• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فاطمة الزهراء

  • 1

    {فاجعة سقط الجنين من مصادر أهل السنة والجماعة !!}

    أول مصدر : ذكر المسعودي صاحب تاريخ ((مروج الذهب)) المتوفى سنة 346 هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ،
    قال في كتابه ((إثبات الوصية)) عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : {فهجموا عليه [علي عليه السلام] وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً!!}.

    ثاني مصدر : قال الصفدي في كتاب ((الوافي بالوفيات)) الجزء 6 في صفحة 76 في حرف الالف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظام ، ونقل كلماته وعقائده ،
    يقول : {إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها !!}.

    ثالث مصدر : نقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه ((الملل والنحل)) الجزء 1 في الصفحة 57 وقال النظام : {إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح [عم ] أحرقوا دارها بمن فيها !! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين} .

    رابع مصدر : ابن ابي الحديد في((شرح نهج البلاغة)) في الجزء 14 في الصفحة 193 دار أحياء الكتب العربية ، بعدما ينقل خبر هبّار بن الأسود وترويعه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أسقطت جنينها ، فأباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم دم هبّار لذلك وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله ، فقال : { إذا كان رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها... ألخ} .

    خامس مصدر : محمد بن جرير الطبري في ((تاريخ الطبري)) في الجزء 3 في صفحة 203 وما بعدها ، قال : {دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها .
    فقالوا له : إن فيها فاطمة !!
    قال : وإن !!} .

    سادس مصدر : محمد بن جرير الطبري في ((تاريخ الطبري)) في الجزء 2 في الصفحة 233 دار الكتب العلمية : حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : {أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير....}.
    وغيرها من المصادر ومن أحب الزيادة فليرجع إلى كتاب ليالي بيشاور

    السلام على صاحبة الضلع المكسور
    السلام على ذات الآلام الكثيرة
    في المدة القصيرة
    السلام على المظلومة المهضومة
    ألا لعن الله قاتليها وشانئيها
    وغاصبي حقِّها

  • 1

     

    قال الصادق عليه السلام :

    تَسْبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام فى كُلِّ يَوْمٍ فى دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ اَحَبُّ اِلَىَّ مِنْ صَلاةِ اَلْفِ رَكْعَةٍ فى كُلِّ يَوْمٍ؛؛ [كافى: ج3، ص343، ح15 ]

  • 1

     كان أهل السُّنَّة في بغداد يدعون العلَّامة الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني(صاحب موسوعة الغدير) لمأدبة العشاء، ولكنَّه كان يرفض ذلك وهم يصرُّون عليه، وأخيراً قبل العلامة ولكن شرط عليهم بأن يكتفى فقط بالعشاء ولا يجري أي بحث، فقبلوا ذلك.
    بعد العشاء أراد أحد علماء أهل السنَّة أن يفتح باب البحث، وكان يوجد في المجلس ٧٠ إلى ٨٠ شخص.فقال العلَّامة: كان شرطي أن لا يكون هناك أي بحث.
    قالوا: إذن للتَّبرُّك وتنوُّر المجلس، كل شخص يذكر حديثاً، مع العلم أن كلَّ الحضور كانوا من "الحفاظ"، وحافظ الحديث يعني انه عالم متخصص في الحديث وعلومه، وفي المصطلح انه يحفظ مئة ألف حديث.
    فذكر كلُّ شخصٍ منهم حديثاً، إلى أن وصل إلى العلَّامة الأميني، فقال: شرطي بقراءة الحديث هو أنَّكم جميعاً تؤكِّدون على صحَّة الحديث سنداً، فقبلوا ذلك جميعاً.
    فقال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية، ثمَّ سئل الحضور عن سند الحديث؟ فأكَّد الجميع على صحَّة السَّند.
    ثم قال: بعد ما أكَّدتُّم على السَّند الصَّحيح أسئلكم: فاطمة الزَّهراء هل كانت تعرف إمام زمانها أم لا؟
    إذا كانت تعرفه فمن كان؟
    سكتوا لمدَّة عشرين دقيقة ونكَّسوا رؤسهم لأنَّهم ما كانوا يملكون جواباً.
    تركوا المجلس واحداً تلو الآخر وهم يردِّدون: إذا قلنا لم تعرف إمام زمانها يعنى أنَّها ماتت كافرة، وحاشا أن تموت سيِّدة نساء العالمين كافرة، وإذا قلنا كانت تعرف، كيف نقول هو أبوبكر؟ في حال أنَّه جاء في البخاري أنَّها ماتت وهي ساخطةٌ على أبي بكر.
    ولأنَّهم كانوا لا يملكون إلَّا تأييد ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام أُجبروا على ترك المجلس بخجلهم .

  • 1

    المدة : 31 دقائق و 15 ثواني

    01 جمادي الآخرة

    المحاضرات الاخلاقية

  • 1

    عن السيدة الزهراء (سلام الله علیها) :
    فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا
    فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفوا عنا وينصرونا
    فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر
    فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج وركل الباب برجله
    فرده علي وأنا حامل فسقطت لوجهي
    والنار تسعر وتسفع وجهي
    فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني
    وجائني المخاض،
    فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم .

    المصادر:
    ----------------------------------------
    بحار الأنوار ج 30 ص 347
    بيت الأحزان ص 121
    طرف من الأنباء والمناقب ص 394
    العوالم ج 11 ص 574

  • 1

    الشاعر حافظ إبراهيم الملقب بشاعر النيل ذكر قضية الهجوم على دار الزهراء (ع) في شعره ولكن العجيب في الموضوع أنه يمدح الجاني والمجني عليه!! حيث ذكر في القصيدة العُمرية من ديوانه (ج:١ ص:٨٢):
    وقــــولــة لعـــليٍّ قالــــها عـمــــر
    أكرمْ بســـامعها أعظمْ بملقيها
    حرقـــــت دارك لا أبقي عليك بها
    إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
    ما كان غير أبي حفــص يفوه بها
    أمام فــارس عدنــان وحــاميـــها

    فردّ عليه الشاعر حسن سليمان الجبلاوي قائلاً:
    بالأمس بلّغ و الآلاف صاغيةٌ
    حول الغدير إلى تبليغ هاديها

    وقال من كنتُ مولاه فهذا أخي
    له الولايةُ فيكم و هو واليها

    يا شاعر النيل هل فاتتكَ بخبخةٌ
    الى عليٍّ أبو حفص أتى فيها؟!


    أصبحتَ مولاي مولى كلّ مسلمةٍ
    ومسلمٍ بين قاصيها ودانيها

    ما للنبوة تبدو لا أوامرها
    في القوم ذاتُ احترام لا نواهيها

    كيف ارتضى شاعرُ النيل النشيد بما
    يُندي الجبين حياءً من مخازيها

    تالله لو كنت يابن النيل منصفها
    ما كنت مادحها بل كنت هاجيها

    دار ابن حربٍ حِمى أمنٍ لداخلها
    و دار فاطمة لا أمن يحميها

    هل كان أحمد عن تهديد بضعته
    في لحده مطمئن النفس راضيها؟!


    ألم يكن غاضباً إبان غَضبتها
    فكيف لا والذي يُرضيه يُرضيها

    بئسَ السقيفة كم جرّت جرائرها
    فينا مآسي مازلنا نقاسيها

  • 1

    لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ س الْمَرْضَةَ الَّتِي تُوُفِّيَتْ فِيهَا دَخَلَتْ عَلَيْهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ يَعُدْنَهَا فَقُلْنَ لَهَا كَيْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ

    «... فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَ صَلَّتْ عَلَی أَبِیهَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِه وَ سَلَّم ثُمَّ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْیَاکُنَّ، قَالِیَةً لِرِجَالِکُنَّ، لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ، فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ وَ اللَّعِبِ بَعْدَ الْجِدِّ وَ قَرْعِ الصَّفَاةِ وَ صَدْعِ الْقَنَاةِ وَ خَطَلِ الْآرَاءِ وَ زَلَلِ الْأَهْوَاءِ وَ «لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ فِی الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ»، لا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا وَ حَمَّلْتُهُمْ أَوْقَتَهَا وَ شَنَنْتُ عَلَیْهِمْ غَارَهَا، فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ «بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ». وَیْحَهُمْ أَنَّی زَحزَحوهَا عَنْ رَوَاسِی الرِّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ وَ الدَّلالَةِ وَ مَهْبِطِ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ الطَّبِینِ بِأُمُورِ الدُّنْیَا وَالدِّینِ، «أَلا ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ».

    وَ مَا الَّذِی نَقَمُوا مِنْ أَبِی الْحَسَنِ، نَقَمُوا مِنْهُ وَاللَّهِ نَکِیرَ سَیْفِهِ وَ قِلَّةَ مُبَالاتِهِ بِحَتْفِهِ وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَکَالَ وَقْعَتِهِ وَ تَنَمُّرَهُ فِی ذَاتِ اللَّهِ. وَ تَاللَّهِ لَوْ مَالُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ اللائِحَةِ وَ زَالُوا عَنْ قَبُولِ الْحُجَّةِ الْوَاضِحَةِ لَرَدَّهُمْ إِلَیْهَا وَ حَمَلَهُمْ عَلَیْهَا وَ لَسَارَ بِهِمْ سَیْراً سُجُحاً لا یَکْلُمُ خِشَاشُهُ وَ لا یَکِلُّ سَائِرُهُ وَ لا یُمَلُّ رَاکِبُهُ وَ لاوْرَدَهُمْ مَنْهَلاً نَمِیراً صَافِیاً رَوِیّاً تَطْفَحُ ضَفَّتَاهُ وَ لا یَتَرَنَّقُ جَانِبَاهُ وَ لاصْدَرَهُمْ بِطَاناً وَ نَصَحَ لَهُمْ سِرّاً وَ إِعْلاناً وَ لَمْ یَکُنْ یُحَلَّی مِنَ الْغِنَی بِطَائِلٍ وَ لا یَحْظَی مِنَ الدُّنْیَا بِنَائِلٍ، غَیْرَ رَیِّ النَّاهِلِ وَ شُبْعَةِ الْکَافلِ وَ لَبَانَ لَهُمُ الزَّاهِدُ مِنَ الرَّاغِبِ وَ الصَّادِقُ مِنَ الْکَاذِبِ، «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ»، «وَ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَیُصِیبُهُمْ سَیِّئاتُ ما کَسَبُوا وَ ما هُمْ بِمُعْجِزِینَ».

    أَلا هَلُمَّ فَاسْتَمِعْ وَ مَا عِشْتَ أَرَاکَ الدَّهْرَ عَجَباً وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ، لَیْتَ شَعْرِی إِلَی أَیِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَ عَلَی أَیِّ عِمَادٍ اعْتَمَدُوا وَ بِأَیَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّکُوا وَ عَلَی أَیَّةِ ذُرِّیَّةٍ أَقْدَمُوا وَ احْتَنَکُوا «لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ»، «وَ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلاً»، اسْتَبْدَلُوا وَاللَّهِ الذَّنَابَی بِالْقَوَادِمِ وَ الْعَجُزَ بِالْکَاهِلِ، فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ «یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً»، «أَلا إنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لکِنْ لا یَشْعُرُونَ»، وَیْحَهُمْ «أفَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلا أَنْ یُهْدی فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ».

