• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وصيّة الإمام (عليه السلام)

وكان الإمام عليه السلام قد أوقف جميع ممتلكاته من الأراضي والعيون وإليك نصّ ما كتبه في كتاب الوقف:هذا ما أوصى بِهِ وَقَضى بِهِ فِي ماله عَبْدُاللَّه عليٌّ ابتغاءَ وجه اللَّه، ليولجني به الجنّة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عنّي يوم تَبيَضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ، أنّ ما كان لي من مالٍ بِيَنبُع يعرف لي فيها وما حولها، صدقة ورقيقها، غير أنَّ رباحاً وأبا نَيْزَرَ وجُبَيراً عتقاءٌ ليس لأحد عليهم سبيل، فهم مواليّ يعملون في المال خمس حِجَج، وفيه نفقتُهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم.
ومع ذلك ما كان لي بوادِ القرى كلّه من مال لبني فاطمة، ورقيقها صدقة.
وما كان لي بدَيْمَةَ وأهلُها صدقة، غير أن زُرَيْقاً له مثلُ ما كتبتُ لأصحابه، وما كان لي بِأذِينةَ وأهلُها صدقة، والفَقيرَيْن كما قد علمتم صدقة في سبيل اللَّه.
وإنَّ الذي كتبتُ من أموالي هذه صدقة واجبة بَتْلَة، حيّاً أنا أو ميّتاً، يُنفق في كلّ نفقة يُبتغى بها وجهَ اللَّه في سبيل اللَّه ووجهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد. وإنّه يقوم على ذلك الحسنُ بن عليّ، يأكل منه بالمعروف، وينفقه حيث يراه اللَّه عزّوجلّ في حلٍّ محلَّل، لا حرج عليه فيه، فإن أراد أن يبيع نصيباً من المال فيقضي به الدينَ فليفعل إن شاء ولا حرج عليه، وإن شاء جعله سَرِيَّ المِلك، وإن وُلدَ عليّ ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن عليّ. وإن كانت دارُ الحسن بن عليّ غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها إن شاء لا حرج عليه فيه، وإن شاء باع، فإنّه يقسِّم ثمنَها ثلاثة أثلاث، فيجعل ثلثاً في سبيل اللَّه وثلثاً في بني هاشم وبني المطلب، ويجعل الثلثَ في آل أبي طالب، وإنّه يضعه فيهم حيث يراه اللَّه. وإن حَدَثَ بحسن حَدَثٌ وحسين حيٌّ فإنّه إلى الحسين بن علي، وإنّ حسيناً يفعل فيه مثل الذي أمرتُ به حسناً، له مثل الذي كتبتُ للحسن وعليه مثل الذي على الحسن. وإنّ لبني ابنَيْ فاطمة صدقة عليّ مثل الذي لبني عليّ، وإنّي إنّما جعلتُ الذي جعلت لابنَيْ فاطمة ابتغاءَ وجه اللَّه عزّوجلّ وتكريم حرمة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما. وإن حَدَثَ بحسن وحسين حَدَثٌ، فإنّ الآخر منهما ينظر في بني عليّ، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته فإنّه يجعله إليه إن شاء، وإن لم يرفيهم بعض الذي يريده فأنّه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم، فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم. وإنّه يشتَرِطُ على الذي يجعله إليه أن يتركَ المال على أصوله ويُنفق ثمره، حيث أمرتُه به من سبيل اللَّه ووجهه وذوي الرّحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد، لا يُباع شي ء منه ولا يُوهب ولا يُورَّث. وإنّ مال محمّد بن عليّ على ناحيته، وهو إلى بني فاطمةعليهم السلام
[ أورد ابن شبّة هذه الفقرة هكذا: وإنّ مال محمّد على ناحية، ومال ابني فاطمة ومال فاطمة إلى ابني فاطمة .]
وإن رقيقيَّ الذين في صحيفة صغيرة التي كُتِبَتْ لي عتقاء. هذا ما قضى به عليُّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مِسْكن ابتغاء وجه اللَّه والدار الآخرة، واللَّه المستعان على كلّ حال، ولا يحلّ لامرئٍ مسلم يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يقول في شي ء قَضَيتُه من مالي ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد.
أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللّائي أطوفُ عليهنّ السبعة عشر:
منهنّ أمّهاتُ أولادٍ معهنّ أولادُهنّ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولدَ له؛ فقضائي فيهنّ  إنْ حَدَثَ بي حَدَثٌ أنّه من كان منهنّ ليس لها ولدٌ وليست بحبلى فهي عتيقٌ لوجه اللَّه عزّ وجلّ ليس لأحدٍ عليهنّ سبيلٌ، ومن كان منهنّ لها ولدٌ أو حبلى فتمسك على ولدها وهي من حظّه؛ فإن ماتَ ولدُها وهي حيّةٌ فهي عتيقٌ ليس لأحدٍ عليها سبيلٌ.
هذا ما قضى به عليّ في ماله هذا الغد من يوم قدم مِسْكَن. شهد أبو شمر بن أبرهة وصَعصَعة بنُ صُوحان، ويزيدُ بنُ قيس وهيّاجُ بن أبي هيّاج.
وكتب عليّ بن أبي طالب بيده لعشرٍ خلون من جمادىَ الأولى سنة سبع وثلاثين [ الكافي "49/7" وتهذيب الأحكام "146/9" وتاريخ المدينة لابن شبّة "225/1".]
وهذه قائمة بالموقوفات التي ذكرت في المصادر المتوفّرة:
1 - الأحْمر: في وادي الرجْلاء بين المدينة و الشام، ذكره في تاريخ المدينة "ص234".
2 - أدْبِيَة: في وادي إضَم في المدينة.ذكره ابن شبّه، تاريخ المدينة، ص222.
3 - أُذَيْنَة: اسم وادٍ من وديان قَبَليّه في المدينة.ذكره في معجم البلدان "309/4".
4 - الاَسْحَن:اسم وادٍ من وديان فدك . ذكره في تاريخ المدينة "225/1".
5 - بِئْر المَلك: فى وادي قَناة . ذكره في تاريخ المدينة "223/1".
6 - البُغَيْبِغَة: بئر قرب رشاء في المدينة. ذكره في تاريخ المدينة "220/1".
7 - البُغَيْبِغات: عدة عيون في يَنْبُع باسم: خَيْفُ الأراك و خَيف ليلى و خَيف بسطاس . ذكره في تاريخ المدينة "222/1".
8 - البَيْضاء: وادٍ في حَرَّة الرجلاء فيها مزارع وبساتين. ذكره في تاريخ المدينة "224/1".
9 - دورٌ في المدينة: في محلة بنى زُرَيْقٍ ذكرها الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام "131/9".
10 - دَيمَة: لم يحدّد موضعها.
11 - ذاتُ كمات:أربعة آبار في حرّة الرجلاء باسم ذوات العشراء و قعين و معيد و رعوان . ذكرها في تاريخ المدينة "224/1".
12 - رعيه:وارٍ في فدك ذكرها في تاريخ المدينة "224/1".
13 - عين أبي نَيْزر: عينٌ في ينبع تنسب إلى أبي نَيْزر أحد مماليك الإمام عليه السلام. ذكره السمهودي في وفاء الوفا بأخبار دارالمصطفى "127/1".
14 - عين موات: عينٌ في وادي القرى . ذكره في تاريخ المدينه، "223/1".
15 - عين فاقة: عينٌ في وادي القري و تسمى عين حسن أيضاً.ذكره في تاريخ المدينه، "223/1".
16 - عيون يَنبُع: قرب جبل رَضْوى و از مدينه هفت منزل فاصله دارد، داراى چشمه هاى پر آب وگوارا و زمينى حاصل خيز.ذكرها الحموى في معجم البلدان، "450/1" وأحصاها بعضهم "170" عيناً [ العباسي في عمدة الاخبار فى مدينة المختار، "ص353". وراجع وفاء الوفا، ص1334.]
17 - فَقْرين: اسم موضعين في المدينه. لاحظ معجم البلدان "269/4" و وفاء الوفاء "ص1282" و عمدة الأخبار "ص318". ولهما ذكر في الكافي "54/7" وتهذيب الأحكام "148/9".
18 - القُصَيْبَة: بستان في فدك . ذكره في تاريخ المدينة "225/1".
19 - وادي القُرى: وادٍ شاسع بين المينة والشام فتحها الرسول صلى الله عليه وآله. [ معجم البلدان، ج5، ص345] ذكرها في معجم البلدان "345/5"
[ أخذنا هذا النص والقائمة من مقال بعنوان: موقوفات اميرالمؤمنين، على عليه السلام لقلم سيّداحمد اشكورى المنشور في مجلة ميقات حجّ الفارسية العدد "34".]
