• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خديجة الكبرى

  • 1

    يوافق 10 من شهر رمضان المبارك وفاة السيد خديجة بنت خويلد عليها السلام، وكانت ثرية وقد تزوجها النبي (ع) قبل الإسلام، وهي أول المرأة آمنت به وصلت خلفه وبذلت جميع أموالها في سبيل الله حتى قيل أنه ما استقام الإسلام إلا بأموالها وسيف الإمام علي (ع).

    اسمها ومحتدها عليها السلام:
    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصّي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر(1)، جدّها «خويلد» كان بطلاً مغواراً دافع عن حياض الكعبة المشرّفة في يوم لا ينسى.
    والدتها «فاطمة» بنت زائدة بن أصمّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر(2)، كانت سيّدة جليلة مشهود لها بالفضل والبرّ(3).
    إذن، فهذه السيّدة العظيمة خديجة الكبرى سلام الله عليها تنتسب إلى قبيلة قريش، ويلتقي نسبها بنسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عند جدّها الثالث من أبيها، وعند جدّها الثامن من أمّها(4).

    أسماؤها وألقابها عليها السلام:
    للسيّدة خديجة عليها السلام ألقاب كثيرة تعكس عظيم نبلها وشديد قدسها، من هذه الألقاب: الصدّيقة، المباركة، أمّ المؤمنين، الطاهرة، الراضية، المرضية...إلخ.
    كانت تعطف على الجميع، وتحنو عليهم كأمّ رؤوم بأولادها، فكانت «أمّاً لليتامى»، و«أمّاً للصعاليك» و«أمّاً للمؤمنين»، وهي كوثر الخلق، وسمّيت أيضاً «أمّ الزهراء» أو ينبوع الكوثر.

    ملامح السيدة خديجة في مرآة الوحي
    بعد عامين من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله التي بدأت من بيت خديجة(5)، وفي طريق عودته من معراجه في شهر ربيع الأول، جاءه أمين الوحي جبريل وقال له: «حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنّي السلام»(6)، وعندما أبلغ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله زوجه خديجة عليها السلام سلامَ الله تعالى، قالت: إنّ الله هو السلام، منه السلام وإليه السلام(7).
    في إحدى الحملات الوحشية لقريش انتشرت إشاعة اغتيال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فهامت السيّدة خديجة عليها السلام على وجهها في الوديان والصحاري المحيطة بمكة بحثاً عن حبيبها، وكانت الدموع تنهمر على خديها، فما كان من جبريل إلا أن نزل على الرسول الأكرم وقال له: لقد ضجّت ملائكة السماء لبكاء خديجة عليها السلام، أُدعُها إليك وأبلغها سلامي وقل لها بأنّ ربّها يقرؤها السلام ويبشّرها بقصر في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب(8).

    خديجة الكبرى عليها السلام عند الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
    رويت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة في مناقب السيّدة خديجة عليها السلام، نسلّط الضوء على بعضاً منها:
    1. يا خديجة إنّ الله عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا(9).
    2. والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس(10).
    3. خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله(11).
    4. خير نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون)(12).
    5. خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله(13).
    6. أحببتها من أعماق فؤادي(14).
    7. أحبّ من يحبّ خديجة(15).
    8. لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً(16).
    9. لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين(17).
    10. وقال صلى الله عليه وآله يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ(18).

    السيّدة خديجة في أقوال العظماء
    ونكتفي هنا بالإشارة إلى بعض أصحاب السير والتراجم:
    يقول ابن هشام صاحب المصنَّف الشهير «السيرة النبوية»: خديجة صاحبة النسب الكريم، والشرف الرفيع، والثروة والمال، وأحرص نساء قريش على صون الأمانة والتمسّك بالأصول الأخلاقية والعفة والكرامة الإنسانية، فهي التي تربّعت على قمة الشرف والمجد.
    الذهبي وهو رائد علم الرجال عند العامة يقول:
    خديجة، سيّدة نساء الجنة، حكيمة قريش، من قبيلة أسد، عظيمة القدر، ذات دين ومروءة وعزّة، من نساء الجنة وإحدى النساء اللائي تربّعن على قمة الكمال(19).
    ويقول ابن حجر العسقلاني فيها:
    لقد صدّقت خديجة بالرسالة في اللحظات الأولى لبعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، وكان رسوخ إيمانها وثبات قدمها نابعين من يقين تام، وعقل راجح، وعزم راسخ(20).
    يقول السهيلي الذي له تصانيف كثيرة في السير والمغازي: خديجة سيدة نساء قريش، لقبّت بـ«الطاهرة» في الجاهلية والإسلام(21).

    السيّدة خديجة عليها السلام عبر التاريخ
    لقد كان التاريخ مجرّد قلم بيد المتملّقين يخطّونه خدمة لأغراض المستبدين، فاستبيحت الكثير من الحقائق وزوّرت الكثير غيرها حتى اشتبه الأمر وأصبحت الأكاذيب كأنّها وقائع تاريخية، وبلغت حدّاً من السوء بحيث إذا ما أماط الباحث اللثام عن الوقائع بالاستناد إلى الحقائق العلمية، أثار عمله دهشة الجميع واستغرابهم.
    ومن ذلك ما قام به أحد الباحثين الذي قدّم أدلة دامغة على أنّ صاحب النبي الكريم صلى الله عليه وآله في الغار هو عبد الله بن أريقط بن بكر، حيث أنّ قصة الغار المعروفة تمّ تلفيقها في زمن معاوية وذلك بالمال، ليتمّ استبداله بشخص آخر(22).
    وقد أثبت هذا الباحث على أنّ عبارة «الأنزع البطين» مختلقة وهي من اختلاق أصحاب معاوية(23).
    لقد صرّح الكثير من الرواة بأنّ السيّدة خديجة عليها السلام كانت باكراً قبل الزواج، وأنّه لم يدخل عليها أحد قبل النبي قطّ، ومن هؤلاء:
    الشريف المرتضى علم الهدى، في كتابه «الشافي في الإمامة».
    الشيخ الطوسي، في كتاب «تلخيص الشافي».
    البلاذري، في كتاب «أنساب الأشراف»(24).
    أبو القاسم الكوفي، في كتاب «الاستغاثة في بدع الثلاثة».
    هذا، وقد أيّد الكثير من الرواة والمؤرخين هذا الرأي(25)، حيث يؤكدون أنّ السيدة خديجة عليها السلام في ذلك الوقت لمّا تتجاوز الـ25 أو الـ28 عاماً، وأنّها لم تختر زوجاً آخر غير النبي قطّ، لأنّها كانت تكفل زينب ورقية وأم كلثوم بنات أختها «هالة».
    وكان آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي يؤمن بنفس الرأي، وهو أنّ السيّدة خديجة عليها السلام كانت قبل أن تتزوّج بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله باكراً، وأنّها رفضت كل من تقدّم لخطبتها من أشراف قريش، لأنّ قلبها كان أسيراً في يد فتى بني هاشم الأمين محمد المصطفى صلى الله عليه وآله(26).
    ولكن الأمر الذي اتّفق عليه جميع المؤرخين هو أنّها كانت من أجمل بنات الحجاز. والإمام الحسن المجتبى عليه السلام الذي كان آية في الجمال كان يعتبر نفسه أشبه أهل البيت بأمّه خديجة الكبرى عليها السلام.
    سئل عبد الله المحض والد ذي النفس الزكية: من أين لأسنان الإمام الصادق عليه السلام هذا الجمال والنصاعة والتألق بحيث أنّها تجذب كل من رآها؟
    فأجاب قائلاً: لا علم لي، ولكن أعلم بأنّ خديجة عليها السلام كانت كذلك، وأنّ الزهراء عليها السلام ورثت عن أمّها ذلك الجمال والتألّق(27).

