• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تراث خاتم المرسلين(صلى الله عليه وآله)(2)

تراث خاتم المرسلين(صلى الله عليه وآله)(2)

1 ـ العقل والعلم :
1 ـ لقد اهتم الرسول (صلى الله عليه وآله) بالعقل أشدّ الاهتمام، فعرّفه وبيّن وظيفته ودوره في الحياة: على مستوى التكليف والمسؤولية، وعلى مستوى العمل والجزاء، كما بيّن عوامل رشده وتكامله، فقال:
إن العقل عقالٌ من الجهل، والنفس مثل أخبث الدوّاب، فإن لم يعقل حارت، فالعقل عقالٌ من الجهل، وإن الله خلق العقل، فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال له الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك ولا أطوع منك، بك اُبدي واُعيد، لك الثواب وعليك العقاب.
فتشعّب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلم الرشد، ومن الرشد العفاف، ومن العفاف الصيّانة، ومن الصيّانة الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة المداومة على الخير، وكراهية الشر، ومن كراهية الشرّ طاعة الناصح.
فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع...[1].
2 ـ واهتم الرسول الرائد(صلى الله عليه وآله) بالعلم والمعرفة، مبيّناً دور العلم في الحياة وقيمته اذا ما قيس الى سائر أنواع الكمال، فقال:
طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانِّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى; لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على السّرَّاء والضرَّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء. يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة، تُقتبس آثارهم، ويُهتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم. بأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم. يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامّه، وسباع البر وأنعامه. إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظُّلمة، وقوة الأبدان من الضعف. يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العُلى في الدنيا والآخرة. الذكر فيه يُعدَل بالصيام، ومدارسته بالقيام. به يطاع الرب، وبه توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام. العلم إمام العمل والعمل تابعه. يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه.
وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه، ويتجاوز عمّن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر. وإذا أراد أن يتكلم تدبّر، فإن كان خيراً تكلم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها. لايفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يُعرف بها العاقل.
وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدّى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه. كلامه بغير تدبّر، إن تكلّم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها. لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب. يتوانى عن البرّ ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حُرِم العقل[2].
2 ـ مصادر التشريع :
3 ـ لقد رسم خاتم الرسل (صلى الله عليه وآله) للناس جميعاً طريق السعادة الحقيقية وضمن لهم الوصول اليها فيما اذا التزموا بالتعليمات التي بيّنها لهم. ويتلخّص طريق السعادة عند الرسول (صلى الله عليه وآله) بالتمسك بأصلين أساسيين لاغنى بأحدهما عن الآخر وهما الثقلان، حيث قال:
أيّها النّاس! إنّي فرطكم، وانتم واردون عليّ الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين، فانظروا: كيف تخلّفوني فيهما؟ فإن اللّطيف الخبير نبّأني: أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي ذلك فأعطانيه، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرَّقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم، فإنهم أعلم منكم.
أّيها الناس! لا ألفينّكم بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار.
ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله[3].
القرآن ودوره المتميّز :
4 ـ وأفصح النبي(صلى الله عليه وآله) تبليغ بيانه عن عظمة القرآن الكريم مبيّناً دوره في الحياة وقيمة التمسك التامّ به حيث خاطب عامّة البشرية قائلاً:
أيّها الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار، والشمس والقمر، يبليان كل جديد، ويقرِّبان كلّ بعيد، ويأتيان بكل وعد ووعيد، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز. إنّها دار بلاء وابتلاء، وانقطاع وفناء، فإذا التبست عليكم الاُمور كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق. من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار، ومن جعله الدليل يدلّه على السبيل. وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل. هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم الله، وباطنه علم الله تعالى، فظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليُجِلْ جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلّص من نشب; فإن التفكّر حياة قلب البصر، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن التخلّص، وقلة التربص[4].
أهل البيت (عليهم السلام) أركان الدين
5 ـ وعرّف الرسول الخاتم(صلى الله عليه وآله) الثقل الكبير ـ أي أهل بيت الرسالة: عليٌ وبنوه الأحد عشر ـ بأنواع التعريف، وكان مما قاله في آخر خطبة خطبها:
يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه، من الجنّ والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب: ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله. فيه النّور، والهدى، والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجة الله لي عليكم. وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين، ونور الهدى، وصيّي: علي بن أبي طالب، ألا وهو حبل الله، فاعتصموا به جميعاً، ولا تفرقوا عنه، (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم اعداءً فألّف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخواناً)[5] .