    أَمَا لَعَمْرِی لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنْتَجُ، ثُمَّ احْتَلَبُوا مِلْ‌ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَ ذُعَافاً مُبِیداً، هُنَالِکَ «یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ» وَ یُعْرَفُ التَّالُونَ، غِبَّ مَا أسَّسَ الْأَوَّلُونَ ثُمَّ طِیبُوا عَنْ دُنْیَاکُمْ أَنْفُساً وَ اطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً وَ أَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِمٍ وَ سَطْوَةِ مُعْتَدٍ غَاشِمٍ وَ بِهَرْجٍ شَامِلٍ وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِینَ، یَدَعُ فَیْئَکُمْ زَهِیداً وَ جَمْعَکُمْ حَصِیداً، فَیَا حَسْرَةً لَکُمْ وَ أَنَّی بِکُمْ وَ قَدْ عَمِیَتْ «عَلَیْکُمْ أَ نُلْزِمُکُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها کارِهُونَ».
    الإحتجاج  : الطبرسي، أبو منصور    ج : 1  ص : 108

  • 1

     بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين، واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.
    مع اقتراب الأيام الفاطمية، فإن موضوع البحث اليوم هو الصديقة الكبرى عليها السلام.لفاطمة تسعة أسماء عند الله، أحد هذه الأسماء (المباركة)، ولما يكون واضع الإسم هو الله تعالى فإن البركة غير قابلة للوصف، بل غير قابلة للإدراك.
    من الحلم الحسني إلى الغيبة الإلهية لولي العصر، كله من بركات وجود هذه المرأة. فكيف تدرك هذه البركة؟
    ثمرة وجودها هو المهدي طاووس أهل الجنة.
    تتحقق على يديه نتيجة الخلق وبعثة جميع الأنبياء، وكل الأنبياء والأولياء في طريق ظهوره.
    هذا معنى اسم المباركة.
    وللأسف فقد ضيّع هذا الحق.
    وأول من تكفل بإضاعة الحق استند إلى هذه الرواية: ما تركت لأمتي صدقة.
    والذي قال هذا الكلام وأخذ فدك بناء عليه، صار بنفسه مكذباً لهذه الرواية، وهذا من العجائب، حيث أن الراوي نفسه كذّب الرواية نفسها، حيث طلب عائشة عند موته وقال: ائذني لي أن أدفن في بيت الرسول.
    فإن كان (ما تركه النبي) صدقة فإن إذن عائشة خطأ !
    وإن كان إذن عائشة معتبراً فإن الصدقة خطأ !

    نتيجة البحث
    أنه بمقتضى دليل غصب فدك، فإن وظيفة كل مسلم الآن نبش قبر الرجلين، وإخراج ما بقي من أجسادهما.
    لأن الغصب مُسَلّمٌ.
    وحكمُ الدفن في المغصوب وجوب النبش بإجماع الجميع.
    هذه القاعدة وهذه النتيجة.
    كيف ضاع هذا الحق ؟
    المهم هو البرهان القاطع.. جمع المأمون علماء المسلمين من أقطار الدنيا للبحث في مسألة فدك، وكانت نتيجة المجلس إجماع الكل على أن فدك قد غصبت، وأنها ملك الصديقة الكبرى.

    أصبح سن الدهر قد ضحكا   ***   برد مأمون هاشم فدكا

    فكيف تحل هذه التناقضات ؟
    هذا دليل غصب الصديقة الكبرى.
    أما عظمتها، فهي فوق التصور.
    اسمها في إنجيل عيسى (المباركة)، وثمرة هذا الوجود الحكومة العالمية للمهدي الموعود.
    هذا أثر هذه البركة، من الحلم الحسني إلى الغيبة الإلهية للولي، كله ثمار هذه الشجرة، وهي المصداق الأتم لهذه الآية: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
    إن شاء الله تسافرون جميعاً في هذه الأيام وتبينون عظمة هذا المقام للناس لكي تُعرف عظمة المصيبة بقدر الميسور.
    هذا تكليفكم.. وتكليف الهيئات.. ينبغي على الجميع أن يخرجوا ويعرفوا من كانت ؟ وماذا حصل ؟
    عندما أراد عليه السلام تسليم الجنازة للنبي ص قال: يا رسول الله... لقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء.
    ماذا يعني الاختلاس ؟
    يا رسول الله، خطفت فاطمة من يد علي، هذا معنى الاختلاس.
    عندما وصلت الضربة إلى رأس علي وتراءى الموت وصاح أمين الوحي بين الأرض والسماء: تهدمت والله أركان الهدى، قال عليه السلام مبتسماً: فزت ورب الكعبة.
    لكنه هنا نفض يده من تراب القبر قال:
    نفسي على زفراتها محبوسة... ياليتها خرجت مع الزفرات !
    قالت لعلي عليه السلام: إذا أنا مت فغسلني بيدك وحنطني وكفني وادفني ليلا.. كل شيء كان ليلاً.. لا تعلم بي أحداً.. هكذا ذهبت غريبة.. لكن الله تعالى يعلم ذلك القبر المخفي.. الله تعالى يعلم عظمة ذلك الدفن ليلاً..
    ثم قال عليه: ستنبؤك ابنتك بتظافر امتك على هضمها.
    هذه الجملة كافية، هي نفسها تخبرك كيف أن أمتك وقف بعضها مع بعض.. وضربوا فاطمة عليها السلام..
    تظافرت الأمة على هضمها.. وكان الدفن ليلاً.. والقبر بلا علامة..

    ينقل خامس الأئمة عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم):
    إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة.. قوائمها من الزمرد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها ياقوتتان حمراوان عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها داخلها عفو الله و خارجها رحمة الله: فعفو الله ظاهر هودجها، ورحمة الله باطن هودجها. تلك الرحمة التي وسعت كل شيء، مركزها ومبدؤها ومنتهاها فاطمة الزهراء عليها السلام.
    ما يحير العقول هو نداء جبرئيل بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ص فلا يبقى يومئذ نبي و لا رسول و لا صديق و لا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة.
    هكذا ترد المحشر..
    فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله.. فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي.. فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحبي ذريتي...
    ويكون ختم المحشر بهذا: تخرج قميصاً مقطعاً مصبوغاً بالدم.. تضعه على رأسها.. وتقول: يا رب شيعتي.
    فما هي وظيفتكم في الأيام الفاطمية ؟
    اذهبوا الى الاماكن المحرومة وعرفوا الناس بفضائلها التي لا تعد ولا تحصى.
    ووظيفة الناس أن تخرج كل الهيئات يوم شهادتها في المواكب، حتى يوضع ذلك كمرهم على جراح ولي العصر إمام الزمان.
    المصيبة كبيرة إلى حد أنا لسنا قادرين على شرح عظمة هذه المصيبة، ولا قادرين على إدراكها.
    لكن تتضح عظمة المطلب من كلام أمير المؤمنين عليه السلام.. عندما نفض يده من تراب القبر قال:
    نفسي على زفراتها محبوسة... ياليتها خرجت مع الزفرات !
    اللهم بحق فاطمة وأبيها، وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها، لا تفرق بيننا وبينها وذريتها المعصومين أبداً.
    كلمة لسماحة المرجع الديني الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله قبيل ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام..

    صبيحة الأربعاء 24 جمادى الأولى 1438 هـ الموافق 22-2-2017م.

  • 1

    ذكرى زواج النورين علي و فاطمة

    في الفردوس العُرسُ تقرَّرْ
    قلبُ الملكوتِ به استبشرْ
    مذ قال الباري لعليٍّ:

    (إنَّا زوَّجناكَ الكوثرْ)

    الحورُ مع الملَكِ اصطفَّتْ
    وبموكبِ فاطمةٍ حفَّت
    لعليٍّ في الجنَّةِ زُفّتْ

    (إنَّا زوَّجناكَ الكوثرْ)

    العقدُ الباري أجراهُ
    وبشوقٍ راحيلُ تلاهُ
    لم يعقدْ ربِّي لسواهُ

    (إنَّا زوَّجناكَ الكوثرْ)

    وأتى جبريلُ على عَجَلِ
    ليُهنِّي الخاتمَ للرُّسُلِ
    أبشرْ يا طه قل لِعلي

    (إنَّا زوَّجناكَ الكوثرْ)

    وتعالى صوت المختار
    جبريلٌ جاء عن الباري
    قل لابنِ العمِّ الكرارِ

    (إنَّا زوَّجناكَ الكوثرْ)

    وكتب عبدُ ساداته الدر العاملي
    ابارك لكم هذه المناسبة العطرة وأسأل الله لي ولكم وللجميع محبتهم والفتهم وشفاعتهم

  • 1

    السؤال / عبد الله
    يا اخوتي انا رجل متشيع بحمد الله و انتقلت من مذهب الباطل و المجسمة و ناكري حق آل رسول الله الى مذهب الحق مذهب محمد و آل محمد عليهم صلوات الله و سلامه و انا بحمد الله مقتنع بكل عقائد الشيعة الامامية وفقهم الله و حتى اني مقتنع بالقضية التي سأطرحها الان و لكن بين الحين و الحين تمر علينا شبهات لا نستطيع ردها لكثرة المصادر و قلة الوقت رغم اننا مقتنعون بها لانها من المسلمات في كتب الامامية و انما للرد على اتباع المذاهب الضالة من كتبهم و تفاسيرهم و سأنقل لكم كلامهم و اتمنى من اخوتي ان يردوا ردا مفصلا يقصم ظهر الضلالة و يظهر الحق لهم وفقكم الله و اعانكم و اطال في اعماكم فأنتم العلماء و نحن المتعلمون.
    نص ما قاله القوم:

    *************************

    يرى أهل السنة والجماعة أنّ خلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة كان خلافًا سائغًا بين طرفين لدى كل منهما أدلة على رأيه، وأن طلب فاطمة ميراثها من أبيها من أبي بكر بأن ذلك كان قبل أن تسمع الحديث الذي دل على خصوصية النبي ذلك وكانت متمسكة بما في كتاب الله من ذلك فلما أخبرها أبو بكر بالحديث توقفت عن ذلك ولم تعد إليه.

    عدم انفراد أبوبكر الصديق بالرواية: قول بعض المخالفين لأهل السنة من الشيعة أن أبو بكر انفرد بحديث قول النبي: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" فهذا الإدعاء غير صحيح، حيث روى هذا الحديث عن النبي أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وأزواج النبي وأبو هريرة، والرواية عن هؤلاء ثابته في الصحاح والمسانيد مشهورة.

    حرمان ابنة أبو بكر وابنة عمر من الميراث: فإن هذا أدى أيضا إلى حرمان ابنة أبو بكر وهي أم المؤمنين عائشة من الميراث، وكذلك حرمان ابنة عمر بن الخطاب وهي أم المؤمنين حفصة من الميراث. حيث أنهما زوجات الرسول، كما أنّ فدك لو كانت إرثاً من النبي لكان لنساء النبي ومنهن عائشة بنت أبي بكر وزينب وأم كلثوم بنات النبي حصة منها، لكن أبا بكر لم يعط ابنته عائشة ولا أحد من نساء النبي ولا بناته شيئاً استناداً للحديث، فلماذا لا يُذكر هؤلاء كطرف في قضية فدك بينما يتم التركيز على السيدة فاطمة وحدها.

