• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إنّ آية (حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً)

1:1359- محمّد بن العبّاس، عن محمّد بن همام، عن عبداللَّه بن جعفر، عن الخشّاب، عن إبراهيم بن يوسف العبدي، عن إبراهيم بن صالح، عن الحسين بن زيد، عن آبائه عليهم‏السلام قال: نزل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا محمّد! إنّه يولد لك مولود تقتله اُمّتك من بعدك.
فقال: يا جبرئيل! لا حاجة لي فيه، (فخاطبه ثلاثاً). (1).
فقال: يا محمّد! إنّ منه الأئمّة والأوصياء.
قال: وجاء النبيّ صلى الله عليه و آله إلى فاطمة عليهاالسلام، فقال لها: إنّك تلدين ولداً تقتله اُمّتي من بعدي.
فقالت: لا حاجة لي فيه، فخاطبها ثلاثاً.
ثمّ قال لها: إنّ منه الأئمّة والأوصياء.
فقالت: نعم، يا أبت! فحملت بالحسين عليه‏السلام، فحفظها اللَّه وما في بطنها من إبليس، فوضعته لستّة أشهر، و لم يسمع بمولود ولد لستّة أشهر إلّا الحسين و يحيى بن زكريّا عليهماالسلام.
فلمّا وضعته وضع النبي صلى الله عليه و آله لسانه في فيه فمصّه، ولم يرضع الحسين عليه‏السلام
من اُنثى حتّى نبت لحمه و دمه من ريق رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله، و هو قول اللَّه عزّ وجلّ: (وَ وَصَّيْنَا الإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثونَ شَهْراً) (2).
2:1360- الحسين بن إبراهيم القزوينيّ، عن محمّد بن وهيان، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن عليّ الزعفرانيّ، عن البرقيّ، عن أبيه، عن ابن أبي‏عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
حمل الحسين بن عليّ عليه‏السلام ستّة أشهر، و أرضع سنتين، و هو قول اللَّه عزّوجل: (وَ وَصَّيْنَا الإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثونَ شَهْراً). (3).
3:1361- أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين عليه‏السلام جاء جبرئيل إلى رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّ فاطمة عليهاالسلام ستلد ولداً تقتله اُمّتك من بعدك.
فلمّا حملت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه‏السلام كرهت حمله، و حين وضعته كرهت وضعه.
ثمّ قال أبو عبداللَّه عليه‏السلام: هل رأيتم في الدنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه؟ ولكنّها كرهته، لأنّها علمت إنّه سيقتل.
قال: وفيه نزلت هذه الآية: (وَ وَصَّيْنَا الإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثونَ شَهْراً). (4).
4:1362- محمّد بن جعفر الرزّاز، عن ابن أبي‏الخطّاب، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام:
إنّ جبرئيل نزل على محمّد صلى الله عليه و آله فقال: يا محمّد! إنّ اللَّه يقرأ عليك السلام، ويبشّرك بمولود يولد من فاطمة عليهاالسلام تقتله اُمّتك من بعدك.
فقال: يا جبرئيل! و على ربيّ السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة عليهاالسلام تقتله اُمّتي من بعدي.
قال: فعرج جبرئيل، ثمّ هبط فقال له مثل ذلك.
فقال: يا جبرئيل! و على ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي من بعدي.
فعرج جبرئيل إلى السماء ثمّ هبط فقال: له: يا محمّد! إنّ ربّك يقرئك السلام، و يبشّرك إنّه جاعل في ذريّته الإمامة و الولاية و الوصيّة.
فقال: قد رضيت.
ثمّ أرسل إلى فاطمة عليهاالسلام: إنّ اللَّه يبشّرني بمولود يولد منك تقتله اُمّتي من بعدي.
فأرسلت إليه: أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله اُمّتك بعدك.
فأرسل إليها إنّ اللَّه جاعل في ذريّته الإمامة و الولاية و الوصيّة.
فاُرسلت إليه إنّي قد رضيت، فحملته (كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثونَ شَهْراً حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعينَ سَنةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَك الَّتي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي).
فلو أنّه قال: أصلح لي ذرّيّتي، لكانت ذرّيته كلّهم أئمّة.
