• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السادس والتسعون : الانوار الالهية

(1) روى العلامة الشيخ سليمان القندوزي البلخي في ينابيع المودة(1) قال :وفي المناقب باسناده عن جعفر الصادق عن ابيه عن جدّه علي بن الحسين (عليهما السلام)قال :
حَدّثنا عمي الحسن (عليه السلام) قال : سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :
خُلِقتُ من نور الله عَزّوجَلّ وخُلِقَ أهل بيتي من نوري وخُلِقَ مُحبيّهم من نورهم ، وسائر الناس في النار(2).
(2) روى العلامة المجلسي (رحمه الله) في مرآة العقول عن معاني الأخبار للشيخ الصدوق باسناده الى أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) ومعي رجل من اصحابنا فقلت له : جُعِلتُ فداك يا ابن رسول الله اني لأغتَمُّ وأحزن من غير أن أعرف لذلك سبباً .
فقال : اِن ذلك الحُزن والفَرح يَصِلُ اليكم منا لأنا اذا دخل علينا حُزن أو سرور كان ذلك داخلا عليكم لأنا واياكم من نور الله تعالى الحديث(3).
(3) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : لَما خلق الله تعالى ابراهيم الخليل (عليه السلام) كشف الله تعالى عن بصره فنظر الى جانب العرش فرأى نوراً فقال : الهي وسيدي ما هذا النور ؟ قال : يا ابراهيم هذا محمد صَفيّي قال : اِلهي وسيّدي أرى الى جانبه نوراً آخر فقال : يا ابراهيم هذا علي ناصر ديني فقال : اِلهي وسيّدي أرى الى جانبهما نوراً ثالثاً ، قال : يا ابراهيم هذه فاطمة تلي أباها وبعلها فطمت محبيها من النار قال : الهي وسيّدي نوران يليان الثلاثة أنوار ؟ قال : يا ابراهيم هذا الحسن والحسين يليان أباهما وجدّهما وأمهما فقال : الهي وسيّدي أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الانوار ؟ فقال : يا ابراهيم هؤلاء الأئمة من ولدهم فقال : الهي وسيّدي فبمن يعرفون ؟ قال : يا ابراهيم أوّلهم علي بن الحسين ومحمد ولد علي وجعفر ولد محمد وموسى ولد جعفر وعلي ولد موسى ومحمد ولد علي وعلي ولد محمد والحسن ولد علي و م ح م د ولد الحسن القآئم المهدي (عليهم السلام) .
قال : الهي وسيّدي أرى عدة أنوار حولهما لا يُحصي عدّتهم الا انت ؟ قال : يا ابراهيم هؤلاء شيعتهم ومحبوهم .
قال : اِلهي وبما يعرفون شيعتهم ومحبيهم ؟ قال : بصلاة الأحدى والخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع وسجدة الشكر والتختم باليمين .
قال ابراهيم : اللهم أجعلني من شيعتهم ومحبيهم قال : قد جعلتك ، فأنزل الله فيه : (وان من شيعته لأبراهيم  اذ جاء ربَّه بقلب سليم) .
قال المفضل بن عمر : ان أبا حنيفة لَما أحَسَّ بالموت روى هذا الخبر وسجَدَ فقُبِضَ في سجدته(4).
(4) روى العلامة المحدث الشيخ عباس القمي أعلا الله مقامه في سفينة البحار عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :
اِن الله تعالى خَلقني وخَلَقَ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام)من نور فعَصَر ذلك النور عَصَرةً فخرَجَ منه شيعتنا ، فسَبَّحنا وسَبَّحوا وقَدَّسنا فقَدَّسوا وهَلَّلنا فهَلَّلوّا ، ومَجَّدنا فمَجَّدوا ، ووحَّدنا فوَحَّدوا(5).
(5) روى ثقة الأسلام محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) في أصول الكافي عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : والله يا أبا خالد لنور الأمام في قلوب المؤمنين أنوَر من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله يُنَورِّون قلوب المؤمنين ، ويَحجُب الله عَزّوجَلّ نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد لا يُحبّنا عَبدٌ ولا يتولاّنا حتى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلب عبد حتى يُسَلِّم لنا ويكون سِلماً لنا ، فاذا كان سِلماً لنا سَلّمَهُ الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر(6).
(6) روي في جامع الأخبار وكشف الغمة عن الصدوق (رحمه الله) باسانيده عن جابر بن عبدالله الأنصاري (ره) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : اِن الله تعالى خَلقَنَي وخَلَقَ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام)من نور ، فعَصَر ذلك النور عَصَرةً فخرَجَ منه شيعتنا فسَبَّحنا فسَبَّحوا ، وقَدَّسنا فقَدَّسوا وهَلَّلنا فهَلَّلوّا ، ومَجَّدنا فمَجَّدوا ، ووحَّدنا فوَحَّدوا ثم خلق الله السموات والأرضين وخلق الملائكة فمكَثَت الملائكة مائة عام لا تَعِرفُ تسبيحاً ولا تقديساً ولا تمجيداً ، فسَبَّحنا فسَبَّحت شيعتنا وسَبَّحَت الملائكة لتسبيحنا وقدّسنا فقدّست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا ، ومجَّدنا فمَجّدت شيعتنا فمَجّدت الملائكة لتمجيدنا ، ووَحّدنا فوَحّدت شيعتنا فوَحّدت الملائكة لتوحيدنا ، وكانت الملائكة لا تَعِرفُ تَسبيحاً ولا تقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا ، فنحن الموحِّدون حين لا موحّد غيرنا ، وحَقيقٌ على الله تعالى كما اختَصنا وأختصَّ شيعتنا ان يُنزلنا أعلا عِلِّيّين ان الله سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل ان نكون أجساماً فدَعانا وأجبناه فغَفَر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله(7).
