• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صفات المعتصم

صفات المعتصم

أما صفات المعتصم ونزعاته التي عُرِف بها فهي كما يلي:

 

الحماقة:

وكان من صفات المعتصم الحماقة، وقد وصفه المؤرّخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل[1] وهذا منتهى الحمق الذي هو من أرذل نزعات الإنسان.

 

كراهته للعلم:

وكان المعتصم يكره العلم، ويبغض حملته، وقد كان معه غلام يقرأ معه في الكتاب، فتوفّي الغلام فقال له الرشيد: يا محمد مات غلامك قال: نعم يا سيدي واستراح من الكتاب، فقال له الرشيد: وان الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه لا تعلّموه[2].

وبقي أمّياً، وحينما ولي الخلافة كان لا يقرأ ولا يكتب، وكان له وزير عامّي، وقد وصفه أحمد بن عامر بقوله:

(خليفة أمّي ووزير عامّي)[3].

لقد كان عارياً من العلم، والفضل، وعارياً من كل صفة شريفة يستحق بها منصب الخلافة في الإسلام التي هي أخطر منصب يناط به إقامة الحق والعدل بين الناس، هذه بعض الصفات الماثلة فيه.

 

بغضه للعرب:

وكان المعتصم شديد الكراهية والبغض للعرب وقد بالغ في إذلالهم والاستهانة بهم فقد أخرجهم من الديوان وأسقط أسماءهم، ومنعهم العطاء كما منعهم الولايات[4].

 

ولاؤه للأتراك:

كان المعتصم يكنّ في أعماق نفسه خالص الولاء والحب للأتراك، فقد أخذ يستعين بهم في بناء دولته، ويعود السبب في ذلك إلى أن أمه (ماردة) كانت تركية فكان يحكي الأتراك في طباعهم ونزعاتهم، وقد بعث في طلبهم من فرغانة، واشروسنة واستكثر منهم[5] وقد بلغ عددهم في عهده سبعين ألفاً، وقد حرص المعتصم على أن تبقى دماؤهم متميزة فجلب لهم نساءً من جنسهم فزوجهم بهن، ومنعهم من الزواج بغيرهن[6] وقد ألبسهم أنواع الديباج، والمناطق الذهبية[7] وقد أسند لهم قيادة الجيش، وجعل لهم مراكز في مجال السياسة والحرب وحرم العرب ممّا كان لهم من قيادة الجيوش، وقد آثرهم على الفرس والعرب في كلّ شيء.

وقد أساء الأتراك إلى المواطنين فكانوا يسيرون في شوارع بغداد راكبين خيولهم دون أن يعبأوا بالمارّة فكانوا يسحقون الشيخ والمرأة والطفل وقد ضجّت بغداد من اعتدائهم وعدم مبالاتهم[8].

وقد وصف دعبل الخزاعي مدى تسلّط الأتراك على المعتصم وبنوع خاصّ وصيف واشناس التركيّين يقول:

لقد ضاع أمر الناس إذ ساس ملكهم***وصيف واشناس وقد عظم الكرب

وذكر دعبل أنّ المعتصم عهد بوزارته إلى الفضل بن مروان وكان نصرانيّاً في الأصل قال:

وفضل بن مروان سيثلم ثلمة***يظلّ لها الإسلام ليس لها شعب

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  الإسلام والحضارة العربية: ج 2 ص 237، أخبار الدول: ص 155.

[2]  أخبار الدول: ص 155.

[3]  وفيات الأعيان.

[4]  الإسلام والحضارة العربية ج2 ص449.

[5]  مروج الذهب ج4، ص9.

[6]  ظهر الإسلام ج1 ص4-5.

[7]  تاريخ الخلفاء: ص223.

[8]  تاريخ الحضارة الإسلامية في الشرق: ص 24.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ربيع الاول

(١) هجرة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله إلى يثرب (المدينة المنورة) (٢) ليلة المبيت (٣) وفاة زوجة النبي...

المزید...

٣ ربيع الاول

احراق الكعبة

المزید...

٤ ربيع الاول

خروج النبي صلّى الله عليه وآله وسلم من الغار

المزید...

٥ ربيع الاول

(١) الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها (٢) وفاة السيدة سكينة ...

المزید...

٨ ربيع الاول

استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام

المزید...

٩ ربيع الاول

(١) مقتل الخليفة الثاني (٢) قتل عمر بن سعد (٣) تسلّم الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف مهامّ الامامة...

المزید...

١٠ ربيع الاول

١) زواج النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) من خديجة الكبرى(عليها السلام). ٢) وفاة عبدالمطّلب جدّ الرسول الأعظم ...

المزید...

١٢ ربيع الأوّل

١) وفاة المعتصم العباسي. ٢) وفاة أحمد بن حنبل.

المزید...

١٣ ربيع الأوّل

تأسست الدولة العباسية على يد أبوالعبّاس السفّاح

المزید...

١٤ ربيع الأوّل

١) موت يزيد بن معاوية. ٢) موت الخليفة العباسي موسى الهادي.

المزید...

١٥ ربيع الأوّل

بناء مسجد « قبا »

المزید...

١٦ ربيع الأوّل

وصول الأسرى إلى الشام

المزید...

١٧ ربيع الأوّل

١) ولادة النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله). ٢) ولادة الإمام جعفر الصادق(عليه السلام). ...

المزید...

١٨ ربيع الاول

بناء مسجد المدينة

المزید...

٢٥ ربيع الأوّل

٢٥ ربيع الأوّل غزوة دومة الجندل

المزید...

٢٦ ربيع الاول

صلح الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام مع معاوية

المزید...
0123456789101112131415
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page