ولم يرضع الحسين عليه‏السلام من فاطمة عليهاالسلام ولا من اُنثى، ولكنّه كان يؤتي به النبيّ فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فينبت لحم
الحسين عليه‏السلام من لحم رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و دمه، ولم يولد مولود لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين بن علي عليهم‏السلام.
كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن عليّ بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو بن سعيد بإسناده (مثله). (5).
5:1363- أبي، عن سعد، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد، عن محمّد بن عبداللَّه، عن أبيه قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه‏السلام يقول: أتى جبرئيل رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فقال له: السلام عليك يا محمّد! ألا اُبشّرك بغلام تقتله اُمّتك من بعدك؟
فقال: لا حاجة لي فيه.
(قال: فانقّض إلى السماء، ثمّ عاد إليه الثانية، فقال مثل ذلك.
فقال: لا حاجة لي فيه، فانعرج إلى السماء ثمّ انقضّ عليه الثالثة، فقال له مثل ذلك.
فقال: لا حاجة لي فيه(.
فقال: إنّ ربّك جاعل الوصيّة في عقبه.
فقال: نعم.
ثمّ قام رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فدخل على فاطمة عليهاالسلام فقال لها: إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله اُمّتي من بعدي.
فقالت: لا حاجة لي فيه.
فقال: لها: إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه.
فقالت: نعم إذن.
قال: فأنزل اللَّه تبارك و تعالى عند ذلك هذه الآية فيه: (حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) لموضع إعلام جبرئيل إيّاها بقتله، فحملته كرهاً بأنّه مقتول،
و وضعته كرهاً، لأنّه مقتول. (6).
6:1364- أبي، وابن الوليد معاً، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
دخلت فاطمة عليهاالسلام على رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و عيناه تدمع، فسألته مالك؟
فقال: إنّ جبرئيل أخبرني أنّ اُمّتي تقتل حسيناً، فجزعت، وشقّ عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسها وسكنت. (7).
7:1365- أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
لمّا ولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه‏السلام جاء جبرئيل إلى رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فقال له: إنّ اُمّتك تقتل الحسين عليه‏السلام من بعدك، ثمّ قال: ألا اُريك من تربتها؟
فضرب بجناحه، فأخرج من تربة كربلاء فأراها إيّاه، ثمّ قال: هذه التربة الّتي يقتل عليها. (8).
8:1366- أبي، عن سعد، عن اليقطينيّ، عن محمّد بن سنان، عن أبي سعيد القمّاط، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
بينا رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله في منزل فاطمة عليهاالسلام والحسين عليه‏السلام في حجره، إذ بكى وخرّ ساجداً، ثمّ قال: يا فاطمة! يا بنت محمّد! إنّ العليّ الأعلى تراءا لي في بيتك هذا ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيأ هيئة، و قال: لي: يا محمّد! أتحبّ الحسين؟
فقلت: نعم، قرّة عيني و ريحانتي، و ثمرة فؤادي، و جلدة ما بين عينيّ.
فقال لي: يا محمّد!- و وضع يده على رأس الحسين عليه‏السلام- بورك من مولود عليه بركاتي و صلواتي و رحمتي و رضواني، و لعنتي و سخطي و عذابي و خزيي و نكالي على من قتله و ناصبه و ناواه و نازعه،
أما إنّه سيّد الشهداء من الأوّلين و الآخرين في الدنيا و الآخرة، و سيّد شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين، و أبوه أفضل منه وخير، فأقرئه السلام و بشّره بأنّه راية الهدى، و منار أوليائي، و حفيظي و شهيدي على خلقي، و خازن علمي، و حجّتي على أهل السماوات و أهل الأرضين و الثقلين الجنّ و الانس. (9).
قال العلّامة المجلسي رحمه الله: بيان: «إنّ العليّ الأعلى» أي: رسوله جبرئيل، أو يكون الترائي كناية، عن غاية الظهور العلمي، و حسن الصورة كناية، عن ظهور صفات كماله تعالى له، و وضع اليد كناية، عن إفاضة الرحمة. (10).
9:1367- روى الأوزاعيّ، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن اُمّ الفضل بنت الحارث: أنّها دخلت على رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فقالت: يا رسول‏اللَّه! رأيت الليلة حُلُما منكراً.