أخو أحمد المختار صفوة هاشم                        أبو السادة الغر الميامين مؤتَمَن
وَصيّ امام المرسلين محمد                            علي أمير المؤمنين أبو الحَسَن
هُما ظهرا شخصين والروح واحدٌ                      بنص حديث النفس والنور فاعلمَنْ
هو الوزر المأمُول في كل خطة                        وان تُنجي الهلكى ولايته فمَنْ
عليهم صلاة الله ما لاح كوكبٌ                           وما هَبَّ ممراض النسيم على فَنَنْ(8)
(7) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار باسانيده عن ابن عباس انه قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
اتقوا فراسة المؤمن فاِنه ينظر بنور الله ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين كيف ينظر بنور الله عَزّوجَلّ ؟ قال (عليه السلام) : لأنا خُلقنا من نور الله وخُلِقَ شيعتنا من شعاع نورنا فهم أصفياء أبرار أطهار متوسَّمون نورهم يُضيء على مَن سواهم كالبدر في الليلة الظلماء(9).
(8) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار بأسانيده عن المفضل بن عمر قال : وسأل المفضل الصادق (عليه السلام) : ما كنتم قبل ان يخلق الله السموات والأرض ؟
قال (عليه السلام) : كنا أنواراً حوَل العرش نسبِّح الله ونقدّسه حتى خَلَقَ الله سبحانه الملائكة فقال لهم : سَبِّحوا فقالوا : يا ربَّنا لا علم لنا ، فقال لنا : سَبِّحُوا ، فسَبَّحنا فسَبَّحَت الملائكة بتسبيحنا ، اَلا اِنا خُلِقنا من نور الله ، وخُلِقَ شيعتنا من ذلك النور ، فاذا كان يوم القيامة التَحَقَت السفلى بالعليا ، ثم قرن (عليه السلام) بين اصبعيه السبابة والوسطى وقال : كهاتين  ثم قال : يا مفضل أتدري لم سُمِّيت الشيعة شيعة ؟ يا مفضل شيعتنا منا ونَحنُ من شيعتنا أما ترى هذه الشمس أين تبدو ؟ قلت : نعم من مشرق وقال : الى أين تعود ؟ قلت : الى مغرب قال (عليه السلام) : هكذا شيعتنا منا بدأوا والينا يعودون(10).
(9) وروى الحافظ رجب البرسي رحمه الله في مشارق الأنوار من كتاب الواحدة وباسناده عن الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال : ان الله سبحانه تفرَّد في وَحدانيِّته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ، ثم خلق من ذلك النور محمداً وعليّاً وعترته (عليهم السلام) ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً وأسكنها في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلمته احتجَبَ بنا عن خلقه ، فما زلنا في ظلّ عرشه خضراء مسبحين نسبحه ونقدِّسه حَيثُ لا شمس ولا قمرَ ولا عين تطرف  ثم خَلَق شيعتنا ، وأنما سُمُّوا شيعة لأنهم خُلِقوا من شعاع نورنا(11).
(10) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار قال : ويؤيد ذلك ما رواه جابر بن عبدالله في تفسير قوله تعالى : (كُنتم خيرَ أمّة أخُرِجَت للناس تأمرون بالمعروف)(12) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أوّل ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره وأشتَقّهُ من جلال عظمته ، فأقبَلَ يطوف بالقدرة حتى وصل الى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ثم سجد لله تعظيماً ، ففتق منه نور علي (عليه السلام) فكان نوري محيطاً بالعظمة ونور علي محيطاً بالقدرة ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الأبصار والعقل والمعرفة وأبصار العباد وأسماعهم وقلوبهم من نوري ونوري مُشتق من نوره .
فنَحنُ الأَوّلون ، ونحن الآخرون ، ونحن السابقون ، ونحن المسبِّحون ، ونحن الشافعون ، ونحن كلمة الله ، ونحن خاصة الله ، ونحن أحباء الله ، ونحن وجه الله ، ونحن جنب الله ، ونحن يمين الله ، ونحن أمناء الله ، ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله ، ونحن معدن التنزيل ومعنى التأويل ، وفي أبياتنا هبط جبرئيل ، ونحن محالّ قدس الله ، ونحن مصابيح الحكمة ، ونحن مفاتيح الرحمة ، ونحن ينابيع النعمة ، ونَحنُ شرف الأمة ، ونحن سادة الائمة ، ونحن نواميس العصر وأحبار الدهر ، ونحن سادة العباد ، ونحن ساسة البلاد ، ونحن الكفاة والولاة والحماة والسُقاة والرعُاة وطريق النجاة ، ونحن السبيل والسلسبيل ، ونحن النهج القويم والطريق المستقيم .