    أول سيّدة في الإسلام
    لقد كانت السيّدة خديجة عليها السلام على دين أبيها إبراهيم عليه السلام وذلك قبل أن يُبعث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، وكانوا يُعرفون بالحنفاء، وقد آمنت في اليوم الأول من بعثة المصطفى صلى الله عليه وآله، كما جاء في الحديث الشريف: أوّل من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله من الرجال علي عليه السلام ومن النساء خديجة عليها السلام(28).
    عندما رجع الرسول الكريم صلى الله عليه وآله من غار حراء وهو ينوء بثقل الرسالة العظيمة، كانت السيّدة خديجة عليها السلام في استقباله حيث قالت له: أيّ نور أرى في جبينك؟ فأجابها: إنّه نور النبوّة، ومن ثمّ شرح لها أركان الإسلام، فقالت له: «آمنت وصدّقت ورضيت وسلّمت»(29).

    أول سيّدة مصلّية
    كانت السيّدة خديجة أول سيّدة في الإسلام تصلّي، إذ أنّه لسنوات طويلة انحصر الإيمان بالدين الإسلامي بخديجة عليها السلام والإمام علي عليه السلام، وكان الرسول الأعظم يذهب إلى المسجد الحرام ويستقبل الكعبة وعلي عليه السلام إلى يمينه وخديجة خلفه، وكان هؤلاء الثلاثة هم النواة الأولى لأمّة الإسلام، وكانوا يعبدون معبودهم الواحد إلى جانب كعبة التوحيد(30).

    أوّل مؤمنة بالولاية
    كان الإمام علي عليه السلام منذ سنينه الستّ في بيت النبي وتحت ناظري السيّدة خديجة عليها السلام ورعايتها، لذلك كان لها حقّ في رقبته هو حقّ الأمومة. وعندما شرح الرسول الكريم صلى الله عليه وآله لزوجه مفهوم الولاية وموقعها السامي، وطلب إليها أن تؤمن بولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام، استجابت فوراً حيث قالت بصراحة ووضوح: آمنت بولاية علي وبايعته(31).
    كانت السيدة خديجة عليها السلام تفيض بالحنان والعطف على الإمام علي عليه السلام، لدرجة أنّها قالت فيه: إنّه أخي، وأخو النبي، أعزّ الناس إليه، وقرّة عين خديجة الكبرى عليها السلام(32).

    أول سيّدة تأكل من فاكهة الجنّة
    نعم، إنّها أول سيّدة مسلمة تأكل من فاكهة الجنّة حيث ناولها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بيده الشريفة عنقوداً من عنب الجنّة(33).

    الزوجة الوحيدة
    السيّدة خديجة عليها السلام هي الزوجة الوحيدة من بين أزواج النبي الكريم صلى الله عليه وآله التي أنسلها واستمرّ نسلها الطاهر حتى يومنا هذا. لقد ارتأت المشيئة الإلهية أن تكون السيّدة خديجة وعاءً لأنوار الإمامة وضيائها. والرسول الكريم صلى الله عليه وآله في معرض بيان عظم منزلة هذه السيّدة الجليلة، نجده يخاطب ابنته الأثيرة على قلبه الزهراء البتول عليها السلام بقوله: يا ابنتي، إنّ الله تعالى جعل خديجة وعاء لنور الإمامة(34).
    إنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لم يتزوّج على السيّدة خديجة في حياتها أبداً حتى ماتت، لقد كانت كوثر النبوة الصافي أفاضت على العالمين بما يقرب من 80 مليون سيّداً علوياً جميعهم ينتمي إلى الدوحة المحمدية الوارفة، وهم مظاهر الخير العميم ومصاديق الكوثر الوفير، عطايا الرحمن لحبيبه خير الأنام وسيّد البشر النبي المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله. في اللحظات الختامية من عمر هذه السيّدة الجليلة، بشّرها زوجها الحاني بأنّها ستكون زوجه في الجنّة أيضاً(35).

    حكيمة قريش والزواج
    اشتهرت السيّدة خديجة عليها السلام بالجمال والكمال والثروة والشرف الرفيع والعلم والحلم وصلابة في اتّخاذ القرار، ودقة في الرأي، ورأي سديد، وعقل راجح وفكر صائب، ومن الطبيعي أنّ من تجتمع لها صفات الكمال والفضل يتسابق الرجال إلى خطبتها والزواج بها، وهذا ما كان مع السيّدة خديجة حيث سارع رؤوس بني هاشم وأقطابها، لا بل وصل الأمر إلى ملوك اليمن وأشراف الطائف، الذين سعوا عبر إغداق الأموال والهدايا للفوز بقلبها، والتربّع على قمّة الشرف والمجد، لكنّها خذلتهم جميعاً، ووقع اختيارها على أمين قريش ومؤتمنها لكي يفوز بقلبها.
    وتشرح السيّدة خديجة عليها السلام سبب هذا الاختيار بالقول:
    «يا بن عمّ إنّي رغبت فيك لقرابتك منّي وشرفك من قومك وأمانتك عندهم وصدق حديثك وحسن خلقك»(36).
    كما أفشت بسرّ هذا الاختيار إلى صفيّة بقولها: «إنّي قد علمت أنّه مؤيّد من ربّ العالمين»(37).
    لقد استشارت السيّدة خديجة عليها السلام سيّدة أخرى جليلة في هذا الأمر حتى ذهبت بمعيّتها إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وعرضت عليه الزواج قائلة: لقد اخترت لك امرأة من قريش، فأجاب الرسول العظيم: ومن تكون؟ فقالت السيّدة خديجة: هي مملوكتك خديجة(38).