قال: و ما هو؟
قالت: رأيت كأنّي قطعة من جسدك قد قطعت، و وضعت في حجري.
فقال رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله: خيراً رأيت، تلد فاطمة عليهاالسلام غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه‏السلام.
قالت: و كان في حجري كما قال رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله، فدخلت به يوماً على النبي صلى الله عليه و آله، فوضعته في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله تهرقان بالدموع.
فقلت: بأبي أنت و اُمّي يا رسول‏اللَّه! مالك؟
قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ اُمّتي يقتل ابني هذا، و أتاني بتربة حمراء من تربته. (11).
10:1368- حذيفة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال: لمّا اُسري بي أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنّة، و أنا مسرور، فإذا أنا بشجرة من نور مكلّلة بالنّور في أصلها ملكان يطويان الحليّ والحلل إلى يوم القيامة.
ثمّ تقدمت أمامي فإذا أنا بتفّاح لم أر تفّاحاً هو أعظم منه، فأخذت واحدة ففلقتها فخرجت عليّ منها حوراء كأنّ أجفانها مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت؟
فبكت و قال (12): لابنك المقتول ظلماً الحسين بن عليّ بن أبي‏طالب عليهماالسلام.
ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، و أنا أشتهيها، فتحوّلت الرطبة نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسيّة، فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليهاالسلام. (13).
أقول: أوردت مثل هذا الخبر في عنوان «تقبيل رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام».
11:1369- روى الشيخ جعفر بن نما في «مثير الأحزان» بإسناده عن زوجة العبّاس بن عبدالمطّلب- و هي اُمّ‏الفضل لبابة بنت الحارث- قالت: رأيت في النوم قبل مولد الحسين عليه‏السلام كأنّ قطعة من لحم رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله قطعت و وضعت في حجري، فقصصت الرّؤيا على رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله.
فقال: إن صدقت رؤياك، فإنّ فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاماً، وأدفعه إليك لترضعيه.
فجرى الأمر على ذلك، فجئت به يوماً فوضعته في حجري فبال، فقطرت منه قطرة على ثوبه صلى الله عليه وآله، فقرصته، فبكى.
فقال- كالمغضب-: مهلاً يا اُمّ‏الفضل! فهذا ثوبي يغسل، وقد أوجعت ابني.
قالت: فتركته، ومضيت لآتيه بماء، فجئت فوجدته صلى الله عليه و آله يبكي، فقلت: ممَّ بكاؤك يا رسول‏اللَّه؟
فقال: إنّ جبرئيل أتاني، و أخبرني أنّ اُمتي تقتل ولدي هذا.
قال: و قال أصحاب الحديث: فلمّا أتت على الحسين عليه‏السلام سنة كاملة هبط على النبيّ صلى الله عليه و آله إثنا عشر ملكاً على صور مختلفة، أحدهم على صورة بني‏آدم يعزَّونه، ويقولون: إنّه سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، و سيعطى مثل أجر هابيل، و يحمل على قاتله مثل وزر قابيل.
ولم يبق ملك إلّا نزل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله يعزّونه، والنبيّ صلى الله عليه و آله يقول: اللهمّ اخذل خاذله، و اقتل قاتله، ولا تمتّعه بما طلبه. (14).
12:1370- بإسناد أخي دعبل، عن الرّضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهم‏السلام قال: حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة، قالت: قبلت جدّتك فاطمة بنت رسول‏اللَّه بالحسن والحسين عليهم‏السلام.
قالت: فلمّا ولدت الحسن عليه‏السلام جاء النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا أسماء! هاتي ابني.
قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها، و قال: ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء؟
و دعا بخرقة بيضاء فلفّه بها، ثمّ أذّن في اُذنه اليمنى، و أقام في اُذنه اليسرى، و قال لعليّ عليه‏السلام: بما سمّيت ابني هذا؟
قال: ما كنت لأسقبك باسمه يا رسول‏اللَّه!
قال: و أنا ما كنت لأسبق ربّي عزّ وجلّ.
قال: فهبط جبرئيل، قال: إنّ اللَّه يقرأ عليك السلام، و يقول: لك: يا محمّد! عليّ منك بمنزلة هارون من موسى إلّا إنّه لا نبيّ بعدك، فسمّ ابنك باسم ابن هارون.