أيّها الناس! هذا عليّ بن أبي طالب، كنز الله، اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفى بما عاهد عليه، وأدَّى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ، لا حجّة له عند الله.
أيّها الناس! لا تأتوني غداً بالدنيا، تزفّونها زفّاً، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في رقابكم.ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون. لا ترجعنّ بعدي كفّاراً مرتدّين، متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السّنّة بالهوى; لأنّ كل سنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل.
القرآن إمام هدى، وله قائد يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وهو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورّثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورث، فلا يكذبنّكم أنفسكم.
أيّها الناس! الله الله في أهل بيتي; فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن العلم; عليّ أخي، ووارثي، ووزيري، وأميني، والقائم بأمري، والموفي بعهدي على سنّتي. أوّل النّاس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءاً يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء، وفي الأمة من هو أعلم، فقد كفر.
أيّها النّاس! ومن كانت له قبلي تبعةٌ فيما أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب، فإنّه ضامن لذلك كلّه، حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة[6].
3 ـ اصول العقيدة الإسلامية
الخالق لا يوصف:
إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به ؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، ناء في قربه، وقريب في نأيه، كيّف الكيفيَّة فلا يقال له كيف؟ وأيَّن الأين فلا يقال له أين؟ هو منقطع الكيفوفيَّة والأينونيَّة، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد[7].
شروط التوحيد :
إذا قال العبد: لا إله إلاّ الله فينبغي أن يكون معه تصديق وتعظيم، وحلاوة وحرمة، فإذا قال: لا إله إلاّ الله ولم يكن معه تعظيم، فهو مبتدع. وإذا لم يكن معه حلاوة فهو مراء. وإذا لم يكن معه حرمة فهو فاسق[8].
رحمة الله :
إن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما مجتهد في العبادة والآخر مذنب، فجعل يقول المجتهد: أقصر عمّا أنت فيه، فيقول: خلّني وربي، حتى وجده يوماً على ذنب استعظمه، فقال: أقصر، قال: خلّني وربي، أبُعثت عليّ رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة. فبعث الله إليهما ملكاً، فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: اُدخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي ؟ فقال: لا يا ربّ. قال: اذهبوا به إلى النّار[9].
لا جبر ولا اختيار :
إنّ الله لا يطاع جبراً، ولا يعصى مغلوباً، ولم يهمل العباد من المملكة، ولكنه القادر على ما أقدرهم عليه، والمالك لما ملّكهم إياه; فإن العباد إن ائتمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع، ولا عنها صاد، وإن عملوا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وليس من شاء أن يحول بينك وبين شيء ولم يفعله، فأتاه الذي فعله كان هو الذي أدخله فيه[10].
الخاتمية:
فُضِّلت على الأنبياء بستّ : اُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب من مسيرة شهر، واُحلّت لي الغنائم. وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً. واُرسلت إلى الخلق كافّة. وخُتم بي النبيّون[11].
إنّ الله اصطفاني :
إن الله اصطفى من وُلد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً. واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، قال الله تبارك وتعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءُوف رحيم)[12].
مثلي مثل الغيث :
إنّ مثل ما بعثني به ربّي من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، منها طائفة طيّبة، فقبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ الكبير، وكانت منها أجادب امسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنّما هي قيعات، لا تمسك ولا تُنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقّه فيما بعثني الله به، فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي اُرسلت به[13].
الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
يا عمّار! إنّه سيكون بعدي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني: عليّ بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلّهم وادياً، وسلك عليُّ وادياً فاسلك وادي عليّ، وخلّ عن الناس.
يا عمّار! إن عليّاً لا يردّك عن هدى، ولا يدلّك على ردى.
يا عمّار! طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله[14].
من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنّما جحد نبوّتي، ونبوّة الأنبياء قبلي[15].
