، ولا تفعل فإنّما أراد هتكك. فأبى عليه، فكرّر عليه؛ فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال: أمّا إنّ هذا مجلس لاتجمع أنت وهو عليه أبدا. فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ؛ فيروح. فيقال: قد سكر، فبكّر؛ فيبكّر، فيقال: شرب دواء.
فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه.
{الكافي: ١/٥٠٢، ح ٨ عنه البحار: ٥٠/١٥٨، ح ٤٩، بتفاوت، ومدينة المعاجز: ٧/٤٢٩، ح ٢٤٣١، وحلية الأبرار: ٥/٣٩، ح ١، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٢، ح ١٣.

إرشاد المفيد: ٣٣١، س ٢٠، بتفاوت. عنه البحار: ٥٠/٣، ح ٦.  إعلام الورى: ٢/١٢١، س ١٢، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ٣/٣٦٢، س ١٨. كشف الغمّة: ٢/٣٨١، س ٢، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٩، س ٢١، بتفاوت. الخرائج والجرائح: ٢/٩٤٠، س ٨. قطعة منه في (لقبه ‏عليه السلام)، و(أحوال أخيه عليه السلام موسى المبرقع)، و(إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية)، و(موعظته عليه السلام في ترك شرب النبيذ)}.
٤- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله.. جعفر بن رزق اللّه،- أو رجل عن جعفر بن رزق اللّه - قال: قدم إلى المتوكّل رجل نصرانيّ فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحدّ فأسلم.
فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله. وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود. وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فأمر المتوكّل بالكتاب إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام وسؤاله عن ذلك.
فلمّا قرأ الكتاب كتب ‏عليه السلام: يضرب حتّى يموت. فأنكر يحيى بن أكثم، وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين! سل عن هذا فإنّه شي‏ء لم ينطق به كتاب، ولم تجي‏ء به سنّة.
فكتب إليه: أنّ فقهاء المسلمين قد أنكروا هـذا وقالوا لم يجي‏ء به سنّة ولم‏ ينطق به كتاب فبيّن لنا لم أوجبت عليه الضرب حتّى يموت فكتب ‏عليه السـلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم
(فَلَمّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنّا بِاللّهِ‏{في المصدر: فلمّا أحسّوا، وكلمـة(أحسّوا) ليست في القرآن} وَحْدَهُ‏ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنّا بِهِ‏ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ  إِيمَنُهُمْ لَمّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنّتَ اللّهِ الّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ‏ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَفِرُونَ). قال: فأمر به المتوكّل، فضرب حتّى مات.
{الكافي: ٧/٢٣٨، ح ٢. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٤٨}.
(٥) - الحضينيّ رحمـه الله؛: عن الحسن بن مسعود، وعليّ، وعبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا على سيّدنا أبي الحسـن(عليه السـلام) بسامـرّا وبين يديه أحمد بن الخصيب، ومحمّد وإبراهيم الخيّاط، وعيونهم تفيض من الدمع، فأشار (عليه السلام) إلينا بالجلوس فجلسنا وقال: هل علمتم ما علمه إخوانكم؟ فقلنا: حدّثنا منه يا سيّدنا ذكرا.
قال: نعم! هذا الطاغي قال مسمعا لحفدته وأهل مملكته: تقول شيعتك الرافضة: إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون إلّا للّه، فهل تستطيع إن أردت سوءا تدفعه؟
فقلت له: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ‏ إِلّا هُـوَ){الأنعام: ٦/١٧} فأطـرق ثمّ‏ قـال: إنّك لتروي لكم قدرة دوننا، ونحن أحـقّ به منكم، لأنّنا خلفاء وأنتم رعّيتنا، فأمسكت عن جوابـه، لأنّه أراد يبيّن جبره بـي فنهضت. فقال: لتقعدنّ وهو مغضب، فخالفت أمره، وخرجت فأشار إلى من حوله: الآن خذوه، فلم تصل أيديهم إليّ، وأمسكها اللّه عنّي فصاح: الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا.فلم يستتمّ كلامـه حتي زلزلت الأرض، ورجفت فسقط لوجهـه وخرجت، فقلت في غد الذي يكون له هنا قدرة يكون عليه الحكم لا له، فبكينا على إمهال اللّه عليه وتجبّره علينا وطغيانه، فلمّا كان من غد ذلك اليوم فأذن لنا فدخلنا. فقال: هذا ولّينا زُرافة يقول: إنّه قد أخـرج سيفا مسمومـا من الشفرتين، وأمره أن يرسل إليّ فإذا حضرت مجلسه أُخلّي زُرافـة لامته منّي، ودخل إليّ بالسيف ليقتلني به، ولن يقدر على ذلك. فقلنا: يا مولانا! اجعل لنا من الغمّ  فرجا. فقال: أنا راكب إليه فإذا رجعت فاسألوا زُرافة عمّا يرى.
قال: وجاءته الرسل من دار المتوكّل‏، فركب وهـو يقول: (إِنّ كَيْدَ الشّيْطَنِ كَانَ ضَعِيفًا) {النساء: ٤/٧٦} ولم نزل نرقّب رجوعـه إلى أن رجع ومضينا إلى‏ زُرافـة، فدخلنا عليه في حجرة خلوته، فوجدناه منفردا بها، واضعا خدّه على الأرض يبكي، ويشكر اللّه مولاه ويستقيله، فما جلس حتّى أتينا إليه فقال لنا: اجلسوا ياإخواني حتّى أُحدّثكم بما كان من هذا الطاغي ومن مولاي أبي الحسن عليه السلام‏. فقلنا له: سرّنا سرّك اللّه.
فقال: إنّه أخرج إليّ سيفا مسموم الشفرتين، وأمرني ليرسلني إلى مولاي أبي ‏الحسن عليه السـلام إذا خلا مجلسه فلا يكون فيه ثالث غيري، وأعلو مولاي بالسيف فأقتله، فانتهيت إلى ما خرج به أمره إليّ، فلمّا ورد مولاي للدار، وقفت مشارفا، فأعلم ما يأمر به وقد أخليت المجلس وأبطأت. فبعث إليّ هذا الطاغي خادما يقول: امض ويلك! ما أمرك به. فأخـذت السيف بيدي ودخلت ، فلمّا صرت في صحن الـدار ورآني مولاي، فركل برجله وسط المجلس، فانفجرت الأرض وظهر منها ثعبان عظيم فاتح فاه،لو ابتلع سامرّا ومن فيها لكان في فيه سعة لا ترى مثله،
فسقط المتوكّل لوجهه، وسقط السيف من يده ، وأنا أسمعه يقـول: يا مولاي ويا ابن عمّي أقلني أقالك اللّه، وأنا أشهد أنّك على كلّ شي‏ء قدير.
فأشار مولاي بيده إلى الثعبان، فغاب ونهض وقال: ويلك! ذلك اللّه ربّ ‏العالمين، فحمدنا اللّه وشكرناه.
{الهداية الكبرى: ٣٢٢، س ٢. قطعـة منه في (إخراجـه‏ عليه السـلام الثعبان من الأرض) و(تزلزل الأرض ونجاته عليه السـلام عن المتوكّل) و(إخباره عليه السلام عن الوقائع الآتية) و(سورة الأنعام: ٦/١٧)، (سورة النساء: ٤/٧٦)}.
(٦)- الحضينيّ رحمـه الله؛: حدّثني محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن المفضّل قال: سألت سيّدي أباعبد اللّه الصادق‏ عليه السلام... قال المفضّل: يا سيّدي! إلى أين يسير المهديّ‏ عليه السلام؟ قال:إلى مدينة جدّه رسول اللّه‏ صلى الله عليـه و آله وسلم، ويحضر السيّد محمّد الأكبر رسـول اللّه، والصدّيق الأعظم أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمّة عليهما السلام إمام بعد إمام، وكّل من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا ويقـوم عليّ بن محمّد عليهما السلام، فيشكو إلى جدّه رسول ‏اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم تسيير جعفر المتوكّل إيّاه، وابنه الحسن، من المدينة إلى مدينة بناها على الدجلة تدعى بسامرّا، وما جرى عليه منه، إلى أن قتل المتوكّل ومات عليّ بن محمّد.
{الهداية الكبرى: ٣٩٢ س ١١ عنه حلية الأبرار: ٥/٣٧١ ح ١، والبحـار: ٥٣/١، س ٣} والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٧- الحضينيّ رحمه الله.. فارس بن ماهويه قال: بعث المتوكّل إلى سيّدنا أبي ‏الحسن (عليه السلام) أن اركب واخرج معنا إلى الصيد لنشاركك.
فقال عليه السلام للرسول: قل له إنّي راكب، فلمّا خرج الرسول قال: كذب، مايريد إلّا غير ما قال. قلنا: يا مولانا! فما الذي يريد؟
قال: فما يظهر مايريده بما يعيده من اللّه، وهو يركب في هذا اليوم ويخرج إلى الصيد فيه همّه جيشه على القنطرة في النهر، فيعبر سائر العسكر ولا تعبر دابّتي وأرجع ؛ فيسقط المتوكّل عن فرسـه وتزيل رجله، فتوهن يده ويمرض شهرا.
قال فارس: فركب سيّدنا على ركوبه مع المتوكّل قال له: يا ابن عمّي! فقال: نعم! وهو سائر معه في ورودالنهر والقنطرة، فعبر سائر الجيش وتشعّثت القنطـرة وانهدمت، ونحن في أواخر القوم مع سيّدنا وأرسـل الملك تحته. فلمّا وردنا النهر والقنطرة فامتنعت دابّته أن تعبر، وعبر سائر الجيش ودوابّنا، واجتهدت رسل المتوكّل في دابّته ولم تعبر، وبعد المتوكّل ، فلحقوا به ورجع سيدّنا، فلم يمض من النهار ساعةً حتّى جـاء الخبر: أنّ المتوكّل سقط عن دابّته، وزالت رجله وتوهنت يده وبقي عليلاً شهرا، وعتب على أبي‏ الحسن.
فقال أبو الحسن ‏عليه السـلام: ما رجع إلّا فزع لا تصيبه هـذه السقطـة عليه، وإنّمـا رجعنا غصب عنّا لا تصيبنا هـذه السقطة، فقال أبو الحسن: صدق الملعون وأبدى ما كان في نفسه.
{الهداية الكبرى: ٣١٨، س ٢٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٤}.