قال النبي صلى الله عليه و آله: و ما اسم ابن هارون؟
قال جبرئيل: شبّر.
قال: و ما شبّر؟
قال: الحسن.
قالت أسماء: فسمّاه الحسن عليه‏السلام.
قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه‏السلام نفستها به، فجاءني النبي صلى الله عليه و آله فقال: هلّم ابني يا أسماء!
فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن عليه‏السلام.
قالت: وبكى رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللهمّ العن قاتله، لا تعلمي فاطمة عليهاالسلام بذلك.
قالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعة جاءني النبي صلى الله عليه و آله، فقال: هلّمي ابني.
فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن عليه‏السلام، وعقّ عنه كما عقّ عن الحسن عليه‏السلام كبشاً أملح، وأعطى القابلة الورك و رجلاً، و حلّق رأسه، و تصدّق بوزن الشعر و رقاً، و خلّق رأسه بالخلوق، و قال: إنّ الدم من فعل الجاهليّة.
قالت: ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أبا عبداللَّه! عزيز عليّ، ثمّ بكى.
فقلت: بأبي أنت و اُمّي، فعلت في هذا اليوم، و في اليوم الأوّل فما هو؟
قال: أبكي على ابني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني‏اُميّة لعنهم اللَّه، لا أنالهم اللَّه شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر باللَّه العظيم.
ثمّ قال: اللهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريّته، اللهمّ أحبّهما
وأحبّ من يحبّهما، والعن من يبغضهما مل‏ء السماء والأرض. (15).
13:1371- جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال: كان الحسين عليه‏السلام مع اُمّه تحمله، فأخذه النبي صلى الله عليه و آله و قال: لعن اللَّه قاتلك، و لعن اللَّه سالبك، و أهلك اللَّه المتوازرين عليك، و حكم اللَّه بيني و بين من أعان عليك. قالت فاطمة الزهراء عليهاالسلام: يا أبت! أيّ شي‏ء تقول؟
قال: يا بنتاه! ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى، والظلم والغدر والبغي، و هو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، و كأنّي أنظر إلى معسكرهم، و إلى موضع رحالهم و تربتهم.
قالت: يا أبه! و أين هذا الموضع الّذي تصف؟
قال: موضع يقال له: «كربلاء»، و هي دار كرب وبلاء، علينا و على الاُمّة (الأئمّة، خ ل) يخرج شرار اُمّتي، لو أنّ أحدهم شفع له من في السماوات و الأرضين ما شفّعوا فيه، و هم المخلّدون في النّار.
قالت: يا أبه! فيقتل؟
قال: نعم؛ يا بنتاه! و ما قتل قتلته أحد كان قبله، ويبكيه السماوات و الأرضون، و الملائكة والوحش، و النباتات و البحار و الجبال، و لويؤذن ما بقي على الأرض متنفّس.
و يأتيه قوم من محبّينا ليس في الأرض أعلم باللَّه، ولا أقوم بحقّنا منهم، و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم، اولئك مصابيح في ظلمات الجور، و هم الشّفعاء، و هم واردون حوضي غداً، أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم، و كلّ أهل دين يطلبون أئمّتهم، و هم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، و هم قوّام الأرض، و بهم ينزل الغيث.
فقالت فاطمة الزهراء عليهاالسلام: يا أبه! إنّا للَّه، وبكت.
فقال لها: يا بنتاه! إنّ أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة، يقاتلون في سبيل اللَّه فيقتلون، و يُقتلون وعداً عليه حقّاً، فما عنداللَّه خير من الدنيا و ما فيها قتلة أهون من ميتة، و من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه و من لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمّد! أما تحبّين أن تأمرين غداً بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟
أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟
أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟
أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه، و يذود عنه أعدائه؟
أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار، يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من يشاء، و يترك من يشاء؟
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به، و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق، و هو يخاصمهم عنداللَّه ممّا ترين اللَّه صانع بقاتل ولدك و قاتليك و قاتل بعلك إذا أفلجت حجّته على الخلائق، و أمرت النار أن تطيعه؟
أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك، و تأسف عليه كلّ شي‏ء؟
أما ترضين أن يكون من أتاه زائر في ضمان‏اللَّه، و يكون من أتاء بمنزلة من حجّ إلى بيت اللَّه واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، و إذا مات، مات شهيداً، و إن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، و لم يزل في حفظ اللَّه و أمنه حتّى يفارق الدنيا؟
قالت: يا أبة! سلّمت و رضيت و توكّلت على اللَّه.
