• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شبهات

  • 1

    مرجع الضمير في حديث إن الله خلق آدم على صورته
    عنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
    قلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ اَلنَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
    فقَالَ : قَاتَلَهُمُ اَللَّهُ لَقَدْ حَذَفُوا أَوَّلَ اَلْحَدِيثِ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَتَسَابَّانِ فَسَمِعَ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ قَبَّحَ اَللَّهُ وَجْهَكَ وَ وَجْهَ مَنْ يُشْبِهُكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَهُ يَا عَبْدَ اَللَّهِ لاَ تَقُلْ هَذَا لِأَخِيكَ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ .
    التوحيد  ج۱ ص۱۵۲
    عيون الأخبار  ج۱ ص۱۱۹
    الاحتجاج  ج۲ ص۴۱۰

  • 1

    ثم اتموا الصيام إلى الليل - الرد على اعذارمن لا يقبلون القرآن

  • 1
  • 1

    نص الشبهة:
    قال بعض المخالف المخالفين للشيعة: ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم». «انظر: أصول الكافي للكليني 1/258، وكتاب: الفصول المهمة للحر العاملي: 155».

    يذكر المجلسي في كتابه بحار الأنوار 43/364 حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً».

    فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يُقدَّم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنَّبه، فإن لم يتجنَّبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلاً لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!

    الجواب:
    أن هذه الشبهة تندفع بجواب واحد من عدّة جوابات:

    1- أن معتقد الشيعة هو أن الأئمة الأطهار كانوا يعلمون متى يموتون لأن الله تعالى أخبرهم بذلك، إما مباشرة، أو بواسطة النبي.
    ومما ورد في كتب أهل السنة مما يؤيّد ما قلناه ما أخرجه الحاكم في المستدرك بسنده عن زيد بن أسلم، أن أبا سنان الدؤلي حدّثه، أنه عاد عليًّا «رضي الله عنه» في شكوى له أشكاها، قال: فقلت له: لقد تخوَّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه. فقال: لكني والله ما تخوّفت على نفسي منه؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق، يقول: «إنك ستُضرب ضربة ها هنا وضربة ها هنا - وأشار إلى صدغيه -، فيسيل دمها حتى تختضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود»1.
    وبهذا يتبيَّن أن علم أئمة أهل البيت بوقت وفاتهم لا إشكال فيه، ولا يستلزم محذور علمهم بالغيب بأنفسهم.
    بل لا محذور في أن يطلع الله تعالى أي مؤمن صالح بوقت موته، وقد وقع هذا لكثير من الناس كما دلّت عليه الحوادث الكثيرة.
    وهذا المعتقد لا يتنافى مع قوله تعالى: ﴿... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ... ﴾ 2؛ لأن الآية المباركة مضافاً إلى أنها نفت العلم بالمكان الذي تموت فيه كل نفس، ولم تنف العلم بوقت الوفاة، فإنها محمولة على العلم لا التعليم، فإنه لا إشكال في أن المؤمن يمكن أن يعلم بوقت وفاته أو مكان موته بواسطة النبي أو بواسطة الإمام أو غير ذلك كالرؤيا الصادقة مثلاً.
    وبما قلناه يتبيّن أن مراد الكليني «قدس سره» بعنوان الباب هو أن الله تعالى بواسطة نبيِّه أطلع أئمة أهل البيت على وقت موتهم، كإخباره أمير المؤمنين والإمام الحسين بما يجري عليهما، وبزمان قتلهما، وكذلك تلقّى كل إمام عن الإمام السابق له خبر موته عن رسول الله بالرواية الصحيحة، وهذا لا إشكال فيه.
    ولعل مراده «قدس سره» بقوله: «ولا يموتون إلا باختيار منهم» هو أنهم لما سلَّموا بأمر الله وقضائه، كان تسليمهم دليلاً على الرضا والقبول بما يجري عليهم، فكأنه جرى باختيارهم، وهذا لا إشكال فيه أيضاً.
    2- أن إلقاء النفس في التهلكة ليس محرَّماً على إطلاقه وفي جميع الموارد؛ لأنه إذا كان بأمر الله تعالى فإنه يكون واجباً، ولهذا يجب على كل مسلم أن يفدي رسول الله بنفسه ولو بإلقائها في التهلكة، كما يجب الجهاد في سبيل الله تعالى كفاية على كل مسلم وإن علم أنه سيُقتل في ميدان القتال، فإن علمه بالقتل لا يسوِّغ له ترك الجهاد، أو أن يفر عند الزحف، ومن فدى النبي بنفسه أو جاهد في سبيل الله وقتل، فإنه يصدق عليه بهذا اللحاظ أن موته كان باختياره.
    وأئمة أهل البيت عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، والإمام مع علمه بأنه يُقتل فإنه مأمور بالذهاب إلى موضع قتله، كما هو حال الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسين «عليهما السلام»، لأن مصلحة الدين تقتضي ذلك وإن كنا لا نعلم بها.
    3- أن الشيعة يعتقدون أن البداء لله تعالى، وأئمة أهل البيت وإن علموا بوقت موتهم، إلا أن الله تعالى له أن يبدِّل ذلك، فيدفع عنهم الموت بأي سبب من الأسباب، كما أن الصدقة تدفع البلاء المبرم، والدعاء ربما يرد القضاء. أي أن علم الإمام بموته ربما لا يكون حتميًّا، وقد يكون ظنيًّا بسبب البداء، وحال ظن الإمام بموته حال ظن المجاهد بقتله في سبيل الله، فإن ظنه بقتله بحسب ما يرى من قوة الكفار وضعف المسلمين في ميدان القتال، لا يعني أنه إذا استمر في قتال الكفار أنه ألقى بنفسه في التهلكة.
    4- أن الله تعالى جعل علمهم بوقت موتهم امتحاناً لطاعتهم، واختباراً لانقيادهم، ورفعاً لدرجاتهم، وإعلاء لمكانتهم، وإجزالاً لثوابهم، وليعلم الناس فضلهم، وعظم خوفهم من الله سبحانه، وشدّة تفانيهم من أجل دينه وفي سبيله، وأنهم مستحقّون للإمامة العظمى جديرون بها، وأن غيرهم لا يبلغ منزلتهم، ولا يدانيهم في منزلة أو فضل.
    5- قد روي في كتب أهل السنة أن كعب الأحبار كان يعلم بوقت مقتل عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.
    فقد أخرج ابن سعد في الطبقات 3/332 حديثاً جاء فيه أن كعب الأحبار قال لعمر: والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة.
    بل أخبر عمر بمقتله قبل وقوعه بثلاثة أيام، فقد جاء في تاريخ الطبري وكتاب الكامل لابن الأثير أن أبا لؤلؤة توعَّد عمر، ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الغد جاءه كعب الأحبار، فقال له: يا أمير المؤمنين اعهد، فإنك ميت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال: أجده في كتاب التوراة. قال عمر: آلله إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصفتك، وأنك قد فني أجلك. قال: وعمر لا يحس وجعاً، فلما كان الغد جاءه كعب فقال: بقي يومان. فلما كان الغد جاءه كعب فقال: مضى يومان، وبقي يوم. فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة، وكان يوكل بالصفوف رجالاً، فإذا استوت كبَّر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس وبيده خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فضرب عمر ست ضربات، إحداهن تحت سرَّته وهي التي قتلتْه...
    فلما ضُرب عمر دخل عليه كعب الأحبار مع الناس، فلما رآه عمر قال:
    توَعَّدَني كَعْبٌ ثَلاثاً أعدُّهَا  ***  وَلا شَكَّ أنَّ القَوْلَ مَا قَالَ لي كَعْبُ
    ومَا بي حِذَارُ الموْتِ، إِني لميِّتٌ  ***  ولَكِنْ حِذَارُ الذَّنْبِ يَتْبَعُه الذَّنْبُ 3.