٨- الحضينيّ رحمه الله؛. عليّ بن يونس: حملت ألطافا وبزّا من قوم من الشيعة، وجعلوني رسولهم إلى أبي الحسن(عليـه السلام) بعد وروده من سامرّاء، فلمّا دخلت سألت عنه.
فقيل لي: هو مع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلى الحلّة طمعا أنّي أراهم فلم أصل إليه، ورأيت الناس جلوسا يترقّبونه. فوقفت على الطريق مـع ذلك الخلق، فما لبث أن انصرف المتوكّل ومن كان معه، وأقبل أبوالحسن (عليه السلام). {الهداية الكبرى: ٣١٦، س ٣. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٥٣}.
 ٩- الحضينيّ رحمـه الله؛: قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ، وكان بابا لمولانا الحسن، وبعده رأى مولانا محمّدا عليهما السـلام من بعد عمر بن الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، وعليّ ابن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن عبد اللّه الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابنا قارن، فشكونا إلى أبي شعيب، وقلنا: ما ترى إلى مـا قد نزل بنا من عدوّنا هـذا الطاغي المتوكّل على سيّدنا أبي الحسن (عليه السلام) وعلينا، وما نخافه من شرّه.
فقال عليه السلام: كم تشكون إليّ ما كان مـن تمرّد هذا الطاغي علينا ودعا بدعوات، فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوبا يستقيل اللّه ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة.
{الهداية الكبرى: ٣٢٣، س ١١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٧٢}.
١٠- الحضينيّ رحمـه الله ؛: محمّد بن إبراهيم الكوفيّ قال: حدّثني أحمد بن الخصيب بسامرّا وقـد سألته عن لعن أبي الحسن‏ عليه السلام لفارس بن حاتم بن ماهويه؟
وكان السبب فيه أنّ المتوكّل بعث في يوم دجن والسحاب يلقي رذاذا وكان في وقت الربيع من الزمان، وقد أمر المتوكّل فزخـرفت داره ، وأظهر فيها من الجوهـر وألوان الطيب، وأفضل ممّا كان يظهر، وأظهـر القينات والمغنّين في ألوان التزيين ، ووقفوا صفوفا والملاهـي على صدورهم، وجلس على السرير ولبس البردة، وجعل التاج على رأسه، وأنفذ رسـلاً إلى أبي‏ الحسن عليه السـلام ودخل معه فارس بن ماهويه،وفي يد المتوكّل كأس مملوء خمرا. فلمّا انتهى أبو الحسن عليه السلام إلى داره في المدينة، فعلى له رتبـة وتطاول إليـه، ودعا بسفرة فجعلت مع جانبه وأقبل عليه، وقال: يا ابن العمّ! ما ترى إلى هذه الدنيا وحسن هذا اليوم، واستشعارنا فيه والسرور بك؟
فقال: للّه وهو غير باش به، وقال: إنّ سروري أتاني بما أطعتني فيه ، رفعت منزلتك وأطعتك فيمـا تحبّ، وأفضلت على أهل بيتك ومواليك، وكنت لك كنفسك، وإن خالفتني فيه حملتني على قطع الرحم بيني وبينك، ومعصية اللّه فيك، وقصد أهل ومواليك بما لا تحبّه، فاختر أيّ الحالتين شئت، وأرجـوا أن لا تخالفني؛ ثمّ حلف له بغليظ الأيمان المؤكّدة لينفي له ما سمعه ‏منه.
فقال أبو الحسن‏ عليه السلام: هذه تباشير خير، سنة شرّ لا خير فيه، فقال: اللّه ‏الكافي. فقال المتوكّل للمغنّين: غنّوا واضربوا بالملاهـي، وغنّوا، وشربوا، وشرب المتوكّل، فقال للخادم: هاته في
كأس خمر، وادفعه إليه، وأقبل المتوكّل على أبي الحسن‏ عليه السـلام وقال: قد سمعت مأمون الأيمان وأنا بها أسألك أن تشرب هذا الكأس.
 فقال له أبو الحسن: أستغفر اللّه من الشيطان الرجيم! فأخاف اللّه وأخشاه، فإنّي لا أبدّل طاعتك في معصية اللّه.
 فضحك المتوكّل وقال للخـادم: هلمّه واسق فارس بن ماهويه ، فأخذ فارس الكأس، فشربه وخرج مع أبي الحسن.
فقال المتوكّل: لا يسير ابن عمّـي في هـذا المطر إلّا راكبا؛ فقدّموا إليه الطيّارة ليفعلوا ذلك، فجلس عليه السلام ومعه فارس. {الهداية الكبرى: ٣١٧، س ٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٠١}.
١١- عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمه الله: قال: حدّثني أبي قال: أمر المعتصم أن يحفر بالبطائية(البطانية) بئر، فحفروا ثلاثمائة قامةً فلم يظهر الماء فتركه ولم ‏يحفره.
 فلمّا ولّى المتوكّل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتّى يبلغ الماء، فحفروا حتّى وضعوا في كلّ مائة قامة بكرة،  حتّى انتهوا إلى صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان بقربها. فأخبروا المتوكّل بذلك فلم يعلم بذلك ما ذاك.
فقالوا: سل ابن الرضا عن ذلك، وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام فكتب إليه يسأل عن ذلك.
فقال أبو الحسن‏ عليه السلام: تلك بلاد الأحقاف، وهم قوم عاد الذين أهلكهم اللّه بالريح الصرصر. {تفسير القمّيّ: ٢/٢٩٨، س ٩. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ٩٤٩}.
(١٢)- المسعوديّ رحمه الله؛: حدّث أبو عبد اللّه محمّد بن عرفة النحويّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد المبرّد
قال: قال المتوكّل لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنهم: ما يقول  ولد أبيك في العبّاس بن عبد المطّلب؟ قال: وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض اللّه طاعة بنيه ‏على خلقه، وافترض ‏{في كشف الغمّة والأنوار البهيّة: نبيّه، وهو غير صحيح} طاعته على بنيه؟ فأمر له بمائة ألف درهم، وإنّما أراد أبو الحسن طاعة اللّه على بنيه، فعرّض.
{مروج الذهب: ٤/٩٣، س ٨ عنه إحقاق الحقّ: ١٩/٦١٨، س ٨، والأنوار البهيّة: ٢٩٤، س ١٣. كشف الغمّة: ٢/٣٧٦، س ٥، وفيه: عليّ بن يحيى بن أبي منصور قال: كنت يوما بين يدي المتوكّل،....
 عنه البحار: ٥٠/٢٠٦، ح ٢٠}.
 (١٣)- المسعوديّ رحمه الله؛: حدّثنا ابن الأزهر قال: حدّثني القاسم بن عباد قال: حدّثني يحيى بن هرثمة قال: وجّهني المتوكّل إلى المدينة لإشخاص عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر: لشي‏ء بلغه عنه؛ فلمّا صرت إليها ضجّ أهلها، وعجّوا ضجيجا وعجيبا ما سمعت مثله ، فجعلت أسكّنهم وأحلف لهم أنّي لم أُومر فيه بمكروه، وفتّشت بيته ، فلم ‏أجد فيه إلّا مصحفا ودعاءً، وما أشبه ذلك، فأشخصته وتولّيت خدمته وأحسنت عشرته. فبينا أنا[نائم‏] يوما من الأيّام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذركب وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابّته،
فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلّا هنيهةً حتّى جـاءت سحابـة فأرخت عزاليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جدّا.
 فالتفت إليّ، وقال: أنا أعلم أنّك أنكرت ما رأيت، وتوهّمت أنّي علمت من الأمـر ما لا تعلمه، وليس ذلك كما ظننت، ولكن نشأت بالبادية،فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر. فلمّا أصبحت هبّت ريح لا تخلف، وشممت منها رائحـة المطر، فتأهّبت لذلك. فلمّا قدمت مدينـة السـلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهريّ - وكان على بغداد.
فقال لي: يا يحيى! إنّ هذا الرجل قد ولّده رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم، والمتوكّل من تعلم، وإن حرضته على قتله كان رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم خصمك.
فقلت: واللّه! ما وقفت له إلّا على كلّ أمر جميل. فصرت إلى سامرّا، فبدأت بوصيف التركيّ، وكنت من أصحابه.
فقال: واللّه! لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بهـا غيري ، فعجبت مـن قولهما، وعرّفت المتوكّل ما وقفت عليه، وما سمعته من الثناء عليه، فأحسن جائزته، وأظهر برّه وتكرمته.
{مروج الذهب: ٤/١٧٠، س ٦ عنه الأنوار البهيّة: ٢٨٨، س ٩، وإحقاق الحقّ: ١٩/٦١٥، س ٣. تذكرة الخواصّ: ٣٢٢، س ٤، بتفاوت. عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ٣٢.
قطعة منه في (ما كان عنده‏ عليه السـلام من أموال الدنيا) و(لباسه ‏عليه الـسلام) و(مركبه‏ عليه السلام) و(ضجّة أهـل المدينة لإحضاره‏ عليه السـلام المتوكّل) و (علمه عليه السـلام بالرياح ومجيئى المطر) و(إخباره عليه السلام بما في الضمائر)}.
(١٤) - المسعوديّ رحمه الله؛: وكتب بريحة العبّاسيّ صاحب الصلاة بالحرمين إلى المتوكّل: إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج عليّ بن محمّد منهما، فإنّه قد دعا إلى نفسه ، واتّبعه خلق كثير. وتابع بريحـة الكتب في هذا المعنى، فوجّه المتوكّل بيحيى بن هرثمة،وكتب معه إلى أبي الحسن‏ عليه السلام كتابا جميلاً يعرّفه أنّه قد اشتاقه ويسأله القدوم عليه، وأمر يحيى بالمسير معه كما يجب، وكتب إلى بريحة يعرّفه ذلك. فقدم يحيى بن هرثمة المدينـة، فأوصل الكتاب إلى بريحـة، وركبا جميعا إلى أبي ‏الحسن ‏عليه السـلام، فأوصلا إليه كتاب المتوكّل ، فاستأجلهما ثلاثا. فلمّا كان بعد ثلاث عاد إلى داره، فوجـد الدواب مسرجة، والأثقال مشدودة قدفرغ منها. وخرج صلّى اللّه عليه متوجّها نحو العراق، واتّبعه بريحة مشيّعا، فلمّا صار في بعض الطـريق قال له بريحـة: قد علمت وقوفك على أنّي كنت السبب في حملك، وعليّ‏ حلف بأيمان مغلظة، لئن شكوتني إلى أمير المؤمنين ، أو إلى أحد من خاصته، وأبنائه لأجمرنّ نخلك، ولأقتلنّ مواليك، ولأعـورنّ عيون ضيعتك، ولأفعلنّ، ولأصنعنّ. فالتفت إليه أبو الحسن‏ عليه السـلام فقـال له: إنّ أقرب عرضي إيّاك على البارحة، وما كنت لأعرضنّك عليه ثمّ لأشكونّك إلى غيره من خلقه. قال: فانكبّ عليه بريحة، وضرع إليه، واستعفاه.  فقال له: قد عفوت عنك. {إثبات الوصيّة: ٢٣٣، س ٧ عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ٢٩. عيون المعجزات: ١٣٣، س ١٧، بتفاوت. قطعة منه في (عفوه‏ عليه السلام عمّن ظلمه)}.