فمسح على قلبها و مسح عينيها، و قال: إنّي و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقرّ عيناك، و يفرح قلبك.
كامل الزيارات: محمّد الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبداللَّه بن حمّاد البصري، عن عبداللَّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام (مثله)... إلى قوله: بهم ينزل الغيث، ثمّ قال: و ذكر هذا الحديث بطوله. (16).
14:1372- محمّد بن عليّ بن بشّار القزويني، عن المظفّر بن أحمد، عن الأسدي، عن سهل، عن سليمان بن عبداللَّه، عن عبداللَّه بن الفضل قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه‏السلام:
يابن رسول‏اللَّه! كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة و غمّ و جزع و بكاء دون اليوم الّذي قبض فيه رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و اليوم الّذي ماتت فيه فاطمة عليهاالسلام، واليوم الّذي قتل فيه أميرالمؤمنين عليه‏السلام، و اليوم الّذي قتل فيه الحسن عليه‏السلام بالسمّ؟
فقال: إنّ يوم قتل الحسين عليه‏السلام أعظم مصيبة من جميع سائر الأيّام، و ذلك أنّ أصحاب الكساء الّذين كانوا أكرم الخلق على اللَّه كانوا خمسة، فلمّا مضى عنهم النبي صلى الله عليه و آله بقي أميرالمؤمنين و فاطمة والحسن والحسين عليهم‏السلام، فكان فيهم للنّاس عزاء و سلوة.
فلمّا مضت فاطمة عليهاالسلام كان في أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهم‏السلام للناس عزاء و سلوة.
فلمّا مضى منهم أميرالمؤمنين عليه‏السلام كان للناس في الحسن والحسين عليهماالسلام عزاء و سلوة.
فلمّا مضى الحسن عليه‏السلام كان للناس في الحسين عليه‏السلام عزاء و سلوة.
فلمّا قتل الحسين عليه‏السلام لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء و سلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.
قال عبداللَّه بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يابن رسول‏اللَّه! فلم لم يكن للناس في عليّ بن الحسين عليهماالسلام عزاء و سلوة مثل ما كان لهم في آبائه عليهم‏السلام؟
فقال: بلى؛ إن عليّ بن الحسين عليهماالسلام كان سيّد العابدين و إماماً و حجّة على الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنّه لم يلق رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و لم يسمع منه، و كان علمه وراثة عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلى الله عليه و آله،
و كان أميرالمؤمنين و فاطمة والحسن والحسين عليهم‏السلام قد شاهدهم الناس مع رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله في أحوال تتوالى، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكّروا حاله من رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله، و قول رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله له فيه.
فلمّا مضوا فقد النّاس مشاهدة الأكرمين على اللَّه عزّ وجلّ، ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلّا في فقد الحسين عليه‏السلام، لأنّه مضى في آخرهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.
قال عبداللَّه بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يابن رسول‏اللَّه! فكيف سمّت العامّة يوم عاشوراء يوم بركة؟
فبكى عليه‏السلام، ثمّ قال: لمّا قتل الحسين عليه‏السلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد، فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان ممّا وضعوا أمر هذا اليوم، و إنّه يوم بركة، ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء و المصيبة و الحزن إلى الفرح و السرور و التبرّك و الاستعداد فيه، حكم اللَّه بيننا و بينهم.
قال: ثمّ قال عليه‏السلام: يابن عمّ! و إنّ ذلك لأقلّ ضرراً على الإسلام و أهله ممّا وضعه قوم انتحلوا مودّتنا و زعموا أنّهم يدينون بموالاتنا و يقولون بإمامتنا، زعموا أنّ الحسين عليه‏السلام لم يقتل، و أنّه شبّه للنّاس أمره كعيسى بن مريم، فلا لائمة
إذاً على بني‏اُميّة، ولا عتب على زعمهم.