    ومن «تنبؤات» كعب أيضاً ما ذكره ابن حجر في فتح الباري 1/432 عن كتاب «السِّيَر» عن الحارث بن مسكين عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك أن كعب الأحبار كان يقول عند بنيان عثمان المسجد: لوددتُ أن هذا المسجد لا ينجز، فإنه إذا فُرِغ من بنيانه قُتِل عثمان. قال مالك: فكان كذلك.
    فإذا كان كعب الأحبار قد علم بمقتل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلم بأمور أخرى غيرها، فلا أدري ما هو وجه الاستغراب في أن يعلم أئمة أهل البيت بالتلقي عن رسول الله أوقات موتهم؟!
    6- أن إشكال الإلقاء بالنفس في التهلكة يمكن أن نلزم به المخالفين بنفس الحجة التي احتجوا بها علينا، فإن الروايات الصحيحة التي رواها أهل السنة في كتبهم دلّت على أن الإمام الحسين كان يعلم بأنه سيقتل في كربلاء، ومع ذلك فإنه ذهب إلى العراق وهو يعلم أنه سيُقتل في كربلاء.
    وقد روى ابن كثير في البداية والنهاية، والذهبي في سير أعلام النبلاء، والمزي في تهذيب الكمال وغيرهم، أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كتب إلى الإمام الحسين كتاباً يحذّره أهل الكوفة، ويناشده الله أن يشخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماضٍ له، ولستُ بمخبر بها أحداً حتى ألاقي عملي4.
    فهل يعتقد هذا المخالف أن الإمام الحسين قد انتحر بذهابه إلى كربلاء؟! وهل يقول هذا المخالف: إن الإمام الحسين الذي ثبت عند أهل السنة بالأحاديث المتواترة أنه وأخاه الإمام الحسن «عليهما السلام» سيّدا شباب أهل الجنة يمكن أن ينتحر، فيكون من أهل النار؟!
    ------------------------------------------
    1. المستدرك 3/122، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.
    2. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 34، الصفحة: 414.
    3. الكامل في التاريخ 3/51. تاريخ الطبري 3/265.
    4. البداية والنهاية 8/165. سير أعلام النبلاء. تهذيب الكمال 6/418.