    أبوبكر وعمر لم ينتفعا بأموال الميراث، وأن علي كان المسؤول عن صرف هذه الأموال كصدقة: إن المال الذي خلفه النبي لم يجعله أبو بكر الصديق لنفسه ولا لأهل بيته، ولا انتفع هو ولا أحد من أهله بهذه المال، وكذلك عمر لم ينتفع بهذا المال، وإنما هذا المال هو صدقة لمستحقيها، بل سلم عمر هذا المال إلى علي والعباس يفعلان فيه ما كان النبي يفعله وأن يجعلانه صدقة. ثم إن علي لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد الخلفاء الثلاثة ولم يتعرض لتملكها ولا لقسمة شيء منها بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها. ثم إن أبا بكر وعمر قد أعطيا عليا وأولاده من المال أضعاف أضعاف ما خلفه النبي من المال.

    غضب فاطمة على أبو بكر: وهو قول الرسول:"فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني"، فهذا من نصوص الوعيد المطلق التي لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعنيين إلا بعد وجود الشروط وانتفاء الموانع، وأن النبي إنما أراد بغضب فاطمة وهو أن تغضب بحق، وإلا فالرسول لا يغضب لنفسه ولا لأحد من أهل بيته بغير حق، بل ما كان ينتصر لنفسه ولو بحق مالم تنتهك محارم الله.

    الفائدة من عدم توريث النبي للأموال: ولعل حكمة الله في هذا الحكم -والله أعلم- في أن لا يورث الرسول المال لأهله من بعده، وذلك لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوة النبي بأنه طلب الدنيا وقاتل في الغزوات ليخلف الثروات والأموال لورثته، كما صان الله تعالى رسول الله عن معرفة القراءة والكتابة وكذلك عن قول الشعر وذلك صيانة لنبوته عن الشبهة، ثم إنّ لفظ (الإرث) ليس محصور الاستخدام في المال فحسب بل يستخدم في العلم والنبوة والملك وغير ذلك كما يقول الله تعالى (( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا )) (فاطر:32).

    روايات مؤيدة لوجهة نظر السنة في كتب الشيعة الاثناعشرية وصححها علماؤهم: ويرى أهل السنة أن في كتب الشيعة ما يؤيد وجهة نظرهم في كتب الشيعة، حيث إذاً حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم) صحيح كما بيّن ذلك المجلسي وغيره.
    روايات مؤيدة لوجهة النظر السنية في كتب الشيعة الزيدية: (حدثني زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي قال: العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يخلفوا دينارا ولا درهما انما تركوا العلم ميراثا بين العلماء).

    قول علماء الشيعة بأن فاطمة ورثت علم النبي فبالتالي هي في مسألة الميراث أكثر فقها من أبو بكر: حيث يقول علماء الشيعة أنه إذا كان الأنبياء يورثون العلم والحكمة وليس المال فإن فاطمة بنص الحديث ترث علم النبي وحكمته وبالتالي تكون مطالبتها بإرثها حجة على الخليفة بوصفها أعلم بدين محمد، فيرد أهل السنة والجماعة أن علم الرسول ليس محتكرا على ذريته وأقربائه، ثم إن العلماء هم ورثة الأنبياء، ثم إذا سلمنا بهذا القول الشيعي فهذا يعني أن بقية بنات النبي كأم كلثوم وزينب وكذلك أزواج الرسول كأم المؤمنين عائشة وأبناء عمومة الرسول كعبد الله بن عباس ورثوا علم الرسول كفاطمة لأنهم من ورثة الرسول، وهذا لا يستقيم عند الاثناعشرية لأنهم يرفضون وضع هؤلاء بأنهم أكثر علما وحكمة من غيرهم، ثم هذا يعني أن أم المؤمنين عائشة هي أكثر ميراثا من علي بن أبي طالب في الحكمة والعلم والفقه وذلك لأنها زوجته ترث أكثر من ابن عمه.

    وجود روايات بأن الرسول أعطى فاطمة فدك، وبالتالي ففدك كانت ملك السيدة فاطمة في عصر الرسول ص: ويقول علماء الإثناعشرية بأن هناك رواية في كتب التفاسير وغيرها عند أهل السنة، وأن هذه الرواية تكررت كثيرا في كتب التفاسير وغيرها، وهذه الرواية هي أنه لما نزلت (( وَآتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ )) (الإسراء:26) فإن الرسول أعطى السيدة فاطمة فدك، وبالتالي ففدك كانت ملك السيدة فاطمة في حياة الرسول وليست من ميراث الرسول[من صاحب هذا الرأي؟]، فكيف الخليفة أبوبكر يأخذ ملكا للسيدة فاطمة.
    أولا: ضعف السند: وتدور الرواية حول اثنين من الأناسيد وكلاهما ضعيف.

    ثانيا: ضعف المتن: حيث الآية مكية بينما فتح خبير وفدك كان بعد الهجرة: وهو أن آية (( وَآتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ )) هي آية مكية أي نزلت في مكة قبل هجرة الرسول إلى المدينة، بينما فتح الرسول لخبير وفدك كان في السنة السابعة للهجرة، وبالتالي فالحديث عقلا ومتنا هو غير منطقي.

    ثالثا: الكثير من علماء أهل السنة عند ذكر هذه الرواية فإنهم بعدها يذكرون بطلانها سندا ومتنا: فعلى سبيل المثال من هذه التعليقات بعد ذكر هذه الرواية في أحد كتب التفاسير: «على أن في القلب من صحة الخبر شيء بناء على أن السورة مكية وليست هذه الآية من المستثنيات وفدك لم تكن إذ ذاك تحت تصرف رسول الله بل طلبها رضي الله تعالى عنها ذلك إرثا بعد وفاته عليه الصلاة والسلام كما هو مشهور يأبى القول بالصحة كما لا يخفى»، ويرى أهل السنة والجماعة بأن هذه الرواية هي تتكرر بنفس أسانيدها وهي ضعيفة، وبأن علماء الإثنا عشرية ينقلون هذه الرواية من كتب التفاسير وغيرها ولكنهم يحذفون تعليق علماء التفسير وعلماء الحديث عليها بأنها ضعيفة ويكون ذلك في نفس الكتاب ونفس الصفحة مباشرة، وأن هذا يقدح في المنهاج العلمي لديهم.

    رابعا: أن هذه الرواية تتعارض مع حث الرسول على العدل بين الأبناء في الهدايا: حيث تم فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة، والسيدة أم كلثوم توفيت في السنة التاسعة من الهجرة، والسيدة زينب توفيت في السنة الثامنة من الهجرة، فكيف الرسول يعطي ابنته فاطمة أرض فدك كهدية أو عطية بينما يستثني ابنته السيدة أم كلثوم وابنته السيدة السيدة زينب، وبالتالي هذا يتعارض مع حث الرسول على العدل في العطايا والهدايا بين الأبناء.

    *************************
    الجواب
    الأخ عبد الله المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولاً: الخلاف مع فاطمة (عليها السلام) ليس كأي خلاف بل فيه محاذير كثيرة واحاديث متواترة تحذر من مغبة اغضابها او ايذائها وحربها (عليها السلام).

    ثانياً: لم يكن الخلاف اجتهاديا حقيقة بل كان مخططا له من قبل الظالمين الغاصبين.

    ثالثاً: انتم رويتم ان فاطمة (عليها السلام) لم تقتنع بحجة ابي بكر التي احتج بها عليها وابتكرها من عنده وانها (عليها السلام) كذبته ولم تصدقه وردت استدلاله ولم تستسلم لاكاذيبه وتلاعبه في الالفاظ حيث اجابته (عليها السلام) بقولها له: ( انت وما سمعت) ! فلا يدعى انها انتهت عن خصومته لما سمعت حديثه وحجته.

    رابعاً: بل رويتم في بخاريكم انها (عليها السلام) غضبت منه وهجرته ولم تكلمه حتى ماتت وامرت بان لا يخبر بموتها ولا يحضر جنازتها ولا يصلي عليها صلوات ربي وسلامه عليها.

    خامساً: مطالبتها (عليها السلام) وكذلك امير المؤمنين (عليه السلام) والعباس المتكررة لابي بكر ثم لعمر بالارث يشير بل يدل على استمرار عدم رضا الزهراء (عليها السلام) وعلي والعباس بما قاله اولئك.

    سادساً: اما ادعاء رواية غير ابي بكر من ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قال: (لا نورث ما تركناه صدقة) فهو كما تعلمون ليس بحجة علينا مع الدواعي والايدي والسلطات التي تضع الاحاديث وتعطي العطايا والهدايا والمناصب للصحابة والتابعين الذين يكذبون للسلطات خصوصا لو اخذنا بنظر الاعتبار ان فاطمة (عليها السلام) هي صاحبة الشأن وهي الوريث الوحيد للنبي (صلى الله عليه وآله) فكيف يقوم النبي (صلى الله عليه وآله) باخبار غيرها وعدم اخبارها بحكم هي في مورد ابتلاء به ويدعها تخالفه وتدخل في مشاكل وخلافات ووو حتى يقوم مثل ابن تيمية بتصويرها للامة انها فيها خصلة من النفاق ( فضّ فوه) وحاشاها وصلى عليها الاله ويقول اللعين انها كالمنافق ان اعطيت رضيت وان منعت سخطت وهذه خصلة وصفة من خصال وصفات المنافقين، فكيف يتركها رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاهلة بهذا الحكم وهي ابنته وسيدة نساء العالمين وام ابيها وروحه التي بين جنبيه ثم يتركها تلوكها مثل هذه الافواه الناصبية القذرة؟!!
    اما امير المؤمنين (عليه السلام) الذين تدعون انه روى ذلك كذبا وزورا وبهتانا فهو يكذب ما تقولون بموقفه الصارم واصراره على عدم البيعة لابي بكر ستة اشهر كما يروي البخاري وكذلك استمر صلوات الله وسلامه عليه بمطالبة ابي بكر وعمر بإرث الزهراء واتهمهما كما يروي مسلم بانهما كاذبان آثمان غادران ظالمان فكيف يكون روى ذلك ؟!!

    سابعاً: اما لو روي ذلك الحديث فعلا او قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) واقعا فيكون قد قاله بالفاظ اخرى تلاعب صديقكم او غيره بها وغيّرها عن اصلها مثل ان يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا نورث ما تركناه صدقة) أي ما جعلناه صدقة في حياتنا لا ننقطع عن التصدق به بعد موتنا لان الانبياء واقعا لا يموتون كما نموت ولا تنقطع اعمالهم الصالحة ولا تأكلهم الارض وانهم كما رويتم وصح عندكم ( احياء في قبورهم يصلون) فتستمر صدقاتهم ولا تتحول ميراثا وهذا حكم يخص صدقاتهم لا جميع اموالهم.

    ثامناً: اما الكلام عن الورثة الاخرين فليس بصحيح ايضا حيث ان اخوات الزهراء - لو صح انهن شقيقاتها فعلا - فقد توفين قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يرثن شرعا. واما التحجج بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) وانهن حرمن من الارث فهذا امر غير صحيح ايضا فقد ورثت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بيوت النبي (صلى الله عليه وآله) وبقيت البيوت لهن حتى وفاتهن فانتفعن من الارث فعلا. وكذلك قد نص رسول الله (صلى الله عليه وآله)على عدم ارثهن شيئا غير البيوت الذي امرهن بالقرار فيها كما نص القرآن والسنة عليه وكذلك مؤنتهن التي تحولت الى اراضي زراعية في عهد عمر فكيف يقال انهن لم يرثن ولم يستفدن فعلا من الاموال كالبيوت والاراضي!! ؟.