مَن آمَن بنا آمن بالله ، ومَن ردّ علينا ردّ على الله ، ومَن شَك فينا شَك في الله ، ومَن عرفنا عرف الله ، ومن تولى عنا تولى عن الله ، ومَن أطاعنا أطاع الله ، ونحن الوسيلة الى الله والصلة الى رضوان الله ، ولنا العصمة والخلافة والهداية وفينا النبوة والولاية والأمامة ، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة وشَجرة العصمة ، ونحن كلمة التقوى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجا(13) والحديث منقول عن رياض الجنان (مخطوط) .
(11) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال : نحن شجَرة النبوة ومعدن الرسالة ، ونحن عهد الله ، ونحن ذمة الله ، لم نَزَل أنواراً حول العرش نُسبِّح فيُسَبِّح أهل السمآء لتسبيحنا ، فلما نزلنا الى الأرض سَبَّحنا فسَبَّح أهل الأرض ، فكلُّ علم خرج الى أهل السموات والأرض فمِنّا وعَنّا ، وكان في قضاء الله السابق ان لا يُدخل النار مُحبّ لنا ، ولا يدخل الجنة مبغض لنا ، لأن الله يسأل العباد يوم القيامة عما عهد اليهم ولا يَسألهم عما قضى عليهم(14).
(12) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار(15) قال : وروى أحمد بن حنبل بأسانيده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال : كنتُ أنا وعلي نوراً بين يدي الرحمان قبل ان يخلق عرشه بأربعة عشر الف عام(16).
(13) روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه باسناده عن معاوية الدهني قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : جُعِلتُ فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره ؟
قال : وما هو ؟ قلت : اِن المؤمن ينظر بنور الله .
فقال (عليه السلام) : يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصنعهم من رحمته واتخذ ميثاقهم لنا في الولاية على معرفته يوم عَرَّفهم نفسه ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه  أبوه النور وأمه الرحمة ، اِنما ينظر بذلك النور الذي خُلِق منه(17).
(14) روى سبط ابن الجوزي باسناده عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي(عليهم السلام) عن آبائه عن الحسين(عليه السلام) قال : خطب أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) يوماً بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال بعد حمد الله : لَمّا أراد الله ان يُنشيء المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلايق في صورة قبل دحو الأرض ورفع السموات ثم أَفاض نوراً من نور عِزِّه فلمع قبساً من ضيائه وسطَعَ ، ثم أجتمع في تلك الصورة وفيها هيئة نبيّنا (صلى الله عليه وآله) ، فقال له تعالى : انتَ المختار وعندك مستودع الأنوار وانت المصطفى المُنتَخَب الرضاء المُنتَجَب المرتضى من أجلك أضَعُ البَطحاء وأرفعُ السماء وأجري الماء واجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ، وانصب أهل بيتك عَلماً للهداية وأودع أسرارَهُم من سرِّي بحيث لا يَشكُل عليهم دقيق ولا يغيب عنهم خفي  وأجعلهم حُجتي على بَريِّتي ، والمنبِّهين على قدَري ، والمُطلّعين على أسرار خزائني (وفي نسخة : وأسكن قلوبهم أنوار عزتي  وأُطلِعَهُم على معادن جَواهر خزائني) .
ثم أخَذَ الحَقّ سبحانه عليهم الشهادة بالربوبية والأقرار بالوحدانية وان الأمامة فيهم والنور معهم ، ثم ان الله أخفى الخليفة في غيبه ، وغَيّبها في مَكنون علمه ، ونصبَ العوالم وموّج الماء وأثار الزبد وأهاج الدخان فطَفا عرشه على الماء  ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتَدَعها ، وانواع اختَرعَها .
ثم خلق الله الأرض وما فيها ، ثم قَرَن بتوحيده نبوّة نبيّه محمد وصفيه فشهدت السموات والأرض والملائكة والعرش والكرسي والشمس والقَمر والنجوم وما في الأرض ، له بالنبوة .
فلَمَا خلق آدم أبان للملائكة فَضله وأرَاهُم ما خَصّهُ به من سابق العلم ، فجَعَلهُ محراباً وقبلة لهم فسَجَدوا له وعرفَوا حَقّهُ ثم بيّنَ لآدم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك السِرِّ ، فلما حانَتْ أيامُه أوْدَعَهُ شيئاً ، ولم يزل ينتقل من الأصَلاب الفاخرة الى الأرحام الطاهرة ، الى أن وصل الى عبدالمطلب ثم الى عبدالله ثم الى نبيِّه (صلى الله عليه وآله) ، فدَعا الناس ظاهراً وباطناً ، ونَدَبهُم سِرّاً وعلانية ، واستدعى الفهوم الى القيام بحقوق ذلك السِرِّ اللطيف ، ونَدبَ العقول الى الأجابة لذلك المعنى المودع في الذَرِّ قبل النَسل ، فمَنْ وافَقَهُ قَبَسٌ من لمحات ذلك النور ، واهتدى الى السِرِّ ، وانتهى الى العهد المودع في باطن الأمر ، وغامض العلم ومَن غمَرتهُ الغفلة وشَغَلتَهُ المحنة استَحقَّ البُعد ، غشا بصرهُ وقلبهُ عن ادراكه  ثم لم يَزل ذلك النور ينتقل فينا ، ويتشَعْشَع في غرايزنا ، فنحن أنوار السموات والأرض وسفن النجاة وفينا مكنون العلم ، والينا مصير الأمور ، وبمهديّنا تقطع الحجج ، فهو خاتم الأئمة ، ومُنقِذ الأمة ، ومُنتَهى النور وغامض السِرِّ ، فليتهنّ من استمسك بعروتنا وحُشِرَ على محبتنا(18).
