و كان الامام أبو جعفر (ع) اذا حج البيت الحرام انقطع الى اللّه و اناب إليه و تظهر عليه آثار الخشوع و الطاعة، و قد روى مولاه أفلح قال:
حججت مع أبي جعفر محمد الباقر فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له:
«بأبي أنت و أمي إن الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلا.»
فلم يعن به الامام و راح يقول له:
«ويحك يا أفلح اني ارفع صوتي بالبكاء لعل اللّه ينظر إلي برحمة فافوز بها غدا. .»
ثم انه طاف بالبيت، و جاء حتى ركع خلف المقام، فلما فرغ و اذا بموضع سجوده قد ابتل من دموع عينيه 1 و حج (ع) مرة و قد احتف به الحجاج، و ازدحموا عليه و هم يستفتونه عن مناسكهم و يسألونه عن أمور دينهم، و الامام يجيبهم، و بهر الناس من سعة علومه، و أخذ بعضهم يسأل بعضا عنه فأنبرى إليهم شخص من اصحابه فعرفه لهم قائلا:
«إلا ان هذا باقر علم الرسل، و هذا مبين السبل، و هذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة، هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء، هذا بقية اللّه في أرضه، هذا ناموس الدهر، هذا ابن محمد و خديجة علي و فاطمة، هذا منار الدين القائمة. .» 2 .
و لم تذكر المصادر التي بأيدينا عدد حجه الى بيت اللّه الحرام، فقد أهملت ذلك.
___________
1 ) صفة الصفوة ٢ / ۶٣ ، تأريخ ابن عساكر ۵١ / ۴۴ ، مرآة الزمان ۵ / ٧٩ نور الابصار (ص ١٣٠ ) .
2 ) مناقب ابن شهرآشوب ۴ / ١٨٣ .
حجه:
- الزيارات: 467