يابن عم! من زعم أنّ الحسين عليه‏السلام لم يقتل فقد كذّب رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و عليّاً عليه‏السلام، و كذّب من بعده من الأئمّة عليهم‏السلام في إخبارهم بقتله، و من كذّبهم فهو كافر باللَّه العظيم، و دمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه.
قال عبداللَّه بن الفضل: فقلت له: يابن رسول‏اللَّه! فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟
فقال عليه‏السلام: ما هؤلاء من شيعتي، و أنا بري‏ء منهم.
قال: فقلت: فقول اللَّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ في السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كونوا قِرَدةً خاسِئينَ). (17).
قال: إنّ اولئك مسخوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا و لم يتناسلوا، و أنّ القردة اليوم مثل اولئك، و كذلك الخنزير و سائر المسوخ، ما وجد منها اليوم من شي‏ء فهو مثله لا يحلّ أن يؤكل لحمه.
ثمّ قال عليه‏السلام: لعن اللَّه الغلاة المفوّضة، فإنّهم صغّروا عصيان اللَّه، و كفروا به و أشركوا و ضلّوا و أضلّوا فراراً من إقامة الفرائض وأداء الحقوق. (18).
15:1373- أبي، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبداللَّه بن زرارة، عن عبداللَّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن عبداللَّه بن بكير، قال: حججت مع أبي عبداللَّه عليه‏السلام- في حديث طويل- فقلت: يابن رسول‏اللَّه! لو نبش قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلام هل كان يصاب في قبره شي‏ء؟
فقال: يا أبي‏بكير! ما أعظم مسائلك؟ أنّ الحسين بن علي عليه‏السلام مع أبيه و اُمّه و أخيه في منزل رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و معه يرزقون و يحبرون، و إنّه لعَنْ يمين العرش
متعلّق به، يقول: يا ربّ! أنجزلي ما وعدتني، وإنّه لينظر إلى زوّاره، فهو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و ما في رحالهم من أحدهم بولده،
و إنّه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له، و يسأل أباه الاستغفار له، و يقول: أيّها الباكي! لو علمت ما أعدّ اللَّه لك لفرحت أكثر ممّا حزنت، و إنّه ليستغفر له من كلّ ذنب و خطيئة.
كامل الزيارات: أبي، عن ابن أبان، عن الأهوازيّ، عن عبداللَّه بن المغيرة، عن الأصمّ (مثله). (19).
16:1374- أقول: رأيت في بعض تأليفات بعض الثقات من المعاصرين: روي أنّه لمّا اُخبر النبي صلى الله عليه و آله ابنته فاطمة عليهاالسلام بقتل ولدها الحسين عليه‏السلام و ما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة عليهاالسلام بكاءً شديداً، و قالت: يا ابت! متى يكون ذلك؟
قال: في زمان خال منّي و منك و من عليّ.
فاشتدّ بكاؤها، و قالت: يا أبت! فمن يبكي عليه؟ و من يلتزم بإقامة العزاء له؟
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! إنّ نساء اُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، و رجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، و يجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنّة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء، و أنا أشفع للرّجال، و كلّ من بكى منهم على مصاب الحسين عليه‏السلام أخذنا بيده، و أدخلناه الجنّة.
يا فاطمة! كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا عين بكت على مصاب الحسين عليه‏السلام، فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة. (20).
17:1375- و رأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّه حكي عن السيّد عليّ الحسينيّ، قال: كنت مجاوراً في مشهد مولاي عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام مع جماعة من المؤمنين، فلمّا كان اليوم العاشر من شهر عاشوراء ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسين عليه‏السلام، فوردت رواية عن الباقر عليه‏السلام إنّه قال:
من ذرفت عيناه على مصاب الحسين عليه السلام، ولو مثل جناح البعوضة غفر اللَّه له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر.
و كان في المجلس معنا جاهل مركّب يدّعي العلم ولا يعرفه، فقال: ليس هذا بصحيح، والعقل لا يعتقده، و كثر البحث بيننا، و افترقنا عن ذلك المجلس، و هو مصرّ على العناد في تكذيب الحديث.