(15) روى العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص قال : قال أحمد في الفضائل : حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن خالد ابن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كنتُ أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يُخلَق آدم بأربعة آلاف عام ، فلما خَلَق آدم قسم ذلك النور جُزئين : فَجزءٌ أنا وجزءٌ علي .
وفي رواية : خُلِقتُ أنا وعلي من نور واحد.
وقال ابن الجوزي : فان قيل : فقد ضَعّفوا هذا الحديث.
فالجواب : ان الحديث الذي ضَعّفوه غير هذه الألفاظ وغير هذا الأسناد  أما اللفظ : خُلِقْتُ أنا وهرون بن عمران ويَحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة .
وفي رواية : خُلِقْتُ أنا وعلي من نور وكُنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام فجَعَلنا نتقلب في أصلاب الرجال الى عبدالمطلب .
وأما الأسناد فقالوا في اسناده : محمد بن خلف المروزي وكان مُغَفّلا وفيه أيضاً : جَعفر بن أحمد بن بَيان وكان شيعياً !! .
والحديث الذي رويناه يخالف هذا اللفظ والأسناد رجالهُ ثقات فاِن قيل : فعبد الرزاق كان يَتَشيع وكأن التشيّع والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ذنبٌ عليهم ، قلنا : هو أكبر شيوخ أحمد بن حنبل ، ومَشى الى صَنعاء من بغداد حتى سمع منه وقال : ما رأيت مثل عبدالرزاق ، ولو كان فيه بدعة لما روى عنه وما زال الى أن مات يروي عنه ومعظم الأحاديث التي في المسند رواها من طريقه ، وقد أخرج عنه أيضاً في الصحيح(19).
(16) روى العلامة الخزّاز القمي الرازي رحمه الله باسناده بعدة طرق عن أنَس بن مالك قال : كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي (صلى الله عليه وآله) ، ودخل الحسَن والحسين (عليهما السلام) فقَبّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبَّل أيديهما ثم رجع فقعد معنا ، فقلنا له سِرّاً : رأيتَ رجلا شيخاً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم الى صَبيّين من بني هاشم فيَنكَبُّ عليهما ويقبِّل أيديهما ؟
فقال : نعم ، لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفَعلتم بهما أكثر مما فعلت .
قلنا : وماذا سمعت يا أباذر ؟ قال : سَمِعتُه يقول لعلي ولهما : يا علي والله لو ان رجلا صَلّى وصام حتى يصير كالشن البالي اذاً ما نفع صَلاته وصَومه اِلا بحبكم والبرآءة من أعدائكم يا علي مَنْ تَوسَّلَ الى الله عَزّوجَلّ بحُبِّكم فحَقّ على الله ان لا يردّه خائباً يا علي من أحَبكم وتَمسَّكَ بكم فقد تمسَّكَ بالعُروةِ الوُثقى .
قال : ثم قام أبو ذر وخرج وتَقدّمنا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلنا : يا رسُول الله أخبَرنا أبو ذر عنكَ بكيت وكيت !
قال : صَدَقَ أبو ذر ، صَدَق والله ، ما أقَلَّتِ الغَبراء ولا أظَلَّتِ الخضراء على ذي لهجة أصْدَقُ من أبي ذر .
قال : ثم قال (عليه السلام) : خَلقني الله تبارك وتعالى وأهلَ بيتي من نور واحد قبل أن يخلُق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نقلنا الى صُلب آدم ، ثم نَقَلَنا من صُلبهِ في أَصلاب الطاهرين الى أرحامِ الطاهرات  فقلت : يا رسول الله فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم ؟ قال : كنا أشباحاً من نور تحت العرش نسبِّح الله تعالى ونُمجِّده ،
ثم قال (عليه السلام) : لَما عرج بي الى السَماء وبلغتُ سدرة المنتهى وَدّعني جبرئيل(عليه السلام) فقلت : حبيبي جبرئيل أفي مثل هذا المقام تفارقني فقال : يا محمد اني لا أجوز هذا الموضع فتَحترق أجنحتي ثم زّج بي في النور ما شاءَ الله ، فأوحى الله اِليّ : يا محمد اِني أطّلعَتُ الى الأرضَ اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتُك نبيّاً ، ثم أطّلَعتُ ثانياً فاختَرتُ منها عليّاً فجعَلتُه وصيُّك ووراث علمك والأمام بعدك ، وأخرج من أصلابكما الذُرِّية الطاهرة والأئمة المعصومين خُزّان علمي ، فلولاكما ما خَلقَتُ الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار ، يا محمد أتُحب ان تَراهُم ؟ قلت : نعم يا رَب .
فنوديت : يا محمد ارفع رأسك فرفَعتُ رأسي فاذا أنا بأنوار علي والحسَن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجَعفر بن محمد ومُوسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة يَتلألأ من بينهم كأنه كوكبٌ درّي .
