هدم الكعبة
«هتك الكعبة وهدمها»([1]).
الكعبة الشريفة بيت من بيوت الله تعالى في الأرض، كما لله بيوت في السَّماء، كالبيت المعمور مثلاً، اختطه جبرئيل (عليه السلام) بأمر من الله تعالى ليكون قبلة النّاس وباباً من أبواب رحمة الله، فمَن حجّ البيت أو اعتمر كان كمَن ولدته أُمّه، وتحاتت عنه ذنوبه، كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف، بشرط الإستطاعة بما يكفي الزاد والراحلة، وبمال حلال مُزكّى ومُخمّس، وللحجّ مناسك حيث الطواف بالبيت، والصّلاة، والسعي، والتقصير أو الحلق للصرورة، والذبح.
ومَن يراجع رسائل المراجع يجد التفصيل والتوضيح كلّ ذلك من أجل نفع الإنسان الغنيّ والفقير الأسود والإبيض الحاكم والمحكوم.
والكعبة كان لها شأن في الجاهليّة، وكان النّاس يطوفون بها ولكن عراة يصفرون ويصفّقون وهذا ما لا يقره الإسلام، وكانت فيها وعليها أصنام يعبدونها من دون الله تعالى، ولمَّا جاء الإسلام تهدّمت هذه الأصنام وتغيّرت تلك المناسك وجاءت المناسك التي نراها اليوم.
وقد جاء ذكرها في آيات كثيرة من القرآن الكريم وحديثها طويل، فحديث أبرهة الأشرم الذي أراد هدم الكعبة، وحديث اليهود الذين عابوا الإتّجاه إلى الأقصى ونزول آية الكشف: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهكَ فِي السَّماءِ...)([2])، حديث يطول شرحه، والكعبة كتب عنها الأزرقي والخليلي في موسوعة العتبات المقدّسة يمكن الرجوع إلى قسم مكّة المكرّمة.
وقد تعرّضت الكعبة للهدم والحرق مرّات، فعلى عهد الحجّاج اللّعين ضربت الكعبة بآلاف القذائف المزيتة للقضاء على ابن الزبير المتحصّن بها، ولم يراعوا حرمتها وقدسيّتها فراحوا فراحوا بعارها وشنارها، ولكن هناك محاولة وقعت في زمن القرامطة في حدود سنة (1330) من الهجرة حيث هدموا الكعبة وأخذوا الحجر الأسود فنصبوه في مسجد الكوفة مدّة من الزمن.
وفي سنة (1337) من الهجرة الشريفة أرجعوا الحجر إلى الكعبة (فنصبه الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بيده فاستقرّ مكانه كما ذكره ابن هشام في كتاب الغيبة)، والكعبة الشريفة تعرّضت إلى الهدم والخراب من جهة كثرة المطر وجريان السيل أكثر من مرّة، وأُعيد بناؤها، وهناك رواية تقول: إنَّ الأحباش في آخر الزمان تُهدم الكعبة على أيديهم، واليوم يتهدّد الكفر العالمي بقصفها بالقنابل النوويّة بحجّة ما تقع من تفجيرات وأعمال تخريب في أوربا وأمريكا على يد بعض العملاء للكفر العالمي، وبها تكون المواجهة والحرب مع الله تعالى كما هي الآن مع عباد الله المؤمنين، وعندها يرسل عليهم ربّ الكعبة طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل، ويجعل بأسهم بينهم، وينجي البشريّة من كيدهم وظلمهم وتجبّرهم، نعم ويعجّل في فرج وليّه المهدي المنتظر (عج) ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً.
وممَّا ورد أنَّ الإمام (عج) إذا ظهر يقطع أرجل وأيدي بني شيبة ويعلّقهم في الكعبة ويكتب لافتة: «هؤلاء سُرّاق الكعبة»، وأسند ظهره إلى الكعبة الشريفة وخطب النّاس وبيّن مظلوميّة أهل البيت (عليهم السلام) وظلم النواصب والأعداء.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمة (عليهم السلام)، ج 6، ص: 167.
([2]) البقرة / 144.