    تاسعاً: اما تميز الزهراء(عليها السلام) بالعطاء في حياته (صلى الله عليه وآله) لو قلنا بالنحلة فهو امر طبيعي وغير محظور ولا محرم شرعا وبامكان أي شخص ان يهب لمن يشاء من ممتلكاته وينفق ما يشاء على ما يشاء حتى لو انفق امواله جميعا في وجوه الخير وترك ورثته دون شيء فهو ليس بمحرم بل قد يستحب فكيف ان اعطاه لافضل اولاده بل لو علم انه لن يبقى من اولاده من بعده سوى واحد منهم فلماذا لا يهدي له ما يملك او بعض ما يملك في حياته ؟!! خصوصا مع علمه وإخباره بأذاهم وقتلهم من بعده !!

    عاشراً: اما عدم استفادتها (عليه السلام) من ارث النبي (صلى الله عليه وآله) فهذا لا يصح ايضا او فقل على الاقل ادخلا الضرر والضعف والفقر على اهل البيت (عليهم السلام) وجردوهم عن مواطن القوة كي لا يقوون على الاستقرار والاستقلال عن الجميع وتقليل هيبتهم وانفاقهم وكرمهم الذي تعودوا على فعله وعرف عنهم فيساعد كل ذلك في تقليص نفوذهم ومحبة الناس لهم وتعلقهم بهم (عليهم السلام) وكل هذا امر مدروس ومخطط له ولا يصح تسليط الضوء بالنسبة للاموال على زاوية معينة ساذجة والاشكال بها على قلب الحقائق.
    ثم اليس اهل البيت من المسلمين فلماذا يوزع ابو بكر الاموال على المسلمين ولا يشمل اهل البيت (عليهم السلام) بارجاع بعض حقهم لهم منه !

    الحادي عشر: وكذا بالنسبة الى تصرفهما في اموال اهل البيت (عليهم السلام) كصدقات على المسلمين من دون أي وجه حق منهما امر غير مقبول وغصب وتصرف بأموال الغير دون رضاه وهذا امر محرم وغير مقبول. فهو كمن يسرق الاغنياء ويوزع سرقته على الفقراء فالغاية لا تبرر الوسيلة !
    نعم. صحيح ان اهل البيت (عليهم السلام) لو اعطي حقهم ولم يغصب لتصرفوا به في الصدقات والانفاق في سبيل الله تعالى كما هو ديدنهم وهذا مفروغ منه كونهم ليسوا من اهل الدنيا وملذاتها قطعا وبالاتفاق ولكن هذا لا يبرر فعلهما واغتصابهما لها والتصرف فيها من دون اذنهم وعلمهم !

    الثاني عشر: وهناك فرق يجب ان يعلم بان ما تركه النبي (صلى الله عليه وآله) كما في رواية البخاري وغيره الاختلاف بين اجناسه فمنه فدك وخيبر ومنه صدقات المدينة فالصدقات لم يطالب بها اهل البيت (عليهم السلام) كإرث يتملكوه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابدا بل طالبوا بالولاية عليه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا ما حصل في زمن عمر ومن بعده فالخلط بين المالين غير صحيح وفيه تدليس وتضليل.

    الثالث عشر: اما الكلام حول قوله (صلى الله عليه وآله): ( فاطمة بضعة مني فمن اغضبها فقد اغضبني) وادعاء انه مقيد ومشروط وليس مطلقا فهذا رد واعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من دون مبرر وقد قال تعالى في ذم هذه الصفة ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم) فالاطلاق والتعميم واضح في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله ( من اغضبها) فهو يقتضي العموم وليس المقيد والمشروط والا وجب بيان الشرط والقيد لانه (صلى الله عليه وآله) في مقام البيان ولا يصح التأخر بل الترك لذكره وهو في مقام البيان والا لاستطعنا الاستثناء والتخصيص من كل عموم والتقييد لكل مطلق وتعطيل كل امر من دون دليل وهذا يهدم الشريعة وبالضد من العقل والمنطق. فلو قال الشرع اكرم كل عالم فلا يصح ان نستدرك عليه ونقول اراد علماء الدين مثلا او فقط عشرة من العلماء او ما شاكل من المخصصات لتقييدات ولا يعتبر اجتهادنا سائغا او مبررا مع افتراض كون المشرع بين مراده بشكل كامل وتام دون أي نقص او تكملة اخرى.

    و هكذا الحال هنا فافتراض ان الزهراء (عليها السلام) تخطئ وتصيب كباقي الناس ويسوغ اغضابها وأذيتها مع كونها على الحق احيانا يهدم الحديث من اساسه ويجعله لغوا ويجرده عن الفضيلة والخصوصية اذ كل شخص على الحق لا يجوز أذاه او اغضابه وكذلك تشبيه النبي (صلى الله عليه وآله) الزهراء (عليها السلام) به وانها جزءٌ منه ( بضعة مني) وجعل اغضابها اغضاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وايذاؤها ايذاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لهو الدليل القاطع والبيان الواضح على ارادة عصمة الزهراء (عليها السلام) واطلاق الحديث وليس الانتقاء ومحاولة تخطئتها (عليها السلام) وخصوصا في قضية ابي بكر مع ان كل مواقفها مع ابي بكر يدل بوضوح على انها تصرفت عن علم ويقين وحق مبين ولم تخطأ في شيء ابدا بل اصرت وأكدت وأوضحت بكل ما فعلته (عليها السلام) وأوصلت رسالة مهمة وخطيرة للامة انها كانت على حق والاخرين على باطل حيث اصرت على موقفها (عليها السلام) الى الموت بل وحتى بعد الموت ان لا يخبروا بموتها ولا يحضروا تشييعها ودفنها ولا يصلوا عليها ابدا واخفاء قبرها الشريف من قبل امير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها ليلا كما اوصت (عليها السلام) واستمرار امير المؤمنين (عليه السلام) بالمطالبة بارثها (عليها السلام) من ابي بكر ثم من عمر لايضاح كونها كانت على حق وهما على باطل وانهما تعمدا ايذائها و كذلك هجرها (عليها السلام) لهما ووجدها عليهما وموتها دون الرضا عنهما حتى انهم حاولوا وضع حديث في مقابل الثوابت التي في البخاري وغيره وهذا الحديث الذي حاولوا وضعه وكذبه لم يثبت حتى عندهم في محاولة يائسة بائسة مضللة لتغيير الحقائق وعكسها بجعل الزهراء (عليها السلام) ترضى عليهما بعد ان استرضياها ولكن الرواية المكذوبة لم تصح حتى عندهم وعلى قواعدهم الحديثية بفضل الله تعالى.

    فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6/139 عمن يحاول ادعاء رضا فاطمة (عليها السلام) بما قاله وادعاه ابو بكر وقولها (عليها السلام) لهما: لا أكلمكما: وتعقبه الشاشي بان قرينة قوله غضبت يدل على انها امتنعت من الكلام جملة وهذا صريح الهجر وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود من طريق أبي الطفيل قال: ( أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؟!! قال: لا، بل أهله، قالت: فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده فرأيت أن أرده على المسلمين قالت: فأنت وما سمعت ) فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك ثم قال الحافظ ابن حجر: نعم روى البيهقي من طريق الشعبي (أن أبا بكر عاد فاطمة فقال لها علي: هذا أبو بكر يستأذن عليك قالت: أتحب ان آذن له؟! قال: نعم:فأذنت له فدخل عليها فترضاها حتى رضيت ) وهو وإن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر. أ هـ
    فتبين عدم رضا فاطمة (عليها السلام) عليهما مع وجود نص في البخاري يثبت ذلك كما قدمنا آنفا. والحديث الموضوع على لسان الشعبي العامل لبني امية مرسل ولا يصح وليس بحجة بالاجماع.

    الرابع عشر: اما ابراز اعذار ما انزل الله بها من سلطان فغريب جدا حيث انك تدعي ان حكمة حرمان فاطمة (عليها السلام) من الارث دفع الشبهة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهذا ادعاء باطل ما انزل الله به من سلطان ثم ان الخلفاء قاموا بالنفقة منه على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وعماله (صلى الله عليه وآله) وخدمه فلا ندري ما الفرق بين اعطاء هذه الاموال لمتعلقيه (عليها السلام) وبين انفاقه على ابنته (عليها السلام) او حتى اشراكها معهم !؟ فما لكم كيف تحكمون ؟! او ترقعون ؟! فهذا امر دبر بليل لو كنتم تعقلون !! ولو فتحنا هذا الباب لما تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) اكثر من عشر نسوة ولاغلق هذا الباب أيضا وترك الجهاد و حرم العبودية و الاماء و السبي فكل هذه الأمور اشكالياتها اكبر من ترك بعض المال كارث لعائلته واهل بيته.

    الخامس عشر: اما ادعاء كون الارث الذي في القرآن لا يراد به ارث المال احيانا وانما يراد به العلم والحكمة والملك فالاصل في ذكر الارث انما هو المتعارف منه وهو ما يملكه الميت قبل موته فيتركه من بعده لاهله ومتعلقيه ارثا عنه فلا يصار للمجاز والمعنى الخاص الا بقرينة ولا قرينة في الايات والاحاديث على حصرها بالعلم والحكمة والملك كما تزعمون!
    ثم كيف يعتبر ارثا ان كان عاما فبعد ان حرفتم معناه الى معنى خاص قمتم بتعميم الارث والميراث الى جميع الامة !! فكيف يصح ان يدعى عموم ارث النبي (صلى الله عليه وآله) لعلمه وحكمته وملكه ؟!!
    فلا يصح تسميته ارثا لا من قريب ولا من بعيد حيث تنتفي المناسبة بين هذه الكلمة والمعنى الذي وضعتموه للارث ايضا بل حتى معنى الارث العام وهو المال ومطلق الملك كيف يصدق ان تورث من النبي (صلى الله عليه وآله) لامته حتى يصح عموم ارث امته (صلى الله عليه وآله) له بالعلم والحكمة والملك ؟!! وبذلك يتبين ان لفظ الارث خاص بالوراثة لا يتعداهم عادة ولا يصح معه تعميم الورثة ليشمل جميع الامة فلا يصح معه تخصيص الموروث بالعلم والحكمة والملك دون المال !!
    هذا ناهيك عن امكان فهم الروايات التي تستدلون بها على التخصيص على معنى اصح من المعنى الذي حملتموه عليها من كون شأن الانبياء والرسل هو عدم الاهتمام بالدنيا وليس من شأنهم جمع الاموال وتوريثها ولا يقتضي هنا نفي توريثهم لاي شيء من اصله، والا ما سمي ارثا ولم يصح تسميته ارثاً ولا يرضى الله تعالى ولا حتى المجتمع على ترك النبي و الرسول اهل بيته من بعده ذليلين فقراء في عوز وحاجة فما ذنبهم؟