(١٥)- المسعوديّ رحمـه الله؛: ووجّه‏[المتوكّل‏] إلى أبي الحسن‏ عليه السـلام بثلاثين ألف درهـم، وأمره أن يستعين بها في بناء دار فخطّت، ورفع أساسها رفعا يسيرا.
فركب المتوكّل يومـا يطـوف في الأبنية، فنظر إلى داره لم ترتفع، فأنكر ذلك وقال لعبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزيره: عليّ‏ وعليّ. يمينا أكدّها لئن ركبت ولم ترتفع دار عليّ بن محمّد  لأضربنّ عنقه.
فقال له عبيد اللّه بن يحيى: يا أمير المؤمنين لعلّه في ضيقة. فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجّه بها عبيد اللّه مع ابنه أحمد، وقال: حدّثه بما جـرى؛ فصار إليه فأخبره بالخبر، فقال: إن ركب إلى البناء. فرجع أحمد بن عبيد اللّه إلى أبيه فعرّفه ذلك، فقال عبيد اللّه: ليس واللّه! يركب.
{إثبات الوصيّة: ٢٤٠، س ٣. الهداية الكبرى: ٣٢١، س ٣ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٣٣، ضمن ح ٢٥١٧. وحلية الأبرار: ٥/٥٦، ضمن ح ٦.
قطعة منه في (داره‏ عليه السلام) و(قبوله عليه السلام هدايا السلطان) و(إخباره‏ عليه السلام بأجل المتوكّل)}.
١٦- المسعوديّ رحمه الله؛ وقدم به [أي أبي الحسن الثالث‏ عليه السلام] بغداد وخرج إسحاق بن إبراهيم جملة القوّاد فتلقّوه  ثمّ خرج إلى سرّ من رأى فتلقّاه جملة من أصحاب المتوكّل، حتّى دخل إليهم، فأعظمه وأكرمه، ومهّدله، ثمّ انصرف عنه إلى دار أعدّت له؛ وأقام بسرّ من رأى. {إثبات الوصيّة: ٢٣٦، س ٢٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٩٧}.
١٧- المسعوديّ رحمه الله؛: روي أنّه [أي أبا الحسن الثالث ‏عليه السلام] دخل دار المتوكّل فقام يصلّي. {إثبات الوصيّة: ٢٣٩، س ١٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٧٣}.
١٨- المسعوديّ رحمه الله؛: روى أحمد بن محمّد بن قابنداذ الكاتب الإسكافيّ قال فصرت إلى سرّ من رأى فلم أصل إليه [أي أبي الحسن الهادي‏ عليه السـلام]ثمّ سمعت الناس يتحدّثون بأنّه يركب، فبادرت  ففاتني ودخل دار السلطان. {إثبات الوصيّة: ٢٣٧، س ١٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٧}.
١٩- الشيخ الصدوق رحمـه الله؛: الصقر بن أبي دلف قـال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن عليه السلام جئت أسأل عن خبره.
قال: فنظر إليّ الزراقيّ وكان حاجبا للمتوكّل، فأومأ إليّ أن ادخـل عليه، فدخلت إليه. فإذا هـو عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور.
{معاني الأخبار: ١٢٣، ح ٣١. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٥٦}.
(٢٠)- الشيخ المفيد رحمه الله؛: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عـن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن محمّد الطاهريّ‏ {في المصدر: ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ، ومـا أثبتناه هو الصحيح بقرينـة ما فـي ‏الكتب الرجاليّة وسائر المصادر} قال: مرض المتوكّل من خُراج خـرج به، فأشرف منه على الموت فلم‏{الخُراج: كلّ ما يخـرج بالبدن  كالدمل. المنجد: ١٧٢ (خرج)} يجسر أحد أن يمسّه بحديدة،فنذرت أُمّه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام مالاً جليلاً من مالها. وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هـذا الرجل يعني أبا الحسن‏ عليه السـلام فسألته فإنّه ربما كان عنده صفة شي‏ء يفرّج اللّه به عنك. فقال: ابعثوا إليه. فمضى الرسـول ورجع. فقال‏ عليه السـلام: خـذوا كُسب الغنم، فديفوه بماء الورد، {الكُسب بالضمّ: عصارة الدهن. لسـان العـرب: ١/٧١٧(كسب)} وَضِعوه على الخراج فإنّه نافع بإذن اللّه، فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله. فقال لهم الفتح: وما يضرّ من تجربـة ما قال، فواللّه! إنّي لأرجو الصلاح به، فأُحضر الكُسب، وديف  بماء الـورد، ووضع على الخُراج، فانفتح وخرج ما كان فيه، وبشّرت أُمّ المتوكّل بعافية. فحملت إلى أبي الحسن‏ عليه السـلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها ، واستقلّ المتوكّل من علّته. فلمّا كان بعد أيّام سعى البطحائيّ بأبي الحسن عليه السـلام إلى المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً، ويأخذ مايجده عنده من الأموال والسلاح، ويحمل إليه. قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي‏ الحسن‏ عليه السـلام بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلى السطـح، ونزلت من الدرجـة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار. فناداني أبوالحسن عليه السلام من الدار: يا سعيد! مكانك حتّى يأتوك بشمعة، فلم‏ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت فوجـدت عليه جبّة صوف، وقلنسوة منها، وسجّادته على حصير بين يديه، وهو مقبل على القبلة. فقال لي: دونك البيوت، فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئا، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أُمّ المتوكّل‏ وكيسا مختوما معها. فقال لي أبو الحسن‏ عليه السلام: دونك المصلّى ، فرفعته فوجدت سيفا في جفن ملبوس، فأخذت ذلك وصرت إليه، فلمّا نظـر إلى خاتم أُمّه على البدرة بعث إليها، فخرجت إليه فسألها عن البدرة؟ فأخبر  بعض خـدم الخاصـة: أنّها قالت: كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشـرة آلاف دينار، فحملتها إليـه وهـذا خاتمي على الكيس ماحرّكه؛ وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار، فأمـر أن يضمّ إلى البدرة بدرة أُخرى ، وقـال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن، واردد عليه السيف، والكيس بمـا فيـه، فحملت ذلك إليه واستحييت منه.
فقلت له: يا سيّدي! عزّ عليّ دخولي دارك بغير إذنك، ولكنّي مأمور. فقال لي: (وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُواْ أَىّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ){الشعراء: ٢٦/٢٢٧}.
{الإرشاد: ٣٢٩، س ١٨ عنه مستدرك الوسائل: ١٣/١٧٩، ح ١٥٠٣٤، قطعة منه، والأنوارالبهيّة: ٢٩١، س ١. الكافي: ١/٤٩٩، ح ٦، مختصرا. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٢٤، ح ٢٤٢٦، وحلية الأبرار: ٥/٣٦، ح ٢. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ٢٨١، س ٨ عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٥٢، س ١٠. إعلام الورى: ٢/١١٩، س ١٤ عنه وعن الإرشاد، البحار: ٥٠/١٩٨، ح ١٠.
الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٦، ح ٨ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٠، ح ٤٩. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٥، س ١٤. الدعوات: ٢٠٢، ح ٥٥٥ عنه البحار: ٥٩/١٩١، ح ٢ كشف الغمّة: ٢/٣٧٨، س ١٨.
حقاق الحقّ: ١٢/٤٤٨، س ١٦، عن كتاب فصل الخطاب لمحمد خواجه پارساى البخاري. قطعة منه في(لباسـه‏ عليه السـلام) و(فراشه‏ عليه السـلام) و(معاشرته عليه السلام مع أعدائه)
و(معالجته‏ عليه السـلام المرضـى) و(هدايا الناس إليـه ‏عليه السـلام) و(إخباره عليه السـلام بالوقائع العامّة) و(الشعراء: ٢٦/٢٢٧) و(عـلاج مرض المتوكّل بماء الورد)}.
(٢١)- الشيخ المفيد رحمه الله؛: وكان سبب شخوص أبي الحسن ‏عليه السلام، من المدينة، إلى سرّ من رأى أنّ عبد اللّه بن محمّد كان يتولّى الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فسعى بأبي الحسن عليه السـلام إلى المتوكّل، وكان يقصده بالأذى وبلغ أبا الحسن عليه الـسلام سعايته بـه. فكتب إلـى المتوكّل يذكر تحامل عبد اللّه بن محمّد عليه ، كذّبـه فيما سعـى به، فتقدّم المتوكّل بإجابته عن كتابه ودعائه فيـه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول، فخرجت نسخة الكتاب وهى:  بسم اللّه الرحمن الرحيم‏
« أمّا بعد فإنّ أمير المؤمنين عـارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقّك، مقدّر من الأُمـور فيك، وفي أهـل بيتك مـا يصلح اللّه به حالك وحالهم، ويثبت به عزّك وعزّهم، ويدخل الأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضى ربّه، وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم ، وقـد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمّد عمّا كان يتولّاه من الحـرب والصلاة بمدينة الرسـول ‏صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك، واستخفافه بقدرك، وعندما قرفك به، ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين برائتك منـه، {قرّف: عاب واتّهم. المنجد: ٦٢٢، (قرّف)} وصدق نيّتك في برّك، وقولك، وإنّك لم ‏تؤهّل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولّى أمير المؤمنين ما كان يلي مـن ذلك محمّد ابن الفضل وأمره بإكرامك، وتبجيلك، والإنتهاء إلى أمرك، ورأيك، والتقرّب إلى اللّه، وإلى أمير المؤمنين بذلك. وأمير المؤمنين مشتاق إليك، يحبّ إحداث العهد بك ، والنظر إليك فان نشطت لزيارته، والمقام قبلـه ما أحببت شخصت، ومن اخترت من أهل بيتك، ومواليك وحشمك، على مهلـة وطمأنينة، ترحّل إذا شئت، وتنزل إذا شئت، وتسير كيف شئت ، وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أميرالمؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلك، ويسيرون بسيرك، فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدّمنا إليه بطاعتك، فاستخر اللّه حتّى توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من إخوانه، وولده، وأهل بيته، وخاصّته، ألطف منه منزلة، ولا أحمد لهم أثرة، ولا هو لهم أنظر، ولا عليهم أشفق، وبهم أبّر، وإليهم أسكن منه إليك، والسـلام عليك ورحمة اللّه وبركاته ». وكتب إبراهيم بن العبّاس في شهر جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
فلمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسن‏ عليـه السلام تجهّز للرحيل، وخرج معه يحيى ابن هرثمة حتّى وصل إلى سرّ من رأى ، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يحجب عنه في يومـه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثمّ تقدّم المتوكّل بإفراد دار له فانتقل إليها.
