• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معركة اُحد


لقد حقق المسلمون في معركة بدر نصرا ً عسكريّا ً و عقائديّا ً وإعلاميّا ً واسعا ً، وطمست قريش بالذلّ والمهانة، ممّا أدّى إلى تفاعل حقدهم وكيدهم، فلم يكن لهم غير التفكير بالحرب، وإعادة الحملة على النبيّ محمّد (ص) وأصحابه؛ كي يحقـّقوا نصرا ً عسكريا ً يعيد لهم المعنويات المنهزمة، ويغيّر الآثار النفسيّة التي خلّفتها معركة بدر. فجمّعوا جموعهم، ودقّت طبول الحرب، ووضعوا خطّة للهجوم على المدينة، فكتب العبّاس بن عبد المطـّلب عمّ النبيّ (ص) يخبره بخطّتهم وقرارهم، لكي يأخذ حذره ويعدّ العدّة للمواجهة.

وجريا ً على عادته، فقد شاور الرسول (ص) أصحابه في الأمر وأخبرهم بخطّة قريش، فاتـّفق الجميع على صدّ العدوان ومقاتلة المشركين. واستمرّت المشاورة في كيفيّة المواجهة وطريقة المنازلة.

وكان من رأيه (ص) أن لا يخرج المسلمون من المدينة، بل يُدخلوا العدو إلى داخلها فيتشتـّت جمعه وقواه في شوارع المدينة وأزقـّتها، ويضرب المعتدون من كلّ مكان، ويشترك في المعركة الرجل والمرأة والشيوخ والصبية؛ إذ أنّ حرب المدن في هذه المعركة أفضل للمسلمين من حرب الصحراء المكشوفة لتفوّق العدو في العدد والعدّة. وقَبـِل هذا الرأي عدد من أصحاب النبيّ (ص) ولكن عارضه أكثرهم، وقالوا: نخرج إليهم خارج المدينة ونقاتلهم هناك ولم يُلزم الرسول أصحابه برأيه، وقد غاب عنهم قدرته على تشخيص المصلحة، وحكمته في التقدير والتدبير. وما أدركوا ذلك إلاّ بعدما استعدّ الرسول (ص) للخروج والمنازلة، فطلبوا منه البقاء فرفض (ص) وقال: «لا ينبغي لنبيّ أن يلبس لامتهُ فيضعها حتـّى يقاتل»[1].

فسار الرسول (ص) بجحافل الجهاد يحثـّها إيمانُها على مواجهة الشرك والطغيان، عبدة الأوثان، غير أنّ حركة النفاق بقيادة عبد الله بن أ ُبي بن سلول انسحبت وسط الطريق لكي تحدث هزيمة في نفوس المسلمين، وكان عددهم ثلاثمائة منافق، ولكن واصل الرسول (ص) مسيرة الجهاد والعزم على منازلة العدو بسبعمائة مقاتل، وقد أضحى عددهم أقلّ من ربع قوّات العدو.

والتقى الفريقان عند جبل اُحد، ورسم الرسول (ص) خطّة المعركة، وحدّد مواضع جيشه، حيث وضع الرماة عد رأس الشعب، وكانوا خمسين مقاتلا ً، وأمرهم أن لا يتركوا مواقعهم أبدا ً لكي يغطّوا المسلمين بحماية من خلفهم، ويمطروا المشركين بوابل سهامهم، ولئلاّ تفتح ثغرة يتسلسل منها العدو. وبدأت المعركة، وكان النصر حليف المسلمين، وانهزم العدوّ، وحازوا مغانم كثيرة، فاستهوت الغنائم النفوس، فترك الرماة مواضعهم، واندفعوا نحو الغنائم، ولم يبق إلاّ قائدهم ومعه جماعة قليلة، فالتفّ خالد بن الوليد على المسلمين من خلفهم ممّا تسبب بارتباك الجيش الإسلامي وانهزامه. ولم يبق مع الرسول (ص) غير قليل من الصحابة مثل حمزة بن عبد المطـّلب ومصعب بن عمير وعليّ بن أبي طالب الذي كان يذبّ عن الرسول (ص) بكلّ ما لديه، وما ا ُوتي من قوّة. وكانت الهزيمة كبيرة، والخسارة فادحة؛ إذ خسر المسلمون حمزة بن عبد المطـّلب ومصعب بن عمير. هذا وقد مثــّلت هند – زوجة أبي سفيان – بحمزة، إذ شقـّت بطنه وقطعت أنفه وأذنيه، بل وتناولت كبده ولاكتها بأسنانها إنتقاما ً وتشفـّيا ً.



[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير 2: 150


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page