قال: ودعا أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام حسناً وحسيناً فقال: أوصيكما بتقوى اللَّه تعالى ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شي ء زوي منها عنكما وقولا بالحقّ واعملا للأجر، وارحما اليتيم وأعينا الضعيف الملهوف الضائع واصنعا للاُخرى، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً، واعملا بما في كتاب اللَّه تعالى ولا تأخذكما في اللَّه لومة لائم
[ انظر نهج البلاغة: 421 الكتاب 47، الفتوح: 281/2 وفيهما اختلاف يسير.]
ثمّ التفت إلى محمّد بن الحنفية فقال: هل حفظتَ ما أوصيتُ به أخويك؟ قال: نعم، فقال: فإنّي اُوصيك بمثله، وأُوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقّهما عليك ولا تؤثر أمراً دونهما. ثمّ قال: أُوصيكما به فإنّه شقيقكما ابن أبيكما، وقد علمتما أنّ أباكما كان يحبّه [ انظر الفتوح: 281/2 مع اختلاف يسير في اللّفظ. وانظر بحار الأنوار: 245/42، كشف الغمّة: 129/2.]
وفي رواية [ ذكر هذه الرواية أهل السير والتأريخ وأرباب المناقب والمقاتل مع اختلاف يسير في بعض ألفاظها كالأصفهاني في مقاتل الطالبيين والطبري في تاريخه والكليني في الكافي والمجلسي في البحار وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول ونهج البلاغة في كلّ شروحه الكتاب 47 وابن أعثم في الفتوح والشيخ المفيد في الإرشاد وغيرهم كثير، ونحن نذكر عين ما روى ابن الصبّاغ المالكي في كتابه هذا الّذي نحقّقهُ مع الأخذ بعين الاعتبار المخطوطات والنسخ التى بأيدينا والمصادر أيضاً.]
عن الحسن بن عليّ عليه السلام: لمّا حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به أميرالمؤمنين عليُّ بن أبي طالبٍ أخو محمّد رسول اللَّه وابن عمّه وصاحبه وخليفته، أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كله ولو كره المشركون صلوات اللَّه وبركاته عليه إن صلاتى ونسكى ومحَياي ومماتي للَّه ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أولُ المسلمين الأنعام: 162 و163
[ وأضاف ما بين القوسين في مقاتل الطّالبيين: 51 بما يلي: وقريب من هذا في البحار: 248/42، وتحف العقول عن آل الرّسول: 197 و198، وتأريخ الطّبري: 113/4، والحاكم في المستدرك: 143/3، وتأريخ ابن كثير: 328/7، والكامل لابن الأثير: 168/3، والغدير: 325/1 وذِكره الأبيات الشّعريةورَدّه لابن حزم الظّاهري.]
رسول اللَّه وخيرته، اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته. وأنّ اللَّه باعث مَن في القبور، وسائل الناس عن أعمالهم، عالمٌ بما في الصدور.
ثمّ قال: إنّي أُوصيكَ يا حَسَنُ "وجميع ولدي وأهلي" وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى اللَّه ربّكم ولاتموتن إلّا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولاتَفرّقوا، فإنّى سمعتُ رسول اللَّه يقول: إصلاحُ ذاتِ البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام وإنّ المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللَّه عليكم الحساب. اللَّه اللَّه في الأيتام فلا تغُبُّوا أفواههم بجفوتكم. "فلا تغيّروا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب اللَّه عزّوجلّ بذلك الجنّة كما أوجب اللَّه الآكل مال اليتيم النار" [ ما بين القوسين من البحار: 248/42]
واللَّه اللَّه في جيرانكم، فإنّهم وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فما زال يوصينا بهم حتّى ظننّا أ نّه سيورثهم.
واللَّه اللَّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم.
اللَّه اللَّه في الصلاة فإنّها عماد دينكم. [ وفي نسخة: عمود.]
اللَّه اللَّه في بيت ربكم فلا يَخلُونَّ منكم ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، وإنّه إن خلا منكم لم تنظروا.
اللَّه اللَّه في صيام شهر رمضان، فإنّه جُنّة من النار.
واللَّه اللَّه في الجهاد في سبيل اللَّه بأموالكم وأنفسكم.
اللَّه اللَّه في زكاة أموالكم، فإنّها تطفى غضب ربكم.
اللَّه اللَّه في اُمّة نبيّكم، فلا يظلمّن بين أظهركم.
اللَّه اللَّه في أصحاب "اُمّة" نبيّكم، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أوصى بهم.
اللَّه اللَّه في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.