    الخطبة والزواج
    حضر هذه المراسيم أبو طالب عليه السلام وكان أول المتكلمين إذ ألقى خطبة ذكر فيها عظمة منزلة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وشرفه وفضله، ثمّ خطب خديجة للنبي من والدها خويلد، الذي خيّرها، بعدها استأذنت خديجة عمّها «عمرو بن أسد» كبير قومه، فأعلنت موافقتها وقالت بأنّ مهرها سيكون من مالها. ثم قام عمّها فخطب في الحاضرين خطبة بليغة ختمها بقوله: زوّجناها ورضينا به(39). بعد ذلك أعلنها على الملأ بكل صراحة: من ذا الذي في الناس مثل محمد(40).
    وقال خويلد في مراسيم الخطبة: يا معشر العرب، لم تظلّ السماء ولم تقلّ الأرض رجلاً أفضل من محمد، فاشهدوا أنّي أنكحته ابنتي وأنّي لأفخر بهذا الارتباط المقدّس(41).
    بعد ذلك أرسلت السيّدة خديجة عليها السلام إلى أبي طالب أموالاً وأغناماً وقوارير العطور وأنواع اللباس ليعدّ لوليمة العرس. ولم يأل أبو طالب عليه السلام جهداً في التحضير لأعظم مأدبة، حيث أطعم أهالي مكة وأطرافها لثلاثة أيام متتالية(42). وكانت أول وليمة يعدّها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله(43).

    ثروة السيّدة خديجة
    لسنوات طويلة كانت القوافل التجارية للسيّدة خديجة عليها السلام من أكبر قوافل قريش، وقد ربحت من تجارتها ثروات طائلة، وضعتها جميعها تحت تصرّف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، لينفقها فيما يراه مناسباً.
    يقول العلامة المامقاني: لقد وصلنا بالتواتر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنّه قال: ما قام الدين إلاّ باثنتين: سيف عليّ وأموال خديجة(44).

    حكمة السيّدة خديجة
    يكفي في رجاحة رأيها وصلابة فكرها ما رواه المؤرّخون من أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يشاورها في جميع أموره(45).
    كان عليه الصلاة والسلام يتطلّع إلى أن تُسلم قريش لتنجو من عذاب الله وسخطه، فكان يجابه بعنادهم ورفضهم وإصرارهم على باطلهم، فيعتصر قلبه الشريف ألماً وحزناً، في تلك اللحظات العصيبة كان يلجأ إلى بيت العطف والرسالة فيشكو بثّه ومعاناته إلى زوجه وشريكة همّه السيّدة خديجة عليها السلام، فكانت تواسيه وتشدّ من أزره بكلماتها الحكيمة ونظرات العطف والحنان، فتسكن من آلامه وأحزانه(46).
    في مراحل الشدّة والمشقة والحصار الاقتصادي في شعب أبي طالب، كان لأموال السيّدة خديجة عليها السلام الدور الكبير والحاسم في التخفيف من آثار الحصار الجائر الذي فرض على آل أبي طالب، فكانت هذه السيدة الجليلة تشيع الأمل والفرح في قلوب القوم وترفع الحزن والشقاء عن كاهلهم. وعلى الرغم من أنّ الله تعالى كان سنداً وظهيراً لنبيه الكريم ولم يقطع عنه حبل كرمه ولطفه طيلة تلك الفترة العصيبة، إلاّ أنّ وجه السيّدة خديجة عليها السلام المضيء والمشرق، ونظراتها المتفائلة كانت تجعله أكثر إصراراً وعزماً على مواجهة قدره والاستعداد لأيّام أصعب وأقسى.

    أصداف الكوثر
    رزقت السيّدة خديجة عليها السلام من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ولدين هما «القاسم وعبد الله)، وبنت واحدة، فاختطف الموت ولديه وهما صغيران وأبقى على بضعته كوثر الخلق ووالدة أئمة النور والهدى الأحد عشر، سيدة النساء الزهراء البتول عليها السلام.
    يتّفق أهل السير والمؤرخين على أنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله أنجب من السيّدة خديجة عليها السلام ومارية القبطية فقط، حيث أنجبت الأخيرة له ابنه «إبراهيم» الذي فارق والده المكرّم وهو في الثالثة من عمره.

    نظرة إلى سيرة السيّدة خديجة عليها السلام
    لقد كانت هذه السيّدة الكريمة إلى جانب شريك حياتها في جميع الأحداث المريرة والمسرّة، تتقاسم معه حلوها ومرّها، وكانت دوماً تحرص على سلامته فتبعث غلمانها ليطمئنوها عليه ويتفقّدوا أحواله، وفي بعض الأحيان تفعل ذلك بنفسها، فقد رافقته مراراً إلى غار حراء(47).
    وذات مرّة صعدت إلى جبل النور قاطعة مسالكه الوعرة وحاملة صرّة طعام تريد إيصالها إلى النبي الكريم صلى الله عليه وآله في غار حراء، فأنهكها التعب، فوقعت عيناها على زوجها المشفق، فنزل الوحي ليشكر لها جهودها المخلصة.
    كان أبو لهب وزوجته أمّ جميل يجمعان الأشواك من الصحاري والقفار ليضعاها في طريق الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، وكانت السيّدة خديجة عليها السلام تبعث بغلمانها ليرفعوا تلك الأشواك عن طريقه(48).
    لقد حاصرت قريش النبي وآل بيته في شعب أبي طالب لثلاث سنوات متتالية فمنعت عنهم الطعام والشراب والبيع والشراء، وكاد القوم أن يهلكوا لولا أنّ السيّدة خديجة عليها السلام سارعت بأموالها لنجدتهم، حيث كانت تهيّئ الطعام من السوق بأضعاف قيمته وترسله إليهم عن طريق ابن أخيها حكيم بن حزام ليسدّوا رمقهم به(49).

    النبي الكريم: غروب حزين ووحدة موحشة
    لقد كانت السيّدة خديجة عليها السلام طيلة ربع قرن نجماً ساطعاً يشعّ بنوره على بيت النبوة والرسالة، تجلي بنظراتها الحانية الهمّ والشجن عن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله، حتى حان موعدها مع القدر في العاشر من رمضان في السنة العاشرة من البعثة عندما أسلمت الروح لبارئها وألقت برحيلها المفجع ظلالاً من الكروب والأحزان على قلب النبي، وكان ذلك في السنة الثالثة قبل الهجرة(50)، ودفنت في الحجون، حيث دخل النبي صلى الله عليه وآله قبرها ووضعها في لحدها بيديه الشريفتين، في ذلك الوقت لم تكن صلاة الميّت قد شرّعت بعد، وكانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أشهر، وقيل بأنّ الفترة بين الوفاتين هي من ثلاثة أيام إلى ثلاثة أشهر، وعلى أيّ حال، كان وقع ذلك شديداً على النبي الكريم(51) الذي فقد نصيرين له، وقد سمّي ذلك العام بعام الحزن، وأعلن الحداد فيه(52).
    ما فتئ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول: لم يسيطر عليّ الحزن والهمّ طيلة حياة أبي طالب وخديجة(53). لقد ظلّت ذكرى خديجة والسنوات المشتركة خالدة وماثلة في ذاكرة النبي لم يمحها الزمان. لم يكن يخرج من البيت إلا ويذكر خديجة بخير، فكان بذلك يثير عاصفة من الحسد والضغينة في نفوس زوجاته الصغيرات، وكنّ يعترضن عليه أحياناً لكنّه كان يدافع عن خديجة بحزم فيقول: نعم، كانت خديجة هكذا، وقد رزقني الله أولادها(54)، وكلما كان يذبح أضحية في بيته يبعث بجزء منها إلى صديقات خديجة(55).

