احتفاف الجماهير بالإمام
وأحيط الإمام الجواد أثناء إقامته في بغداد بهالة من التكريم والتعظيم والتفّت حوله الجماهير فقد رأت فيه امتداداً ذاتياً لآبائه الطاهرين الذين أضاءوا الحياة بجوهر الإسلام وواقع الإيمان، فكان الإمام إذا سار في الشارع اصطفّت له المارة وعلا منها التكبير والتهليل، وهي ترفع صوتها عالياً:
(هذا ابن الإمام الرضا).
وقد حدث عن مظاهر ذلك التكريم القاسم بن عبد الرحمن، وكان زيدياً، قال: خرجت إلى بغداد، فرأيت الناس يتشوفون ويقفون، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ابن الرضا، فقلت: والله لأنظر إليه، فطلع، وكان راكباً على بغل أو بغلة، فلعنت أصحاب الإمامة إذ يقولون: إنّ الله افترض طاعة هذا، وبصر بي الإمام فعدل إليَّ، وقال: يا قاسم بن عبد الرحمن (أبشراً واحداً نتّبعه إنّا إذاً لفي ضلال وسعر) وذهلت لمّا عرف نيّتي، وقلت بإمامته[1].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] إثبات الهداة: ج 6 ص 19.