  • 1

    نص الشبهة:
    في كتاب الإحتجاج للطبرسي ص 53 طبع النجف الأشرف : ( ثم تناول يد أبي بكر فبايعه ) . أخبرونا عن هذه البيعة هل كانت شكلية لتضليل الناس ، وهذا لا يناسب شأن الإمام بالحق ، أو كانت بيعة أصلية ، وبذلك ينتهي الخلاف بين السنة والشيعة ؟!
    الجواب:
    جاءت هذه الإجابة ضمن مجموعة من الإجابات المنشورة في كتاب "أجوبة على بعض علماء الطالبان"1 الثابت عندنا في جميع مصادرنا التي تعرضت للموضوع أن بيعة علي عليه السلام وشيعته لأبي بكر كانت بالإجبار والإكراه ! ومع ذلك يحاول المخالفون أن يتمسكوا بها !
    مع أنك لو سألتهم عن الحكم الشرعي لمن باع بيته بالإجبار تحت تهديد السلاح ؟ لقالوا إن البيع باطل !
    فكيف يبطل البيع بالإجبار ، وتصح البيعة على حكم المسلمين وهي أعظم وأهم من بيع بيت ، وألف بيت ؟!
    روى الصدوق رحمه الله في الخصال ص 461 بسنده عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب قال : كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة ، وتقدُّمَه على علي بن أبي طالب اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار ، وكان من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد بن الأسود ، وأبي بن كعب ، وعمار بن ياسر ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وعبد الله بن مسعود ، وبريدة الأسلمي .
    وكان من الأنصار خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وسهل بن حنيف ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وغيرهم ، فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم في أمره ، فقال بعضهم : هلا نأتيه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله . وقال آخرون : إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عز وجل : ﴿... وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ... ﴾ 2 ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب نستشيره ونستطلع أمره .
    فأتوا علياً عليه السلام فقالوا : يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت حقاً أنت أولى به ، وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فإن الحق حقك ، وأنت أولى بالأمر منه ، فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك ، فقال لهم علي عليه السلام : لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حرباً لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد ، وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها ، والكاذبة على ربها ، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وَغَر صدور القوم وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية .
    والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال ، كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني ، وقالوا لي : بايع وإلا قتلناك ، فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي ، وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك ، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر ، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة ، فلا تجعل لهم سبيلاً إلى إذلالك وسفك دمك ، فإن الأمة ستغدر بك بعدي ! كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى.
    ولكن ائتوا الرجل فأخبروه بما سمعتم من نبيكم ولا تجعلوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه ، وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره !
    قال : فانطلقوا حتى حفوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة فقالوا للمهاجرين : إن الله عز و جل بدا بكم في القرآن فقال : ﴿ لَقَد تَّابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ... ﴾ 3 فبكم بدأ .
    وكان أول من بدأ وقام خالد بن سعيد بن العاص بإدلاله ببني أمية ، فقال : يا أبا بكر إتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي من رسول الله ، ألا تعلم أن رسول الله قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة ، وقد أقبل على رجال منا ذوي قدر فقال : يا معشر المهاجرين والأنصار أوصيكم بوصية فاحفظوها ، وإني مؤد إليكم أمراً فاقبلوه ، ألا إن علياً أميركم من بعدي وخليفتي فيكم أوصاني بذلك ربي ، وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه و تأووه وتنصروه ، اختلفتم في أحكامكم ، واضطرب عليكم أمر دينكم وولي عليكم الأمر شراركم! ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون أمري القائلون بأمر أمتي ، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي ، واجعل له من مرافقتي نصيباً... الى آخر احتجاجهم جميعاً رضوان الله عليهم.. !
    أما كتاب الإحتجاج الذي نقل عنه الكاتب الفقرة ، فقد ارتكب في نقله التدليس و بتر النص ، وهذه فقرة منه ، وهي في الإحتجاج : 1 / 109، طبع دار النعمان في النجف الأشرف ، تحقيق السيد الخرسان ، قال :
    (ثم انطلقوا بعلي عليه السلام ملبباً بحبل حتى انتهوا به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعد، وسائر الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح ، وهو عليه السلام يقول: أما والله لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنكم لن تصلوا اليَّ ! هذا جزاء مني، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ، ولو كنت في أربعين رجلاً لفرقت جماعتكم ، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني!
    فانتهره عمر فقال: بايع !
    فقال: وإن لم أفعل؟!
    قال: إذا نقتلك ذلاً و ضعاراً !
    قال: إذن تقتلون عبداً لله وأخا رسول الله صلى الله عليه وآله .
    فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا نقر لك به.
    قال عليه السلام : أتجحدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين نفسه وبيني؟! فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات ، ثم أقبل علي عليه السلام فقال :
    يا معاشر المهاجرين والأنصار : أنشدكم بالله أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم كذا وكذا ، وفي غزاة تبوك كذا وكذا ، فلم يدع شيئاً قاله فيه علانية للعامة إلا ذكره......
    قال علي : يا زبير ويا سلمان وأنت يا مقداد : أذكركم بالله وبالاسلام أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لي إن فلاناً وفلاناً حتى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟
    قالوا: اللهم نعم قد سمعناه يقول ذلك لك ، فقلت له بأبي أنت وأمي يا نبي الله فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك؟
    فقال لك : إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك .
    فقال علي عليه السلام : أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوا لجاهدتكم في الله ولله ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة .
    ثم نادى قبل أن يبايع : ﴿... ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي... ﴾ 4 ثم تناول يد أبي بكر فبايعه ، فقيل للزبير بايع الآن ، فأبى فوثب عليه عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في أناس فانتزعوا سيفه من يده فضربوا به الأرض حتى كسر ، فقال الزبير وعمر على صدره : يا ابن صهاك أما والله لو أن سيفي في يدي لَحِدْت عني ، ثم بايع ! قال سلمان : ثم أخذوني فوجؤوا عنقي حتى تركوها مثل السلعة ثم فتلوا يدي ، فبايعت مكرهاً ، ثم بايع أبو ذر والمقداد مكرهين ) ! انتهى .
    ثم روى نحو ما تقدم عن الخصال للصدوق رحمه الله ، بسند آخر عن الإمام الصادق عليه السلام .
    فانظر إلى تدليس هذا الكاتب كيف جعل بيعة علي عليه السلام بيعة اختيار ، فبتر عبارةً من نصٍّ صريح في أنها بيعة إجبار !!
    ويؤيد ذلك من مصادرهم ما رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد : 3 / 64 ، تحت عنوان : (الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر) :
    فأما علي والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، فقال له إن أبوا فقاتلهم ! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟! قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة ، فخرج علي حتى دخل علي أبي بكر فبايعه ) . إنتهى .
    وقد روى البلاذري في أنساب الأشراف : 1 / 586 ـ 587 ، عدة روايات في إجبارهم علياً على البيعة ، منها :
    عن ابن عباس قال: بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف ، فلما أتاه جرى بينهما كلام فقال له علي: إحلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤمرك غداً... ثم أتى فبايعه....
    وعن عدي بن حاتم قال: ما رحمت أحداً رحمتي علياً حين أتى به مُلَبَّبا فقيل له : بايع ، قال : فإن لم أفعل؟ قالوا : إذاً نقتلك ، قال : إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، ثم بايع كذا ، وضم يده اليمنى!
    وعن أبي عون أن أبا بكر أرسل إلى علي يريده على البيعة فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه قبس فلقيته فاطمة على الباب فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ! وجاء علي فبايع .
    وعن حمران بن أعين عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: والله ما بايع علي عليه السلام حتى رأى الدخان قد دخل بيته) .انتهى.
    أقول :
    إن المخالفين يعرفون جيداً أن البيعة بالإكراه والإجبار باطلة شرعاً ، وأن كل تصرف أجبر عليه الإنسان كالعدم ، فلا يصير المبايع جبراً خليفةً شرعياً !
    وأن بيعة أبي بكر قد تمت بالخلسة في أولها ، ثم بالتهديد بقوة السيف ، ولذا وصفها عمر بأنها فلتة !
    وبسببها صار التهديد بالسيف سنَّةً للبيعة ، والغلبة بالسيف قانوناً للخلافة!! وقد مشى على هذه البدعة جميع الخلفاء فأجبروا الناس على بيعتهم ، لا نستثني منهم أحداً إلا أمير المؤمنين والإمام الحسن صلى الله عليه وآله فهما الوحيدان اللذان لم يجبرا الناس على بيعتهما ، وأعطيا الحرية لمن لم يبايعهما ! 5