    وصايا السيدة خديجة عليها السلام
    لقد أوصت السيّدة خديجة عليها السلام النبي الكريم عدّة وصايا وهي على فراش الموت هي:
    أن يدعو لها بالخير
    أن يلحدها بيده
    أن يدخل قبرها قبل دفنها
    أن يضع مرطه الذي ادّثر به عند نزول الوحي، على كفنها(56).
    إنّ السيّدة خديجة عليها السلام التي وهبت كل ثروتها وأموالها إلى الحبيب المصطفى لم تطلب في مقابل ذلك سوى مرط، ومع ذلك فهي لم تطلبه منه مباشرة، بل بواسطة ابنتها الزهراء عليها السلام(57). حينذاك نزل الوحي من عند الله العلي القدير بكفن من الجنّة.
    قامت أمّ أيمن وأم الفضل (زوجة العباس) بغسل جسد السيّدة خديجة عليها السلام ثم ألقتا عليها نظرة الوداع الأخيرة(58).
    في البداية قام الرسول الأكرم بوضع مرطه على الكفن، ثمّ وضع كفن الجنة عليها. كانت السيّدة خديجة عليها السلام في الرمق الأخير من عمرها تنظر بقلق إلى ابنتها الزهراء عليها السلام، فما كان من أسماء بنت عميس إلا أن تعهّدت لها بأن تكون أمّاً لها ليلة زفافها(59).

    المزار الطاهر للسيدة خديجة
    يقع المزار الطاهر للسيّدة خديجة عليها السلام في بطن جبل حجون حيث كان على مدى أربعة عشر قرناً مزاراً يحجّ إليه ملايين المسلمين في موسم الحجّ والعمرة، لينهلوا من فيض نوره، وقد أفتى العديد من مراجع الشيعة العظام من جملتهم آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رحمه الله والسيد صادق الشيرازي (دام ظله الوارف) باستحباب زيارة القبر(60).
    لقرون عديدة كانت تعلو القبر ضريح وقبة شامخة، حتى جاء العام 1344 هـ، فسوّي الضريح بالأرض من قبل الزمر الوهابية الضالة. بعد رحيل السيّدة خديجة عليها السلام، كانت السيّدة الزهراء تحيط بالرسول الكريم كفراشة تحوم حول الشمعة، وتسأله: أبتاه، أين أمي؟(61) فكان الرسول الأعظم يواسيه بأن يذّكرها بمنزلة والدتها الرفيعة في الجنّة(62).
    لقد أنشد أمير البيان وإمام المتقين الإمام علي عليه السلام قصيدة في رثاء السيّدة خديجة عليها السلام، يستعرض فيها مناقبها وجميل خصالها(63).

    خديجة يوم الحشر
    يصف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ورود خديجة يوم الحشر بهذه العبارات البليغة: يأتي لاستقبالها سبعون ألف ملك يحملون رايات زيّنت بعبارة «الله أكبر»(64).

    نهاية الحسد والضغائن
    كانت السيّدة خديجة عليها السلام طيلة حياتها محسودة، وحتى بعد أن رحلت إلى جوار ربّها، لم ينته حسد الحاسدين.
    تقول الصديقة الطاهرة الزهراء البتول عليها السلام عن إحدى نساء النبي: كلما رأتني تحدّثت عن والدتي بسوء.
    وقد ورد في أحاديث كثيرة أنّه حين ظهور القائم بالأمر أرواحنا له الفداء، سيبعث الله تلك المرأة وسيقيم الإمام عليها حدّ القذف، وهي التي افترت على السيدة مارية والدة إبراهيم من افتراءات قبيحة تمسّ عرضها، كما أنّه سينتقم لجدّته الزهراء عليها السلام(65).
    ورد في صحيح البخاري عن لسان إحدى زوجات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله قولها:
    لم أكن أضمر حسداً لزوجات النبي بقدر حسدي لخديجة، مع أنّني لم أرها في حياتي، وذلك لكثرة ما كان النبي يذكرها عندي. أحياناً كنت أقول في نفسي: وي كأنّه لم تكن هناك إمرأة في العالم غير خديجة؟
    وتضيف قائلة: ذات يوم خامرني شعور شديد بالحسد تجاه خديجة، فقلت للنبي: إلى متى تتحدّث عنها، ألم يبدلك الله بخير منها؟
    فقال: والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس(66).

