• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الطوفان وصنع السفينة

الطوفان وصنع السفينة

بعد ما يئس نوح عليه السلام من هداية قومه الى عبادة الله ، وبعد التبليغ الذي دام اكثر من تسعمائة وخمسين سنة ، وبعد ان تحمل انواع الالام والعذاب والاهانة والتهم وغير ذلك.
بعد هذا اقبل على الدعاء ، ورفع نوح عليه السلام يديه الى السماء وقال : « وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ، انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا » (1).
بعد ذلك وقبل نزول الغضب والطوفان ، اعقم الله اصلاب الرجال وارحام النساء ، فلبثوا اربعين سنة لا يولد لهم ولد ، وقحطوا في تلك الاربعين سنة حتى هلكت اموالهم واصابهم الجهد والبلاء ، ثم قال لهم نوح : استغفروا ربكم انه كان غفارا ، فاعذر اليهم وانذر فلم يزدادوا الا كفرا.
عند ذلك امر الله عزوجل نوح عليه السلام ان يغرس النخل ، فاقبل بغرس النخل ، فكان قومه يمرون به فيسخرون منه ويستهزؤون به ويقولون : شيخ قد اتى له تسعمائة سنة يغرس النخل ، وكانوا يرمونه بالحجارة ، فلما كبر النخل واستحكم امر بقطعه ، فسخروا منه ايضا وقالوا : لما بلغ النخل مبلغه قطعه ، ان هذا الشيخ قد خرف وبلغ منه الكبر.
بعد ذلك امره الله ان ينحت السفينة وامر جبرئيل ان ينزل عليه ويعلمه كيف يتخذها ، فقدر طولها في الارض الفا ومائتي ذراع ، وعرضها ثمان مائة ذراع ، وطولها في السماء ثمانون ذراعا ، فقال : يارب من يعينني على اتخاذها ؟ فاوحى الله اليه : ناد في قومك ، فنادى نوح فيهم بذلك فاعانوه عليها ، وكان يمر به قومه ويسخرون منه ويقولون : يتخذ سفينة في البر.
وفي رواية اخرى عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سأل نوح عليه السلام ربه ان ينزل على قومه العذاب ، فاوحى الله اليه ان يغرس نواة من النخل فاذا بلغت فاثمرت واكل منها اهلك قومه وانزل عليهم العذاب.
فغرس نوح النواة واخبر اصحابه بذلك ، فلما بلغت النخلة واثمرت واجتنى الثمر نوح واكل واطعم اصحابه ، قالوا له : يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا ، فدعا نوح ربه وساله الوعد الذي وعده ، فاوحى الله اليه ان يعيد الغرس ثانية ... ، فاخبر نوح اصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق ، فرقة ارتدت ، وفرقة نافقت ، وفرقة ثبتت مع نوح.
حتى فعل نوح ذلك عشر مرات ، وفعل الله ذلك باصحاب الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك.
فلما كان في المرة العاشرة جاء اليه رجل من اصحابه الخلص والمؤمنون فقالوا له : يا نبي الله : فعلت بنا ما وعدت او لم تفعل فانت صادق نبي مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بنا ، قال : فعند ذلك استجاب الله دعوة نوح واهلك قومه ، وادخل الخاص منهم معه السفينة ، فنجاهم الله تعالى ونجى نوحا معهم بعدما صفوا وذهب الكدر منهم.
فلما فرغ نوح عليه السلام من صنع السفينة امره الله ان ينادي بالسريانية ، لا يبقى بهيمة ولا حيوان الا حضر ، فادخل من كل جنس من اجناس الحيوان زوجين في السفينة ، وكان عدد الذين امنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا ، فقال الله تعالى : « ... فاذا جاء امرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون » (2).
قيل كان صنع السفينة في مسجد الكوفة.
فلما كان في اليوم الذي اراد الله هلاكهم ، كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف « بغار التنور » (3) في مسجد الكوفة ، وقد كان نوح اتخذ لكل نوع من اجناس الحيوان موضعا في السفينة ، وجمع لهم فيها ما يحتاجون اليه من الغذاء.
لما فار التنور صاحت امرأة نوح ، فجاء نوح الى التنور ، فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوانات السفينة ، ثم جاء الى التنور ففضى الخاتم ورفع الطين ، وانكشفت الشمس ، وجاء من السماء ماء منهمر صب بلا قطر ، وتفجرت الارض عيونا ، وهو قوله عزوجل : « ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر ... » (3).
وبعد ذلك امرهم الله تعالى وقال لهم : « اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها » (4).
فدارت السفينة وضربتها الامواج حتى وصلت الى مكة ، وطافت بالبيت ، وكان قد غرق جميع ما في الدنيا الا موضع البيت ، وانما سمي البيت العتيق لانه اعتق من الغرق ، فبقي الماء ينصب من السماء اربعين صباحا ، ومن الارض حتى ارتفعت السفينة.
فلما غرق الجميع ونجى نوح واصحابه ، رفع يده الى السماء ثم قال : « يا رهمان اتقن » اي : يا رب احبس ، او احسن ، فامر الله الارض ان تبلع ماءها وللسماء ان تمسك المطر ، وقضي الامر واستوت على الجودي ، وهو جبل في الموصل.
وبعد ذلك امر الله تعالى نوحا ان يهبط من السفينة بسلام وبركات ، فنزل نوح عليه السلام بالموصل من السفينة مع الثمانين نفر من اصحابه واهله الذين كانوا معه في السفينة ، وبنوا لهم مدينة وسميت « مدينة الثمانين ».
________________________________________
1 ـ نوح : 27 و 28.
2 ـ المؤمنون : 27.
3 ـ « او بنار التنور » قال البعض : كانت العلامة بين نوح وربه لحلول الطوفان ان يفور التنور ، قال اخرون : ان كلمة « تنور » اسمعملت هنا مجازا عن غضب الله تعالى ، ولكن يبدو ان « التنور » بمعناه الحقيقي اقوى.
3 ـ القمر : 11.
4 ـ هود : 41.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page