قصة تبليغ سورة براءة في السنة التاسعة للهجرة من القصص المشهورة ، والمنقولة في كتب السير والحديث ، نوردها كما أخرجها أحمد بن حنبل في مسنده من حديث أبي بكر : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة : « لا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف في البيت عريان ، ولا يدخل في الجنة إلاّ نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله ٦ مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ، ورسوله » قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال النبي لعلي : « إلحقه ، فردَّ عليَّ أبا بكر ، وبلّغها أنت » قال : ففعل.
فبينا أبو بكر في بعض الطريق؛ إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القصوى فخرج أبو بكر فزعاً فظنّ أنّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا هو عليّ عليهالسلام ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخذها منه وسار ، ورجع أبو بكر فلمّا قدم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بكى ، وقال : يا رسول الله ، أحَدَثَ فيَّ شيء؟ قال : « لا ولكن اُمرتُ أن لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي » (1) وفي بعض رواياتها : « لا يبلّغ عني إلاّ أنا أو رجل مني » (2) ولهذه القصة دلالة كبيرة نأتي عليها في محلّها.
**************
1) مسند أحمد ١ : ٣ ، ٣٣١ و٣ : ٢١٢ ، ٢٨٣ و ٤ : ١٦٤ ، ١٦٥.
2) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٩ ، الخصائص للنسائي : ٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٧٦ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٧٠ ، تفسير الطبري ١٠ : ٤٦.
٤ ـ عليٌّ يبلّغ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
- الزيارات: 910