{الإرشاد: ٣٣٢، س ٢٢ عنه البحار: ٥٠/٢٠٠، ح ١١، وأعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ٤٠. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٧، س ١٢، باختصار.
الكافي: ١/٥٠١، ح ٧، قطعة منه. عنه الوافي: ٣/٨٣٨، ح ١٤٥٢. روضة الواعظين: ٢٦٩، س ١٣. كشف الغمّة: ٢/٣٨٢، س ٧. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ٢٧٩، س ٢٠.
نور الأبصار: ٣٣٦، س ١. المستجاد من الإرشاد: ٢٣٩، س ٦، باختصار. إعلام الورى: ٢/١٢٥، س ١٢ عنه حلية الأبرار: ٥/٤٩، ضمن ح ١، والأنوار البهيّة: ٢٨٨، س ٤.
 قطعة منه في (كتابه‏ عليه السلام إلى المتوكّل)}.
(٢٢)- الشيخ الطوسيّ رحمه الله؛: أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن بوطير قال: حدّثني خير الكاتب قـال: حدّثني شيلمـة{في المناقب: سلمـة، وفي البحار: سميلة، وفي مدينة  المعاجز: سليمـة} الكاتب، وكان قد عمل أخبار سرّ من رأى قـال: كان المتوكّل‏ ركب إلى الجامع، ومعه عدد ممّن يصلح للخطابة، وكان فيهم رجل من ولـد العبّاس بن محمّد يلقّب بهريسـة، وكـان المتوكّل يحقّره، فتقدّم إليه أن يخطب ‏يوما، فخطب وأحسن، فتقدّم المتوكّل ‏يصلّي، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته من ورائـه، وقال: ياأمير المؤمنين!{المِنطَق والمنطقة والنِطاق: كلّ ما شدّ به وسطـه. لسان العـرب:  ١٠/٣٥٤(نطق)} من خطب يصلّي. فقال المتوكّل: أردنا أن نخجله فأخجلنا. وكان أحد الأشرار فقال يوما للمتوكّل : ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد، فـلا يبقى في الـدار إلّا مـن يخدمـه، ولا يتبعونه بشيل ستر {شالت الناقة بذنبها: أي رفعته. لسان العرب: ١١/٣٧٤، (شول)} ولافتح باب ولا شي‏ء، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر مافعل به هذا، دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه، ويمشي كما يمشي غيره، فتمسّه بعض الجفوة؛ فتقدّم ألّا يخدم ولا يشال بين يديه ستر، {الجفاوة: قساوة القلب. مجمع البحرين: ١/٨٩ (جفا)} وكان المتوكّل ما رُئي أحد ممّن يهتمّ بالخبر مثله.  قال: فكتب صاحب الخبر إليه: أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار، فلم يخدم ولم ‏يشل أحد بين يديه ستر، فهبّ هواء رفع الستر له فدخل. فقال: اعرفوا خبر خروجه ؛ فذكر صاحب الخبر أنّ هـواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّى خرج.
فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه.
{الأمالي: ٢٨٦، ح ٥٥٦ عنه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٣٤، ح ٢٤٣٦، والبحـار: ٥٠/١٢٨، ح ٦، وإثبات الهداة: ٣/٤٦٧ ح‏ ٢٣. المناقب لابن شهر آشوب: ٤/٤٠٦، س ٢٣، باختصار. عنه البحار: ٥٠/٢٠٣، ح ١٢. قطعة منه في (إشالة الستور له‏ عليه السلام)}.
٢٣- الشيخ الطوسـيّ رحمـه الله المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت يوما على المتوكّل وهو يشرب، فدعاني إلى الشرب. فقلت: يا سيّدي! ما شربته قطّ. فقال: أنت تشرب مع عليّ بن محمّد . فقلت له: ليس تعرف من في يديك، إنّما يضرّك ولا يضرّه؛ ولم أُعد ذلك ‏عليه. قال: فلمّا كان يوما من الأيّام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل -يعني المتوكّل - خبر مال يجي‏ء من قمّ، وقد أمرني أن أرصده لأُخبره به، فقل لي: من أيّ طريق يجي‏ء حتّى أجتنبه؟ فجئت إلى الإمام عليّ بن محمّد (عليهما السـلام) فصادفت عنده من احتشمـه، فتبسّم وقـال لـي: لا يكـون إلّا خير.
يا أبا موسى! لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟ فقلت: أجللتك يا سيّدي! فقال لي: المال يجي‏ء الليلة، وليس يصلون إليه، فبت عندي. فلمّا كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع بالسـلام، وقال لي: قد جاء الرجل ومعـه المال، وقد منعه الخادم الوصـول إليّ ، فاخرج وخـذ ما معـه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.
{الأمالي: ٢٧٥، ح ٥٢٨. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٦}.
٢٤- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛. مقبل الديلميّ قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامـة عبـد اللّه بن جعفر بن محمّد فأخبرا أنّ أبا الحسن عليّ بن محمّد مولانا ركب إلى دار المتوكّل.
قال: فوقفا إلى أن عـاد أبو الحسن عليـه السـلام من موكب المتوكّل وبين يديه الشاكريّة ومن ورائه الركبة يشيّعونه إلى داره. {دلائل الإمامة: ٤١٦، ح ٣٨٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣١}.
٢٥- أبو جعفـر الطبريّ رحمـه الله؛ مقبل الديلمـيّ قال: كنت جالسـا على بابنا بسرّ من رأى، ومولانا أبو الحسن(عليه السلام) راكب لدار المتوكّل الخليفة.
{دلائل الإمامة: ٤١٧، ح ٣٨١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣٢}.
٢٦- أبو جعفـر الطبريّ؛ أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن أحمد الفهقليّ الكاتب،قال: حدّثني  أبي قال: كنت بسـرّ من رأى أسير في درب الحصا، فرأيت يزداد النصرانيّ  قال بلغنـي أنّ الخليفة استقدمه[أي‏ عليّ بن محمّد ابن الرضا:] من الحجاز فرقا منه، لئلّا ينصرف إليه وجـوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم، يعني بني العبّاس.
{دلائل الإمامة: ٤١٨، ح ٣٨٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣٣}.
٢٧- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله. عليّ بن محمّد النوفليّ قال: قال عليّ بن محمّد عليهما السلام لمّا بدأ المتوكّل بعمارة الجعفريّ في سرّ من رأي: يا عليّ! إنّ هـذا الطاغية يُبتلى ببناء مدينة لا تتمّ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، على يد فرعون من فراعنة الأتراك. {دلائل الإمامة: ٤١٤، ح ٣٧٦. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦١}.
 ٢٨- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: روي أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه،  وإنّما أراد بذلك أن يترجّل أبو الحسن‏ عليه السلام، فترجّل بنو هاشم وترجّل أبو الحسن‏ عليه السـلام واتّكى على رجل من مواليـه، فأقبل عليه الهاشميّون. وقالوا: يا سيدّنا! ما في هـذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، يكفينا اللّه به تعزّز هذا؟ فقال لهم أبو الحسن عليه السلام: في هـذا العالم مَن قلامة ظفره أكـرم على اللّه من ناقة ثمود، لمّا عقـرت الناقة صاح الفصيل إلى اللّه تعالى، فقال اللّه سبحانه: (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) فقتل المتوكّل يوم الثالث. {عيون المعجزات: ١٣٥، س ٢٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٢}.
(٢٩)- الحلواني رحمـه الله؛: قال [الهادي‏] عليه السلام لمّا سأله المتوكّل، فقال له: مايقـول بنو أبيك في العبّاس؟ [قال ‏عليه السـلام: ما يقولون في رجل فرض اللّه طاعته على الخلق‏] وفرض ‏اللّه طاعة العبّاس عليه؟
{نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: ١٤٢، ح ٣٠. أعلام الدين: ٣١٢، س ٧ عنه البحار: ٧٥/٣٦٩، ضمن ح ٤. عمدة عيون صحاح الأخبار: ٤٨، س ٢٠}.
٣٠- الحلواني رحمه الله؛: قال‏[الهادي‏] عليه السـلام للمتوكّل في جواب كـلام بينهما: لاتطلب الصفا ممّن كدّرت عليه. {نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: ١٤٢، ح ٢٩.  يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٧٧٩}.
(٣١)- الراونديّ  رحمه الله؛: قال أبو القاسم البغداديّ، عن زُرافة قال: أراد المتوكّل أن يمشي عليّ بن محمّد بن الرضا: يوم السـلام، فقال له وزيره: إنّ في هذا شناعةً عليك وسوء مقالةٍ فلا تفعل. قال: لا بدّ من هذا. قال: فإن لم يكن بدّ من هذا فتقدّم بأن يمشي القوّاد والأشراف كلّهم حتّى لايظنّ الناس أنّك قصدته بهذا  دون غيره. ففعل ومشى عليه السلام وكان الصيف، فوافى الدهليز وقد عرق. قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهـه بمنديل وقلت: إنّ ابن عمّك لم يقصدك بهـذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك.
فقال ‏عليه السلام: إيها عنك(تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ){سورة هود: ١١/٦٥}.
قال زُرافة: وكـان عندي معلّم يتشيّع، وكنت كثيرا أُمازحـه بالرافضي، فانصرفت إلى منزلي وقت العشاء وقلت: تعال يا رافضي! حتّى أُحدّثك بشي‏ء سمعته اليوم من إمامكم.