اللَّه اللَّه في ما ملكت أيمانكم، فانّها كانت آخر وصيّة رسول اللَّه عليه السلام إذ قال: أُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم
ثمّ قال: الصلاة الصلاة، لاتخافوا في اللَّه لومة لائم، فإنّه يكفيكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء، قولوا للناس حُسناً كما أمركم اللَّه، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الأمر عنكم، وتدعون فلا يُستجاب لكم، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ، وإيّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا اللَّه إنّ اللَّه شديد العقاب المائدة: 2
[ أضاف ما بين القوسين في المصادر السّابقة أيضاً: وانظر المعمّرون والوصايا للسجستاني: 149، التّأريخ للطبري: 85/6 و61، الأمالي للزجّاجي: 112، الكافي: 51/7، مروج الذّهب: 425/2، تحف العقول: 197، من لا يحضره الفقيه: 141/4، مناقب الخوارزمي: 278، كشف الغمّة: 58/2، ذخائر العقبى: 116، روضة الواعظين للفتال النّيسابوري: 136، المعارف: 178/2.] وكفى بك وصيّاً بما أوصاني به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإذا كان ذلك يا بنيّ فالزم بيتك وابكِ على خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همّك،
واُوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين ومجالستهم والتّواضع فإنّه أفضل العبادات، وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا فإنّك رهن موتٍ وغرض بلاء وطريح سقم.
واُوصيك بخشية اللَّه تعالى في سرّ أمرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، وإذا عرض شي ء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شي ء من أمر الدنيا فتأ نّه حتّى تصيب رشدك فيه، وإيّاك ومواطن التّهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغير جليسه. وكن للَّه يا بنيّ عاملاً،وعن الخنا زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، وواخِ الإخوان في اللَّه، وأحبّ الصّالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك وابغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله، وإيّاك والجلوس في الطّرقات، ودع المماراة ومجاورة من لا عقل له ولا علم. واقتصد يا بنيّ في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدّائم الّذي تطيقه، والزّم الصّمت وبه تسلم، وقدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم، وكن ذاكراً للَّه تعالى على كلّ حال، وارحم من أهلك الصّغير، ووقّر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتّى تتصدّق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجنّة لأهله.
وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذِكر، وأكثر من الدعاء فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحاً وهذا فراق بيني وبينك.
واُوصيك بأخيك محمّد خيراً فإنّه شقيقك ابن أبيك، وقد تعلم حبّي له. أمّا أخوك الحسين فإنّه شقيقك وابن اُمّك وأبيك، ولا اُزيد الوصاة بذلك أزيدك وصاية.
واللَّه الخليفة عليكم، وإيّاه أسأل أن يصلحكم، وأن يكفّ الطغاة والبغاة عنكم، والصبر الصبر حتّى يقضي اللَّه الأمر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم
[ انظر نصّ هذه الوصية في أمالي الشيخ المفيد:222 - 220، أمالي الشيخ الصدوق:4 و5. وانظر الكامل في التاريخ: 436/2، البحار: 292/42، أعيان الشيعة: 533/1 قريب من هذا.]
ثمّ قال للحسن: يا حسن، ابصروا ضاربي، أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، فإن أنا عشتُ فأنا أولى بحقّى، وإن متُّ فاضربوه ضربةً، ولا تمثّلوا به فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور
[ انظر نهج البلاغة: 421، و: 647/3 و648، و: 2/ 78-80 الكتاب 47، كنز العمّال: 413/6، مسند الإمام الشّافعي في قتال أهل البغي: 180، مستدرك الصحيحين: 144/3، تأريخ الطبري: 114/4، كشف الغمّة: 130/2، بحار الأنوار: 246/42 و 257، ينابيع المودّة: 30/2، و: 445/3 ط اُسوة.]
يا حسن، إن أنا متُّ لا تغال في كفني فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: لا تغالوا في الأكفان فامشوا بي بين المشيتين، فإن كان خيراً عجلتموني إليه، وإن كان شرّاً ألقيتموه عن أكتافكم. يا بني عبدالمطّلب لا ألفينّكم تريقون دماء المسلمين بعدي، تقولون: قتلتم أميرالمؤمنين، ألا لايقتلنّ بي إلّا قاتلي
[ انظر نهج البلاغة: 421 الكتاب 47، ينابيع المودّة: 3/ 444-445، بحار الأنوار: 246/42 و250.]
ثمّ لم ينطق إلّا بلا إله إلّا اللَّه حتّى قبض عليه السلام وذلك في شهر رمضان سنة أربعين.
[ انظر الكافي: 51/7 و52، بحار الأنوار: 250/42، ينابيع المودّة: 145/3 ط اُسوة.] 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page