فضل عليّ(عليه السلام) :
لولا أ نّني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً، لا تمرُّ بملأ منهم إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك.[16]
الأئمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
الأئمة بعدي من عترتي بعدد نقباء بني إسرائيل، وحواريي عيسى، من أحبهم فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريّته[17].
أئمة الحق :
يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذامضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم[18].
النبيّ (صلى الله عليه وآله) يبشّر بالمهديّ (عليه السلام) :
روى أحمد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ثمّ يخرج من عترتي من يملأها قسطاً وعدلاً...[19].
وجاء عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر الى علي ففتح الله على يده ثم في غدير خم أعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة. وساق الحديث وذكر شيئاً من فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين الى أن قال: أخبرني جبرئيل أنهم يُظلمون بعدي وأنّ ذلك الظلم يبقى حتى اذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الاُمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً وكثر المادح لهم وذلك حين تغيّر البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ـ الى أن قال ـ: معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف ، وقضاءه لا يرد وهو الحكيم الخبير وان فتح الله قريب[20].
وعن اُم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة[21].
وجاء عن حذيفة بن اليمان أنه قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر لنا ما هو كائن الى يوم القيامة ثم قال: لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان وقال: يا رسول الله إنه من أي ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين[22].

__________________________________
[1] راجع تمام الحديث في تحف العقول، باب مواعظ النبي وحكمه. وروي أنّ شمعون بن لاوي المسيحي دخل على رسول الله وناقشه طويلا ثم اعتنق الإسلام فقال: أخبرني عن العقل ماهو؟ وكيف هو؟ وما يتشعب منه وما لا يتشعب، وصفه وصف لي طوائفه كلها، فقال الرسول: ... ان العقل عقال من الجهل... راجع أيضاً كلمة الرسول الأعظم: 91.
[2] بحار الأنوار: 1 / 171 طبعة مؤسسة الوفاء، وراجع تحف العقول : 28 طبعة مؤسسة النشر الاسلامي.
[3] أعيان الشيعة : 2 / 226 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 101 ـ 102 .
[4] تفسير العياشي : 1/ 2 ـ 3 ، كنز العمّال : 2/288 ، الحديث 4027.
[5] آل عمران (3): 103 .
[6] آخر خطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله). راجع بحار الأنوار : 22/484 ـ 487.
[7] بحار الانوار : 2 / 94 ، الكفاية، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن مطوق بن سوار عن المغيرة بن محمد ابن المهلب عن عبد الغفار بن كثير عن ابراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقال له: نعثل. فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها، أسلمت على يدك. قال: سل يا أبا عمارة! فقال: يا محمد صف لي ربك. فقال:...
[8] كلمة الرسول الأعظم : 30 .
[9] كلمة الرسول الأعظم : 31 .
[10] بحار الأنوار : 77/140.
[11] المصدر السابق : 16/324 .
[12] كلمة الرسول الأعظم : 35 . راجع بحار الأنوار : 16/323.
[13] بحار الأنوار : 1/184.
[14] مجمع البيان : 3 / 534 ، روى أبو أيوب الأنصاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعمار بن ياسر: ...
[15] المصدر السابق : 3 / 534 ، عن كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني عن أبي الحمد مهدي ابن نزار الحسني حدثني محمد بن القاسم بن أحمد عن أبي سعيد محمد بن الفضيل بن محمد عن محمد بن صالح العرزمي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية واتقوا فتنة: قال النبي (صلى الله عليه وآله): ...
[16] الإرشاد : 1 / 165 ، قاله لأمير المؤمنين، بعد ما فتح الله على يديه في غزوة ذات السلاسل.
[17] كفاية الأثر: 166، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن ابن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ...
[18] كفاية الأثر : 195 ـ 196، عن الحسين بن علي، عن هارون بن موسى عن محمد بن إسماعيل الفزاري، عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث، عن رشد بن سعد، عن الحسين بن يوسف الأنصاري، عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سئلت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الائمة فقالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: ... وروى نصّين آخرين عن جابر الأنصاري فراجع.
[19] راجع مسند أحمد : 3 / 425 ، الحديث 10920 .
[20] ينابيع المودّة : 440.
[21] المصدر السابق : 430 عن أبي داود في صحيحه : 4 / 87 .
[22] عقد الدرر. الباب الأول عن أبي نعيم الحافظ.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page