    بيت السيّدة خديجة عليها السلام
    بعد وفاة السيّدة خديجة عليها السلام، أصبح منزلها أحد الأماكن المقدسة التي يؤمّها آلاف الحجاج سنوياً، يقول الرحالة المسلم المشهور ابن بطوطة: من المشاهد المشرّفة التي تقع على مقربة من المسجد «قبة الوحي» وهو منزل أم المؤمنين خديجة(67).
    يقول الشيخ الأنصاري في كتابه مناسك الحج: إذا نزلت مكة المكرمة، يستحبّ للحاج أن يزور بيت خديجة عليها السلام(68).
    ولكن للأسف الشديد لم تترك الفرقة الوهابية الضالة قبة الوحي فقد امتدّت إليها بالتخريب والتدمير كما هو شأن باقي الآثار الإسلامية، وسوّتها بالأرض.
    على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يظهر فيه المنجي الموعود ليسترجع ما ضاع من حقوق آل النبي، وأن يعيد شأن العترة الطاهرة أمام أعين العالمين قاطبة، إن شاء الله.
    المصدر: ينبوع الكوثر، أمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام. بقلم: الأستاذ علي أكبر مهدي بور
    ترجمه إلى العربية: مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية
    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    1. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 8.
    2. نفس المصدر.
    3. السيلاوي، الأنوار الساطعة، ص 10.
    4. إذ أنّ قصي هو الجدّ الرابع و لؤي هو الجدّ الثامن للرسول الكريم (ص).
    5. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 228.
    6. تفسير العياشي، ج 2، ص 279 – صحيح البخاري، ج 5، ص 112.
    7. الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 175 ، المجلس 6 ، ح 46.
    8. صحيح البخاري، ج 5 ، ص 112، - گنجي، كفاية الطالب، ص 359.
    9. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 18، ص 243 – الأربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 72.
    10. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 82 – ابن حجر، الإصابة، ج 4، ص 275.
    11. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5 ، ص 537.
    12. ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2 ، ص 720.
    13. الحاكم، مستدرك الصحيحين، ج 2، ص 720.
    14. البحراني، العوالم، ج 11، ص 32.
    15. محلاتي، رياحين الشريعة، ج 2، ص 206.
    16. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 80.
    17. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 37، ص 63.
    18. القاضي نعمان، شرح الأخبار، ج 3، ص 20.
    19. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2 ، ص 109.
    20. ابن حجر، فتح الباري، ج 7، ص 134.
    21. السهيلي، الروض الأنف، ج 1، ص 215.
    22. انظر: نجاح الطائي، صاحب الغار، ص 79.
    23. نفس المصدر، سيرة الإمام أمير المؤمنين، ج 7، ص 173.
    24. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.
    25. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 160 – العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 22، ص 191 – رياحين الشريعة، ج 2، ص 269.
    26. السيد محمد الشيرازي، أمّهات المؤمنين، ص 90.
    27. الطبري، دلائل الإمامة، ص 151.
    28. الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 259، المجلس 10، ح 467.
    29. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 18، ص 232.
    30. النسائي، خصائص أمير المؤمنين، ص 45.
    31. قصة تلقين السيّدة فاطمة بنت أسد خير دليل على صدق هذه الحقيقة حيث كان الناس في عهد الرسالة يُسألون عن ولاية أمير المؤمنين.
    32. المسعودي، إثبات الوصية، ص 144.
    33. الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 225.
    34. المسعودي، إثبات الوصية، ص 144.
    35. اليعقوبي، التاريخ، ج 2، ص 28- الطبراني، المعجم الكبير، ج 22، ص 376.
    36. الطبري، دلائل الإمامة، ص 77.
    37. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، ص 57.
    38. تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 16.
    39. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، ص 59.
    40. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 41.
    41. السيد عبد الرزاق المقرّم، وفاة الزهراء، ص 7.
    42. الشيخ الطوسي، من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 397.
    43. عبد المنعم، أمّ المؤمنين، خديجة، ص 40.
    44. السبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 314.
    45. المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 77.
    46. القاضي نعمان، شرح الأخبار، ج 3، ص 17.
    47. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 219.
    48. عبد المنعم، أمّ المؤمنين خديجة، ص 78.
    49. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 4، ص 235.
    50. الطبري، دلائل الإمامة، ص 8.
    51. الشبراوي، الإتحاف بحبّ الأشراف، ص 128.
    52. الدخيل، أم البنين خديجة، ص 12 – نمازي، مستدرك السفينة، ج 3، ص 31.
    53. الأربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 16 – المحدث القمي، كحل البصر، ص 55.
    54. القاضي نعمان، شرح الأخبار، ج 3، ص 17.
    55. صحيح البخاري، ج 5، ص 39.
    56. ابن حجر، الإصابة، ج 4، ص 275.
    57. السيلاوي، الأنوار الساطعة، ص 375.
    58. الشرهاني، حياة السيدة خديجة، ص 282.
    59. محلاتي، رياحين الشريعة، ج 2، ص 412.
    60. آية الله العظمى الشيرازي، أمهات المعصومين، ص 95.
    61. آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، مهذّب الأحكام، ج 14، ص 400.
    62. تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 354.
    63. صحيح البخاري، ج 5، ص 112.
    64. . ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص
    65. البحراني، حلية الأبرار، (الطبعة الحجرية)، ج 2، ب .
    66. ابن حجر، فتح الباري، ج 7، ص 137.
    67. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج ، ص 110.
    68. السيلاوي، الأنوار الساطعة، ص 299 – الشيخ الأنصاري، مناسك الحج، ص 127.

    المصدر : www.tvshia.com

  • 1

    ليست هناك معلومات عن حياة السيدة خديجة قبل البعثة النبوية الا ببعض الأوصاف التي سبغت عليها والتي تدل على شرفها وكرامة نفسها ورجاحة عقلها، وأنها كانت ذات ثروة طائلة فكانت تحترف التجارة وكانت تضاربُ الرجال في مالها، بشيء تجعله لهم منه أي من ذلك المال أو من ربحه.(1)
    بالاضافة الى مكانتها الاجتماعية المرموقة بين قومها، وقد وصف ابن سيد الناس ذلك بقوله: خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا.(2)
    ووصفها البلاذري بقوله: وكانت امرأة عاقلة حازمة برزة، مرغوبا فيها لشرفها و يسارها.(3)
    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    1- ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.
    2- ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.
    3- البلاذري، أنساب الأشراف ، ج 1، ص 98.

  • 1

    فَمِمَّا فِي اَلطُّرَفِ أَسْنَدَ اِبْنُ عَبْدِ اَلْقَاهِرِ بِرِجَالِهِ إِلَى اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ خَدِيجَةَ لَمَّا دَعَاهُمَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ قَالَ جَبْرَائِيلُ عِنْدِي يَقُولُ لَكُمَا إِنَّ لِلْإِسْلاَمِ شُرُوطاً اَلْإِقْرَارَ بِالتَّوْحِيدِ وَ اَلرِّسَالَةِ وَ اَلْمَعَادِ وَ اَلْعَمَلَ بِأُصُولِ اَلشَّرِيعَةِ وَ طَاعَةَ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ بَعْدَهُ وَ اَلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ اَلْبَرَاءَةِ مِنَ اَلشَّيْطَانِ وَ مِنْ اَلْأَحْزَابِ تَيْمٍ وَ عَدِيِّ فَرَضِيَتْ خَدِيجَةُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ فَبَايَعَهُمَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تُبَايِعَ عَلِيّاً وَ قَالَ هُوَ مَوْلاَكِ وَ مَوْلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامُهُمْ بَعْدِي فَبَايَعَتْ لَهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ .

    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الصراط المستقيم إلی مستحقی التقديم،ج۲ ،  ص۸۸، علی بن یونس النباطي البیاضی (۸۷۷ق)
    و راجع طرف من الأنباء و المناقب ، ج۱ ص۱۱۵
    بحار الأنوار،  ج۱۸ ص۲۳۲

  • 1

    خديجة بنت خُويلِد، المشهورة بخديجة الكبرى وأم المؤمنين هي زوجة النبي صلی الله عليه وآله وسلم وأم السيدة فاطمةعليها السلام، وهي أول امرأة تزوجها – في الجاهلية- وأول الخلق إسلاماً بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة غير علي بن أبي طالبعليه السلام، وكانت من سادات قريش وأشرافها وتُدعى في الجاهلية الطاهرة ولقّبها النبي بالكبرى، وذكر التاريخ أنها ولدت حوالي عام 68 قبل الهجرة.
    تزوجها النبي صلی الله عليه وآله وسلم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فولدت له القاسم (وكان يكنّى به) وعبد الله (وهو الطاهر والطيب) وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ویرى بعض الباحثين أن فاطمة هي البنت الوحيدة للنبی صلی الله عليه وآله وسلم، وسائر البنات ربائبه.
    وقفت إلى جانب النبي صلی الله عليه وآله وسلم مساعدةً ومعاضدةً حتى أنفقت ثروتها الطائلة في نجاح الرسالة وتحقيق الأهداف التي كان يرومها، وكان رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم شديد الحب لها، ولم يفتأ يذكرها، ويثني عليها. وكان يردّ على من كانت تقول له إنّ الله أبدلك بخير منها: «لا واللّه ما أبدلني اللّه خيراً منها، آمنت بي؛ إذ كفر الناسُ، وصدّقتني، وكذّبني الناسُ، وواستني في مالها؛ إذ حرمني الناسُ، ورزقني اللّه منها أولاداً؛ إذ حرمني أولاد النساء».
    توفيت خديجة في مكة قبل الهجرة بثلاث سنين عن سن ناهز الخامسة والستين على القول المشهور، فكانت وفاتها أحزنت رسول اللّه صلی الله عليه وآله وسلم، ودفعته إلى أن يسمّي ذلك العام الذي توفي فيه ناصراه وحامياه (زوجته خديجة وعمّه أبو طالب) بعام الحزن، وأن ينزل عند دفنها في حفرتها، ويدخلها القبر بيده، في الحجون، وكان قد كفّنها برداء له، ثم برداء من الجنة.