قال: وما سمعت؟ فأخبرته بما قال. فقال: [يا حاجب! أنت سمعت هذا من عليّ بن محمّد عليهما السلام؟ قلت: نعم! قال: فحقّك عليّ واجب بحقّ خدمتي لك‏]، فاقبل نصيحتي. قلت: هاتها.  
قال: إن كان عليّ بن محمّد عليهما السلام قد قال ما قلت، فاحترز واخزن كلّ ماتملكه فإنّ المتوكّل يموت، أو يقتل بعد ثلاثة أيّام.
فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يديّ فخرج، فلمّا خلوت بنفسي تفكّرت وقلت: ما يضرّني أن آخذ بالحزم، فإن كان من هذا شي‏ء كنت قد أخذت بالحزم، وإن لم يكن لم يضرّني ذلك.
قال: فركبت إلى دار المتوكّل، فأخرجت كلّ مـا كان لي فيها، وفرّقت كلّ ما كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم، ولم أترك في داري إلّا حصيرا أقعد عليـه. فلمّا كانت الليلة الرابعـة قتل المتوكّل، وسلمت أنا ومالي، فتشيّعت عند ذلك وصرت إليه ولزمت خدمتـه، وسألته أن يدعو لي وتولّيته حـقّ الولاية.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠١، ح ٨ عنه الأنوار البهيّة: ٢٩٦، س ٢، والبحار: ٥٠/١٤٧، ح ٣٢. قطعة منه في (إخباره‏ عليه السلام بأجل المتوكّل) و(هود: ١١/٦٥)}.
(٣٢) - الراونديّ رحمه الله؛: إنّ أبا هاشم الجعفريّ قال: ظهرت في أيّام المتوكّل امـرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمـة بنت رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم.
 فقال لها المتوكّل: أنت امرأة شابّة وقد مضى من وقت وفاة رسـول ‏اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم ما مضى من السنين.
فقالت:إنّ رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم مسح على رأسي وسأل اللّه أن يردّ عليّ شبابي في كلّ أربعين سنـة، ولم أظهر للناس إلى هـذه الغاية، فلحقتني الحاجـة فصرت إليهم. فدعا المتوكّل مشايخ آل أبي طالب، وولـد العبّاس، وقريش، فعرّفهم حالها. فروى جماعة وفاة زينب [بنت فاطمة عليهما السلام] في سنة كذا. فقال لها: ما تقولين في هذه الرواية؟
فقالت: كذبٌ وزور، فإنّ أمري كان مستورا عن الناس، فلم يعرف لي حياة ولا موت. فقال لهم المتوكّل: هل عندكم حجّة على هذه المرأة غير هذه الرواية؟ قالوا: لا!
قال: أنا بري‏ء من العبّاس إن [لا]أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجّة [تلزمها]. قالوا: فأحضر[عليّ بن محمّد] ابن الرضا: فلعلّ عنده شيئا من الحجّة غير ما عندنا؛ فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة.
فقال ‏عليه السلام: كذبت، فإنّ زينب توفّيت في سنة، كذا في شهر كذا في يوم كذا. قال: فإنّ هؤلاء قد رووا مثل هذه الرواية وقد حلفت أن لا أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجّة تلزمها.
قال ‏عليه السلام: ولا عليك فههنا حجّة تلزمها وتلزم غيرها. قال: وما هي؟
قال ‏عليه السلام: لحوم ولد فاطمة محرّمة على السباع، فأنزلها إلى السباع، فإن كانت من ولد فاطمة، فلا تضرّها [السباع‏]. فقال لها: ما تقولين؟ قالت: إنّه يريد قتلي.
قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن والحسين ‏عليهما السلام فأنزل من شئت منهم. قال: فو اللّه! لقد تغيّرت وجوه الجميع.
فقال بعض المتعصّبين: هو يحيل على غيره لم لا يكون هـو؟ فمال المتوكّل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع.
فقال: يا أبا الحسن! لم لا يكون أنت ذلك؟ قال‏ عليه السلام: ذاك إليك. قال: فافعل! قال‏ عليه السـلام: أفعل [إن‏شاء اللّه‏]. فأُتي بسلّم وفتح عن السباع وكانت ستّة من الأسد،
فنزل [الإمام‏] أبو الحسن‏ عليه السـلام إليها، فلمّا دخـل وجلس صارت الأُسـود إليه ورمت بأنفسها بين يديه، ومدّت بأيديها، ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسـح على رأس كلّ واحد منها بيده، ثمّ يشير له بيده إلى الاعتزال، فيعتزل ناحية حتّى اعتزلت كلّها، وقامت بإزائه. فقال له الوزير: ما كان هذا صوابا فبادر بإخراجه من هناك، قبل أن ينتشر خبره.
فقال لأبو الحسن‏ عليه السلام: ما أردنا بك سوءً، وإنّما أردنا أن نكـون علـى يقين ممّا قلت، فأُحبّ أن تصعد؛ فقام وصار إلى السلّم، وهي حوله تتمسّح بثيابه؛ فلمّا وضع رجله على أوّل درجة، التفت إليها وأشـار بيده أن ترجع، فرجعت وصعد، فقال: كلّ من زعم أنّه من ولد فاطمة فليجلس في ذلك المجلس.
فقال لها المتوكّل: انزلي! قالت: اللّه! اللّه! ادّعيت الباطل، وأنا بنت فلان، حملني الضرّ على ما قلت. فقال [المتوكّل‏]: ألقوها إلى السباع؛ فبعثت والدته واستوهبتها منه وأحسنت إليها.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٤، س ١١ عنه البحار: ٥٠/١٤٩، ح ٣٥، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٥، ح ٤٣، وحليـة الأبرار: ٥/٥٩، ح ١. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٦، س ٤، بتفاوت. عنه مدينـة المعاجز: ٧/٤٧٥، ح ٢٤٧٦، وحلية الأبرار: ٥/٦١، ح ٢، والبحار: ٥٠/٢٠٤ ح ١٣. الثاقب في المناقب: ٥٤٥، ح ٤٨٧.الصـراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٠، باختصار. عنه حلية الأبرار: ٥/٦٢، ح ٣، ومدينـة المعاجز:
٧/٤٧٨، ح ٢٤٧٧. نور الأبصار: ٧/٣٣٠. قطعـة منه في (قصّة زينب الكذّابة وإعجازه عليه السـلام في بركـة السباع) و (حرمة لحوم ولد فاطمة: على السباع)}.
٣٣)- الراونديّ رحمـه الله؛: روى أبو سعيد سهل بن زياد،[قال‏]: حدّثنا أبوالعبّاس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب، ونحـن في داره بسامرة، فجرى ذكر أبي الحسن‏ عليه السـلام ، فقال: يا أبا سعيـد! إنّي أُحدّثك بشي‏ء حدّثني به أبي قال: كنّا مع المعتزّ وكان أبي كاتبه قال: فدخلنا الدار وإذا المتوكّل على سريره قاعد، فسلّم المعتزّ ووقف ووقفت خلفه، وكان عهدي به إذا دخل عليه رحّب به، ويأمره بالقعود، فأطال القيام وجعل يرفع قدمـا ويضع أُخرى، وهو لا يأذن له بالقعود. ونظرت إلى وجهه يتغيّر ساعةً بعد ساعـةٍ، ويقبل على الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول ، ويردّد القول، والفتح مقبل عليـه يسكّنـه ويقول: مكذوب عليه يا أمير المؤمنين ! وهو يتلظّى ويشطّط ويقول: واللّه! لأقتلنّ هـذا المرائي الزنديق وهـو الذي يدّعي الكذب، ويطعن في دولتي، ثمّ قال: جئني بأربعة مـن الخزر جلّاف لايفهمون، فجي‏ء بهم ودفـع إليهم أربعـة أسياف وأمرهم [أن‏] يرطّنوا {الرطانـة بفتح الراء وكسرها، والتراطن: كـلام لا يفهمـه الجمهور، والتكلّم بالعجميّة. لسان‏ العرب: ١٣/١٨١(رطـن)} بألسنتهم إذا دخـل أبو الحسن وأن يقبلوا عليـه بأسيافهم(فيخطبوه ويعلّقوه) وهو يقـول: واللّه! لأُحرقنّه بعد القتل؛ وأنا منتصب قائم خلف المعتزّ من وراء الستر؛ فمـا علمت إلّا بأبي الحسن‏ عليـه السلام قد دخل وقد بادر الناس قدّامه وقالـوا: [قد] جـاء ، والتفت ورأى فإذا أنابه وشفتاه تتحرّكان، وهـو غير مكترث، ولاجازع ، فلمّا بصر بـه المتوكّل ‏رمى بنفسـه عن‏{الاكتراث: في الحديث (لايكترث لهذا الأمر) أي لا يعبأبه ولا يباليه. مجمع ‏البحرين:  ٢/٢٦٢ (كرث)} السـرير إليه، وهو يسبقه، فانكبّ عليه يقبّل بين عينيه ويديه ، وسيفـه بيده وهـو يقـول: يا سيّدي! يا ابن رسول اللّه! يا خير خلق اللّه! يا ابن عمّي! يامولاي! يا أباالحسن! وأبو الحسن‏ عليه السـلام يقول: أُعيذك يا أمير المومنين! باللّه! أعفني من هذا. فقال: ما جاء بك يا سيّدي! في هذا الوقت؟ قال: جاءني رسولك فقال: المتوكّل يدعوك. فقال: كذب ابن الفاعلة، ارجع يا سيّدي من حيث جئت؛ يا فتح! ياعبيد اللّه! يا معتزّ! شيّعوا سيّدكم وسيّدي. فلمّا بصر به الخـزر خرّوا سجّدا مذعنين، فلمّا خرج دعاهم المتوكّل (ثمّ أمر الترجمان أن يخبره) بما يقولون. ثمّ قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما أمرتم؟ قالـوا: شدّة هيبته؛ ورأينا حولـه أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأمّلهم، فمنعنا ذلك عمّا أمـرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك [رعبا]. فقال المتوكّل: يا فتح! هذا صاحبك،- وضحك في وجه الفتح، وضحك الفتح في وجهه - وقال: الحمد للّه الذي بيّض وجهه وأنار حجّته.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٧، ح ٢١ عنه حلية الأبرار: ٥/٥٣، ح ٥، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٩، ح ٤٨، والبحار: ٥٠/١٩٦، ح ‏٨، والأنوار البهيّة: ٢٩٣، س ٢.
