كلمة ختامية
وفي الختام:
فإنني أرجو أن أكون قد وفقت في هذه الدراسة، للكشف عن الحقائق التي أريد لها أن تبقى طي الكتمان.. وأن يكون القارئ قد وجد فيها ما يصح أن يكون جوابا على الأسئلة الكثيرة، التي قد يثيرها لديه هذا الحدث التاريخي الهام، الذي لم يكن طبيعياً، وعاديا كسائر ما يجري وما يحدث..
الاكثار من النصوص التاريخية في الكتاب:
ولعل المطلع على هذا الكتاب يكون قد لاحظ: أنني أكثرت فيه من النصوص التاريخية، ولم يكن هدفي إلا أن لا يجد القارئ كبير عناء في استخلاص الحقائق، بعيداً عن نزوات العاطفة، وعثرات الميول..
ولا شك أنه يكون قد لاحظ أيضاً: أنني لم أحاول انتقاء ألفاظه، ولا صياغة جمله صياغة فنية أنيقة.. وإذا كنت مقتنعاً بأن ذلك من مميزاته وحسناته، لاعتقادي بأن ذلك هو ما تفرضه طبيعة البحث الموضوعي الهادئ. فلسوف لا أستغرب، ولا أتألم إذا كان هناك الكثيرون، ممن يعتقدون أنه عيب ونقص، كان بالإمكان تجنبه، والابتعاد عنه.
ومع ذلك: فلن أجد نفسي مغبوناً حين أقدم ـ بإخلاص ـ اعتذاري لهم، وطلب المسامحة، وغض النظر منهم.
رجاء واعتذار:
وإذا كان يجوز لي أخيراً: أن أطلب من إخواني الأعزاء شيئاً، فإن رجائي الأكيد من كل من يقرأ كتابي هذا: أن يتحفني بملاحظاته، وأن ينبهني لما يجده، أو يراه خطأ، أو نقصاً، فإن الإنسان ـ إلا من اصطفى الله ـ معرض للخطأ وللصواب.. وإذا كان كثيراً ما يكون له فضل فيما أصاب، فكثيراً ما يكون له العذر أيضاً فيما أخطأ.
شكر وتقدير:
هذا.. ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بجزيل شكري، وعميق تقديري لسماحة حجة الإسلام المحقق السيد مهدي الروحاني، ولأصحاب السماحة والفضيلة. من أساتذتي وإخواني، الذين تفضلوا بمطالعة هذا الكتاب، حيث كان لآرائهم الصائبة، وتوجيهاتهم السديدة، وملاحظاتهم الدقيقة أكبر الأثر على هذا الكتاب، إن في الشكل، وإن في المحتوى..
وأخيراً.. فإنني أتقدم أيضاً بخالص شكري، وفائق تقديري للقارئ الكريم. الذي جعلني مدينا له، بما منحني من وقته. وعقله، وفكره. وأرجو أن أكون قد وفقت للفوز بثقته أيضاً.
ولا أطيل عليك ـ قارئي الكريم ـ، فقد كان الفراغ من نقله إلى المبيضة ليلة الأحد السابع من صفر، الساعة التاسعة منها سنة 1396 ه ـ ق. الموافق 8 شباط سنة 1976 م ـ ش.
والحمد لله، وله المنة، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى..
نزيل قم المقدسة
جعفر مرتضى الحسيني العاملي