    ولو قبلنا بتفسيركم للارث انه العلم والحكمة والملك فأهل بيته اولى واحق بوراثته (صلى الله عليه وآله) وليس العكس وهذا يدل على افقهية واعلمية الزهراء (عليها السلام) على غيرها ممن خالفها في ذلك خصوصا مع ورود احاديث كثيرة حتى عندكم في وراثة اهل البيت (عليهم السلام) لعلم النبي (صلى الله عليه وآله) وحكمتهم وملكهم لتراثه نذكر منها:
    1- (انى مخلف فيكم الثقلين كتاب اللَّه و عترتى اهل بيتى ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا ) اخرجه الترمذي في جامعه والحاكم وغيرهما وصححه الالباني.
    2- ( النجوم امان لاهل الارض من الغرق واهل بيتي امان لامتي من الاختلاف ) اخرجه الحاكم في مستدركه 3/149
    3- ( الا ان مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) الحاكم وصححه 3/151
    4- وفي آية التطهير ونزولها قال (صلى الله عليه وآله): ( هؤلاء اهل بيتي اللهم اهل بيتي احق). وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه للمستدرك. فهذه الاحقية قطعا للاستحقاق والافضلية وليست للعاطفة ومطلق القربة والقرابة كثيرون فلماذا هذا التمييز من القرابة ايضا ؟!!
    5- قال ابن مسعود: ( سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الامة من خليفة فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل ) رواه احمد 1/406 والهيثمي في مجمعه 5/190 وقال:اخرجه احمد وابو يعلى والبزار وفيه مجالد وثقه النسائي وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. اقول: وقد حسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري 13/183.
    6- وعن منزلة علي (عليه السلام) ووراثته للنبي (صلى الله عليه وآله) روى الحاكم في مستدركه 3/125: عن أبي إسحاق قال سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله صلى الله عليه وآله دونكم؟! قال: لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا ) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
    7- وروى الحاكم في تخصيص علي (عليه السلام) بالعلم والتعليم عن علي (عليه السلام) يقول: ( كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني وإذا سكت ابتدأني ) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
    وهذا يدل على تميزه وتمييزه (عليه السلام) بالعلم والمعرفة وتخصصه بعلوم اكثر من غيره.
    8- وقوله (صلى الله عليه وآله): (انا مدينة العلم وعلي بابها) نص صريح قاطع في افضلية امير المؤمنين واعلميته بل انحصار اخذ الشريعة الغراء منه دون غيره لان الباب هي السبيل الوحيد للدخول الشرعي للمدينة ولم يقل (صلى الله عليه وآله) علي احد ابوابها بل حصره بباب واحد وهو علي (عليه السلام). اخرج الحديث الحاكم في مستدركه بعدة طرق 3/126-127 وصححه ونقل تصحيح ابن معين له وتقويته وروايته لمتابع له كون من يطعن به انما يطعن به من جهة اتهامه لابي الصلت الهروي فأتى له بمتابع وهو شيخ البخاري جعفر بن محمد الفيدي وكذلك صححه المتقي الهندي والحافظ العلائي والعراقي والطبري في تهذيب الاثار وحسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتاوى الحديثية وفي لسان الميزان وحسنه الفتني ايضا والسيوطي وغيرهم.
    9- وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما؟! قال الهيثمي في مجمعه 9/114 رواه احمد والطبراني برجال وثقوا.
    10- وقال (صلى الله عليه وآله) في حق الزهراء مطلقا دون تقييد: ( ان الله ليغضب لغضب فاطمة (لغضبك) ويرضى لرضاها (لرضاك) ) قال الهيثمي في مجمعه 9/203: رواه الطبراني واسناده حسن. والحاكم في مستدركه 3/154 وصححه. وهذا الاطلاق في الغضب والرضا يدل على عصمتها (عليها السلام).
    11- وروى البخاري 4/210 و 4/219 انه (صلى الله عليه وآله) قال: ( فاطمة بضعة مني فمن اغضبها اغضبني) وفي صحيح مسلم 7/141 بلفظ: (انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها) وهذا الاطلاق فيمن يؤذيها او في غضبها يدل على العموم والعصمة.
    12- وقوله (صلى الله عليه وآله) حين نظر الى علي والحسن والحسين وفاطمة: ( انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) اخرجه الهيثمي في مجمعه وقال 9/169: رواه احمد والطبراني وفيه تليد بن سليمان وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم ايضا في مستدركه وصححه 3/149.
    فتحصل ميراث الزهراء وامير المؤمنين لعلم النبي (صلى الله عليه وآله) فهم اولى بميراثه واهل البيت ادرى بما فيه.

    السادس عشر: اما بالنسبة لرواية نحلة فاطمة (عليها السلام) لفدك من النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته فنقول: قال ابو سعيد: ( لما نزلت (( وَآتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ )) دعا النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة واعطاها فدك.
    أ‌- هذا الحديث اخرجه الطبراني وابو يعلى في مسنده 2/332 وذكره الهيثمي في مجمعه 7/49 وقال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور 4/177: رواه البزار وابو يعلى وابن ابي حاتم وابن مردويه والطريق الاخر رواه الحاكم في تاريخ نيسابور وكذلك ابن النجار كما في كنز العمال 3/767. ونقول: ان تضعيف الاسناد بعطية العوفي لا يصح حيث وثقه الكثير من المحدثين منهم يحيى بن معين وابن سعد والعجلي وابن شاهين وابو حاتم وابن عدي قال ( يكتب حديثه) وحسن الترمذي حديثه في ثلاثة موارد في جامع سننه وصحح حديثه الحاكم في مستدركه وابن خزيمة في صحيحه وحسن الالباني حديثه في الشواهد وقال عنه الحافظ ابن حجر ( صدوق يخطئ كثيرا ) وهذا يدل على وثاقته وقلة ضبطه عنده اذ لم يتهمه بل جعله صدوقا. بل كما رأينا السيوطي عزاه لابن ابي حاتم وقد صرح ابن ابي حاتم بصحة كل ما يورده في تفسيره وان الرواة فيه ثقات وهذا توثيق لعطية. وقد اعترف ابن تيمية بصحة تفسير ابن ابي حاتم وقوته وتفضيله على غيره من التفاسير جميعا وحسن الحافظ ابو الحسن المقدسي حديثا في اسناده عطية.

    ب‌- ان نزول الاية في سورة مكية لا يعني بالضرورة كونها مكية حيث ان من المتفق عليه ان هناك الكثير من السور هي متفق عليها انها مكية وفيها آية او آيات متفق عليها ايضا انها مدنية وليست مكية وكذلك هناك سور يقال انها نزلت في مكة وكذلك في المدينة فلا مانع اذن من نزول آية ما مرتين في مكة وفي المدينة ايضا ويمكن ايضا ان تنزل في مكة ولكن تطبيقها على مصاديقها وتفسيرها يكون في المدينة متأخرا اذ توجد الكثير من آيات القرآن الكريم لم يرو لها تفسير او سبب نزول اصلا فضلا عن تأخر سببها وتفسيرها. علما ان اكثر روايات التفسير واسباب النزول خصوصا اسانيدها ليست قوية وهي قطعا افضل من التفسير بالرأي فاعتمادها ليس بمعيب بل العكس.

    ت‌- اما عدم نقل الشيعة لرأيكم وردكم على الرواية حين نقل الرواية فهذا امر صحيح وعلمي اذ نحن حينما نستدل عليكم بشيء من كتبكم لنلزمكم به لا يلزم التزامنا له فهو من باب وقاعدة الالزام ليس الا وبالتالي فلا يلزمنا كل ما تقولونه بل نحن نروي احاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طرقنا المعتبرة حسب قواعدنا ونحاول اثباتها لكم من كتبكم لنلزمكم بها لاننا نعلم انكم وضعتم قواعد رجالية ليست شرعية ولا علمية وحاولتم من خلال تلك القواعد تضعيف ورد كل الاحاديث التي لا تروق لكم وتهدم مذهبكم وخصوصا في فضائل اهل البيت (عليهم السلام) ووجوب اتباعهم وامامتهم وحقوقهم لانكم وثقتم النواصب والخوارج ووعاظ السلاطين وضعفتم الشيعة والمعتدلين من الرواة لتصح عندكم الاحاديث المناهضة لاهل البيت (عليهم السلام) والمكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتردون وتضعفون الاحاديث الصحيحة والصادرة فعلا.

    ث‌- واما ادعاء عدم كون فدك تحت تصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهذا شأنه شأن الادعاءات الاخرى الباطلة اذ ان فدك مما افاء الله تعالى على رسوله بالصلح دون قتال منذ العام السادس للهجرة وكان خالصا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) دون الناس فكيف يدعى بعد ذلك عدم كونها تحت تصرفه (صلى الله عليه وآله) !؟
    وكذلك ادعاء شهرة طلب الزهراء (عليها السلام) فدكا ارثا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعارضته لهذه الرواية من كونها نحلة لها حياة النبي (صلى الله عليه وآله) فهو ادعاء باطل ايضا كأخواته فالرواية تعارض قولك وادعائك اصلا والعمل بالرواية افضل من العمل بالرأي والعقل بالاجماع وهو مقتضى مبانيكم فكيف تدعى المعارضة مع اعتضادها برواياتنا عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) اضافة الى رواياتكم المتعددة في ذلك وان الزهراء (عليها السلام) طالبت بفدك كنحلة لها انحلها اياها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولما رفض ابو بكر شهادة ام ايمن وعلي(عليه السلام) والحسن والحسين طالبت بها كإرث كونها وريثة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان لم تستطع اثبات كونها ملكها من باب الالزام ومع ذلك منعت بعذر ثانٍ مع ان جابرا حينما ادعى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعده باعطاءه ثلاث حثيات من الفتح اعطاه ابو بكر له مباشرة. فلا يأبى الصحة كما تدعون !!

    ج‌- وكذلك الحال بالنسبة للقشة الاخيرة التي تمسكتم بها وهي قولكم وادعاؤكم وجوب العدل بين الابناء في الهدايا فهذا مما لا مستند شرعي او عقلي او عرفي عليه. ثم انه من المعلوم وبحسب عقيدتنا فان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يعلم ما يجري لاهل بيته وعليهم فلو سلمنا ان للزهراء اخوات - وهذا امر مرجوح - فان النبي (صلى الله عليه وآله) يعلم بان الزهراء (عليها السلام) هي اخر من سوف تبقى بعده بل اخبرها (صلى الله عليه وآله) بانها (عليها السلام) اول اهل بيته به لحوقا وبذلك لا يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد ظلم ( اخواتها ) حينما اعطى فدكا للزهراء حصرا لانه يعلم انهن من بعده سوف لن تحتاج واحدة منهن الا الزهراء (عليها السلام) وتبقى من بعده بل في زمنه (صلى الله عليه وآله) هي في حاجة واهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) جميعا وهم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) اجمعين.
    ثم ان فدكا ليست هي المال الوحيد ( أي كل ما يملك (صلى الله عليه وآله) عنده (صلى الله عليه وآله) ولذلك فانه لا اشكال في نحلتها للزهراء (عليها السلام).
    وكذلك فان ابا بكر قد فعل ذلك وجعلتموها من فضائله مثل انفاقه كل ما يملك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وللاسلام وابقى الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) لعياله.
    وكذلك فقد اقطع عائشة مبدئيا كل ما يملك ثم اوصاها قبل موته (صلى الله عليه وآله)
    وقد قال ابن قدامة المقدسي الحنبلي في المغني (6265): فان خص بعضهم - يعني بالعطية - لمعنى يقتضي تخصيصه مثل اختصاصه بحاجة او زمانة او عمى او كثرة عياله او اشتغاله بالعلم او نحوه من الفضائل.... فقد روي عن احمد ما يدل على جواز ذلك ولذلك يجوز للوالدين اعطاء بعض الابناء ممن يحتاج الى التعلم او الزواج او العلاج او السكن.... دون غيره ممن لا يحتاج الى ذلك ولا يجب عليهما اعطاء مقابل ذلك لمن لا يحتاج من الابناء. أهـ
    فاذا وجد المسوغ ارتفعت الحرمة او الكراهة فرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى لا يمكن ان يفعل شيئا من دون رجحان شرعي.
    ودمتم في رعاية الله

