وهي من السنن المستفادة من زواج الزهراء عليها السلام فقد روى ابن شهرآشوب عن ابن مردويه ، قال : إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام : « تكلم خطيباً لنفسك » فقال : « الحمدُ لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالنار من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، الى أن قال : وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم وقد رضيت ، فاسألوه واشهدوا » .
فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن ، وقد رضيت بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فانك أحقّ بها مني » .
وفي خبر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « فنعم الأخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضا الله رضاً »فخرّ علي عليه السلام ساجداً شكراً لله تعالى
وهو يقول : ( ...رَبّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ وَعَلَى وَالِدَيّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرّيّتِي... ) (1) . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « آمين » فلمّا رفع رأسه قال صلى الله عليه وآله وسلم : « بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدكما ، وجمع بينكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب » ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطبق بُسرٍ وأمر بنهبه ، ودخل حجرة النساء ، وأمر بضرب الدف (2) .
وفي حديث علي عليه السلام وأُمّ سلمة وسلمان (رضي الله عنهما) قالوا : فقال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : زوجته يا رسول الله؟ فقال : « نعم » فقالوا : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أزواجه ، فأمرهن أن يدففن لفاطمة عليها السلام ، فضربن بالدفوف (3) . .
____________
1) سورة النمل : 27 | 19 .
2) مناقب ابن شهر آشوب 3 : 351 . وبحار الأنوار 43 : 111 .
3) كشف الغمة | الاربلي 1 : 358 .
خطبة العقد
- الزيارات: 683