فقلت : يا رب مَن هؤلاء ومَن هذا ؟ قال : يا محمد هُم الأئمة بعدك المُطَهَّرون من صُلِبك ، وهو الحجة الذي يَملأ الأرض قسطاً وعَدلا ويشفي صدور قوم مؤمنين .
قلنا : بآبائنا وأمهاتنا انتَ يا رسول الله لقد قُلتَ عجباً .
فقال (عليه السلام) : وأَعجبُ من هذا أنَّ أقواماً يَسمَعُون مني هذا ثم يرجعُون على أَعقابِهِم بعد اذ هَداهُم الله ويُؤذُونني فيهم ما لَهُم لا أنالهم الله شفاعتي(20).
(17) وروى الخزّاز القمي رحمه الله باسناده عن شريك عن عبدالله ابن سعد عن الحسين بن علي (عليهما السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : أخبرني جبرئيل (عليه السلام) لمّا أثبت الله عَزّوجَلّ اسم محمد على ساق العرش قلت : يا رَبّ هذا الأسم المكتوب في سرادق العرش أرى أعز خلقكَ عليك ، قال : فأراهُ الله عَزّوجَلّ اثنى عشر اشباحاً ابداناً بلا أرواح بين الأرض والسمآء فقال : يا رَبِّ بحَقّهِم عليك اِلا أخبرتني مَن هم ؟ قال : هذا نور علي بن أبي طالب ، وهذا نور الحسن والحسين ، وهذا نور علي بن الحسين وهذا نور محمد بن علي وهذا نور جعفر بن محمد ، وهذا نور موسى جعفر ، وهذا نور علي بن موسى ، وهذا نور محمد بن علي ، وهذا نور علي بن محمد ، وهذا نور الحسن بن علي وهذا نور الحجة القآئم المنتظر .
قال : فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ما أحد يتقرّبُ الى الله عَزّوجَلّ بهؤلاء القوم الا أعتَق الله تعالى رقبته من النار(21).
(18) روى العلامة الخزّاز القمي رحمه الله باسناده عن حذيفة بن اليمان قال : صَلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أقبَلَ بوجهه الكريم علينا فقال : مَعاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ونجح ومَن تركها حَلّت به الندامة ، فالتمِسوا بالتقوى السَلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأني أدعى فأجيب ، وأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا  ومَن تمسَّكَ بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ومَن تخَلف عنهم كان من الهالكين .
فقلت : يا رسول الله على مَن تخلّفنا ؟ قال : على من خَلَّفَ موسى ابن عمران قومه ؟ قلت : على وصيِّه يوشع بن نون .
قال : فاِن وصَيّي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قائد البَررَة وقاتل الكفرة منصورٌ من نَصَره مخذول من خذله .
قلت : يا رسول الله فكم يكون الأئمة من بَعدك ؟ قال : عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صُلبِ الحسين (عليه السلام) ، أعطاهُم الله علمي وفهمي ، خزان علم الله ومعادن وحيه
قلت : يا رسول الله فما لأولاد الحسن ؟
قال : اِن الله تبارك وتعالى جعل الأمامة في عقب الحسين ، وذلك قوله تعالى : (وجعلها كلمة باقية في عقبه)(22).
قلت : أفلا تسمّيهم لي يا رسول الله ؟ قال : نعم انه لما عرج بي الى السماء ونظَرتُ الى ساق العرش فرأيت مكتوباً بالنور : لا اله الا الله محمد رسول الله أيدتُه بعلي ونصَرته به ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ورأيت في ثلاثة مواضع عليّاً عليّاً عليّاً ومحمداً ومحمداً وموسى وجَعفر والحسن والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري .
فقلت : يا رب مَن هؤلاء الذين قَرنْتَ أسمآئهم باسمك ؟ قال : يا محمد انهم هم الأوصياء والأئمة بعدك خَلَقْتُهُم من طينتك فطوبى لمن أحبّهُم والويل لمن أبغضهم ، فبهم أنزل الغيث وبهم أثيب وأعاقب ثم رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده الى السماء ودعا بدعوات فسمعته فيما يقول : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي(23).
(19) روى الخزاز القمي الرازي رحمه الله في حديث حرب الجمل باسناده عن عبدالقيس قال :ونزل أبو أيوب في بعض دور الهاشميين فجمعنا اليه ثلاثين نفساً من شيوخ أهل البصرة فدخلنا اليه وسلمنا عليه وقلنا : انك قاتلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)ببدر وأحد المشركين ، والآن جئت تقاتل المسلمين ؟!
فقال : والله لقد سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي : انك تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين وقال لي انك تقاتلهم مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
قلنا : الله انك سمعت ذلك من رسول الله في علي ؟ قال : الله لقد سمعت يقول ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلنا : فحدّثنا بشيء سمعته .
قال : سمعته يقول : علي مع الحَقّ والحَقّ معه ، وهو الأمام والخليفة بعدي يقاتل على التأويل كما قاتَلْتُ على التنزيل ، وابناه الحسَن والحسين سبطاي من هذه الأمة ، امامان قاما أو قعدا وأبوهما خيرٌ منهما ، والأئمة بعد الحسين من صلبه ، ومنهم القآئم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمتُ في أولهِ ، ويفتح حصون الضلالة .
قلنا : فهذه التسعة مَن هم ؟ قال : هم الائمة بعد الحسين خَلَفٌ بعد خَلَفْ .