  • 1

    عن بشار المكاري، قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) بالكوفة وقد قُدّم له طبق رطب طبرزد(1) وهو يأكل، فقال: يا بشار، ادن فكُل.
    فقلت: هنّاك الله وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ مني.فقال لي: بحقّي عليك لمّا دنوت فأكلت.
    قال: فدنوت فأكلت.
    فقال لي: حديثك؟
    قلت: رأيت جلوازاً(2) يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد.
    قال: ولم فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون: إنها عثرت، فقالت: (لعن الله ظالميك يا فاطمة) فارتكب منها ما ارتكب.
    قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتلّ منديله ولحيته وصدره بالدموع(3) ثم قال: يا بشار، قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله عزّ وجل ونسأله خلاص هذه المرأة.
    قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حيث صار إلينا حيث كنا.
    (أي طلب من بعضهم أن يخبروه بما يجري على المرأة ويأتيه الخبر وهو في مسجد السهلة).
    قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الإمام الصادق (عليه السلام) يديه إلى السماء وقال: أنت الله الذي لا إله إلا أنت ـ إلى آخر الدعاء ـ قال: فخرّ ساجداً لا اسمع منه إلا النفس ثم رفع راسه فقال: قم فقد أطلقت المرأة.
    قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهناه إلى باب السلطان، فقال له (عليه السلام) ما الخبر؟ قال: قد اُطلق عنها.
    قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكن كنت واقفاً على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ قال: عثرت فقلت: ( لعن الله ظالميك يا فاطمة) ففعل بي ما فعل، قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حلّ، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك، ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): أبت أن تأخذ المائتي درهم؟
    قال: نعم وهي ـ والله ـ محتاجة اليها، قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير، وقال: إذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع اليها هذه الدنانير، قال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام.
    فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها.
    قال: فصبرنا حتى أفاقت، وقالت: أعدها عليّ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثاً، ثم قلنا لها: خذي! هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك.
    فأخذته منّا، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله، فما أعرف أحداً أتوسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده (عليهم السلام).
    قال: فرجعنا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فجعلنا نحدّثه بما كان منها: فجعل يبكي ويدعو لها...(4).

    المصادر:
    ----------------------------------------------------------------------------------
    (1) الطبرزد: نوع من التمر سمي به لشدة حلاوته تشبيها بالسكر الطبرزد.
    (2) الجلواز: الشرطي الذي يحف في الذهاب والمجيء بين يدي الأمير، جمعه جلاوزة.
    (3) قال الشيخ عباس القمي في كتابه بيت الاحزان، ص 118.
    فإذا كان حال الصادق (عليه السلام) كذلك عن استماع واقعة جرت على امرأة من شيعة فاطمة (عليها السلام) فكيف يكون حاله (عليه السلام) إذا حكي ما هو جرى على أمه فاطمة (عليها السلام)؟ ويقول: لطمها فكأني انظر إلى قرط في أذنها حين نقب (أي كسر) من اللطم.
    (4) المزار الكبير ـ البحار: 47.

  • 1
  • 1

    ان من الصعب المستصعب تحديد مکانه السيده فاطمه الزهراء عند ابيها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و من الصحيح ان يقال: انه خارج عن قدره القلم و اللسان، و التحليل و البيان.و يمکن لنا ان نجمل القول و نوجزه فنقول:
    کانت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) قد حلت في اوسع مکان من قلب ابيها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و وقعت في نفسه الشريفه احسن موقع.
    فکان النبي يحبها حبا لايشبه محبه الاباء لبناتهم، اذ کان الحب مزيجا بالاحترام و التعظيم، فلم يعهد من اي اب في العالم ما شوهد من رسول الله تجاه السيده فاطمه الزهراء.
    و لم يکن ذلک منبعثا من العاطفه الابويه فحسب، بل کان الرسول ينظر الي ابنته بنظر الاکبار و الاجلال، و ذلک لما کانت تتمتع به السيده فاطمه من المواهب و المزايا و الفضائل، و لعله (صلي الله عليه و آله و سلم) کان مامورا باحترامها و تجليها، فما کان يدع فرصه او مناسبه تمر به الا و ينوه بعظمه ابنته، و يشهد بمواهبها و مکانتها الساميه عندالله تعالي و عند رسوله (صلي الله عليه و آله و سلم).
    مع العلم انه لم يسمع من الرسول ذلک الثناء المتواصل الرفيع و لا معشاره في حق بقيه بناته.
    و لم يکن ثناوه عليها اندفاعا للعاطفه و الحب النفسي فقط، بل ما کان يسع له السکوت عن فضائل ابنته و درجتها الساميه عندالله تعالي. و لو لم يکن لها عندالله فضل عظيم لم يکن رسول الله (صلي الله عليه و اله و سلم) يفعل معها ذلک اذ کانت ولده و قد امر الله بتعظيم الولد للوالد، و لا يجوز ان يفعل معها ذلک، و هو بضد ما امر به امته عن الله تعالي.
    و کان ذلک کله لاسباب منها:
    کشفا للحقيقه، و اظهارا لمقام ابنته عندالله و عند الرسول، و کان (صلي الله عليه و آله) يعلم ما سيجري علي ابنته العزيزه من بعده من انواع الظلم و الاضطهاد و الايذاء و هتک الحرمه، و لهذا اراد الرسول ان يتم الحجه علي الناس، حتي لايبقي لذي مقال مقال او عذر، و اليک هذه الاحاديث التي تدل علي ما کانت تتمتع به السيده فاطمه من المکانه في قلب الرسول (صلي الله عليه و اله و سلم):
    روي عن الامام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عن السيده فاطمه (عليها السلام) قالت: لما نزلت «لا تجعلوا دعاء الرسول بينکم کدعاء بعضکم بعضا» هبت رسول الله ان اقول له: يا ابه. فجعلت اقول: يا رسول الله. فاقبل علي فقال:يا فاطمه انما لم تنزل فيک و لا في اهلک و لا في نسلک، انت مني و انا منک، انما نزلت في اهل الجفاء و البذخ و الکبر من قريش قولي: يا ابه. فانها احيي للقلب و ارضي للرب، ثم قبل النبي جبهتي...» [1] .
    کلاما و حديثا برسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) من فاطمه، کانت اذا دخلت عليه رحب بها و قبل يديها و اجلسها في مجلسه، فاذا دخل عليها قامت اليه فرحبت به و قبلت يديد... الي آخره.
    و سال بزل الهروي الحسين بن روح قال: کم بنات رسول الله (صلي الله عليه و اله و سلم)؟
    قال: اربع.
    فقال: ايتهن افضل؟
    قال: فاطمه.
    قال: و لم صارت افضل و کانت اصغرهن سنا و اقلهن صحبه لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟
    قال: لخصلتين خصها الله بهما.
    1- انها ورثت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).
    2- و نسل رسول الله منها، و لم يخصها بذلک الا بفضل اخلاص عرفه من نيتها.
    و عن حذيفه قال: کان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) لا ينام حتي يقبل عرض وجه فاطمه.... [2].
    و عن ابن عمر: ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قبل راس فاطمه و قال: فداک ابوک، کما کنت فکوني. [3] .
    و في روايه: فداک ابي و امي. [4] .
    و عن عائشه: قبل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) نحر فاطمه.
    و في روايه: فقلت: يا رسول الله فعلت شيئا لم تفعله؟
    فقال: يا عائشه اني اذا اشتقت الي الجنه قبلت نحر فاطمه. [5] .
    و عن عائشه قالت: کان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) اذا قدم من سفر قبل نحر فاطمه و قال: منها اشم رائحه الجنه. [6] .
    اقول: قد ذکرنا شيئا من هذه الاحاديث في اوائل الکتاب.
    و عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «رائحه الانبياء: رائحه السفر جل، و رائحه الحور العين: رائحه الاس، و رائحه الملائکه: رائحه الورد،و رائحه ابنتي فاطمه الزهراء: رائحه السفر جل و الاس و الورد». [7] .
    و عنه (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «.. و لو کان الحسن شخصا لکان فاطمه، بل هي اعظم، ان ابنتي فاطمه خير اهل الارض عنصرا و شرفا و کرما» [8] .
    و عن الامام الحسين بن علي (عليهماالسلام) عن جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «فاطمه بهجه قلبي، و ابناها ثمره فوادي، و بعلها نور بصري، و الائمه من ولدها امناء ربي، و حبله الممدود بينه و بين خلقه، من اعتصم به نجا، و من تخلف عنه هوي [9] .
    و روي ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) ناول الزهراء ماءا، فشربت فقال لها: «هنيئا مريئا يا ام الابرار الطاهرين» الي آخر الحديث [10] .
    و عن فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) قالت: قال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «الا ابشرک؟ اذا اراد الله ان يتحف زوجه وليه في الجنه، بعث اليک تبعثين اليها من حليک» [11] .
    و بهذا الاحاديث الاتيه- الصحيحه عند الفريقين- يمکن لنا ان نطلع علي المزيد من الاسباب و العلل التي کونت في سيده نساء العالمين تلک القداسه و العظمه و الجلاله:
    1- قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): افضل نساء اهل الجنه: خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و آسيه بنت مزاحم (امراه فرعون) و مريم بنت عمران. [12] .
    2- و قال ايضا: حسبک من نساء العالمين: مريم بنت عمران و آسيه بنت مزاحم و خديجه بنت خويلد و فاطمه بنت محمد [13] .
    3- و قال ايضا: حسبک من نساء العالمين: مريم بنت عمران و خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد و آسيه امراه فرعون [14] .