فنام ذلك الرّجل تلك الليلة، فرآى في منامه: كأنّ القيامة قد قامت، و حشر الناس في صعيد واحد صفصف لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً وقد نصبت الموازين، و امتدّ الصراط، و وضع الحساب، و نشرت الكتب، و اُسعرت النيران، و زخرفت الجنان، و اشتدّ الحرّ عليه، و إذا هو قد عطش عطشاً شديداً، و بقي يطلب الماء فلا يجده، فالتفت يميناً و شمالاً، و إذا هو بحوض عظيم الطول والعرض.
قال: قلت في نفسي: هذا هو الكوثر، فإذا فيه ماء أبرد من الثلج، و أحلى من العذب، و إذا عند الحوض رجلان و امرأة أنوارهم تشرق على الخلائق، و مع ذلك لبسهم السواد، و هم باكون محزونون.
فقلت: من هؤلاء؟
فقيل لي: هذا محمّد الصمطفى صلى الله عليه و آله، و هذا الإمام عليّ المرتضى عليه‏السلام، و هذه الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
فقلت: مالي أراهم لابسين السواد، و باكين و محزونين؟
فقيل لي: أليس هذا يوم عاشوراء يوم مقتل الحسين عليه‏السلام؟ فهم محزونون لأجل ذلك.
قال: فدنوت إلى سيّدة النساء فاطمة عليهاالسلام، و قلت لها: يا بنت رسول‏اللَّه! إنّي عطشان.
فنظرت إليّ شزراً، و قالت لي: أنت الّذي تنكر فضل البكاء على مصاب ولدي الحسين عليه‏السلام، و مهجة قلبي، و قرّة عيني الشهيد المقتول ظلماً و عدواناً؟ لعن اللَّه قاتليه و ظالميه و مانعيه من شرب الماء.
قال الرجل: فانتبهت من نومي فزعاً مرعوباً، و استغفرت اللَّه كثيراً، و ندمت على ما كان منّي، و أتيت إلى أصحابي الّذين كنت معهم و خبّرت برؤياي، و تبت إلى اللَّه عزّ وجلّ. (21).
18:1376- أقول: وجدت في بعض مؤلّفات المعاصرين: إنّه لمّا جمع ابن زياد لعنه اللَّه قومه لحرب الحسين عليه‏السلام كانوا سبعين ألف فارس، فقال ابن زياد: أيّها الناس! من منكم يتولّى قتل الحسين، وله ولاية أيّ بلد شاء؟
فلم يجبه أحد منهم، فاستدعى بعمر بن سعد لعنه اللَّه و قال له: يا عمر! اُريد أن تتولّى حرب الحسين بنفسك؟
فقال له: اعفني من ذلك.
فقال ابن زياد: قد أعفيتك يا عمر! فاردد علينا عهدنا الّذي كتبنا إليك بولاية الري.
فقال عمر: أمهلنا الليلة.
فقال له: قد أمهلتك.
فانصرف عمر بن سعد إلى منزله، و جعل يستشير قومه و إخوانه و من يثق به من أصحابه، فلم يشر عليه أحد بذلك، و كان عند عمر بن سعد رجل يقال له: كامل، و كان صديقاً لأبيه من قبله، و كان كامل كاسمه ذارأي و عقل و دين كامل...
قال له كامل: يا عمر! أسفهت الحقّ، وضللت الهدى؟ أما تعلم إلى حرب من تخرج؟ و لمن تقاتل؟ إنّا للَّه و إنّا إليه راجعون.
واللَّه؛ لو أعطيت الدنيا و ما فيها على قتل رجل واحد من اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله لما فعلت، فكيف تريد تقتل الحسين ابن بنت رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله؟
و ما الّذي تقول غداً لرسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله إذا وردت عليه وقد قتلت ولده و قرّة عينه و ثمرة فؤاده و ابن سيّدة نساء العالمين و ابن سيّد الوصيّين، و هو سيّد شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين، و إنّه في زماننا هذا بمنزلة جدّة في زمانه، و طاعته فرض علينا كطاعته، و إنّه باب الجنّة و النّار؟ فاختر لنفسك ما أنت مختار، و إنّي اُشهد باللَّه إن حاربته أو قتلته أو أعنت عليه أو على قتله لاتلبث في الدنيا بعده إلّا قليلا.