قلنا : فكم عهد اليك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يكون بعده من الأئمة ؟ قال : اثنى عشر .
قلنا : فهل سماهم لك ؟ قال : نعم انه قال (صلى الله عليه وآله) : لما عرج بي الى السماء نظرتُ على ساق العرش فاذا هو مكتوب بالنور لا اله الا الله محمد رسول الله ، أيدتُه بعلي ونصَرتُه بعلي ورأيت أحد عشر اسماً مكتوباً بالنور على ساق العرش بعد علي ، منهم الحسَن والحسين وعليّاً عليّاً عليّاً و محمداً محمداً محمداً وجعفراً وموسى والحسن والحجة قلت : الهي مَن هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسمآئهم باسمك ؟
فَنوْديتُ : يا محمد هم الأوصياء بعدك والأئمة فطوبى لمحبيهم والويل لمبغضيهم .
قلنا : فما لبني هاشم ؟ قال : سمعته يقول لهم : انتم المستضعفون من بعدي .
قلنا : فمن القاسطون والناكثون والمارقون ؟ قال : الناكثون الذين قاتلناهم وسوف نقاتل القاسطين والمارقين فاني والله لا أعرفهم غير أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : في الطرقات بالنهروانات الحديث(24).
(20) روى الحافظ البرسي في مشارق الأنوار عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فذكرت أختلاف الشيعة فقال : ان الله لم يزل فرداً في وحدانيته ثم خلق محمداً وعليّاً وفاطمة فمكثوا الف الف دهر ، ثم خلق الأشياء وأشهدهما خلقها ، وأجرى عليهم طاعتها وجعل فيهم منه ماشاء وفوض أمر الأشياء اليهم مَنّاً منه عليهم ، فهم يُحَلّلون ما شآؤا ويُحَرِّمون ما شآؤا ، ولا يفعلون الا ماشاء الله ، فهذه الديانة التي مَن تقدمها غرق ومن تأخر عنها محق خذها يا محمد فانها من مخزون العلم ومكنونه(25).
(21) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول : اِن الله خلق محمداً وعليّاً والطيّبين من نور عظمته ، وأقامهم أشباحاً قبل المخلوقات ، ثم قال : أتظن ان الله لم يخلق خلقاً سواكم ؟ بلى والله لقد خلق الله الف الف آدم والف الف عالم ، وانت والله في آخر تلك العوالم(26).
(22)خُلقت انا وعليّ من عمودين من نور(27)
روى ابان بن ابى عيّاش عن سليم بن قيس، عن سلمان وابي ذر والمقداد، ان نفراً من المنافقين اجتمعوا فقالوا: ان محمّدا ليخبرنا عن الجنّة، وما اعد الله فيها من النعيم لاوليائه واهل طاعته، وعن النار وما اعد الله فيها من الأنكال والهوان لأعدائه وأهل معصيته، فلو اخبرنا عن آبائنا وأمهاتنا ومقعدنا في الجنه والنار، فعرفنا الذي يبني عليه في العاجل والآجل.
فبلغ ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأمر بلالاً فنادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس حتى غص المسجد وتضايق بأهله فخرج مغضبا حاسراً عن ذراعيه وركبتيه، حتى صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس انا بشر مثلكم اوحى اليّ ربّي فاختصّني برسالته واصطفاني لنبؤتة، وفضّلني على جميع ولد آدم، واطلعني على ما شاء من غيبه فاسألوني عما بدا لكم، فوالذي نفسي بيده لا يسألني رجل منكم عن ابيه وامه،وعن مقعده من الجنّة والنار الا اخبرته هذا جبرائيل عن يميني يخبرني عن ربّي فاسألوني
الى ان قال: فقام عليّ بن ابي طالب(عليه السلام) فقال: يا رسول الله انسبني من انا ليعرف الناس قرابتي منك.
فقال(صلى الله عليه وآله): يا عليّ خلقت انا وانت من عمودين من نور معلّقين من تحت العرش يقدّسان الملك من قبل ان يخلق الخلق بالفي عام، ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين ثم نقل تلك النطفتين في الاصلاب الكريمة الى الارحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبدالله ونصفها في صلب ابي طالب فجُزئهٌ انا وجزء انت، وهو قول الله عز وجل: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً)(28).
يا عليّ انت منّي وانا منك سيط لحمك بلحمي ودمك بدمي، وانت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله، وكان ماضياً في الدركات يا عليّ ما عرف الله الا بي ثم بك من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته.
يا عليّ، انت علم الله بعدي الاكبر في الارض، وانت الركن الاكبر في القيامه، فمن استظل بفيئك كان فائزاً لان حساب الخلائق اليك ومآبهم اليك، والميزان ميزانك والصراط صراطك، والموقف موقفك، والحساب حسابك، فمن ركن اليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد، اللهم اشهد ثم نزل(صلى الله عليه وآله).