    النسب والنشأة
    خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَي القرشية الأسدية المكنّاة بأم هند،[1] أم المؤمنين وأول الناس إسلاماً بإجماع المسلمين.[2] ولدت السيدة خديجة قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة.[3] وكانت طاهرة حازمة شريفة وفي قومها لبيبة، ومن أوفر أهل مكَّة غنى، انتفع بمالها أكثر الناس،[4] كنيتها أم الزهراء وأم المؤمنين، والطاهرة، وسيدة نساء قريش، وأم القاسم.[5]

    حياتها قبل البعثة
    ليست هناك معلومات عن حياتها إبّان تلك الفترة الا ببعض الأوصاف التي سبغت عليها والتي تدل على شرفها وكرامة نفسها ورجاحة عقلها، وأنها كانت ذات ثروة طائلة فكانت تحترف التجارة وكانت تضاربُ الرجال في مالها، بشيء تجعله لهم منه أي من ذلك المال أو من ربحه.[6] بالاضافة الى مكانتها الاجتماعية المرموقة بين قومها، وقد وصف ابن سيد الناس ذلك بقوله: خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا.[7] ووصفها البلاذري بقوله: وكانت امرأة عاقلة حازمة برزة، مرغوبا فيها لشرفها و يسارها.[8]
    زواجها
    وقعت مسألة زواجها (عليها السلام) قبل النبي الأكرم (ص) موضع نقاش وجدال بين الباحثين الاسلاميين فذهب أكثر المؤرخين والباحثين من العامّة إلى القول بأنها تزوجت قبل زواجها بالنبي (ص) مرتين وأنها انجبت من ذانّك الزوجين، وهذا ما ينفيه فريق من الباحثين الشيعة، ومن تلك المصادر التاريخية التي تشير إلى زواجها السابق:
    ذكر البلاذري في أنساب الأشراف أنّ خديجة (عليها السلام) كانت قبل رسول الله (ص) عند أبي هالة هند بن النباش بن زُرارة الأسيدي، من تميم، ولدت له هند بن أبي هالة، سمّي باسم أبيه.[9]
    وقال البلاذري أيضا: ثم خلف عليها بعده – أي بعد أبي هالة- عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فطلقها، فتزوّجها النبي (ص)، وكانت خديجة عليه السلام ولدت لعتيق جارية، يقال لها هند تزوجها صيفي بن أمية بن عابد.[10]
    وقال ابن حبيب صاحب كتاب المنمّق في معرض حديثه عن النباش: النباش أبو هالة زوج خديحة بنت خويلد (عليها السلام) قبل رسول الله (ص) فولدت له هالة وهنداً وهما رجلان.[11]
    وقال ابن حبيب أيضا في كتابه المحبّر الذي ألفه بعد المنمّق في من تزوج ثلاث مرّات: كانت خديجة (عليها السلام) قبله (ص) عند أبي هالة هند بن النباش؛ ثم عند عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
    في المقابل نجد الباحثين والمؤرخين الشيعة – وبعد دراسات معمقة لزوايا الموضوع- يشككون في ذانّك الزوجين السابقين على النبي (ص) ويؤكدون أنها (سلام الله عليها) لم تتزوج قبل رسول (ص) من أحد قط. ومن القرائن والأدلة التي تدعم ذلك:
    قال ابن شهر آشوب : وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر الطوسي في التلخيص: إن النبي (ص) تزوج بها وكانت عذراء. يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة (عليها السلام).[12] ومن الواضح أن ذيل كلامه لا يخلو من اشكال فإنّ المصادر التأريخية تؤكد بأنّ رقية وزينب هن بنات الرسول (ص) من خديجة.[13]
    قال أبو القاسم الكوفي: إن الإجماع من الخاص والعام، من أهل الآثار ونقلة الأخبار، على أنّه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك، فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش، وأشرافها على ما وصفناه؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنّه من أبين المحال، وافظع المقال.[14]

    زواجها من النبي (ص)
    أجمعت المصادر التأريخية على أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) هي أُولى زوجات النبي (ص) تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في الاستيعاب،[15] قائلا: وتزوج رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوماً في عقب صفر سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل.[16] ولكنه نقل عن الزهري قوله: كانت سن رسول الله (ص) يوم تزوّج خديجة (ع) إحدى وعشرين سنة.[17] وذهب المسعودي أيضا إلى كون السيدة خديجة (عليها السلام) هي أولى زوجات النبي (ص).[18] وهذا ما أكده البسوي وغيره من المصادر.[19] وقال ابن الأثير في معرض تأكيده لذلك: وأوّل امرأة تزوجها (ص) خديجة بنت خويلد قبل البعثة.[20] ونقل ابن الأثير الأقوال المختلفة في سنّه (ص) حين تزوجها والتي ترددت بين 21، 22، 25، 28، 30، 37.[21]
    كذلك اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في سن خديجة (عليها السلام) حينما تزوجها الرسول (ص) والتي ترددت بين الخامسة والعشرين والسادسة والأربعين إلا أّن الأكثرية ذكروا أنّها كانا في سن الأربعين.[22] ونقل المسعودي غير تلك التحديدات.[23] ومنهم من حدد ذلك بالخامسة والعشرين[24] ومنهم من قال عمرها ثمانية وعشرين عاما[25] و30 عاما[26] و35 عاما[27] و 44 و45 عاما.[28] و 46 عاما.[29]
    ويلاحظ هنا: مدى الاختلاف والتفاوت في عمر السيدة خديجة (عليها السلام) حين اقترانها بالرسول الأكرم (ص).
    ومن الصعب الخروج بنتيجة جازمة في تحديد سنّها عند زواجها من النّبي (ص)، ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار مدة معايشتها للنبي (ص) والتي بلغت خمساً وعشرين سنة، خمس عشرة سنة منها قبل البعثة والعشر الأخرى بعد البعثة[30] هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ سن خديجة حين وفاتها كان 63 سنة أو 50 كما رجح ذلك البيهقي، حينئذ يتردد سن خديجة وفقا للقولين بين الأربعين والخامسة والعشرين. فإذا ذهبنا إلى ما رجّحه البيهقي وأنها توفيت في الخمسين من العمر يكون عمرها حين الزواج 25 سنة، وهذا ما رجحّه بعض الباحثين.[31] إلا أنّ المشكلة التي تواجه هذا الاحتمال هي خلو المصادر المعتبرة منه. من هنا من الصعب الجزم به. لكن يمكن الاستناد إلى قرينة أخرى وهي وفاة القاسم بن الرسول (ص) فإنه لما توفي بعد البعثة[32] كشف ذلك عن كون ولادته كانت وعمر خديجة (عليها السلام) 55 سنة وهذا أمر بعيد جداً، فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذهب إليه بعض أعلام الشيعة من أنّ النّبي تزوجها (س) وهي باكر[33] من جهة ومن المستبعد أنّ امراة كخديجة عليه السلام تبقى بلا زواج إلى سن الأربعين، فمن ضم هذه القرائن نخرج بنتيجة مؤداها أنّ عمرها عند زواجها مردد بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين.[34]
    والجدير بالذكر هنا أنّ المعيار في الزواج الصحيح هو وحدة الفكر والهدف وسمو الأخلاق والعلاقات الزوجية الحميمة، لا العمر فإنّه يأتي بدرجة لاحقة لما مر، ولاريب أنّ هذا الزواج المقدس كان الغرض منه أمراً مقدسا وكانت المثل الإلهية العليا هي التي تدفع لتحقيق ذلك الزواج، يقول ابن اسحاق: لما بلغ خديجة عن رسول الله (ص) ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى الشام و تعطيه أفضل ما تعطى غيره من التجار. مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله (ص) فخرج بذلك المال ثم أقبل قافلا إلى مكة و معه ميسرة، فكان ميسرة يحدثها عما شاهده من كرامات النبي (ص) وأخلاقه في تلك الرحلة، وكانت خديجة (عليها السلام) امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله (ص) وعرضت عليه الزواج.[35]‏‏ وقال ابن سيد الناس: إن خديجة (عليها السلام) لما رأت من كرامات الرسول (ص) قالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك، ووسطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك‏.[36] وقد أشار إلى هذه المثل العليا التي جرّت إلى الزواج المبارك ابن الاثير في أسد الغابة.[37]