الثاقب في المناقب: ٥٥٦، ح ٤٩٨ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٨٨، ح ٢٤٨٢. كشف الغمّة: ٢/٣٩٥، س ١٤. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٧، بتفاوت.
كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٤، س ١١، باختصار. قطعة منه في (إلقاء الرعب في قلوب الذين أرادوا قتله ‏عليه السلام).
٣٤- الراونديّ رحمـه الله؛: روي عن يحيى بن هرثمـة قال: دعاني المتوكّل، فقـال: اختر ثلاثمائة رجـل ممّن تريد، واخرجـوا إلى الكوفـة، فخلّفوا أثقالكـم فيها، واخرجـوا على طريق البادية إلى
المدينة، فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا:، إلى عندي مكرما معظّما مبجّلاً. قال: ففعلت وخرجنا وسرنا حتّى دخلنا المدينة فدخلت إليه فقرأ عليه السلام كتاب المتوكّل.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٣، ح ٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٠}.
٣٥- الراونديّ رحمـه الله: حدّث جماعـة من أهـل إصفهـان، منهم أبو العبّاس أحمد ابن النصر، وأبو جعفر محمّد بن علويّة، قالـوا: كان بإصفهـان رجـل يقـال له: عبد الرحمان، وكان شيعيّا.
قال: كنت رجلاً فقيرا، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهـل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلّمين.
فكنّا بباب المتوكّل يوما إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا. فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟ فقيل: هذا رجل علويّ تقول الرافضة بإمامته.
ثمّ قيل: ويقدّر أنّ المتوكّل يحضره للقتل. {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٢، ح ١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣٤}.
٣٦- الراونديّ رحمـه الله: إنّ هبـة اللّه بن أبي منصور الموصلـيّ قال: كـان بديار ربيعة كاتب نصرانيّ وكان من أهل كفرتوثا، يسمّى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة.
قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال: قد دعيت إلى حضرة المتوكّل ولا أدري مـا يراد منّـي إلّا أنّي اشتريت نفسـي من اللّه بمائة دينار، وقد حملتها لعليّ بن محمّد بن الرضا عليهما السلام معي. فقال له والدي: قد وفّقت في هـذا. قال: وخـرج إلى حضرة المتوكّل وانصرف إلينا بعد أيّام قلائل فرحا مستبشرا، فقال له والدي: حدّثني حديثك.
قال: صرت إلى سـرّ من رأى وما دخلتها قـطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلى ابن الرضا عليه السـلام قبل مصيري إلى باب المتوكّل، وقبل أن‏ يعـرف أحد قدومي قال: فعرفت
أنّ المتوكّل قد منعه من الركوب وأنّه ملازم لداره. {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦، ح ٣. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٨} .
٣٧- الراونديّ رحمـه الله..ابن أُورمة [قال:] خرجت أيّام المتوكّل إلى سرّ من رأي، فدخلت على سعيد الحاجب ودفع المتوكّل أبا الحسن عليه السلام إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ أن تنظر إلى إلهك؟ قلت: سبحان اللّه! إلهي لا تدركه الأبصار! قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم. قلت: ما أكره ذلك. قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غدا.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٢، ح ١٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٣}.
 ٣٨- الراونديّ رحمه الله؛: قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس) في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له، ولا يسمع مايقول من اختلاف أصوات تلك الطيور، فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا: سكتت الطيور  وكـان عنده عدّة من القوابج في الحيطان،تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى عليّ ابن محمّد عليهمـا السـلام إليـه في ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطان فـلا تتحرّك من مواضعها حتّى ينصرف.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٤، ح ١٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٨٤}.
٣٩- الراونديّ رحمـه الله؛: عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد قال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن‏ عليه السلام فقال لي: يا أبا محمّد ! لم أكن في شى‏ء من هذا الأمر وكنت أعيب على أخي، وعلى أهـل هـذا القول عيبا شديدا بالذمّ، والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلى المدينة في إحضار أبي‏ الحسن ‏عليه السلام،
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٥، ح ٢٠. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٩}.
٤٠- الراونديّ رحمه الله؛: روي عن أبي القاسم بن القاسم، عن خادم عليّ بن محمّدعليه السـلام قال: كان المتوكّل يمنع الناس من الدخول إلى عليّ بن محمّد، فخرجت يوما وهو في دار المتوكّل. {الخرائج والجرائح: ١/٤٠٣، ح ٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٩٩}.
٤١- الراونديّ رحمه الله؛: حديث تلّ المخاليّ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك، الساكنين بسـرّ من أري، أن يمـلأ كلّ واحد مخلاة فرسه، من الطين الأحمر، ويجعلوا
بعضـه على بعض في وسـط بريّة واسعـة هناك، ففعلوا. فلمّا صـار مثل جبل عظيم، صعد فوقه واستدعى أبا الحسن عليه السلام واستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي ، وقـد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف، ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتمّ عدّة، وأعظم هيبة،(وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي ‏الحسن‏ عليه السلام أن‏ يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة). فقال له أبو الحسن ‏عليه السلام: وهل [تريد أن‏] أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم! فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السمـاء والأرض من المشـرق إلى المغرب ملائكة مدجّجون فغشي على الخليفة. {الخرائج والجرائح: ١/٤١٤، ح ١٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٠٠}.
(٤٢)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: أبو محمّد الفحّام قال: سأل المتوكّل ابن ‏الجهم‏: من أشعر الناس؟ فذكر شعـراء الجاهليّة والإسـلام، ثمّ إنّه سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: الجماني حيث يقول:{في الأمالي: الحمّاني}.
لقد فاخرتنا من قريش عصابة           بمـدّ خـدود وامتداد أصابع
فلمّا تنازعنا المقال قضى لنا            عليهم بما نهوي نداء الصوامع‏
ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا            عليهم جهير الصوت في كلّ جامع‏
إنّ رسول اللّه أحمد جدّنا                  ونحن بنوه كالنجوم الطوالع‏
قال: ومانداء الصوامع يا أبا الحسن!؟  قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه جدّي أم جدّك؟  فضحك المتوكّل ثمّ قال: هو جدّك لاندفعك عنه.
{المناقب: ٤/٤٠٦، س ٨ عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٨، س ٢٨. أمالي الطوسيّ: ٢٨٧، ح ٥٥٧، باءسناده عن شيلمة الكاتب وبتفاوت في المتن واختصار في الشعر.
عنه مدينـة المعاجز: ٤٣٤/٧، ضمن ح ٢٤٢٦، والبحار: ٥٠/١٢٨، ضمن ح ٦، و١٩٠ ح‏ ٢. قطعة منه في(مدح الجماني الشاعـر) و(علمه‏ عليه السلام بنداء الصوامع) و(إنشاده‏ عليه السـلام أشعار الجماني)}.
٤٣- ابن شهر آشوب رحمـه الله؛: وفي كتاب البرهان عن الدهنيّ أنّه لمّا ورد بـه [أي أبي الحسن الهادي‏ عليه السلام] سرّ من رأى كان المتوكّل برّا به، ووجّه إليه يوما بسلّة فيها تين.
{المناقب: ٤/٤١٥، س ٨. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣١٩}.
٤٤- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد عليهما السلام إلى سرّ من رأى.
{المناقب: ٤/٤١٣، س ١٤. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٢}.
٤٥- ابن حمزة الطوسـيّ؛: عن الطيّب بن محمّد بن الحسـن بن شمّون قال: ركب المتوكّل ذات يوم وخلفـه الناس، وركب آل أبي طالب إلى أبي ‏الحسـن عليه السـلام ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم
صائف شديد الحرّ.{الثاقب في المناقب: ٥٤٠، ح ٤٨١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٣} .
٤٦- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والدي الآس في بستان وأكثر منه، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن، أمر الفرّاشين أن يفرشوا له على دكّان في وسط البستان، وأنا قائم على رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضي! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، ماله من بين مابقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.
{الثاقب في المناقب: ص ٥٣٨، ح ٤٧٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٥٥}.
٤٧- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيّع.
فقال: هيهات! قلت: بلى واللّه! فقال: وكيف ذلك؟ قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس على عليّ بن محمّد بن الرضا: فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته يصلّي، فبقيت قائما حتّى فرغ، فلمّا انفتل من صلاته أقبل عليّ‏ وقال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر - أي المتوكّل الملعون- حتّى يقطع إربا إربا. اذهب وأعزب، وأشار بيده الشريفة ، فخرجت مرعوبا ودخلني من هيبته ما لا أحسـن أن أصفه. فلمّا رجعت إلى المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟ فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها. {الثاقب في المناقب: ٥٣٩، ح ٤٧٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٦٤}.
٤٨- ابن حمزة الطوسـيّ رحمـه الله؛: إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأُهدي له خمسون غلاما من الخزر فأمرني أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.
فلمّا تمّت سنةً كاملةً، كنت واقفا بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ ابن محمّد النقيّ‏ عليهما السلام، فلمّا أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن عليه السلام سجدوا لـه بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكّل أن قـام يجرّ رجليه حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض ‏أبوالحسن ‏عليه السلام. فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هـؤلاء الغلمان؟ فقلت: لا واللّه ما أدري! قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟
فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنـة، فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيّ نبيّ المسلمين. فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم.
{الثاقب في المناقب: ٥٢٩، ح ٤٦٥. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٩٨}.
(٤٩) - ابن حمزة الطوسيّ رحمـه الله؛: عن الحسن بن محمّد بن جمهور قـال: كان لي صديق مؤدّب ولد بَغا أو وصيف- الشك منّي -  فقـال لـي: قال الأمير[عند] منصرفـه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر ، فسمعته يقـول: أنا أكرم على اللّه من ناقة صالح (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)‏ {سورة هود: ٦٥/١١} ليس يفصح بالآية ولا بالكلام، أيّ شي‏ء هذا؟ قال: قلت: أعزّك اللّه تعالى، توعّدك، انظر ما يكون بعد ثلاثة أيّام.
فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أو تامش وجماعة معهم، فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة.
{الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣. قطعة منه في (لقبه‏ عليه السلام) و(إخباره‏ عليه السلام بأجل المتوكّل) و(سورة هود: ١١/٦٥)}.