(23) روى ابان عن سليم قال: كانت قريش اذا جلست في مجالسها فرأت رجلاً من اهل البيت قطعت حديثها، فبينما هي جالسة اذ قال رجل منهم، ما مثل محمد في اهل البيت الا كمثل نخلة نبتت في كناسة! فبلغ ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) فغضب ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس، ثم قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس من أنا؟ قالوا: انت رسول الله، قال: انا رسول الله وانا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ثم مضى في نسبه حتى انتهى الى نزار ثم قال:
الا واني واهل بيتي كنا نوراً نسعى بين يدي الله قبل ان يخلق الله آدم بألفي عام، وكان ذلك النور اذا سبّح سبّحت الملائكة لتسبيحه، فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه، ثم اهبط الى الارض في صلب آدم، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قَذَفَهُ في النار في صلب ابراهيم ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الاصلاب حتى اخرجنا من افضل المعادن محتداً، واكرم المغارس منبتاً بين الآباء والامهات، لم يتلق احد منهم على سفاح قطّ(29).
الا ونحن بنو عبدالمطلب سادة اهل الجنّة، انا وعليّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين، وفاطمة والمهديّ، الا وان الله نظر الى اهل الارض نظرة فاختار منهم رجلين، احدهما انا فبعثني رسولاً ونبيّاً، والآخر عليّ بن ابي طالب واوحى الي ان اتخذه اخاً وخليلاً ووزيراً ووصيّاً وخليفة، الا وانه وليّ كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله، ومن عاداه عاداه الله، لايحبّه إلا مؤمن ولا يبغضه الا كافر، هو زر الارض بعدي ومسكنها، وهو كلمة الله التقوى وعروته الوثقى، يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواهم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون. الا وان الله نظر نظرة ثانية، فاختار بعدنا اثنى عشر وصيّا واهل بيتي، فجعلهم خياراً مني واحداً بعد واحد، مثل النجوم في السماء كلّما غاب نجم طلع نجم هم ائمة هداة مهتدون لايضرّهم كيد من كادهم ولاخذلان من خذلهم، هم حجج الله في ارضه، وشهداؤه على خلقه، وخزان علمه وتراجمة وحيه ومعادن حكمته، من اطاعهم اطاع الله ومن عصاهم عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم، لايفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض فليبلغ الشاهد الغائب، اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات.

الهوامش
(1) ينابيع المودة : ص10 ط اسلامبول .
(2) ورواه المستنبط في القطرة (ج1 ح44 ص49) وفيه : وسائر الخلق من النار ورواه العلامة الشيخ ابراهيم الحمويني في فرائد السمطين (ج1 ح4 ص39 ط بيروت) باسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي صلوات الله عليه : خُلِقتُ أنا وأنتَ من نور الله تعالى .
(3) مكيال المكارم : (ج1 ص381 ح780) . مرآة العقول : (ج9 / 10) وراجع الحديث بتمامه في الفصل (48) الحديث العاشر من أحاديث الطينة من هذا الكتاب .
(4) القطرة للمستنبط : ج1 المقدمة ص17 مع اختلاف يسير في الألفاظ  وسفينة البحار : ج1 ص732 . ومعجم أحاديث المهدي : (ج5 ح1808 ص370) . والفضائل لأبن شاذان : 158 . العوالم : ج 15 / 3 ص75 ب1 ح1 . مدينة المعاجز : ح109 ص257  والأربعين لأبي الفوارس (احقاق 13 : ص59) والبحار : ج36 ص213 الباب 40 الحديث 15 . ومستدرك الوسائل : ج3 ص287 ب30 ح3 و ج4 ص188 ب17 ح12 و ص398 ب3 ح4 .
أقول : روى هذا الخبر شيخنا المحدث النوري في كتاب المستدرك عن كتاب الغيبة للفضل بن شاذان ، وفي آخره ، قال المفضل بن عمر : قد روينا ان ابراهيم (عليه السلام) لَما أحَسَّ بالموت روى هذا الخبر لأصحابه سجَدَ فقبض في سجدته .
(5) سفينة البحار : ج1 ص734 .
(6) رواه في مكيال المكارم (ج1 ح572 ص261) .
(7) والقطرة : ج1 ص321 ح10 .
(8) فرائد السمطين 1 : 15 / 16 .
(9) بحار الانوار : ج25 ص21 ح32 .
(10) بحار الانوار : ج25 ص21 ح34 .
(11) رواه المجلسي في البحار : ج25 ص23 ح39 .
(12) آل عمران : 110 .
(13) بحار الانوار : ج25 ص22 ح38 .
(14) المصدر السابق : ج25 ص24 ح41 .
(15) البحار : ج25 ص21 ح35 .
(16) ورواه الشيخ ابراهيم الحمويني في فرائد السمطين عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليّاً في مسجد رسول الله في خلافة عثمان في حديث طويل ذكر فيه مناشدة أمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها : يا معشر قريش والأنصار الستم تعلمون ان الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ؟ وان ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : اني وأهل بيتي كنا نوراً يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عَزّوجَلّ آدم (عليه السلام) بأربعة عشر الف سنة فلما خلق الله تعالى آدم (عليه السلام) وضع ذلك النور في صلبه وأهبَطَه الى الأرض ثم حمله في السفينة في صُلب نوح (عليه السلام) ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم (عليه السلام) ثم لم يزل الله عَزّوجَلّ ينقلنا في الأصلاب الكريمة الى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة الى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمّهات لم يكن منهم على سفاح قط ؟
فقال السابقة والقدمة أهل بدر وأهل أحد نعم قد سمعنا من رسول الله .