    هذه احاديث ثلاثه تصرح بتفضيل هذه السيدات الاربع علي سائر نساء العالم، الا انها لاتصرح ببيان الافضل من تلک الاربع، و لکن الاحاديث المتواتره المعتبره تصرح بتفضيل السيده فاطمه الزهراء عليهن و علي غيرهن.
    و نحن لانشک في ذلک، بل نعتبره من الامور المسلمه المتفق عليها، لانها بضعه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و لا نعدل بها احدا.
    و لم ننفرد بهذه الحقيقه، بل وافقنا علي ذلک الکثير الکثير من العلماء و المحدثين المنصفين، من المتقدمين منهم و المتاخرين و المعاصرين، بل صرح بذلک بعضهم، و اليک بعض اقوال اولئک الاعلام:
    عن مسروق قال: حدثتني عائشه ام المومنين قالت: انا کنا ازواج النبي عنده لم تغادر منا واحده، فاقبلت فاطمه تمشي، لا والله ما تخفي مشيتها من مشيه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، فلما رآها رحب بها و قال: مرحبا بابنتي، ثم اجلسها عن يمينه او عن شماله، ثم سارها [15] .
    فبکت بکاء شديدا، فلما راي حزنها سارها الثانيه! فاذا هي تضحک، فقلت لها- انا من بين نسائه-: خصک رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) بالسر من بيننا، ثم انت تبکين؟
    فلما قام رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) سالتها: عما سارک؟
    قالت: ما کنت لافشي علي رسول الله سره، فلما توفي قلت لها: عزمت عليک بما لي عليک من الحق(!!) لما اخبرتيني!
    قالت: اما الان فنعم، فاخبرتني قالت: سارني في الامر الاول فانه اخبرني ان جبرائيل کان يعارضه (القرآن) کل سنه [16] و انه قد عارضني به العام مرتين، و لا اري الاجل الا قد اقترب، فاتقي الله و اصبري فاني نعم السلف انا لک، قالت: فبکيت بکائي الذي رايت، فلما راي جزعي سارني الثانيه قال: يا فاطمه الا ترضين ان تکوني سيده نساء المومنين او سيده نساء هذه الامه؟ [17] .
    و في روايه البغوي في (مصابيح السنه): الا ترضين ان تکوني سيده نساء العالمين و سيده نساء هذه الامه، و سيده نساء المومنين؟
    و الاحاديث التي تصرح بسيادتها و تفضيلها علي نساء العالمين کثيره جدا، و جلها مرويه عن عائشه، و عن عمران بن حصين، و عن جابر بن سمره و عن ابن عباس و ابي بريده الاسلمي و غيرهم، و قد روي البخاري هذا الحديث في الجزء الرابع ص 203 من صحيحه، و عدد کثير من علماء العامه کالقسطلاني و القندوزي و المتقي و الهيثمي و النسائي و الطحاوي و غيرهم ممن يطول الکلام بذکرهم.
    و لقد ورد هذا الحديث بطرق عديده، و في بعضها: ان سبب ضحکها هو اخبار النبي لها بانها اول اهل بيته لحوقا به، و في بعضها ان سبب ضحکها او تبسمها هو اخبار النبي لها انها سيده نساء العالمين.
    ولکن روي احمد بن حنبل حديثا يجمع بين هاتين الطائفتين من الاحاديث: باسناده عن عائشه قالت: اقبلت فاطمه تمشي کان مشيتها مشيه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال: مرحبا بابنتي، ثم اجلسها عن يمينه او عن شماله، ثم انه اسر اليها حديثا فبکت، ثم اسر اليها حديثا فضحکت، فقلت: ما رايت کاليوم فرحا اقرب من حزن، فسالتها عما قال؟ فقالت: ما کنت لافشي سر رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).
    حتي اذا قبض النبي سالتها؟
    فقالت: انه اسر الي فقال: ان جبرئيل کان يعارضني بالقرآن في کل عام مره، و انه عارضني به العام مرتين و لا اراه الا قد حضر اجلي، و انک اول اهلي لحوقا بي و نعم السلف انا لک، فبکيت لذلک، ثم قال: الا ترضين ان تکوني سيده نساء هذه الامه او نساء المومنين؟
    قالت: فضحکت لذلک. [18] .
    و قد روي البخاري في صحيحه ج 5 ص 21 و 29: ان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: فاطمه بضعه مني، فمن اغضبها فقد اغضبني.
    و روي البخاري عن ابي الوليد: ان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: فاطمه بضعه مني من آذاها فقد آذاني.
    و قد ورد هذا الحديث بالفاظ متنوعه و معاني متحده کقوله (صلي الله عليه و آله و سلم):
    فاطمه بضعه مني، يوذيني ما آذاها، و يغضبني ما اغضبها.
    فاطمه بضعه مني، يقبضني ما يقبضها، و يبسطني ما يبسطها. [19] .
    فاطمه شجنه مني [20] فاطمه مضغه مني فمن آذاها فقد آذاني.
    فاطمه مضغه مني، يسرني ما يسرها.
    يا فاطمه ان الله يغضب لغضبک و يرضي لرضاک.
    فمن عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي بضعه مني.
    هي قلبي و روحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله.
    ان الله يغضب لغضب فاطمه و يرضي لرضاها.
    و قد روي هذه الاحاديث اکثر من خمسين رجلا من رجال الحديث و السنن، کاحمد بن حنبل، و البخاري، و ابن ماجه و السجستاني و الترمذي و النسائي و ابوالفرج و النيسابوري و ابونعيم و البيهقي و الخوارزمي و ابن عساکر و البغوي و ابن الجوزي و ابن الاثير و ابن ابي الحديد و السيوطي و ابن حجر و البلاذري و غيرهم ممن يعسر احصاوهم، و قد ذکرنا شيئا من تلک الاحاديث مع مصادرها في اوائل الکتاب.
    و قد وقعت هذه الاحاديث موقع الرضا و القبول من الصحابه و التابعين لتواترها و صحه اسنادها و شهرتها في الملا الاسلامي.
    اما الصحابه فلنا في المستقبل مجال واسع لاعتراف بعضهم بصحه هذا الحديث و سماعه من الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم).
    و اما التابعون فقد روي ابوالفرج في الاغاني ج 8 ص 307 باسناده قال: دخل عبدالله بن حسن علي عمر بن عبدالعزيز و هو حديث السن و له و فره، فرفع مجلسه، و اقبل عليه و قضي حوائجه، ثم اخذ عکنه من عکنه [21] فغمز (بطنه) حتي اوجعه و قال له: اذکرها عندک للشفاعه.
    فلما خرج (عبدالله بن حسن) لامه اهله [22] و قالوا: فعلت هذا بغلام حديث السن، فقال: ان الثقه حدثني حتي کاني اسمعه من في رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [23] قال: (انما فاطمه بضعه مني يسرني ما يسرها) و انا اعلم ان فاطمه لو کانت حيه لسرها ما فعلت بابنها.
    قالوا: فما معني غمزک بطنه و قولک ما قلت؟
    قال: انه ليس احد من بني هاشم الا و له شفاعه، فرجوت ان اکون في شفاعه هذا.
    قال السمهودي- بعد ايراده حديث فاطمه بضعه مني يوذيني ما آذاها و يريبني ما ارابها-: فمن آذي شخصا من اولاد فاطمه او ابغضه جعل نفسه عرضه لهذا الخطر العظيم، و بضده (و بالعکس) من تعرض لمرضاتها في حبهم و اکرامهم.
    و قال السهيلي: هذا الحديث يدل علي ان من سبها کفر، و من صلي عليها فقد صلي علي ابيها، و استنبط ان اولادها مثلها لانهم بضعه مثلها، و فک الفرع من اصله هو فک الشي ء من نفسه و هو غير ممکن و محال، باعتبار ان ذلک الفرع هو الشخص المعمول من ماده ذلک الاصل و نتيجته المتولده منه- انتهي کلامه-.
    اقول: لعل المقصود من الخطر العظيم الذي ذکره السمهودي هو اشاره الي قوله تعالي: (ان الذين يوذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الاخره و اعد لهم عذابا مهينا) و قوله (و الذين يوذون رسول الله لهم عذاب اليم).
    ايها القاري ء الذکي: بعد الانتباه الي هذه الايات، و بعد الامعان و التدبر في هذه الاحاديث و الروايات ما تقول فيمن آذي فاطمه الزهراء؟؟!!

    اعود الي حديثي عن مدي حب النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لابنته السيده فاطمه الزهراء:
    من الصعب احصاء الاحاديث التي تصرح بان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) اذا اراد سفرا کان آخر عهده بانسان من اهله فاطمه (عليهاالسلام) و اول من يدخل عليها- بعد رجوعه من السفر- فاطمه [24] .
    کان (صلي الله عليه و آله) اذا رجع من سفره دخل علي ابنته فاطمه اولا، ثم ذهب الي داره و التقي بزوجاته. [25] .
    انه کان يفضل الزهراء علي زوجاته و نسائه، و ما ذاک الا لان الله فضلها عليهن و علي نساء العالمين.
    فقدم من غزاه، و قد علقت مسحا او سترا علي بابها، و حلت [26] الحسن و الحسين قلبين من فضه، فقدم و لم يدخل، فظنت ان ما منعه ان يدخل دارها ما راي، فهتکت الستر، و فکت القلبين من الصبيين، و قطعته منهما، و دفعته اليهما، فانطلقا الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و هما يبکيان، فاخذه منهما فقال: ياثوبان اذهب بهذا الي فلان، ان هولاء اهلي اکره ان ياکلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، ياثوبان [27] اشتر لفاطمه قلاده من عصب و سوارين من عاج.
    روي هذا الحديث الخطيب العمري في (مشکاه المصابيح) و الطبري في (ذخائر العقبي) و النويري في (نهايه الارب) و القندوزي في (ينابيع الموده) و الطبراني في (المعجم الکبير) و الزبيدي في (اتحاف الساده) و غيرهم.
    و قد روي هذا الحديث من علمائنا: الشيخ الکليني في (الکافي) و الطبرسي في (مکارم الاخلاق) اکثر تفصيلا و توضيحا مع اختلاف يسير:
    عن زراه عن ابي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال: کان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) اذا اراد سفرا سلم علي من اراد التسليم عليه من اهله، ثم يکون آخر من يسلم عليه فاطمه (عليهاالسلام) فيکون وجهه الي سفره من بيتها، و اذا رجع بدا بها (اي يزورها قبل کل احد) فسافر مره، و قد اصاب علي (عليه السلام) شيئا من الغنيمه فدفعه الي فاطمه فخرج، فاخذت سوارين من فضه، و علقت علي بابها سترا، فلما قدم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) دخل المسجد، فتوجه نحو بيت فاطمه کما کان يصنع، فقامت فرحه الي ابيها صبابه و شوقا اليه، فنظر فاذا في يدها سواران من فضه و اذا علي بابها ستر، فقعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حيث ينظر اليها، فبکت فاطمه و حزنت و قالت: ما صنع هذا بي قبلها.
    فدعت ابنيها، فنزعت الستر عن بابها، و خلعت السوارين من يديها ثم دفعت السوارين الي احدهما و الستر الي الاخر ثم قالت لهما: انطلقا الي ابي، فاقرئاه السلام و قولا له: ما احدثنا بعدک غير هذا، فشانک به.
    فجاءاه، فابلغاه ذلک عن امهما، فقبلهما رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و التزمهما و اقعد کل واحد منهما علي فخذه، ثم امر بذينک السوارين فکسرا فجعلهما قطعا، ثم دعا اهل الصفه و هم قوم من المهاجرين، لم يکن لهم منازل و لا اموال فقسمه بينهم قطعا... الي آخره.
    ان هذا الحديث الذي تراه مشهورا عند الفريقين، مرويا بطرق عديده لعله يحتاج الي شرح و تعليق، مع العلم ان رواه هذا الحديث لم يتطرقوا الي شرح ما يلزم:
    اقول: ليس المقصود من هذا الستر هو الستر المرخي علي مدخل البيت عند فتح باب البيت، لان هذا امر مستحب للمبالغه علي التستر و الحجاب، و حاشا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ان يغضب من ستر قد علق علي مدخل بيت فاطمه.
    بل المقصود ان السيده فاطمه (عليهاالسلام) کانت قد علقت علي باب البيت (لامدخل البيت) سترا يستر الباب الخشبي، للزينه، المسمي في زماننا ب(الديکور)تجملا او تجميلا للباب و بعباره اخري: البست الباب ثوبا- اي سترا-، و ليس هذا بحرام بل لانه لايتفن مع التزهد او الزهد المطلوب من آل محمد (عليهم السلام) و المواساه المترقبه المتوقعه منهم، و نفس هذا الکلام ياتي في موضوع السوار و القلاده.
    و بناء علي صحه هذا الحديث کان الافضل للسيده الزهراء (عليهاالسلام) ان تنفق ذلک الستر في سبيل الله بسبب الحاجه الماسه اليه، لکثره الفقراء، و شده الفقر المدقع عند فقراء المهاجرين و من باب المواساه و الايثار.
    و روي ابن شاهين في (مناقب فاطمه) عن ابي هريره و ثوبان هذا الحديث مع تغيير يسير، الي ان قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم):- بعد ما دفعت الزهراء الستر و السوار الي ابيها-: فعلت، فداها ابوها- ثلاث مرات- ما لال محمد و للدنيا؟ فانهم خلقوا للاخره، و خلقت الدنيا لهم.
    و في روايه احمد بن حنبل: فان هولاء اهل بيتي، و لا احب ان ياکلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
    و يستفاد من هذا التعليل ان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) لايحب ان ينقص حظ ابنته فاطمه الزهراء من الاجر و الثواب في الاخره، لان مراره الحياه و خشونه العيش في الدنيا لهما تعويض في الاخره.
    و بهذا الحديث الاتي يتضح ما قلنا:
    عن تفسير الثعلبي عن الامام جعفر بن محمد (عليه السلام) و عن جابر بن عبدالله الانصاري قالا: راي النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) فاطمه و عليها کساء من اجله الابل، و هي تطحن بيديها، و ترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال: يابنتاه تعجلي مراره الدنيا بحلاوه الاخره.
    فقالت: يا رسول الله الحمدلله علي نعمائه، و الشکر لله علي آلائه.
    فانزل الله: (و لسوف يعطيک ربک فترضي) [28] .