        1. كتب الشيخ الكوراني في مقدمة هذا الكتاب : وصلتنا رسالة على شكل منشور من بعض علماء الوهابية في باكستان ، تتضمن خمسين سؤالاً أو إشكالاً ، وقد جمعوا فيها بعض الأحاديث والنصوص من مصادر مذهبنا ، وبعض كلمات من مؤلفات لعلماء شيعة ، وأكثرها مؤلفات غير معروفة ، وأرادوا أن يثبتوا بها كفر الشيعة ! وجعلوا عنوانها : هل الشيعة كفار.. ؟ أحكموا أنتم !
        و هذه إجابات عليها ، تكشف ما ارتكبه كاتبها من كذب على الشيعة ، وبتر للنصوص ، وتحريف للمعاني ، وسوء فهم ، وقد جمعنا الأسئلة في محاور ، ليكون الجواب على موضوعاتها ، والله ولي القبول والتوفيق .
        و أصلها باللغة الفارسية وهذه ترجمتها بنصه : هل الشيعة كفار .. أحكموا أنتم !
        2. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 195 ، الصفحة : 30 .
        3. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 117 ، الصفحة : 205 .
        4. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 150 ، الصفحة : 169 .
        5. مسائل مجلة جيش الصحابة ( أجوبة على مسائل وجهتها إلى علماء الشيعة ، مجلة الخلافة الراشدة الباكستانية ، التابعة لمنظمة جيش الصحابة ) للشيخ علي الكوراني العاملي ، السؤال رقم : 36 .
    الشيخ علي الكوراني العاملي

  • 1
  • 1

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page