وروى الحمويني أيضاً في فرائد السمطين (ج1 ح5 ص41 ط بيروت) باسناده عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : خُلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش نسبِّح الله ونقدِّسه من قبل ان يخلق الله عَزّوجَلّ آدم بأربعة عشر الف سنة فلما خلق الله آدم نقلنا الى اصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثم نقَلنا الى صلب عبدالمطلب وقَسَمنا نصفين ، فجعل نصفٌ في صلب أبي عبدالله وجعل نصف آخر في صُلب عمي أبي طالب فخُلِقتُ من ذلك النصف ، وخُلِقَ علي من النصف الآخر ، واشتق الله تعالى من أسمائه أسماءً فالله عَزّوجَلّ محمود وأنا محمد ، والله الأعلى وأخي علي ، والله الفاطر وابنتي فاطمة والله مُحسِنٌوأبناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، وأنا رسول الله وعلي ولي الله .
وروى الحمويني أيضاً في فرائد السمطين (ج1 ح6 ص42 ط بيروت) وباسناده عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) يقول : كنتُ أنا وعلي نوراً بين يدي الله عَزّوجَلّ مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلَما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صُلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبدالمطلب ، فجزءٌ أنا وجزء علي  وروى الحمويني أيضاً في (الحديث 7 ـ 8 ـ المصدر السابق) باسنادين عن زياد بن المنذر ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كنتُ أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صُلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صُلب الى صلب حتى أقرّهُ صلب عبدالمطلب ثم أخرجه من صُلب عبدالمطلب فقَسَمَهُ قسمين ، قسماً في صُلب عبدالله ، وقسماً في صُلب أبي طالب ، فعلي مني وأنا منه لحُمه لحمي ودمُه دمي فمن أحبه فبحبي أحبّهُ ومن أبغَضهُ فببغضي أبغضه .
ورواه الحافظ ابن المغازلي في مناقب الأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) (الحديث 130 ص87) عن سلمان وفيه : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عَزّوجَلّ يسبِّح الله ذلك النور ويقدِّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صُلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صُلب عبدالمطلب : ففي النبوّة وفي علي الخلافة  وأخرجه الحافظ الگنجي في كفاية الطالب (الباب 87 ص315 وفي ط 176) باسناده عن أبي سعيد العدوي : الحسن بن علي بن زكريا بعين السند ثم قال : هكذا أخرجه محدّث الشام في تأريخه ولم يطعن في سنده ولم يتكلم عليه ، وهذا يدل على ثبوته .
رواه الخوارزمي في الفصل (14) من المناقب (ص88 و 46) وفي آخر الفصل (4) من مقتله : (ج1 ص5) . ورواه الحافظ أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل الحديث (252) من باب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) . وراه الحافظ ابن عساكر في الحديث (180) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تأريخ دمشق (ج1 ص136) . وأخرجه العلامة الذهبي في ميزان الأعتدال (1 / 235 وفي ط 507 بالرقم 1904) عن ابن عساكر محدّث الشام في تأريخه بعين السند واللفظ . وأخرجه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (2 / 229) وفي (6 / 377) . وأخرجه الأمام أحمد في الفضائل على ما ذكره سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة) (ص52 الغري وص28 ط ايران) . وذكر العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة (ج2 ص450 وفي ط 430) قال : رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل علي (عليه السلام) ، قال : وذكره صاحب الفردوس وزاد فيه : ثم انتقلنا حتى صرنا في عبدالمطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية ورواه الحافظ ابن شيرويه الديلمي في فردوس الأخبار . ورواه العلامة عبدالله الشافعي في مناقبه (ص89) من طريق ابن المغازلي . ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص83)  وفي نزهة المجالس (2 / 230) . احقاق الحق : ج5 ص34 .
(17) رواه الصدوق في فضائل الشيعة (الحديث 21 ص27) .
محمد بن أبي نعمان :
جَسَدٌ طهَّرَهُ رَبُّ البَرايا                                   واجتبَاهُ واصطفاهُ من علي
وأرتضاه وحَباهُ لِمَعان                                     لَطُفَتْ عن كل معنى مَعنَوي
وصفيّ ووصيّ وامام                                      عادل بعد النَبي
وهو في الباطن من                                       مكنون سرّ أوحَدي
أوّلٌ في الكون من قبل البَرايا                          آخر في الأخري
فهو في الظاهر شخص بَشري                      ناطق من جسم رب آدمي
وهو في الباطن جسم ملكي                        أبطحي قرشي هاشمي ووَلي
مناقب آل أبي طالب ج2 : 386 .
(18) تذكرة الخواص : ص130 .
(19) تذكرة الخواص : ص46 ـ 47 .
(20) كفاية الأثر : 70 ـ 73 .
(21) المصدر السابق : 170 .
(22) الزخرف : 28 .
(23) كفاية الأثر : 136 ـ 138 .
(24) كفاية الأثر : 116 ـ 118 .
(25) مشارق أنوار اليقين : ص41 .
(26) المصدر السابق : ص41 .
(27) كتاب سليم بن قيس الكوفي: 225 ـ 226 ـ 227 وفي ط دار الفنون بيروت: 245 ـ 247.
(28) الفرقان: 54.
(29) كتاب سليم بن قيس: 277، وفي ط بيروت: 245.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page