وَ رُوِيَ: أَنَّ أَبَا قُحَافَةَ كَانَ بِالطَّائِفِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و اله وَ بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ فَكَتَبَ ابْنُهُ إِلَيْهِ كِتَاباً عُنْوَانُهُ مِنْ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى أَبِي قُحَافَةَ
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ تَرَاضَوْا بِي فَإِنِّي الْيَوْمَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فَلَوْ قَدِمْتَ عَلَيْنَا كَانَ أَقَرَّ لِعَيْنِكَ-
قَالَ فَلَمَّا قَرَأَ أَبُو قُحَافَةَ الْكِتَابَ قَالَ لِلرَّسُولِ مَا مَنَعَكُمْ مِنْ عَلِيٍّ؟
قَالَ هُوَ حَدَثُ السِّنِّ وَ قَدْ أَكْثَرَ الْقَتْلَ فِي قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهَا وَ أَبُو بَكْرٍ أَسَنُّ مِنْهُ
قَالَ أَبُو قُحَافَةَ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ بِالسِّنِّ فَأَنَا أَحَقُّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ لَقَدْ ظَلَمُوا عَلِيّاً حَقَّهُ وَ قَدْ بَايَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و اله وَ أَمَرَنَا بِبَيْعَتِهِ
ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ فَوَجَدْتُهُ كِتَابَ أَحْمَقَ يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضاً مَرَّةً تَقُولُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَرَّةً تَقُولُ خَلِيفَةُ اللَّهِ وَ مَرَّةً تَقُولُ تَرَاضَى بِيَ النَّاسُ وَ هُوَ أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ فَلَا تَدْخُلَنَّ فِي أَمْرٍ يَصْعُبُ عَلَيْكَ الْخُرُوجُ مِنْهُ غَداً وَ يَكُونُ عُقْبَاكَ مِنْهُ إِلَى النَّارِ وَ النَّدَامَةِ وَ مَلَامَةِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ لَدَى الْحِسَابِ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ لِلْأُمُورِ مَدَاخِلَ وَ مَخَارِجَ وَ أَنْتَ تَعْرِفُ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِهَا مِنْكَ فَرَاقِبِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَ لَا تَدَعَنَّ صَاحِبَهَا فَإِنَّ تَرْكَهَا الْيَوْمَ أَخَفُّ عَلَيْكَ وَ أَسْلَمُ لَكَ.
الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور جلد : 1 صفحه :87
مِنْ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ
- الزيارات: 546