٥٠- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكّل يلعب لعب الحقّـة، ولم ير مثله وكـان المتوكّل لعّابا، فأراد أن يخجـل عليّ بن محمّد الرضا. {الثاقب في المناقب: ٥٥٥، ح ٤٩٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٨٢}.
(٥١)- الإربليّ رحمـه الله؛: أقام أبو الحسن عليه السـلام مدّة مقامه بسرّ من رأى مكرما في ظاهر الحال، يجتهد المتوكّل في إيقاع حيلة به، فلا يتمكّن من ذلك. {كشف الغمّة: ٢/٣٨٣، س ١٨}.
(٥٢)- الإربليّ رحمـه الله؛: كان المتوكّل يعظّم عليّ بن محمّد عليهما السـلام مع عداوته لعليّ أمير المؤمنين‏ عليه السلام ومقته له، وطعنه على آل أبي طالب. {كشف الغمّة: ٢/٥١٧، س ١٤}.
(٥٣) - ابن عنبة رحمه الله؛: أشخصه عليه السلام المتوكّل إلى سرّ من رأى، فأقام بها إلى أن‏ توفّي. {عمدة الطالب: ١٧٩٠، س ١٠. نزهة الجليس: ٢/١٣١، س ١٨}.
(٥٤)- البحرانـيّ رحمـه الله؛: حسين بن حمدان الحضينيّ، بإسناده، عن عليّ ابن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن عليه السـلام إلى دار المتوكّل، في يوم السلام، فسلّم سيّدنا أبو الحسن عليه السلام وأراد أن ينهض، فقال له المتوكّل: اجلس يا أبا الحسن! إنّي أُريد أن أسألك. فقال‏ عليه السلام له: سل!
فقال له: ما في الآخرة شي‏ء غير الجنّة أو النار، يحلّون فيه الناس؟ فقال أبو الحسن ‏عليه السلام: ما يعلمه إلّا اللّه. فقال له: فعن علم اللّه أسألك. فقال عليه السلامله: ومن علم اللّه أُخبرك.
قال: يا أبا الحسن! ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذ حوسب الخلائق بين الجنّة والنار، وفي رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لايدخـل الجنّة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسـول اللّه ‏صلى الله  عليه و آلـه وسلم وصدّه قريشا عنه، والسرّ على يده حتّى ظهر أمره؟
قال له أبو الحسن ‏عليه السـلام: ويحك! لو وضع إيمان أبي طالب في كفّة ووضع إيمان الخلائق في الكفّة الأُخرى، لرجّح إيمان أبي طالب على إيمانهم جميعا قال له المتوكّل: ومتى كان مؤمنا؟
قال عليه السلام له: دع ما لا تعلم، واسمع ما لا تردّه المسلمون‏[جميعا] ولايكذبون به، اعلم أنّ رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم حجّ حجّة الوداع ، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّـة، فلمّا جنّ عليـه الليل أتى القبور، قبور بني هاشم‏، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب، فداخلـه حـزن عظيم عليهم ورقّة، فأوحى اللّه إليه أنّ الجنّة محرّمة على من أشـرك بـي ، وإنّي أُعطيك يا محمّد! ما لم أُعطه أحـدا غيرك ، فادع أباك وأُمّك وعمّك فإنّهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك عليّ، فادعهم إلـى الإيمـان [باللّه وإلـى‏] رسالتك و[إلى‏] مـوالاة أخيك عليّ والأوصياء منـه إلى يوم القيامة، فيجيبونك ويؤمنون بك.فأهب لك كلّ ما سألت، وأجعلهم ملوك الجنّة كرامة لك يا محمّد! فرجع النبيّ‏ صلـى الله عليه و آله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: قم ياأبا الحسن! فقد أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحـدا من خلقه في أبي وأُمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحى ‏اللّه إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار إلى قبورهم ، فدعاهم إلى الإيمان باللّه وبه وبآله: والإقرار بولاية عليّ ابن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء منه، فآمنوا باللّه وبرسوله وأمير المؤمنين والأئمّة منه واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة.
فقال لهم رسـول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم: عودوا إلى اللّه ربّكم وإلى الجنّة، فقد جعلكم ‏اللّه ملوكها، فعادوا إلى قبورهم، فكـان واللّه أمير المؤمنين عليه السـلام يحجّ عن أبيه وأُمّه وعن أب
رسـول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم وأُمّه، حتّى مضى ووصّى الحسن والحسين ‏عليهما السلامبمثل ذلك، وكلّ إمام منّا يفعل ذلك إلى أن يظهر اللّه أمره.
فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح مـن نار، أفتقدر يا أبا الحسن! أن تريني أبا طالب بصفته حتّى أقول له ويقول‏ لي؟
قال أبو الحسن‏ عليه السلام: إنّ اللّه سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك. قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّا صدّقتك في كلّ ماتقول.
قال له أبو الحسن‏ عليه السلام: ما أقول لك إلّا حقّا ولا تسمع منّي إلّا صدقا. قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلى!
قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أرى أبا طالب الليلـة في منامي، فأقتُلُ عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه ، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام
من النسـاء فلعلّ أبا طالب لايأتيني، ففعل ذلك كلّه وبات في جنابات، فرأى أبا طالب في النوم فقال له: يا عمّ! حدّثني كيف كان إيمانك باللّه وبرسوله بعد موتك. قال: ما حدّثك به ابنـي عليّ بن محمّد في يوم كذا وكذا، فقال: يا عمّ! تشرحه لي، فقـال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليا، واللّه قاتلك، فحدّثه فأصبح، فأخّر أبو الحسن‏ عليه السـلام ثلاثا لا يطلبه ولا يسأله،فحدّثنا أبوالحسن‏ عليه السلام بما رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبائح لئلّا يرى أباطالب في نومه، فلمّا كان بعد ثلاثة [ أيّام‏ ] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك على اللّه، أليس قلت لي: إنّي أرى أبا طالب في منامي [ تلك الليلة فأقول له ويقـول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكـي أرى أبا طالب في منامي‏] فأسأله ، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.
فقال له أبو الحسن‏ عليه السـلام: يا سبحان اللّه! ويحك ما أجرأك علـى اللّه؟ ويحك! سوّلت [لك‏] نفسك اللوّامـة حتّى أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر، لئلّا ترى أبا
طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّى لم يغادر منه حرفا، فأطرق المتوكّل [ثمّ‏] قال: كلّنا بنوهاشم، وسحركم يا آل[أبي‏] طالب من دوننا عظيم، فنهض (عنه) أبوالحسن عليه السـلام.
{مدينـة المعاجز: ٧/٥٣٥، ح ٢٥١٨، عن الهداية الكبرى، ولم نعثر عليه في المطبوع. حلية الأبرار: ٥/٤٥، ح ١. إثبات الهداة: ٣/٣٨٤، ح ٧٢، قطعة منه. مستدرك الوسائل: ٢/١١٥، ح ١٥٧٨، قطعة منه، و ٨/٦٩، ح ٩٠٩٧، قطعة منه. قطعة منه في (يمينه‏ عليه السـلام) و(مدح أبي طالب) و (إحضاره عليه السـلام أبا طالب في نوم المتوكّل وإخباره عمّا رأى فيـه) و(علم اللّه عزّ وجلّ) و(ذكر النبيّ‏ صلى الله عليه و آله وسلم أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب وحزنـه عليهم) و (حجّ علـيّ عن آبائه:) و(حجّ الأئمّة: عن آبائهم) و(وصيّة أمير المؤمنين‏ عليه السـلام إلى الحسن والحسين بالحجّ عن آبائهما:) و (إحتجاجه عليه السلام على المتوكّل) و (ما رواه‏ عليه السلام من الأحاديث القدسيّة) و(مـا رواه‏ عليـه السلام عن رسول ‏اللّه صلى الله عليه و آله وسلم)}.
٥٥- العلّامة المجلسيّ رحمـه الله؛ قال: كتاب الاستدراك بإسناده، أنّ المتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن يعني عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا: - يفسّر قـول ‏اللّه عزّ وجلّ:
(وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَى‏ يَدَيْهِ)
الآيتين، في الأوّل والثاني. فقال ‏عليه السلام: هذان رجلان كنى اللّه عنهما، ومنّ بالستر عليهما، أفيحبّ أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره اللّه؟ فقال: لاأُحبّ.
{البحار: ٣٠/٢٤٦، ح ١١٣، و ٥٠/٢١٤، ح ٢٦، عن كتاب الإستدراك لابن بطريق. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧١٢}.
(٥٦)- الخطيب البغـداديّ رحمـه الله: علـيّ بن محمّد بن علـيّ بن موسـى بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب:، أبو الحسـن الهاشمـيّ، أشخصه جعفر المتوكّل على اللّه من مدينة رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم إلى بغداد، ثمّ إلى سرّ من رأى.
اريخ بغداد: ١٢/٥٦، ضمن رقم ٦٤٤٠ عنه إحقاق الحقّ: ٦١٠١٩، س ٧. قطعة منه في (اسمه ‏عليه السلام)، و(كناه ‏عليه السلام)}.
 ٥٧- سبط ابن الجوزيّ رحمه الله: قال يحيـى بن هبيرة: تذاكر الفقهاء بحضرة المتوكّل من حلق رأس آدم؟ فلم يعرفوا من حلقـه! فقـال المتوكّل: أرسلـوا إلى علـيّ بن محمّد بن عليّ الرضا: فأحضروه، فحضر. {تذكرة الخواصّ: ٣٢٣، س ١٨. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ١٠٧٥}.
(٥٨)- ابن خلّكان رحمه الله: أبو الحسن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا: وهو حفيد الذي قبلـه ويعرف بالعسكريّ، وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإماميّة، كان قد سعـي به إلـى المتوكّل وقيل: إنّ في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه. فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليـلاً، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجـدوه وحده في بيت مغلق،
وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه‏{المِدرعة جمع مدارع: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: ٢١٣(درع)} ملحفة من صوف ، وهـو مستقبل القبلـة يترنّم بآيات من القـرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلّا الرمل والحصى، فأخذ على الصورة التي وجد عليها، وحمل إلى المتوكّل في جوف الليل، فمثل بين يديه، والمتوكّل يستعمل الشـراب وفي يده كأس ، فلمّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكـن في منزله شي‏ء ممّا قيل عنه،ولا حالة يتعلّق عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده. فقال ‏عليه السلام: يا أمير المؤمنين! ما خامر لحمي ودمي قطّ فأعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعرا أستحسنه.
