تخريب قباب الأئمّة (عليهم السلام)
وقائع الدهور للسيّد المرندي (قدس سره)، عن عبد الرؤوف المصري الميناوي الشافعي، وعن الشهيد الفقيه أحمد الثاني في كتاب الحقائق في حديث الخلائق، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «يأتي زمان على أُمّتي يخرّبون قباب الأئمّة بالبنادق»([1]).
نعم، بأُمّ العين رأيت المدفع الثقيل الذي أحدث عدة ثقوب كبيرة في قبّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
وهناك فيلم مصوّر للحدث، وثيقة تاريخيّة للدلالة، وهذا إن دلَّ على شيء، فإنَّما يدلّ على أنَّ ما قيل وقع، وأنَّ الحقد الدفين والكفر والنفاق الخفي يظهر كلّ حين، ولا يمكن إخفاؤه، فأعداء الدّين، وأعداء أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) الذين يظهرون الدّين ويبطنون الكفر والنفاق تظهر على تصرّفاتهم حقائق الأُمور، فبغض عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يسري في عروق النواصب، لقتله الكفرة الفجرة عمرو بن ودّ العامري ومرحباً، وقادة الأحزاب وبدر، وتحطيمه الأصنام، وترسيخه أُسس الإسلام.
نعم، ضربوا قبّة الحسين (عليه السلام)، وضربوا قبّة ومنائر أبي الفضل بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وضربوا الأضرحة القائمة على قبورهم بالرصاص، بالبنادق، ولا زالت آثار الضرب باقية إلى يومنا هذا.
وكَم ملك من ملوك الجور والظلم أمروا الجلاوزة في هدم قبور الأولياء والأوصياء أبناء الأنبياء، في البقيع، وكربلاء، والنجف الأشرف؟
فالمتوكّل اللّعين أمر بحرث وتخريب قبر الحسين (عليه السلام)، أكثر من عشرة مرَّة ; لطمس آثاره، ولكنَّ الله أبى إلاّ أن يبقى قبر الحسين (عليه السلام)، وقبر الأئمّة الهداء الميامين (عليهم السلام) محكاً لمعرفة حقيقة ما يبطنه النواصب على مرّ الزمان.
وبعد هذه القرون نجد مَن يتجاسر ويفعل الأفاعيل، غير متّعظ من القرآن ومن الحديث ومن التاريخ!
صدق رسول الله (عليه السلام)، ضربوا بالبنادق وبالصواريخ والمدافع المفاعلات الروحيّة في كربلاء، والنجف الأشرف، ولكن دون جدوى، رجعت إليهم قذائفهم وسلّط الله عليهم مَن لا يرحمهم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمة (عليهم السلام)، ج 2، ص: 458، دار الغدير.