    أبناؤها
    نقل ابن كثير عن ابن إسحاق وابن هشام أسماء سبعة من أولاده من خديجة (عليها السلام) وأنّ جميع ولده (ص) هم من خديجة إلا إبراهيم.[38]
    ونقل عن يونس بن بكير أسماء ستة من أبناء خديجة،[39] وذكر الزبير بن بكار أنه ولد له (ص) الطيب وفاطمة بعد البعثة.[40] وقد أكدت سائر المصادر التأريخية أنّه لم ينجب له (ص) إلا من خديجة ومن مارية ولده إبراهيم.[41]
    ولعل اختلاف كلمة المؤرخين في عدد الأولاد يرجع إلى الخلط بين أسمائهم وألقابهم، ومن هنا قيل أن خديجة أنجبت ستة أولاد: اثنين من الذكور وأربعة من الإناث هما القاسم وعبد الله (والطيب والطاهر من ألقاب عبد الله) ومن الإناث زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (عليها السلام).[42]
    ویرى السيد جعفر مرتضى الباحث في التاریخ الإسلامي أن فاطمة هي البنت الوحيدة لخديجة، حيث أنّه كانت لخديجة (ع) أخت اسمها هالة، تزوجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثم خلف عليها- أي على هالة الأولى- رجل تميمي يقال له: أبو هند، فأولدها ولدا اسمه هند، وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى؟ فضمتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوجت بالرسول (ص) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (ص)، وكان العرب يزعمون: أن الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه (ص)، مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أخت خديجة (عليها السلام).[43]

    فضائلها وسماتها
    أجمعت المصادر التأريخية على التسليم بكونها (عليها السلام) أول الناس إسلاما بين النساء[44] بل هناك من ادعى الإجماع على ذلك.[45] وقد أكد ابن عبد البر هذه الحقيقة بقوله: أوّل من آمن بالنبي (ص) بعد خديجة علي بن أبي طالب عليه السلام.[46] وهكذا سائر المصادر التي تعرض للحديث عن السابقين إلى الإسلام.[47] وكذلك المصادر التي أكدت على كونها وأمير المؤمنين عليه السلام أوّل من صلى مع النبي (ص).[48]
    روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله (ص) يقول: سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول اللّه (ص)، وخديجة وآسية.[49] وهن أفضل النساء[50] وقد لقبت بالطاهرة والزكية والمرضية والصديقة وسيدة نساء قريش[51] وخير النساء[52] والشريفة في قومها،[53]

    مكانتها عند النبي
    حظيت السيدة خديجة (عليها السلام) من بين زوجات النبي (ص) بمكانة خاصة ومنزلة رفيعة لديه (ص) وقد أكّدت الوثائق التأريخية هذه الحقيقة، بل بقي (ص) طيلة حياته يذكرها بخير ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف وكان يثني عليها ولايرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفعية، فعن عائشة قالت: كان رسول الله (ص) إذا ذكر خديجة (عليها السلام) لم يسأم من ثناء عليها والإستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوّضك الله من كبيرة السنّ، قالت: فرأيت رسول الله (ص) غضب غضباً شديداً، ثم قال: والله لقد آمنت بي إذ كفر النّاس، وآوتني إذ رفضني النّاس وصدقتني إذ كذبني النّاس، ورزقت منّي حيث حرمتموه.[54]
    لقد كانت خديجة شريكة النبيِّ (ص) في كلّ آلامه وآماله، والمسلّية له بما أصابه من أذىِ، بل كانت المعينة له على مكاره قريش؛ ومن هنا لم يتزوج (ص) في حياتها غيرها.[55] بل وصفت بعض الوثائق تلك العلاقة الحميمة بين الرسول (ص) وبينها بالقول: وكانت خديجة (عليها السلام) له (ص) وزير صدق بنفسها ومالها (رضى الله عنها وأرضاها).[56]

    دورها في نجاح الدعوة الاسلامية
    مزجت السيدة خديجة (عليها السلام) بين الإيمان والعمل فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان"[57] ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات الذكر الحكيم بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.
    وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها الله تعالى عليه (ص): ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾[58] وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».[59] وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في شعب أبي طالب وعند المحاصرة مال خديجة (عليها السلام) ومال أبي طالب حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب و خديجة جميع مالهما»[60] ومن الشواهد على ذلك أن أبا جهل بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي حكيم بن حزام بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله (ص) ، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.[61]
    لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم محمد بن عبد الله (ص).[62] وكان الرسول (ص) لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.[63]
    لقد عاضدت السيدة خديجة (عليها السلام) رسول الإنسانية في حركته منذ الساعات الأولى للبعثة وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الأعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب الطاهرة والصديقة وسيدة نساء قريش وخير النساء وأمّ المؤمنين، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة.[بحاجة لمصدر]

    وفاتها
    ذكرت المصادر أن السيدة خديجة توفيت في السنة العاشرة للبعثة وقبل الهجرة من مكة إلى المدينة بثلاث سنين.[64] عن عمر – حسب أكثر المصادر- ناهز الخامسة والستين.[65] وقال ابن عبد البر: إنها ماتت وعمرها 64 سنة وستة أشهر.[66] وبعضهم قال: إنها توفيّت بعد أبي طالب بعدّة شهور.[67] وعن ابن سعد أنها توفيت بعد أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما.[68] وقال ابن سعد نفسه وغيره من الباحثين: إنها توفيت في شهر رمضان من السنة العاشرة.[69] فنزل (ص) عند دفنها في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، في مقبرة المعلى من جبل الحجون، و كان قد كفنها برداء له ثم برداء من الجنة.[70]
    و مدفنها الآن في مقبرة بني هاشم في مكة المكرمة.