- أقول: ثمّ ذكر كامل بحديث دير راهب، إذ سافر كامل مع سعد إلى الشّام و إخبار راهب سعداً قبل هذا السفر بأنّه هو الرجل الّذي يقتل ابن بنت رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله-
قال كامل: فخاف أبوك سعد من ذلك، و خشي أن تكون أنت قاتله، فأبعدك عنه و أقصاك، فأحذر يا عمر! أن تخرج عليه، يكون عليك نصف عذاب أهل النار.
قال: فبلغ الخبر ابن زياد لعنه اللَّه، فاستدعى بكامل و قطع لسانه، فعاش يوماً أو بعض يوم، و مات رحمه اللَّه. (22).
أقول: هذا الخبر طويل اختصرته و لخّصته، فراجع المأخذ.
19:1377- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء؛ والحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبداللَّه عليه‏السلام قال:
لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين عليه‏السلام جاء جبرئيل إلى رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّ فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاماً تقتله اُمّتك من بعدك.
فلمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه.
ثمّ قال أبو عبداللَّه عليه‏السلام: لم ترفي الدنيا اُمّ تلد غلاماً تكرهه، ولكنّها كرهته لما علمت إنّه سيقتل.
قال: وفيه نزلت هذه الآية (وَ وَصَّيْنا الإنسانَ بِوالِدَيْهِ حُسناً حَملته اُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضعتهُ كرهاً وَ حَمْلُهُ وَ قصالْهُ ثَلَاثُونَ شَهراً). (23).
20:1378- ولد الحسين بن علي عليهماالسلام في سنة ثلاث، و قبض عليه‏السلام في شهر المحرّم من سنة إحدى و ستّين من الهجرة، و له سبع و خمسون سنة و أشهر،
قتله عبيداللَّه بن زياد لعنه اللَّه في خلافة يزيد بن معاوية لعنه اللَّه و هو على الكوفة، و كان على الخيل الّتي حاربته و قتلته عمر بن سعد لعنه اللَّه بكربلاء يوم الإثنين لعشر خلون من المحرّم، و اُمّه فاطمة بنت رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله. (24).
أقول: و إن كانت بعض الأخبار الّتي أوردتها خال عن الآية، لكن تدلّ على الإخبار بقتله و حزن رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله و حزن فاطمة عليهاالسلام على قتل الحسين عليه‏السلام، و يستفاد منها بالملازمة معنى الآية الشريفة (حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرهاً).
فتدلّ على المقصود، و على هذا العنوان روايات كثيرة تشير إلى ذلك المعنى، و سيأتي بعضها في عنوان «ميلاد الحسنين عليهماالسلام»، و أوردت بعضها الآخر لمناسبة اُخرى، و لأنّه ذكر فيها فاطمة عليهاالسلام.
___________
(1). الأحقاف: 5، ولا نكرّر موضعها بتكرارها في هذا العنوان.
(2). أثبتناه من نسخة.
(3). البحار: 272:23 ح 23، عن تأويل الآيات، و أورده أيضاً في: 158:36 ح 137، مع اختلاف يسير في المتن والسند.
(4). البحار: 258:43 ح 45، عن أمالي الطوسي.
(5). البحار: 231:44 ح 16، عن كامل الزيارات.
(6). البحار: 232:44- 233 ح 17، عن كامل الزيارات.
(7). البحار: 233:44 ح 18، عن كامل الزيارات.
(8). البحار: 233:44 ح 19، عن كامل الزيارات.
(9). البحار: 236:44 ح 26، عن كامل الزيارات.
(10). البحار: 238:44 ح 29، عن كامل الزيارات.
(11). البحار: 238:44.
(12). البحار: 238:44 ح 30، عن الإرشاد.
(13). كذا في البحار، والصواب: و قالت.
(14). البحار: 240:44 ح 33، عن تفسير فرات.
(15). البحار: 246:44 ح 46.
(16). البحار: 250:44 ح 1، عن أمالي الطوسي.
(17). البحار: 264:44 و 265 ح 22، عن تفسير فرات.
(18). البقرة: 62.
(19). البحار: 269:44 ح 1، عن العلل.
(20). البحار: 292:44 ح 35 و36، عن كامل الزيارات.
(21). البحار: 292:44 ح 37.
(22). البحار: 293:44 ح 38.
(23). البحار: 305:44.
(24). الكافي: 364:2 و 365 ح 3.
(25). الكافي: 363:2.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page