فقال ‏عليـه السلام: إنّي لقليل الرواية للشعر. قـال: لا بدّ أن تنشدني فأنشده:
باتوا علـى قُلَلِ الأجبال تحرسهم‏            غُلب الرجال فما أغنتهم القلل       ‏{غُلب: غليظ الرقبة. لسان العرب: ١/٦٥٢ (غلب)}.
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم‏               فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا               أين الأسرّة والتيجان والحلل‏
أين الوجوه التي كانت منعّمةً               من دونها تضرب الأستار والكلل‏      {الكلّة: الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقّى فيه من البقّ. لسان العرب: ١١/٥٩٥ (كلل)}.
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم‏           تلك الوجوه عليها الدود يقتتل‏
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا           فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
قال: فأشفق من حضر علـى علـيّ وظنّ أن بادرة تبدر إليه، فبكـى المتوكّل بكـاءً كثيرا حتّى بلّت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثمّ أمر برفع الشراب، ثمّ قال: ياأبا الحسن! أعليك دين؟
قال‏ عليه السلام: نعم! أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه وردّه إلى منزله مكرما.
{وفيات الأعيان: ٣/٢٧٢، س ١ عنه نور الأبصار: ٣٣٦، س ١٢، وإحقاق الحقّ: ١٩/٦٠٨، س ١٤. نزهة الجليس: ٢/١٣٠، س ١٩. مروج الذهب: ٤/٩٣، س ١٤ عنه البحار: ٥٠/٢١١، س ١٠، والأنوار البهيّة:  ٢٩٤، س ٢٠، وأعيان الشيعة: ٢/٣٨ س ‏٥، وإحقاق الحـقّ: ١٢/٤٥٤، س ٣، و ١٩/٦١٦، س ٩، وتذكرة الخواصّ: ٣٢٣، س ١. ينابيع المودّة: ٣/١٦٩، س ١٨.
كنز الفوائد: ١٥٩، س ٣، وفيه: نسبه إلى الجواد عليه السلام. قطعة منه في (فراشه ‏عليه السـلام)، و(ترنّمه عليه السـلام بالقرآن)، و(لباسه‏ عليه السلام)، و(كناه عليه السلام ولقبه)، و (شعره‏ عليه السلام)}.
٥٩- ابن الصبّاغ رحمه الله: إنّ أبا الحسن[عليه السلام] كان قد خرج يوما من سرّ من رأى إلى قرية له، لمهمّ عرض له: فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده، وقيل له: إنّه ذهـب إلى الموضع الفلاني، فقصده إلى موضعه، فلمّا وصل إليه قال عليه السلام له: ما حاجتك؟ فقال له: أنا رجل من أعراب الكـوفـة المستمسكين بولاء جدّك أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها، ولم أر من أقصده لقضائها سواك. قال له: يا أخا العرب! أُريد منك حاجة لا تعصيني فيها، ولا تخالفني، واللّه! واللّه! فيمـا آمرك بـه،
وحاجتك تُقضى إن شـاء اللّه تعالى فأخذ أبوالحسن ورقـة وكتب فيها بخطّه دينا عليه للأعـرابيّ بالمذكور.
وقال: خذ هذا الخطّ معك، فإذا حضرت سرّ من رأى فتراني أجلس مجلسـا عامّا، فإذا حضر النـاس واحتفل المجلس، فتعال إليّ بالخطّ وطالبني، واغلظ عليّ‏  في القول... فجاء ذلك الأعرابي، وأخـرج الخطّ، وطالبـه بالمبلغ المذكور، وأغلط عليه في الكلام. فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقـول، ويعده بالخـلاص عن قريب، وكذلك الحاضرون،
طلب منه المهلة ثلاثـة أيّام، فلمّا انفكّ المجلس نقل ذلك الكـلام إلـى الخليفـة المتوكلّ، فأمر لأبي الحسن‏ عليه السـلام على الفور بثلاثين ألف درهم.
{الفصول المهمّة: ٢٧٨، س ٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٤٩٤}.
(٦٠)- القندوزيّ الحنفيّ رحمه الله: ولمّا كثرت السعاية في حقّه [أي ‏أبي ‏الحسن عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام] عند المتوكّل، أقدمه من المدينة إلى سامرّاء وأسكنه بها.
وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفّي بهـا في أيّام المعتزّ باللّه‏، وهـو ابن المتوكّل. { ينابيع المودّة: ٣/١٦٩، س ١٢}.
٦١- القندوزيّ الحنفيّ رحمـه الله: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل أمر بثلاثـة من السباع فجي‏ء بها في صحن قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ‏ عليه السلام، فلمّا دخل أغلق باب القصر، فدارت السباع حولـه وخضعت لـه، وهو يمسحها بكمّه، ثمّ صعد إلى المتوكّل ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه كفعلها الأوّل حتّى خـرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمـة. فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك. {ينابيع المودّة: ٣/١٢٩، س ٣ تقدّم الحديث أيضا بتمامه في رقم ٣٨٢}.

  (و) - أحواله عليه السلام مع المعتزّ
(١)- الحضينيّ رحمـه الله؛: حدّثني أبو الحسين بن يحيـى الخـرقيّ، وأبو محمّد جعفر بن إسماعيل الحسنـيّ، والعبّاس بن أحمـد، وأحمـد بن سنـدولا، وأحمـد بن صـالـح، ومحمّـد بن منصـور
الخراسانيّ، والحسن بن مسعود الفزاريّ ، وعيسى ابن مهديّ الجوهريّ الجنبلانيّ، والحسين بن غياث الجنبلانيّ، وأحمد بن حسـان العجليّ الفزاريّ، وعبد الحميد بن محمّد السرّاج جميعا في مجالس ‏شتّى، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليهم، بسرّ من رأى، فإنّ السلطان لمّا عرف خبر وفاته، أمر سائر أهـل المدينة بالركـوب إلى جنازته، وأن يحمل إلى دار السلطان، حتّى صلّى عليـه، وحضرت الشيعة وتكلّموا.
وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ على أخيه جعفر، ونرى خروجهما مع النعش.
قالوا جميعا: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محللّ الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع على عينيه، يمشي راجـلاً خلف النعش، مرةً عـن يمين النعش، ومرةً عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه. وخرج جعفر أخوه خلف النعش بدراريع يسحب ذيولها معتمّ محتبك الأزرار، طلق الوجه على ‏{الدرّاعـة والمدرع: ضرب من الثياب التي تلبس، وقيل: جبّة مشقوق المقدّم، ولا تكون إلّا من الصوف خاصّة. لسان العرب: ٨٢/٨ (درع)} حمارٍ يمانيّ يتقدّم النعش ، فلمّا نظرإليه أهـل الدولة وكبراء الناس، والشيعـة، ورأوا زيّ أبي محمّد وفعله، ترجّل الناس وخلعوا أخفافهم، وكشفوا عمائمهم، ومنهم مـن شقّ جيبه وحلّل أزراره ولم يمش بالخفاف، ولا الأمراء، وأولياء السلطان أحد، فاكثروا اللعن والسبّ لجعفر الكذّاب وركوبـه وخلافـه على أخيه، لمّا تلا النعش إلى دار السلطان سبق بالخبر إليه ، فأمر بأن يوضع على ساحـة الدار على مصطبة عالية كانت على باب الديوان، {المَصطبّة والمِصطبّة بالتشديد: مجتمع الناس، وهي شبه الدكّان يجلس عليها. لسـان ‏العرب:  ١/٥٢٣ (صطب)} وأمر أحمد بن فتيان وهـو المعتمد، بالخـروج إليه والصـلاة عليه، وأقـام السلطان فى داره للصلاة عليـه إلى صـلاة العامّة؛ وأمر السلطان بالإعلان والتكبير، وخـرج المعتمد بخفّ وعمامـةٍ ودراريع، فصلّـى عليـه خمس تكبيرات، وصلّى السلطان بصلاتهم، والسلطـان في ذلك الوقت المعتزّ، وكـان اسـم المعتزّ الزبير، والموفّق، طلحـة، وكانت أُمّ المعتزّ تتولّى أهـل البيت، {في ‏المصـدر: تتوالى} فقـال المعتزّ: وكل وقد ولد المعتزّ وقد سميّته الزبير.
قالت: وكيف اخترت له هذا الاسم؟ فقال: هذا اسم عمّ النبيّ‏ صلى الله عليه و آله وسلم. قال الحسين بن حمدان: إنّما ذكرت هذا ليعلم من لا يعلم مـا كان المعتزّ هـو الزبير وجعفر المتوكّل
على اللّه المعتضد أحمد بن طلحة. رجع الحديث إلى الجماعة الذين شهدوا الوفاة والصلاة قال: اجعلوا النعش إلى الدار، فدفن في داره،
وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ‏ عليهما السلام ثلاثة أيّام مردود الأبواب، يسمع من داره القراءة والتسبيح والبكـاء، ولايؤكل في الـدار إلّا خبز الخشكار، والملح، ويشرب الشرابات، وجعفر {الخبز الأسمر غير النقيّ، فارسي. المعجم الوسيط: ٢٣٦ (الخشكار)} بغير هذه الصفة، ويفعل ما يقبح ذكره من الأفعال.
قالوا جميعا: وسمعنا الناس يقولون: هكـذا كنّا نحن جميعا نعلم ما عند سيّدنا أبي محمّد الحسن من شقّ جيبه. قالوا جميعا: فخرج توقيع منه عليه السلام في اليوم الرابع من المصيبة:
 بسم اللّه الرحمن الرحيم مّا بعد: من شقّ جيبه على الذرّيّة، يعقوب على يوسـف حزنا قال: (يَأَسَفَى‏ عَلَى‏ يُوسُفَ) فإنّه قدّ جيبه فشقّه.
{يوسف: ١٢/٨٤}{الهداية الكبرى: ٢٤٨، س ١٥. قطعة منه في(أحوال ابنه جعفر) و(أحـوال ابنه أبي محمّد) و(تشييع جنازته‏ عليه السـلام) و(الصلاة عليه ‏عليه السلام)}.
(٣) - سبط ابن الجوزيّ رحمـه الله: وكانت وفاته[أي أبي الحسن الثالث ‏عليه السلام] في أيّام المعتزّ باللّه. {تذكرة الخواصّ: ٣٢٣، س ٢٤ عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٤٤، س ١٧}.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page