    المصادر:
    -----------------------------------------------------------------------
    [1] المناقب لابن المغازلي الشافعي ص 364.
    [2] مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ص 66.
    [3] مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ص 66.
    [4] مستدرک الحصيحين للحاکم النيشابوري الشافعي ج 3 ص 165.
    [5] ذخائر العقبي للمحب الطبري ص 36، وسيله المال للحضرمي ص 79 طبعه المکتبه الظاهريه بدمشق.
    [6] ينابيع المواد للقندوزي الحنفي ص 260.
    [7] بحارالانوار، کتاب الاطعمه و الاشربه، باب السفر جل.
    [8] فرائد المسطين للجويني الشافعي ج 2 ص 68.
    [9] فرائص المسطين للجويني الشافعي ج 2 ص 66.
    [10] بحار الانوار ج 76 ص 57.
    [11] دلائل الامامه ص 2.
    [12] مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 293، الاستيعاب لابن عبدالبر الاندلسي ج 2 ص 750 في ترجمه السيده خديجه، مستدرک الحصيحين للحاکم ج 3 ص 160، الاعتقاد للحافظ البيهقي ص 165، تاريخ الاسلام للذهبي ج 3 ص 92 اسد الغابه لابن الاثير الجزري ج 5 ص 437 و غيرها.
    [13] المصدر السابق.
    [14] الاستيعاب، لابن عبدالبر الاندلسي ج 2 ص 750، مشکل الاثار للطحاوي ج 1 ص 48، مستدرک الحصيحين للحاکم ج 3 ص 157، معالم التنزيل للحافظ البغوي الشافعي ج 1 ص 291 و غيرها.
    [15] اي: اسراليها.
    [16] هکذا وجدنا في المتن، و الاصح: يعارضني، کما في مصادر اخري.
    [17] طبقات ابن سعد ج 2، و رواه باختلاف يسير کل من مسلم في صحيحه ج 7 ص 142، و البلاذري في انساب الاشراف ص 552، و السيوطي في الخصائص ص 34 و الحافظ البيهقي في الاعتقاد ص 125، و الطبري في ذخائر العقبي ص 39، و سبط ابن الجوازي في التذکره ص 319، و غيرهم.
    [18] مسند احمد ج 6 ص 282.
    [19] اي: يسرني ما يسرها، لان الانسان اذا سر انبسط وجهه.
    [20] الشجنه اي: القطعه و البضعه.
    [21] العکنه- بضم العين- اللحم المنثي من البطن.
    [22] اي: لام الناس عمر بن عبدالعزيز.
    [23] اي: من فم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).
    [24] السنن الکبري للبيهقي ج 1 ص 26، ذخائر العقبي للطبري ص 37، مستدرک الصحيحين للحاکم ج 3 ص 156 و غيرها.
    [25] الاستيعاب للاندلسي ج 2 ص 750، مستدرک الصحيحين ج 3 ص 155.
    [26] حلت - من التحليه - و هي التجميل و لبس الحلي. قلبين- تثنيه قلب- و هو السوار.
    [27] ثوبان: اسم غلام.
    [28] بحارالانوار ج 43. 

  • 1

    بمناسبة ذكري إستشهاد أم أبيها المدافعة عن خندق الولاية و الإمامة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)


    لأي الاُمور تُدفَنُ سراً بَضعة المصطفى (ص) ويُعفى ثراها

    السلام عليكِ أيتها الصدّيقه الشهيدة

    بمناسبة ذكرى استشهاد اُم أبيها المدافعة عن خندق الولاية والإمامة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، سينطلق موكب عزاء ومأتم بهذه المناسبة من مركز مدينة قم من شارع انقلاب باتجاه الروضة المقدسة للمعصومة فاطمة بنت موسى الكاظم (عليهما السلام) وسيكون على رأس الموكب سماحة آية الله الموسوي الإصفهاني ماشياً مشاركة في هذا المصاب الجلل وتكريماً لمصائب أهل البيت عليهم السلام بتاريخ 3 جمادي الثانية سنه 1437 هجرية.

    كليب :: موكب عزاء ذكري استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)

  • 1

    بمناسبة ذكرى إستشهاد أم أبيها المدافعة عن خندق الولاية و الإمامة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)


    لأي الاُمور تُدفَنُ سراً بَضعة المصطفى (ص) ويُعفى ثراها

    السلام عليكِ أيتها الصدّيقه الشهيدة

    بمناسبة ذكرى استشهاد اُم أبيها المدافعة عن خندق الولاية والإمامة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، سينطلق موكب عزاء ومأتم بهذه المناسبة من مركز مدينة قم من شارع انقلاب باتجاه الروضة المقدسة للمعصومة فاطمة بنت موسى الكاظم (عليهما السلام) وسيكون على رأس الموكب سماحة آية الله الموسوي الإصفهاني ماشياً مشاركة في هذا المصاب الجلل وتكريماً لمصائب أهل البيت عليهم السلام بتاريخ 3 جمادي الثانية سنة 1443 هجرية.

    كليب :: موكب عزاء ذكري استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)

    معرض الصور لمسيرة عزاء سنة 1442

    معرض الصور لمسيرة عزاء سنة 1441

    معرض الصور لمسيرة عزاء سنة 1440

    معرض الصور لمسيرة عزاء سنة 1439

    معرض الصور لمسيرة عزاء سنة 1438

    المزيد...

  • 1

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

    جواب من مصادر العامة
    أخبرني احمد بن شعيب ، قال : اخبرني زكريا بن يحيى ، قال : اخبرنا ابراهيم بن سعد قال : حدثنا شاذان ، عن جعفر الاحمر ، عن عبد الله ابن عطاء عن ابن بريدة ، قال : جاء رجل إلى ابي فسأله اي الناس كان احب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : من النساء فاطمة ، ومن الرجال علي رضي الله عنه.

    اسناده صحيح
    تهذيب خصائص الإمام علي (ت: الحويني) : أحمد بن شعيب النسائي أبو عبد الرحمن ج: 1ص : 94

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

  • 1

    عن سليم بن قيس أن الأشعث بن قيس قال لأميرالمؤمنين (عليه السلام): ما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟

    وأنت لم تخطبنا خطبة  منذ كنت قدمت العراق إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا (صلی الله علیه و آله), فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي (عليه السلام): يابن قيس, قلت فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله) وعهده إلي، أخبرني رسول الله (صلی الله علیه و آله) بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله (صلی الله علیه و آله) أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا.
    كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 663,
    الإحتجاج ج 1 ص 190,
    طرف من الأنباء والمناقب ص 504,
    إرشاد القلوب ج 2 ص 394,
    البرهان ج 3 ص 774,
    حلية الأبرار ج 2 ص 63,
    مرآة العقول ج 26 شرح ص 328,
    بحار الأنوار ج 29 ص 467,
    مستدرك الوسائل ج 11 ص 75

    امیرالمؤمنین علي (عليه السلام) يقول في خطبته :
    فنظرت فاذا لیس لی معین الا اهل بیتی فضننت بهم عن الموت واغضیت علی القذی و شربت علی الشجی و صبرت علی اخذ الکظم و علی امر من طعم العلقم.
    نهج البلاغة خطبة 26.

  • 1

    هناك عدة أمور نذكرها تباعا:
    1- إن الزهراء (علیه السلام) قد أوصت أميرالمؤمنين (عليه السلام) في أن يخفي قبرها (عليها السلام)، حيث روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: ( لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها, ولا يؤذن أحداً بمرضها, ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها على الاستسرار بذلك كما وصّت به.
    فلما حضرتها الوفاة, وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولّى أمرها, ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها... ) (أمالي المفيد ص 281 ح 7 , أمالي الطوسي ح 1 ص 107).

    2- هناك بعض الروايات تعرضت لبعض وجوه الحكمة من دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها (عليها السلام)، منها:
    أ- عن ابن نباتة قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم ليلاً؟ فقال (عليه السلام): ( إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها ) (أمالي الصدوق ص 523).
    ب- عن ابن البطائني عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علّة دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال: ( لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الاعرابيان ) (علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 185).

    3- غن دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها يكشف عن أكثر من حقيقة:
    أ- أن يتساءل المسلمون عن السبب الذي لاجله لم تحظ الزهراء (عليها السلام) بما حظيت به نساء عصرها من أن يكون لها قبر مع أنها المرأة الاولى في الكون فضلاً وتقوى وهدى.
    ب- موقفها تجاه الذين ظلموها وغصبوا حقها وباعوا آخرتهم بدنياهم.
    جـ - التعبير الحقيقي عن مرارة الأحداث التي تجرعتها ممن ظلمها.

    مرکز الابحاث العقائدية

  • 1

    القاضي أبو بكر بن أبي قريعة المتوفى سنة 367/وهو من قضاة وادباء العامة  يشهد  على ظلم القوم للزهراء عليها السلام من خلال قصيدته التي عثروا عليها بعد وفاته
    يا من يسائل دائبا         عن كل معضلة سخيفة
    لا تكشفن مغطى         فلربما كشفت جيفة
    ولرب مستور بدا         كالطبل من تحت القطيفة
    إن الجواب لحاضر         لكنني أخفيه خيفة
    لولا اعتداء رعية         ألقى سياستها الخليفة
    وسيوف أعداء بها         اماتنا أبدا نقيفة
    لنشرت من أسرار         آل محمد جملا طريفة
    تغنيكم عما رواه         مالك وأبو حنيفة
    وأريتكم أن الحسين         أصيب في يوم السقيفة
    ولأي حال لحدت         بالليل فاطمة الشريفة
    ولما حمت شيخيكم         عن وطئ حجرتها المنيفة
    أوه لبنت محمد         ماتت بغصتها أسيفة

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page