    الهوامش
    ------------------------------------------------------------------------------
    1.ابن الجوزي، المنتظم، ج 3، ص 18.
    2.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 6، ص 78.
    3.ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ، ص 13.
    4.الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 281.
    5.السيلاوي، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة، صص 23 - 25.
    6.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.
    7.ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.
    8.البلاذري، أنساب الأشراف ، ج 1، ص 98.
    9.البلاذري، أنساب الاشراف ، ج 15، ص 65.
    10.ابن حبيب، المنمّق، ص 247.
    11.ابن حبيب، المحبّر، ص 452.
    12.ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ، ج 1، ص 159.
    13.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 641.
    14.العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 209.
    15.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج‏ 1، ص 25.
    16.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.
    17.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.
    18.المسعودي، مروج‏ الذهب، ج ‏2، ص 282.
    19.الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏ 3، ص 267.
    20.ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.
    21.ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.
    22.ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 639؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ،ص 174؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98 وج 9، ص459؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 280.
    23.المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 287.
    24.البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.
    25.البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 98.
    26.العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2، ص 200؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 264.
    27.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 1، ص 265.
    28.ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 2، ص 275؛ النووي، تهذيب الأسماء، ج 2، ص 342.
    29.البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.
    30.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 72.
    31.البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 201 - 202.
    32.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.
    33.ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 159.
    34.العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 202.
    35.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.
    36.ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.
    37.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23.
    38.ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.
    39.ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.
    40.ابن بكار، المنتخب من كتاب أزواج النبي (ص)، ص 29.
    41.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 306.
    42.الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 302.
    43.العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 212.
    44.ابن خلدون، تاريخ‏ ابن‏ خلدون، ج ‏2، ص 410؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏3، ص 23؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.
    45.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 6، ص 78.
    46.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.
    47.المقريزي، امتاع الأسماء، ج 9، ص 88.
    48.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة ،ج‏ 6، ص 78؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1089.
    49.ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 2، ص 129.
    50.المقريزي، امتاع‏ الأسماع، ج ‏15، ص 60.؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج ‏1، ص 346.
    51.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 15.؛ البيهقي، دلائل النبوة، مقدمة الكتاب، ص 16.
    52.ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏6، ص 83.
    53.المجلسي، بحار الأنوار، ج 100، ص 189.
    54.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1824.
    55.ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 46.
    56.ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 61؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏1، ص 26.
    57.الكليني، الكافي، ج 2، ص 27.
    58.الضحى: 8.
    59.المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 63.
    60.المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 16.
    61.ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 354.
    62.المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 320.
    63.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏4، ص 1817.
    64.المسعودي، مروج‏ الذهب، ج 2، ص 282؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 14.
    65.الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493.
    66.ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1818.
    67.الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151.
    68.ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏ 1، ص 96.
    69.ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج 8 ، ص 14.
    70.السيلاوي، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة، ص 377.

    المصادر والمراجع
    القرآن الكريم.
    ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دارالفكر، 1409 هـ/ 1989 م.
    ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دارالكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
    ابن العمراني، محمد بن علي، الأنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق: قاسم السامرائي، القاهرة، دار الآفاق العربية، ط 1، 1421 هـ/ 2001 م.
    ابن بكار، الزبير بن بكار، المنتخب من كتاب أزواج النبي (ص)، المحقق: سكينة الشهابي، بيروت، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1403 هـ.
    ابن حبيب، محمد بن أمية، المحبّر، تحقيق: ايليزه ليختن شيتر، بيروت، دار الآفاق الجديد، د.ت.
    ابن حبيب، محمد بن أمية، المنمّق فى أخبار قريش، تحقيق: خورشيد أحمد فاروق، بيروت، عالم الكتب، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م.
    ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة فى تمييز الصحابة، تحقيق: عادل احمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دارالكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1995 م.
    ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون (ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر)، المحقق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، ط 2، 1408 هـ / 1988 م.
    ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
    ابن سيد الناس، محمد بن محمد، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تعليق: إبراهيم محمد رمضان، بيروت، دار القلم، ط 1، 1414 هـ/ 1993 م.
    ابن شهرآشوب، محمد بن علي، ‏مناقب آل أبي طالب(ع)، قم، الناشر: علامه، ط 1، 1379 هـ.‏
    ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
    ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
    ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، دمشق - سوريا، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، ط 1، 1402 هـ/ 1984م
    ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مصر، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، ط 2، 1375 هـ / 1955 م.
    البلاذري، أحمد بن يحيى، جمل من انساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1 ، 1417 هـ/ 1996 م.
    البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، المحقق: د. عبد المعطي قلعجي، بيروت، الناشر: دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط 1، 1408 هـ/ 1988 م
    الديار بكري، حسين بن محمد، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، بيروت، الناشر: دار صادر، د.ت.
    الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت، دارالعلم للملايين، ط 2 ، 1989 م.
    السيلاوي، غالب، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة خديجة بنت خويلد، د.م، الناشر: محلاتي، ط 2، 1424 هـ.
    الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
    العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، قم، دار الحديث للطباعة والنشر، ط 2، 1428 هـ/ 2007 م.
    الفسوي، يعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ، تحقيق: أكرم ضياء العمري، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1401 هـ/ 1981 م.
    الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق وتصحيح: علي أكبر الغفاري، طهران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
    المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، ‏بحار الأنوار، تحقيق: مجموعة من المحققين، بيروت، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.‏
    المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
    المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دارالكتب العلمية، ط 1 ، 1420 هـ/ 1999 م.
    النووي، يحيى بن شرف، تهذيب الأسماء واللغات، بيروت، دار الكتب العلمية، د.ت.

  • 1

     

    رويت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة في مناقب السيّدة خديجة عليها السلام، نسلّط الضوء على بعضاً منها:
    1. يا خديجة إنّ الله عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا(1).
    2. والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس(2).
    3. خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله(3).
    4. خير نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون)(4).
    5. خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله(5).
    6. أحببتها من أعماق فؤادي(6).
    7. أحبّ من يحبّ خديجة(7).
    8. لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً(8).
    9. لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين(9).
    10. وقال صلى الله عليه وآله يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ(10).
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    1. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 18، ص 243 – الأربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 72.
    2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 82 – ابن حجر، الإصابة، ج 4، ص 275.
    3. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5 ، ص 537.
    4. ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2 ، ص 720.
    5. الحاكم، مستدرك الصحيحين، ج 2، ص 720.
    6. البحراني، العوالم، ج 11، ص 32.
    7. محلاتي، رياحين الشريعة، ج 2، ص 206.
    8. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 80.
    9. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 37، ص 63.
    10. القاضي نعمان، شرح الأخبار، ج 3، ص 20.

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page